الاستجابة لاستنصاره و مبايعته
وأول مَن يبادر لبيعته(عليه السلام) في المکان الذي يستنصر فيه المسلمين أي مابين الرکن والمقام هم صفوة أنصاره: «فيُبايع ما بين الرکن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق» [1] .
ويُستفاد من مجموعة من الأحاديث المروية في مصادر أهل السنة أن
[ صفحه 216]
ظهوره ومبايعته يکون بعد اختلاف بين قبائل الحجاز وأنه يرفض في البداية قبول البيعة ويخاطب المبايعين بالقول: «ويحکم! کم عهد قد نقضتموه؟ وکم دم قد سفکتموه؟» [2] ، ويبدو أن هذا الرفض يمثل محاولة لإشعار المبايعين بمسؤولية وتبعات البيعة والمهمة التي هم مقبلون عليها نظير ما فعله جدّه الإمام علي(عليهما السلام) عند إقبال الناس علي بيعته بعد مقتل عثمان.
ويُستفاد من بعض الأحاديث أن حرکة الموطئة للظهور المهدوي تبعث بالبيعة للمهدي(عليه السلام). وهو في مکة [3] ثم تجددها بعد ذلک.
وتصرح بعض الأحاديث الشريفة أن أصحابه الخاصين أي الثلاثمائة والثلاثة عشر يجمعون في مکة وبصورة إعجازية أو سريعة بوسائل النقل المتطورة ليدرکوا ظهور الإمام ويبايعوه [4] .
پاورقي
[1] غيبة الطوسي: 284، وعنه في بحار الأنوار: 52 / 334، واثبات الهداة: 3/517، 518.
[2] مستدرک الحاکم: 4 / 503، القول المختصر لابن حجر: 18، برهان المتقي الهندي: 143، عقد الدرر: 109، معجم أحاديث الإمام المهدي(عليه السلام): 1/449.
[3] فتن ابن حماد: 83 ـ 84، الحاوي للفتاوي: 2 / 67، البرهان: 118.
[4] غيبة النعماني: 315، اثبات الهداة: 3 / 453.