بازگشت

في انتظام نظام الإمامة و عدم خلو الأرض من الحجة


ومن رسالة له الي سفيريه العمري وابنه: «وَفَّقکُما الله لطاعتهِ، وثبَّتکما علي دينهِ، وأسعدَکُما بمرضاته، انتهي إلينا ماذکرتُما أن الميثمي أخبرکُما عن الُمختارِ ومناظراته من لقي، واحتجاجه بأنَّه لا خلف غيرُ جعفر بن عليَّ وتصديقه إيّاه وفهمتُ جميع ما کتبتما به ممّا قال أصحابُکما عنهُ، وأنا أعُوذُ بالله من العمي بعد الجلاء، ومَن الضّلالَةِ بعد الهُدي، ومن مُوبقات الأعمال، ومُرديات الفتن، فإنَّهُ عزَّ وجلَّ يقولُ: (أ لم ، أحسبَ الناسُ أن يترکُوا



[ صفحه 233]



أن يقُولوا آمنّا وهم لا يُفتنُونَ) [1] کيف يتساقُطون في الفتنة، ويتردّدُون في الحيرة، ويأخُذُونَ يميناً وشمالاً، فارقُوا دينهم، أم ارتابُوا، أم عاندوا الحقَّ، أم جهلُوا ما جاءت به الرّوايات الصّادقةُ والأخبارُ الصّحيحةُ، أو علمُوا ذلک فتناسوا، ما يعلمون أن الأرضَ لا تخلو من حُجّة إمّا ظاهراً وإمّا مغُموراً.أولم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم(صلي الله عليه وآله) واحداً بعد واحد إلي أنْ أفضي الأمر بأمرِ الله عزّ وجلَّ إلي الماضي يعني الحسن بن علي(عليهما السلام))ـ فقام مقام آبائه(عليهم السلام) يهدي إلي الحق وإلي طريق مُستقيم، کانُوا نوراً ساطعاً، وشهاباً لامعاً، وقمراً زاهراً، ثُمَّ اختارَ اللهُ عزَّ وجلَّ له ما عندهُ فمضي علي منهاج آبائه(عليهم السلام) حَذْوَ النَّعل بالنَّعلِ علي عهد عهدهُ، ووصيّة أوصي بها إلي وصيٍّ سترهُ الله عزّ وجلّ بأمره إلي غاية، وأخفي مکانهُ بمشيئة للقضاء السّابقِ والقدرِ النّافذ، وفينا موضعُهُ، ولنا فضلُهُ، ولو قدْ أذنَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيما قدْ منعهُ عنهُ وأزال عنهُ ما قد جري به من حُکمِهِ لأراهُم الحقَّ ظاهراً بأحسنِ حلية، وأبين دلالة، وأوضح علامة، ولأبانَ عن نفسهِ وقامَ بحُجّتهِ، ولکنَّ أقدار الله عزَّ وجلَّ لا تُغالبُ وإرادتهُ لا تُردُّ وتوفيقهُ لا يُسبقُ، فليدعُوا عنهمُ اتّباعَ الهوي، وليُقيمُوا علي أصلهمُ الّذي کانُوا عليهِ، ولا يبحثُوا عما سُتر عنهُم فيأثَموا، ولا يکشفُوا سترَ الله عزَّ وجلَّ فيندموا، وليعلموا أنَّ الحقَّ معنا وفينا، لا يقُولُ ذلکَ سوانَا إلاّ کذَّابٌ مُفتر، ولا يدَّعيه غيرُنا إلاّ ضالٌّ غويٌّ، فليقتصرُوا منّا علي هذِهِ الجُملةِ دُونَ التَّفسيرِ، ويقنعُوا من ذلکَ بالتَّعريضِ دُونَ التَّصريحِ إن شاءَ الله [2] .


پاورقي

[1] العنکبوت (29): 1 ـ 2.

[2] کمال الدين: 510، بحار الأنوار: 53/190، معجم أحاديث المهدي: 4/287.