لا يخلو زمان من هاد الي الله بأمره
قال تعالي: (ويقول الذين کفروا لولا أُنزل عليه آيةٌ من ربّه إنّما أنت منذر ولکلّ قوم هاد) [1] .
تصرّح الآية الکريمة وعلي نحو الإطلاق بأن (لکل قوم هادِ). واستناداً الي إطلاقها يُستفاد أن ثمة هاد الي الحق في کل عصر.
وهذه الحقيقة منسجمة مع ما تدل عليه الآيات الکريمة وصحاح الأحاديث الشريفة والبراهين العقلية من أن ربوبية الله لخلقه اقتضت أن يجعل سبحانه وتعالي لهم في کل عصر حجة له عليهم يهديهم الي الحق، طبقاً لسنته الجارية في جميع مخلوقاته في هدايتهم الي الغاية من خلقها فهو کما قال: (الذي خلق فسوي ، والذي قدّر فهدي). [2] وهذه السنة جارية علي بني الإنسان أيضاً فهو تعالي الذي خلقهم وقدّر بأن يهديهم الي کمالاتهم المقدّرة لهم ويدلهم علي مافيه صلاحهم في دنياهم واُخراهم.
معني الآية الکريمة هو أن الکفار يقترحون عليک [أيّها النبي الخاتم(صلي الله عليه وآله)]آية؛ وعندهم القرآن أفضل آية؛ وليس إليک شيءٌ من ذلک، وإنما أنت هاد تهديهم من طريق الإنذار، وقد جرت سنة الله في عباده علي أن يبعثَ في کل قوم هادياً يهديهم.
پاورقي
[1] الرعد (13): 7.
[2] الأعلي (87): 2 ـ 3 وراجع تفسيرها في الجزء العشرين من تفسير الميزان.