بازگشت

دلالاتها علي وجود الإمام المهدي


هذه هي النصوص المروية في المصادر المعتبرة عند أهل السنة، وبعد عرضها نثبت الدلالات المستفادة منها کما يلي:

1 ـ المستفاد من روايات الحديث الشريف أنه جاء ضمن خطبة مهمة ألقاها الرسول الأکرم (صلي الله عليه وآله) علي المسلمين وفي الأيام الأخيرة من حياته الشريفة، وتصرح مجموعة من رواياته أنها کانت في عرفات في حجة الوداع الشهيرة وهي الخطبة نفسها التي أعلن فيها وصيته الشهيرة بالتمسک بالقرآن وعترته في حديث الثقلين المتواتر الذي دل ـ کما عرفنا ـ علي حتمية وجود متأهل من أهل البيت (عليهم السلام) للتمسک به الي جانب القرآن والي يوم القيامة. وهي الحجة نفسها التي بلغ في طريق عودته منها الأمر القرآني بتنصيب الإمام علي ولياً ومرجعاً للمسلمين من بعده يخلفه في ذلک.

وهذا التقارن بين هذه الأحاديث الثلاثة وجمع تبليغها في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة وإحاطتها بکثير من الأهمية يکشف عن أهمية مضامينها فيما يرتبط بهداية المسلمين الي ما يضمن لهم النجاة علي المستويين الفردي والاجتماعي واستمرار تحرک المسيرة الإسلامية من بعده علي الصراط المستقيم والمحجة البيضاء.

فهي تشترک في الموضوع المستقبلي الذي تدور عليه مضامينها، لذلک لا يمکن القول بأن رسول الله (صلي الله عليه وآله) اراد من أحاديث الائمة الاثني عشر مجرد الإخبار عن واقع تأريخي سيجري بعد وفاته، فهذا ما لا يمکنه تفسير



[ صفحه 90]



الأهمية القصوي التي أحاط بها تبليغه لمضمون هذا الحديث، بل واضحٌ أن تبليغ هذا الحديث في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة يأتي في ضمن مساعيه لهداية المسلمين الي ماينقذهم من الضلالة والانحراف بعده وهو الهدف الذي صرح به في حديث الثقلين، لذا فذکر الأئمة أو الخلفاء الاثني عشر والإخبار عن مجيئهم بعده هو لهداية المسلمين وصوناً لمستقبل مسيرتهم من بعده وإتماماً للحجة عليهم. وهذه نقطة محورية مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار لدراسة هذا الحديث ولمعرفة مصداقه.