انهاء الردة عن الدين الحق
قال عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا مَن يرتدَّ منکم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزّة علي الکافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلک فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) [1] .
لقد عقد العلامة الطباطبائي(رحمه الله) بحثاً تفسيرياً قرآنياً وروائياً للاستدلال علي أن هذه الآية الکريمة تتحدث عن عصر الظهور المهدوي وأن الردة المقصودة فيها هي عن الدين الحق مع البقاء علي الظاهر الإسلامي وذلک بموالاة اليهود والنصاري وإتباعهم في طريقة الحياة في مختلف شؤونها کما هو حاصل اليوم. وهذه الردّة هي التي تنهي عنها الآيات السابقة لهذه الآية
[ صفحه 212]
الکريمة التي تتحدث عن الانحراف الذي يصيب العالم الإسلامي قبل الفتح المهدوي [2] .
وبناءً علي ذلک فإنّ من خصائص عصر الدولة المهدوية إنهاء الردة عن الدين الحق والتبعية لليهود والنصاري في طريقة الحياة، ثم إعادة المسلمين الي الطريقة الإسلامية في الحياة بمختلف شؤونها، وهذا
ينسجم تماماً مع الخصوصيات الأخري للعصر المهدوي الذي تحدثت عنه الآيات السابقة.
پاورقي
[1] المائدة (5): 54.
[2] تفسير الميزان: 5 / 366 ـ 400، وراجع تفسير الشيخ اسعد بيوض التميمي للآيات نفسها في کتابه زوال اسرائيل حتمية قرآنية؛ 120 ـ 124.