دلالات الحديث علي وجود الإمام
دلالات الحديث الشريف کثيرة، وقد استدل به العلماء لاثبات معظم مسائل الإمامة حسب مذهب أهل البيت (عليهم السلام) [1] ، نقتصر هنا علي ذکر أهمها ممّا يرتبط بموضوع بحثنا خاصة.
1 ـ صرّح الحديث الشريف بأن سبيل النجاة من الضلالة بعد وفاة الرسول (صلي الله عليه وآله)، إنما يکون بالتمسک بالقرآن والعترة النبوية معاً: «ما إن تمسکتم بهما»، وليس بواحد منهما فقط، بمعني أن التمسک بأحدهما لا يکون تاماً وحقيقياً ولن يضمن النجاة من الضلالة إلا إذا اقترن وقاد الي التمسک بالآخر،
[ صفحه 83]
فلن يکون مدعي التمسک بأحدهما صادقاً في ادعائه لأنهما «لن يفترقا».
2 ـ حدّد الحديث بوضوح هوية الثقل الثاني بقوله (صلي الله عليه وآله): «عترتي أهل بيتي»، والعترة کما يقول علماء اللغة: «نسل الإنسان، قال الأزهري: وروي ثعلب عن ابن الأعرابي أن العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه ولا تعرف العرب من العترة غير ذلک» [2] .
وبهذا تخرج نساء النبي (صلي الله عليه وآله) من مصداق الحديث.
بل وحتي مع الأخذ بوصف «أهل بيتي» مجرداً تخرج نساء النبي من المصداق لما أخرجه مسلم في صحيحه في ذيل حديث الثقلين حيث وضّح راوي الحديث عن زيد بن أرقم المقصود عندما سألوه: «مَن أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا وأيم الله، إن المرأة تکون مع الرجل من الدهر ثم يطلقها فترجع الي أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة من بعده» [3] .
پاورقي
[1] راجع مثلاً کتاب «حديث الثقلين»، تواتره، فقهه» للسيد علي الميلاني.
[2] المصباح المنير للفيومي: 391، مادة العترة.
[3] صحيح مسلم: 2/ 362.