بازگشت

الاخبار المسبق عن خفاء الولادة


أخبرت الکثير من الأحاديث الشريفة بأن ولادة المهدي من الحسن العسکري ستُحاط بالخفاء والسرية، ونسبت الإخفاء الي الله تبارک وتعالي وشبهت بعضها إخفاء ولادته باخفاء ولادة موسي وبعضها بولادة ابراهيم (عليهما السلام)، وبيّنت علّة ذلک الإخفاء بحفظه (عليه السلام) حتي يؤدي رسالته، نستعرض هنا نماذج قليلة منها.

فمثلاً روي الشيخ الصدوق في إکمال الدين والخزاز في کفاية الأثر مسنداً عن الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام) ضمن حديث قال فيه:

«أما علمتم أنه ما منّا إلا وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلّي عيسي بن مريم خلفه؟! وإن الله عز وجل يُخفي ولادته ويغيّب شخصه لئلاّ يکون لأحد في



[ صفحه 115]



عنقه بيعة إذا خرج، ذلک التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة النساء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته...» [1] .

وفي حديث رواه الصدوق بطريقين عن الإمام علي (عليه السلام) قال: «... إن القائم منا إذا قام لم يکن لأحد في عنقه بيعة، فلذلک تخفي ولادته ويغيب شخصه» [2] .

وروي عن الإمام السجاد (عليه السلام) أنه قال: «في القائم منا سنن من الأنبياء... وأما من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس....» [3] .

وروي عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال: «في التاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة من موسي بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله أمره في ليلة واحدة» [4] .

وروي الکليني في الکافي بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال ـ في حديث ـ: «انظروا من خفي [عمي] علي الناس ولادته فذاک صاحبکم، إنه ليس منا أحد يُشار إليه بالأصابع ويمضغ بالألسن إلا مات غيضاً أو رغم أنفه» [5] .

والأحاديث بهذا المعني کثيرة والکثير منها مروي بأسانيد صحيحة تخبر صراحة ـ وقبل وقوع ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) ـ بخفائها، وفي ذلک دلالة وجدانية صريحة علي صحتها حتي لو کان في أسانيد بعضها ضعف أو مجهولية لأنها أخبرت عن شيء قبل وقوعه ثم جاء الواقع مصدقاً لما أخبرت عنه، وهذا ما لا يمکن صدوره إلا من جهة علام الغيوب تبارک وتعالي الأمر الذي يثبت صدورها عن ينابيع الوحي وبإخبار من الرسول الأکرم (صلي الله عليه وآله).



[ صفحه 116]




پاورقي

[1] کمال الدين: 315، کفاية الأثر: 317.

[2] کمال الدين: 303.

[3] کمال الدين: 321 ـ 322.

[4] کمال الدين: 316.

[5] الکافي: 1/ 276.