بازگشت

راي القاضي الساباطي


تناول القاضي الساباطي إحدي البشارات الواردة في کتاب أشعيا من العهد القديم من الکتاب المقدس بشأن المصلح العالمي، ثم ناقش تفسير اليهود والنصاري لها ودحض تأويلات اليهود والنصاري لها ليخلص الي



[ صفحه 35]



قوله: «وهذا نصٌّ صريحٌ في المهدي ـ رضي الله عنه ـ حيث أجمع المسلمون انه (رضي الله عنه) لا يحکم بمجرد السمع والظاهر، ومجرد البيّنة بل لا يلاحظ إلا الباطن، ولم يتفق ذلک لأحد من الأنبياء والأولياء».

ثم يقول بعد تحليل النص: «... وقد اختلف المسلمون في المهدي، فأما أصحابنا من أهل السنة والجماعة قالوا: إنه رجل من أولاد فاطمة (عليها السلام)، اسمه محمد واسم أبيه عبدالله واسم اُمه آمنة.

وقال الإماميون: بل هو محمد بن الحسن العسکري الذي ولد سنة خمس وخمسين ومائتين من جارية للحسن العسکري(عليه السلام) اسمها نرجس في (سُرَّ من رأي) في عصر المعتمد ثم غاب سنة [1] ثم ظهر ثم غاب وهي الغيبة الکبري ولا يرجع بعدها إلا حين يريد الله تعالي.

ولما کان قولهم أقرب لما يتناوله هذا النص وإن هدفي الدفاع عن أُمة محمد (صلي الله عليه وآله) مع قطع النظر عن التعصب لمذهب؛ لذلک ذکرت لک أن ما يدعيه الإمامية يتطابق مع هذا النص» [2] .

فنلاحظ هنا أن هذا العالم الخبير بالنصرانية يصرح بانطباق البشارة مورد البحث علي المهدي المنتظر طبق ما يعتقده مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، علي الرغم من عدم انتمائه الي المذهب الشيعي بعد اعتناقه الاسلام، فخالف رأي المذهب الذي ينتمي إليه في هذا المجال ورجَّح رأي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وصرّح بانطباق بشارة کتاب أشعيا علي هذا الرأي.



[ صفحه 36]



والذي أوصله الي الاهتداء للمصداق الحقيقي هو التعرف علي رأي الإمامية في المهدي المنتظر(عليه السلام)، وبدون التعرف علي هذا الرأي لعله لم يکن ليتوصّل الي المصداق الذي تنطبق عليه البشارات المذکورة ولولا ذلک لکان يقتصر إمّا علي رد أقوال النصاري بشأن البشارة المذکورة أو اغفالها اصلاً أو تأويل بعض دلالالتها لتنطبق علي رأي المذهب الذي کان ينتمي اليه في المهدي الموعود.

والملاحظة نفسها نجدها في دراسات علماء آخرين من أهل الکتاب بشأن هذه البشارات، فقد أصبح من اليسير عليهم معرفة المصداق الذي تتحدث عنه عندما تعرفوا علي رأي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في المهدي المنتظر وخاصة الذين اعتنقوا الاسلام وتهيأت لهم فرصة التعرف علي هذا الرأي، وقد أثارهم شدة انطباق ما تذکره البشارات التي عرفوها في کتب دياناتهم السابقة علي المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي تؤمن به الإمامية؛ الأمر الذي دفعهم الي دراسة هذه البشارات في کتبهم.

والنموذج الآخر هو: ما فعله العلاّمة محمد صادق فخر الاسلام الذي کان نصرانياً واعتنق الاسلام وانتمي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وألّف کتابه الموسوعي «أنيس الأعلام» في رد اليهود والنصاري [3] وتناول فيه دراسة هذه البشارات وانطباقها علي الإمام محمّد المهدي بن الحسن العسکري (عليهما السلام). مثل ما فعله العلاّمة محمد رضا رضائي الذي أعرض عن اليهودية ـ وقد کان من علمائها ـ واعتنق الاسلام وألّف کتاب «منقول رضائي» الذي بحث فيه أيضاً موضوع تلک البشارات وأثبت النتيجة نفسها.



[ صفحه 37]




پاورقي

[1] الثابت أن غيبة الإمام المهدي بعد وفاة أبيه ـ (عليهما السلام) ـ استمرت 69 سنة. فلعل الساباطي ترک بياضاً ليتأکد من المدّة ثم نسي ملء الفراغ فانتشر الکتاب کذلک.

[2] المصدر السابق: 85، وذکر أن کتاب البراهين الساباطية قد طبع قبل اکثر من ثلاثين من تأريخ تأليف کتابه کشف الأستار.

[3] بشارات عهدين: 232، وذکر أن العالم المذکور کان من متتبعي علماء النصاري ومحققيهم واعتنق الاسلام بعد دراسة معمقة استغرقت أمداً وأ لّف عدة کتب منها الکتاب المذکور الذي يُوصف بأنه أفضل ما اُ لّف في الرد علي اليهود والنصاري.