بازگشت

الاهتداء الي هوية المنقذ علي ضوء البشارات


اذن معرفة هذه الخصوصيات تقودنا الي اثبات أن المصلح العالمي الذي بشرت به جميع الديانات هو المهدي ابن الحسن العسکري (عليهما السلام) کما تقوله عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) لأن البشارات السماوية لا تنطبق علي العقائد الاُخري، فتکون النتيجة هو أن الديانات السابقة لم تبشر بظهور المنقذ العالمي في آخر الزمان بعنوانه العام وحسب بل شخّصت أيضاً هويته الحقيقية من خلال تحديد صفات وتفصيلات لا تنطبق علي غيره (عليه السلام)، وهکذا تکون هذه البشارات دليلاً اضافياً علي صحة عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) بهذا الشأن.

ونکتفي هنا بالاشارة الي بعض البشارات الواردة في العهدين القديم والجديد «أسفار التوراة والأناجيل» بهذا الصدد، بحکم کونها معتبرةً عند أکبر وأهم الديانات السابقة علي الاسلام أي اليهودية والنصرانية؛ ولأن هذين



[ صفحه 43]



العهدين الموجودين حالياً قد مرّا بالکثير من التحقيق والتوثيق عند علماء اليهود والنصاري واُجريت بشأنهما الکثير من الدراسات ودونت الکثير من الشروح لهما، ونسخهما کثيرة ومتداولة بترجمات کثيرة لمختلف اللغات، غير أنّ الاعتماد علي الاُصول العبرية أدق لوقوع أخطاء ولبس في الترجمات.

فالاقتصار عليهما لا يعني انحصار البشارات التي لا يمکن تفسيرها بغير المهدي المنتظر(عليه السلام) طبق عقيدة مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، بل علي العکس فإنّ امثالها موجودة في مختلف کتب الأديان الاُخري وبتصريحات ودلالات أوضح ذکرتها الدراسات المتخصصة في هذا الباب [1] ولکنها غير مشهورة عند الجميع ونسخها غير متداولة وأغلبها لم تترجم عن لغاتها الاُم إلا قليلاً. علي أنّ الاقتصار علي النماذج المتقدمة من العهدين القديم والجديد فيه الکفاية في الاستدلال علي المطلوب، والتفصيلات موکولة للمراجع المتخصصة المشار اليها في طيّات البحث.


پاورقي

[1] راجع مثلاً ما نقله الشيخ الصادقي ـ في کتابه بشارات العهدين ـ من کتب الأديان الاُخري.