بازگشت

سيرته القضائية


والمهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً کما تواترت بذلک الأحاديث النبوية، وإنجاز هذه المهمة يحتاج الي سيرة قضائية صارمة، لذلک فهو يجسد سيرة جده الإمام علي(عليه السلام) الشديدة في تتبع حقوق الناس المغصوبة وأخذها من الغاصب حتي لو کانت مخبأة تحت ضرس وحتي لو تزوج بها الحرائر، و: «يبلغ من ردّ المهدي المظالم، حتي لو کان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتي يرده». [1] فيبلغ من عدله أن «تتمني الأحياء الأموات» [2] أي يتمنوا عودة الأموات لينعموا ببرکات عدله.

وتذکر مجموعة من الأحاديث الشريفة أنه(عليه السلام) يحکم بحکم سليمان وداود في قضائه؛ أي بالعلم «اللدني» دون الاحتجاج بالبينة [3] ، ولعل ذلک انطلاقاً من مهمته في اقرار العدل الحقيقي دون الظاهري الذي قد تقرّه البينة



[ صفحه 222]



الظاهرية وإن کان خلاف العدل الحقيقي وهذه حقيقة معروفة وقد شهدها التأريخ الإسلامي والانساني ويشهد التأريخ المعاصر الکثير من مصاديقها حيث يُؤدي الالتزام بالبينات الظاهرية الي غياب العدل الحقيقي وإن أقرت العدل الظاهري. وعلي أي حال. فهذه من خصوصيات عهده(عليه السلام) وهي تنسجم مع طبيعة الأوضاع العامة لهذا العهد.


پاورقي

[1] ابن حماد: 98، الحاوي: 2 / 83، القول المختصر: 25، عقد الدرر: 36.

[2] ابن حماد: 99، القول المختصر: 5.

[3] الکافي: 1 / 397، إثبات الهداة: 3/ 447.