بازگشت

اللفظ المتواتر: کتاب الله و عترتي


واللفظ المتواتر لهذا الحديث الشريف هو الذي ورد فيه ذکر القرآن الکريم وأهل بيت النبي أو عترته ـ صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ـ کمصداق للثقلين والأمر بالتمسک بهما منجاة من الضلالة الي يوم القيامة، طبق ما رواه البخاري في کتابه التأريخ الکبير ومسلم في صحيحه والترمذي في سننه وکذلک النسائي في خصائصه وابن ماجه في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، والحاکم في مستدرکه وصححه علي شرط الشيخين ووافقه في ذلک الذهبي، وغيرهم کثير [1] ، وما أخرجه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم هو قوله: «... قام رسول الله(صلي الله عليه وآله) فينا خطيباً بماء يدعي خماً بين مکة والمدينة فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذکّر، ثم قال:

«أما بعد، أيها الناس، فإنما أنا بشر ويوشک أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارک فيکم ثقلين: أولهما کتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بکتاب الله واستمسکوا به... وأهل بيتي اذکرکم الله في أهل بيتي، اذکرکم الله في أهل بيتي، اذکرکم الله في أهل بيتي» [2] .

وأخرج الترمذي في سننه بسنده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله(صلي الله عليه وآله) قال: «إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم



[ صفحه 81]



من الآخر: کتاب الله حبل ممدودٌ من السماء الي الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض، فانظروا کيف تخلفوني فيهما» [3] .

وأخرج الحاکم في مستدرکه ما نصّه:

«کأنني قد دعيت فأجبت، إني تارک فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الآخر: کتاب الله

وعترتي أهل بيتي، فانظروا کيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا [يتفرقا] حتي يردا عليَّ الحوض، إن الله مولاي، وأنا ولي کل مؤمن. مَنْ کنت مولاه فعليٌّ مولاه. اللهم وال من والاه وعادِ مَن عاداه» [4] .

وأخرج ابن حجر في صواعقه ما نصّه:

«إني مخلفٌ فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ولن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، فلا تقدموهم فتهلکوا ولا تقصروا عنهم فتهلکوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منکم» [5] .

والألفاظ الأخري التي أخرجها باقي الحفاظ مقاربة لهذه النصوص. وفي جميعها ورد الحديث بلفظ «کتاب الله وأهل بيتي»، وهو اللفظ المتواتر، لذا فلا اعتبار في مقابله باللفظ المحرف الذي استبدل عبارة «عترتي أهل بيتي» بکلمة «سنتي»، فأهداف هذا التحريف واضحة والإصرار علي ترويجه ارتبط بمصالح الأمويين والعباسيين السياسية، يُضاف الي ذلک أن هذا اللفظ المحرف لم يُرو في المصادر المعتبرة [6] ، وهو في أفضل الأحوال من روايات الآحاد



[ صفحه 82]



الضعيفة التي لا تفيد علماً ولا عملاً خاصة في مسألة عقائدية مهمة کالتي يتناولها مضمون الحديث.

وحتي لو فرضنا صحة رواية هذا اللفظ المحرف ـ کما فعل ابن حجر في صواعقه ـ فانّ ذلک لا يعارض اللفظ المتواتر ولا ينقص من دلالته العقائدية المهمة، بل إن الجمع بينهما ممکن وهو يضيف تأکيداً لحقيقة أن سنة الرسول (صلي الله عليه وآله) هي عند أئمة عترته فهم العلماء بالکتاب والسنة، کما أشار لذلک ابن حجر حيث قال: «... وفي رواية «کتاب الله وسنتي» وهي المراد من الأحاديث المقتصرة علي الکتاب لأن السنة مبينة له؛ فأغني ذکره عن ذکرهما، والحاصل أن الحث وقع علي التمسک بالکتاب وبالسنة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويُستفاد من مجموع ذلک بقاء الأمور الثلاثة الي قيام الساعة» [7] .


پاورقي

[1] راجع تلخيص وتعريب السيد علي الميلاني للجزء الخاص بطرق حديث الثقلين من موسوعة عبقات الأنوار وقد طبع هذا التلخيص مرتين. الأولي في مجلدين والثانية في ثلاث مجلدات.

[2] صحيح مسلم: 4/ 1873.

[3] سنن الترمذي: 5/ 662.

[4] المستدرک علي الصحيحين: 3/ 109.

[5] الصواعق المحرقة: 150، الفصل الأول / الآيات الواردة فيهم.

[6] راجع رسالة الثقلين الصادرة عن دار التقريب الإسلامية في مصر: 18 وراجع مناقشة السيد محمد تقي الحکيم لإعتبار هذه الرواية ضمن حديثه عن دلالات حديث الثقلين في فصل السنة من کتابه الأصول العامة للفقه المقارن.

[7] الصواعق المحرقة: 150.