بازگشت

عدم خلو الزمان من الإمام


قال الله تعالي: (يوم ندعو کل اُناس بإمامهم فمن أُوتي کتابه بيمينه فاُولئک يقرءون کتابهم ولا يظلمون فتيلاً ، ومن کان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلاً) [1] .

وهذا نصٌّ صريح علي أن لکل أهل زمان «کل اُناس» إمام يُدعون به يوم القيامة. ويکون الاحتجاج به عليهم أو ليکون شاهداً عليهم يوم الحساب وهذا أيضاً يتضمن معني الاحتجاج عليهم. فَمن هو «الإمام» المقصود في



[ صفحه 56]



الآية الکريمة الاُولي؟

للاجابة يلزم الرجوع الي المصطلح القرآني نفسه لمعرفة المعاني المرادة منه والاهتداء به لمعرفة المنسجم مع منطوق النص القرآني المتقدم.

لقد اُطلق لفظ «الإمام» في القرآن الکريم علي مَن يُقتدي به من الأفراد، وهو علي نوعين لا ثالث لهما في الاستخدام القرآني وهما: الإمام المنصوب من قبل الله تبارک وتعالي لهداية الخلق إليه بأمره عزّ وجلّ، کما في قوله عزّ وجلّ: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) [2] ، وقوله: (إني جاعلک للناس إماما) [3] ، وقوله: (ونُريدُ أن نمنّ علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) [4] ، وقوله: (واجعلنا للمتقين إماماً). [5] فيُلاحظ في جميع هذه الموارد أنها تنسب جعل الإمامة الي الله سبحانه مباشرة.

أما النوع الثاني فهو مَن يُقتدي به للضلال کما في قوله تعالي: (فقاتلوا أئمة الکفر) [6] ، وقوله: (وجعلناهم أئمة يدعون الي النار ويوم القيامة لا ينصرون) [7] .

هذا في الأفراد أما في غير الأفراد فقد اُستخدم في معنيين وبصورة المفرد فقط، في حين ورد بالمعاني السابقة بصيغة المفرد وصيغة الجمع، والمعني الأول هو التوراة کما في قوله تعالي: (ومن قبله کتابُ موسي إماماً ورحمة) [8] ، وربما يُستفاد من هذا الاستخدام صدق وصف «الإمام» علي



[ صفحه 57]



الکتب السماوية الاُخري أو الرئيسة منها علي الأقل. أما المعني الثاني فهو اللوح المحفوظ کما في قوله تعالي:(وکل شيء أحصيناه في إمام مبين) [9] .


پاورقي

[1] الاسراء (17): 71 ـ 72.

[2] الأنبياء (21): 73.

[3] البقرة (2): 124.

[4] القصص (28): 5.

[5] الفرقان (25): 74.

[6] التوبة: 9/12.

[7] القصص (28): 41. والجعل هنا بمعني «تصييرهم سابقين في الضلال يقتدي بهم اللاحقون» الميزان: 16/38، فليس هنا بمعني النصب کما هو حال أئمة الهدي.

[8] هود (11): 17.

[9] يس (26): 12.