بازگشت

مصداق الإمام في عصرنا الحاضر


فمن الذي تتوفر فيه هذه الصفات في عصرنا الحاضر؟ من الواضح أنه لا يوجد شخص ظاهر تنطبق عليه هذه الصفات وليس ثمة شخصٌ ظاهرٌ يدعيها أيضاً، فهل يکون عدم وجود شخص ظاهر تتوفر فيه هذه الصفات يعني خلو عصرنا من مثل هذا الإمام؟

الجواب سلبي بالطبع؛ لأنه يناقض صريح دلالة آيتي سورة الاسراء، فلا يبقي أمامنا إلاّ القول بوجوده وغيبته وقيامه بالمقدار اللازم للاحتجاج به علي أهل زمانه يوم القيامة والذي هو من مهام الإمام، حتي في غيبته.

وهذا ما تقوله مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في المهدي المنتظر(عليه السلام) وتتميز به، وتقيم الأدلة النقلية والعقلية الدالة علي توفر جميع الشروط والصفات المتقدمة فيه من العصمة والنص عليه من الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) ومَن ثبتت إمامته من آبائه(عليهم السلام)، کما ثبت صدور المعجزات عنه في غيبته الصغري بل والکبري أيضاً وقيامه عملياً بما يتيسّر له من مهام الإمامة في غيبته کي يتحقق الاحتجاج به علي أهل زمانه، کما هو مدوّن في الکتب التي صنّفها علماء هذه المدرسة [1] .



[ صفحه 62]



وتکفي هنا الإشارة الي أن بعض هذه الکتب قد دوّنت قبل ولادة الإمام المهدي(عليه السلام) بفترة طويلة تفوق القرن وفيها أحاديث شريفة تضمّنت النص علي إمامته والإخبار عن غيبته وطول هذه الغيبة قبل وقوعها وهذا أوضح شاهد علي صحتها کما استدل بذلک العلماء إذ جاءت الغيبة مصدّقة لما أخبرت عنه النصوص المتقدمة عليها وفي ذلک دليل واضح علي صدورها من ينابيع الوحي [2] .


پاورقي

[1] راجع في هذا الباب مثلاً کتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر لآية الله الشيخ لطف الله الصافي فقد جمع الکثير من النصوص المروية من طرق أهل السنة والشيعة، وراجع أيضاً کتاب إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للحر العاملي، وفرائد السمطين للحمويني الشافعي، وينابيع المودة للحافظ القندوزي الحنفي وغيرها کثير.

[2] راجع هذا الاستدلال في مقدمة کتاب کمال الدين للشيخ الصدوق: 12، والفصل الخامس من الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد، وکذلک الرسالة الخامسة من رسائل الغيبة. وکتاب الغيبة للشيخ الطوسي: 101 وما بعدها، وإعلام الوري للشيخ الطبرسي: 2/257 وما بعدها وکشف المحجة للسيد ابن طاووس: 104، وغيرها.