بازگشت

شدته مع نفسه و رأفته باُمته


إن سيرة الإمام المهدي(عليه السلام) مع نفسه واُمته تجسد صورة الحاکم الإسلامي المثالي الذي تکون السلطة عنده وسيلة لخدمة الناس وهدايتهم لا مصدراً للدخل الوفير والظلم والاستئثار بالأموال واستعباد الناس، فهو يحيي صورة الحاکم الإسلامي التي جسدها من قبل ـ وبأسمي صورها ـ أبواه، ومن قبل رسول الله ووصيه الإمام علي ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ. فهو مع نفسه: «مالباسه إلاّ الغليظ وما طعامه إلاّ الشعير الجشب» [1] وهو الذي «يکون من الله علي حذر، لا يضع حجراً علي حجر، ولا يقرع أحداً في ولايته بسوط إلاّ في



[ صفحه 221]



حد» [2] ، أما مع اُمته فهو «الرؤوف الرحيم» بهم وهو الموصوف بأنه «المهدي کأنما يعلق المساکين الزُّبد» [3] ، وهو الصدر الرحب الذي تجد فيه الأمة ملاذها المنقذ فهي: «تأوي إليه اُمته کما تأوي النحلة الي يعسوبها» [4] أو «کما تأوي النحل الي بيوتها» [5] .


پاورقي

[1] راجع الکافي: 1 / 411، إثبات الهداة: 3 / 515.

[2] ملاحم ابن طاووس: 132.

[3] فتن ابن حماد: 98، عقد الدرر: 227.

[4] ابن حماد: 99، الحاوي للسيوطي: 2 / 77.

[5] برهان المتقي الهندي: 78.