بازگشت

البشارات و خصوصيات المهدي الإمامي


ويُلاحظ في هذه البشارات الإنجيلية تناولها لخصوصيات في المصلح العالمي لا تنطبق إلا علي أبرز ما يميز عقيدة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والواقع التاريخي الذي مرت به.

إن تناول هذه الخصوصيات الظاهرة بالذات يشير الي حکمة ربانية في هداية الآخرين الي المصداق الحقيقي للمصلح العالمي بأبلغ حجة من خلال الإشارة الي ابرز خصوصياته الظاهرة والمعروفة لکي يکون الاهتداء اليها أيسر، فمثلاً نلاحظ فيها الإشارة الي تعرض مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لمخاطر التصفية والإبادة التي تؤدي بالتالي الي غيبة الإمام الثاني عشر منهم، ثم التأکيد علي أن هذا الإمام محفوظ بالرعاية الإلهية في غيبته حتي يحين موعد ظهوره المبارک. ومعلوم أن القول بغيبة الإمام الثاني عشر هو أهم ما يميز عقيدة الامامية في المهدي المنتظر ولذلک وردت الإشارة اليها بالذات



[ صفحه 40]



تسهيلاً للاهتداء الي المصداق الحقيقي للمنقذ العالمي.

کما وردت اشارات الي مميزات معروفة اخري تختص بها عقيدة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، مثل القول بأنّ الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر من سلسلة مبارکة متصلة کما تشير لذلک الآيات المتقدمة وبشارات اخري واردة في الکتب المقدسة، نظير ما ورد في «سفر التکوين من الأصل العبري» [1] ، من الوعد علي لسان الرب تعالي خطاباً لإبراهيم الخليل (عليه السلام)، بالمبارکة والتکثير في صلب اسماعيل بمحمد (صلي الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر من عترته (عليهم السلام) [2] ومعلوم أن مصداق الأئمة الاثني عشر من صلب اسماعيل لم يتحقق بالصورة المتسلسلة المشار اليها في البشارات إلا في الائمة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) کما يثبت ذلک الواقع التاريخي فضلاً عن الأحاديث النبوية المتفق علي صحتها بين المسلمين [3] ، فهي خاصة بهم حتي اصبحت ظاهرة واضحة في التاريخ الاسلامي اُطلقت علي المذهب المنتمي لأهل البيت فسمي مذهب الإمامية الاثني عشرية.

وعليه يتضح أن تلک البشارات تهدي الي حقيقة هي: أن المهدي هو خاتم هؤلاء الأئمة الاثني عشر.



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] سفر التکوين: 17: 20 و22 ـ 23.

[2] أهل البيت في الکتاب المقدس، احمد الواسطي: 105 ـ 107.

[3] راجع الفصل الأول من کتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر لآية الله الشيخ لطف الله الصافي، فقد نقل فيه (271) حديثاً من المصادر الحديثية المعتبرة عند مختلف طوائف المسلمين تشتمل علي إخبار النبي (صلي الله عليه وآله) باتصال الإمامة في هؤلاء الأئمة الاثني عشر من أهل بيته (عليهم السلام) الي يوم القيامة وفيها احاديث تنص صراحة علي اسمائهم أو تحدد أن أوّلهم الإمام علي (عليه السلام) وآخرهم الإمام المهدي(عليه السلام)، وللشيخ الصافي في هذا الفصل تعليقة استقرائية تأريخية تثبت عدم صدق هذه الأحاديث علي غير الائمة الاثني عشر من عترة آل الرسول (صلي الله عليه وآله).