الامام المنقذ من الضلالة
وعليه يکون محصّل الآيتين الکريمتين هو الدلالة علي حتمية وجود إمام حق يُهتدي به في کل عصر، يکون حجة الله عزّ وجلّ علي أهل زمانه في الدنيا والآخرة، فتکون معرفته وأتباعه في الدنيا وسيلة النجاة يوم الحشر؛ فيما يکون العمي عن معرفته واتباعه في الدنيا سبباً للعمي والضلال الأشد في الآخرة يوم يُدعي کل اُناس بإمام زمانهم الحق، ويُقال للضالين عنه: هذا
[ صفحه 59]
إمامکم الذي کان بين أظهرکم فلماذا عميتم عنه؟ وبذلک تتم الحجة البالغة عليهم، وتتضح حکمة دعوتهم وإحضارهم به يوم القيامة.
ونصل الآن للسؤال المحوري المرتبط بما دلّت عليه هاتان الآيتان، وهو: ـ مَن هو الإمام الحق الذي يکون حجة الله علي خلقه في عصرنا هذا؟ فإنّه لابد للإمام الحقّ من مصداق في کلّ العصور کما نصت عليه الآيتان المتقدمتان.
وللإجابة علي هذا السؤال من خلال النصوص القرآنية وحدها ـ باعتبارها حجة علي الجميع ـ ينبغي معرفة الصفات التي تحددها الآيات الکريمة للإمام الحق، ثم البحث عمن تنطبق عليه في زماننا هذا.