سيرته الجهادية
ويقوم الإمام المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ بالسيف، فظهوره يکون بعد إتمام الحجة البالغة واتضاح الحقائق بالکامل وفتح أبواب الحق وإغلاق الباطل
[ صفحه 225]
ووقوع المعجزات والکرامات المبرهنة علي تمتعه بالتأييد الإلهي ونصرة الملائکة البدريين له وامتلاکه قميص يوسف وعصا موسي وحجره وخاتم سليمان ودرع رسول الله(صلي الله عليه وآله) وسيفه ورايته وسائر مواريث الأنبياء(عليهم السلام) وإظهاره لها [1] وإتضاح تمثيله الصادق لمنهجهم وسعيه لتحقيق أهدافهم الإلهية وإقرار العدالة السماوية. ومع اتضاح کل ذلک لا يبقي علي الباطل إلاّ المنحرفون المفسدون الذين لا يُرجي منهم إلاّ الفساد والأذي والظلم الذي يجب أن تُطهر منه الدولة المهدوية، لذلک نلاحظ في سيرة الإمام الجهادية الصرامة والحزم والحدية في التعامل مع الظالمين والمنحرفين فلا يبقي علي الأرض منهم ديّار ولا يسمح لهم بالنشاط الإفسادي.
علي أن الأحاديث الشريفة تصرّح بأنّ المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ يسير بسيرة أبويه رسول الله ووصيه الإمام علي ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ في مجاهدة المنحرفين والمبطلين فلا يبدأ القتال إلاّ بعد عرض الإيمان والدين الحق عليهم [2] ومحاججتهم بما ألزموا به أنفسهم کما رأينا في قضية إخراجه التوراة والإنجيل وهذه قضية أخري مهمة في سيرته الجهادية(عليه السلام).
ويُستفاد من الروايات الشريفة أن من سيرته الجهادية تصفية الجبهة الداخلية وهي جبهة العالم الإسلامي من التيارات المحاربة المنحرفة أولاً قبل البدء بمجاهدة القوي الأجنبية، فينهي حرکة السفياني ونفوذ البترية والمتأولة الجاهلين والنواصب المضلين المعاندين [3] ويعقد لأجل ذلک هدنة مع الروم
[ صفحه 226]
قبل ان يتوجه لمجاهدة اليهود ثم الروم وقتل الدجال وفتح الأرض کلّها. بل ويعمد قبل البدء بتصفية الجبهة الداخلية بتنظيم صفوف جيشه ويعيّن القادة العسکريين الأکفاء ويعقد لهم الألوية ويذهب بالعاهات والضعف عن أنصاره ويقوّي قلوبهم [4] ويملأها إيماناً بالحق الذي يجاهدون من أجله ويبتليهم ويمحصهم [5] ، لکي يتحرک لانجاز مهمته الإصلاحية الکبري بجيش عقائدي قوي ومنسجم يتحلي بالکفاءة القتالية المطلوبة والقوة المعنوية اللازمة.
پاورقي
[1] إثبات الهداة: 439 ـ 440، 494، 478، 487، وراجع عقد الدرر: 135، الفصول المهمة: 298، کفاية الأثر: 147، ابن حماد: 98، القول المختصر: 34، برهان المتقي: 152.
[2] الکافي: 8/ 227 وعنه في إثبات الهداة: 3/ 450.
[3] الإرشاد: 2/384 وعنه في بحار الأنوار: 52/386 وعنه في اثبات الهداة: 3/544.
[4] اثبات الهداة: 71.
[5] الکافي: 8/ 167، کمال الدين: 672.