بازگشت

مقالة ابن المؤلف في مقدمات طبع الکتاب و رؤيا رآها و مشاق تحم


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنعم علينا بأعظم النعم و أرسل الينا النبي المکرم و أسبغها بولاية السادة الذين هم ميزان الله الاتم خصوصا ولي العصر الذي بنوره تستضي ء القلوب من البهم و اللعنة علي أعدائهم الذين هم مدارک الظلم و بعد فاني حين اقامتي بکربلا بعد وفاة والدي المؤلف طاب ثراه و قد أوصي بطبع هذا الکتاب و کتابه الاخر المسمي بالسعادة الابدية و عين مؤنة من ثلث ماله و انقلبت الاحوال و غصب المال و ثارت في الافاق الفتن و کثرت في الناس المحن کنت عازما علي امتثال ما اوصي به و ان بلغ بي الجهد و الاتعاب ما بلغ فرأيت ذات ليلة اني کنت عابرا الي باب قبلة بقعة ابي الفضل العباس عليه السلام و خيابان العباسية و هي من مستحدثات هذه السنوات فبينا أنا في تلک الحال اذ سمعت مناديا ينادي ان الحجة القائم (عج) قد جاء فنظرت الي جهة النداء و کانت عن يميني فرأيت خيابانا اخري متصلا بها عرضا و بمقدارها طولا و الفاصلة بينهما جدار قصير أمکنني المصير اليها فرأيت فيها کبکبة من العلماء و السادة يمشون نحو القبلة و ما کنت أري شخصه (عج) لکثرة الحافين به فلحقت بهم فمشينا حتي انتهينا الي درجة يصعد عليها الجماعة و هو (عج) فيهم فصعدت معهم فاذا بباب مفتوح الي القبلة الي حجرة طولها ستة أذرع و عرضها ثلاثة تقريبا و کانت جدرانها أشد بياضا بحيث لا يتصوره و لا يقدر البصر في امعان النظر اليها و کانت من



[ صفحه 431]



النور و الضوء و الابتهاج بحيث يکل اللسان عن طيها کالشمس في الضحي و البدر في الدجي فدخلتها و اذا بحجرة اخري من وراء تلک الحجرة بينهما باب مفتوح موافقة معها طولا و عرضا و کانت من جهة القبلة فيا رواشن و أبواب من الزجاجة فوجدت ان الاولي کانت طلا للثانية و هي منبعها و منشأها بما کان فيها من الصفاء و الابتهاج ظلية الاجساد للارواح و القوالب للنفوس و اذا به (عج) علي منبر له درجتان موجها لمشرق الشمس لدي الابواب الزجاجية و کانت القبلة عن يمينه و کانت نسبته (عج) الي الحجرة و المنبر کنسبة الحجرة الثانية الي الاولي نورا و ضياءا فتأمل أيها الاخ السديد الماجد الرشيد هذه الاحوال و امعن النظر في انطباق الايتين الشريفتين مع الواقعة في قوله تعالي و أشرقت الارض بنور ربها و قوله تعالي الله نور السماوات و الارض مثل نوره کمشکوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة الخ و قد فسرتا بنور النبي و الائمة عليهم السلام و ان الشجرة المبارکة الزيتونة شجرة ابراهيم (ع) و هم ثمرتها و بالجملة کان (عج) بهيئة شاب دون أربعين سنة معتما بعمامة سوداء مرتد بالرداء قد استشرق من نوره الهواء و الفضاء و الارض و السماء و وجهه کالبدر الطالع في ليلد کماله و تمامه و نور جماله اضوأ من الشمس اضعافا و من القمر أو صافا في غاية التبهج و البشاشة و صباحة المنظر و محاسنه الشريف أقل من القبضة شديدة السواد و لنعم ما قيل:



شبيهک بدر الليل بل أنت أنور

وخدک ورد بل من الورد أزهر



و نصفک ياقوت و ثلثک جوهر

و خمسک من مسک وسدسک عنبر



فما ولدت حواء من صلب آدم

و لا في جنان الخلد مثلک آخر



فيازينة الدنيا و يا غاية المني

فمن ذا الذي عن حسن وجهک يصبر





[ صفحه 432]



قمر رنگي ز رخسارش

شکر طعمي زگفتارش



بشر را مهر ديدارش

نهان چون روح در اعضا



رخش مهري فروزنده

لبش ياقوتي ارزنده



از آن جان خرد زنده

از اين نطق سخن گويا



بهشت از خلق او يوئي

محيط از جود او جوئي



بجنب حشمتش گوئي

گدايان گنبد مينا



زوجودش قطره ي قلزم

زرويش پرتوي انجم



جنابش قبله ي مردم

رواقش کعبه ي دلها



ستاره کوي ميدانش

هلال عيد چوکانش



زنعلم سم يکرانش

غباري توده ي غبرا



زمين آثاري از حزمش

فلک معشاري از عزمش



اجل در پهنه ي رزمش

ندارد دم زدن يارا



خرد طفل دبستانش

قمر شمع شبستانش



بمهر چهر رخشانش

ملک حيرا نتراز حربا



نظام عالم أکبر

قوام شرع پيغمبر



فروغ ديده ي حيدر

سرور سينه ي زهرا



والذين معه (عج) کانوا قد جلسوا منه مجتمعين و لم يتمکن الجلوس في عدادهم والوسط قد خلا من الجالس فابتهجت و أسرعت نحوه (عج) ودنوت منه حتي وقفت بين يديه و وضعت يدي علي صدري تأدبا له و قلت السلام عليک يا حجة الله في أرضه و سمائه فنظر (عج) الي فرد علي الجواب فقبلت يديه و قلت له يا سيدي بالفارسية من مي خواهم از ياوران شما باشم



[ صفحه 433]



أي أنا أريد أن أکون من أنصارکم فتبسم روحي فداه عند ذلک و کان اسنانه المبارکة اللئالي المنظومة و کانت من بين تلک الاضواء و الانوار لها ضوء و نور ظاهر و صفاء باهر و قال (عج) بالفارسية هستي از ياوران مادر قسم سوم يا صنف سيم ترديد از خود حقير است أي تکون من أنصارنا في القسم الثالث أو الصنف الثالث و الترديد مني فانتبهت دفعة من نومي فزعا من غاية الشوق و الوجو متحيرا فيما أراده من کلامه (عج) متأسفانه من عدم سؤالي عن مراده و بالجملة لما مضي سنون و ما کنت حدثت بالرؤيا أحدا و کنت دائما متفکرا فيما أراده (عج) و عرضت لي في تلک السنين عوارض مانعة عن طبع الکتاب يطول ذکرها و قل ما أمکن التخلص منها و کنت تعوبا فيها کادا متوسلا الي باب حجة الله (عج) متمسکا بجنابه متذکرا لکلامه في الرؤيا و کادت المشاق و الاتعاب و کثرة الاختلاف و المسافرة بين عراق العرب و العجم من خراسان و قم و أصفهان وده اباد اليزد و ساير قراه و اردکان و الحروب الواقعة في عراق العرب و مهاجرة العلماء من النجف و کربلاء و الکاظميين و سر من رأي ان تمنعني عن طبع الکتاب مع تصلبي في ذلک و کانت نسخة الاصل قد أخفاها بعض الاوصياء فتکئدت في تحصيلها و صرفت شطرا من عمري في تنقيحها و تصحيحها حتي التجأت بأذيال الفقهاء و راجعت الزهاد و العلماء منهم الفائق علي الاقران و الحائز قصب السبق في ميدان التبيان و البيان الذي لم يأت بمثله الزمان المولي الامجد و الحبر الاوحد التارک للهوي و المطيع لأمر الباري شيخ العلماء الشيخ عبدالهادي المازندراني الشيخ الاجل الوحيد المعتمد عند القريب و البعيد سيبوية عصرة و خليل زمانه صاحب المکرمات و الايادي الشيخ علي أکبر اليزدي و السيد الجليل و البحر النبيل الهادي الي سواء



[ صفحه 434]



السبيل آية الله العظمي و حجة الاسلام الکبري باب الاحکام و استاذ العلماء الاعلام الذي تکل عن تعداد محامده الالسن السيد ابوالحسن الاصفهاني المديسي مد ظله العالي و المويد من عند الله العلم و المسدد بعنايات العزيز الحکيم حجةالاسلام الحاج ملامحمد ادام الله فيضه الممجد القاطن في أردکان اليزد و ساير علماء النجف و کربلاء ثم انتهي الامر الي جديات حضرت ملجأ الخواص و العوام و مرجع الناس في الفقه و الاحکام الشيخ الفخيم اية الله العظيم الشيخ عبدالکريم اليزدي العراقي نزيل قم و قد شمر عن ساق الاجتهاد في ذلک و واظب نفسه الشريفة و سعي غاية السعي بعد رؤية الکتاب و کذلک مولانا الامجد و الحبر المعتمد حجة الاسلام و آيةالله العظمي أبوالعز و المجد و العلي الآقا الشيخ محمد رضا آل التقي النجفي أيده الله بلطفه الخفي و کلما اراجعهم يلزمونني الي الطبع مع عدم سعة اليد و فقد المال و ضعف الحال و قد غصبت الاملاک الموصي بها لذلک و الاهي مغصوبة و قد اقدم علي بيعها و غصبها بعض الاوصياء و ما عاشوا بعدها الا مدة قليلة ما أکلوا فيها أثمانها بل کلما کان في يدي مما ورثته عن أبي قد تهيأ أسباب تلفه بيدي الشياطين ثم عجزت عن المسافرة و منعت عن المساعدة لعوائق الفاقة و الامراض الصعبة ثم ساقني الزمان بالدوران حتي أوقعني باصفهان بالمدرسة الخربة المسماة بعربان و لم أزل ليلي و نهاري مبتليا بحالي ممتنعا لکثرة الامراض و الفقر و الهموم من الاکل و الشرب و المنون و من اصعبها انقطاع عيالاتي مني و هم بکربلاء مع اضطراب الامر علي أهلها و ما يصل الي منهم خبر الا الشکاية من الخوف و الفقر و قطع المعاش عنهم و فقد وسائل الحرکة من الطرفين و ايصال شي ء اليهم لموانع الطريق عن الحمل و النقل و مع ذلک ما کنت افتر عن أمر والدي و أمر



[ صفحه 435]



الرؤيا و کنت برهة من الزمان في أثناء طبع الکتاب قد ورد علي مصيبة بعد مصيبة و وقوعي في بئر بعد بئر حفره لي الشياطين في النواحي و البلدان خصوصا الذي کان في بروجن من نواحي الاصفهان و اذا بي برهة کنت في ذلک المکان و هذه العوائق عاقتني عن طبع الکتاب بما هو موجب للصواب و لم يمنعني عند هذه الموانع المحذورات و کنت دائما مع هذا في غاية السعي و الجد و مشتغلا بامر الطبع مطمئنا متذکرا لرؤياي و کلامه (عج) حتي انکشف الهم و انقطع الحزن و صفت الحال بوصول العيال الي أصفهان ثم انجلي کرب أمرالکتاب و ختم الامر بمقدمات صافية من الکتاب للطبع و التصحيح و المقابلة بما اقدم به حجة الاسلام و المسلمين شيخ الفقهاء و المجتهدين آية الله الکبري في الارضين المقر بفضائله الصديق و العدو بلا کذب ومين الاقا الشيخ محمد حسين الفشارکي أيده الله و طول عمره العزيز و اقدم بعض الاجلة الاغرة من أهل البيوت الصالحة الزاکية عمدة الاعاظم و الاشراف الحاج السيد مصطفي المعروف بروغني الاصفهاني فتم بحمد الله طبع الکتاب و عبرت (و اولت) ما قاله سيدي و مولاي بکلامه الفارسي بأن مصنف الکتاب في القسم الاول من الاعوان و العلماء الملزمين بطبعه و المقدمونه علي المؤنة و البذل فيه في القسم الثاني و هذا القاصر الذي جعلني مولاي في القسم الثالث ثالث القوم و هذا التأويل مني اقبل أن أقص الرؤيا علي أحد فانه من اصول فن التعبير فان الرؤيا من سنخ الوحي و الالقاء من الباطن و التطلع الي عالم الغيب و لها وجوه و بطون عديدة و ربما يکون الرائي و نظره و تأويل الاول ان صدر منه هو المنطبق اليها ان کنتم للرؤيا تعبرون و بعد ذلک احببت أن يکتب في آخر هذه المقالة قصيدة السيدر حيدر الحلي (ره) و هي من أغزر القصائد:



[ صفحه 436]



مات التبصر في انتظارک أيها المحيي الشريعة

فانهض فما ابقي التحمل غير احشاء جزوعة



قد مزقت ثوب الاسي و شکت لواصلها القطيعة

فالسيف ان به شفاء قلوب شيعتک الوجيعة



فسواه منهم ليس ينعش هذه النفس الصريعة

طالت حبال عواتق فمتي تعود به قطيعة



کم ذا القعود و دينکم هدمت قواعده الرفيعة

تنعي الفروع اصوله و اصوله تنعي فروعه



فيه تحکم من أباح اليوم حرمته المنيعة

من لو بقية قدره غاليت ما ساوي رجيعه



فاشحذ شبا عضبت له الارواح مذعنة مطيعة

ان يدعها خفت لدعوته و ان ثقلت سريعة



و اطلب به بدم القتيل بکربلاء في خير شيعة

ماذا يهيجک ان صبرت لوقعة الطف الفظيعة



اتري تجي ء فجيعة بأمض من تلک الفجيعة

حيث الحسين علي الثري خيل العدا طحنت ضلوعه



قتلته آل امية ضام الي جنب الشريعة

ورضيعه بدم الوريد مخضب فاطلب رضيعه



يا غيرة الله اهتفي بحمية الدين المنيعة

وضبا انتقامک جردي لطلي ذوي البغي التليعة





[ صفحه 437]



ودعي جنود الله تملأ هذه الارض الوسيعة

و استأصلي حتي الرضيع لآل حرب و الرضيعة



ما ذنب أهل البيت حتي منهم اخلوا ربوعه

ترکوهم شتي مصارعهم و أجمعها فظيعة



فمغيب کالبدر ترتقب الوري شوقا طلوعه

و مکابد للسم قد سقيت حشاشته نقيعه



و مضرج بالسيف آثر عزه و أبي خضوعه

القي بمشرعة الردي فخرا علي ظما شروعه



فقضي کما اشتهت الحمية تشکر الهيجاء صنيعة

و مصفد لله سلم أمر ما قاسي جميعه



نعم لقد قاسي (ع) مصائب لا تقوم بحملها الجبال الراسيات منها سبي عماته و اخواته و هي اعظم علي قلبه الشريف من جميع ما ورد عليه و لذا في المقاتل قال (ع) عند باب دمشق:



فيا ليت امي لم تلدني و لم أکن

يراني يزيد في البلاد أسير



و قال عليه السلام حين دخول مجلس يزيد لعنه الله يا يزيد ما ظنک برسول الله (ص) لو يرانا علي هذه الحالة و الصفة ألا لعنة الله علي القوم الظالمين و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين فحمدا له ثم حمدا له علي ما وفقيني لا تمام هذا الکتاب علي ما اردت و قصدت و هيأ لي الاسباب و ما ذلک الا بارادة المنان و عناية ولي الرحمن عليه و علي آبائه أفضل السلام و قد تيقنت بأن ذلک من فضله العامر و اشارته عليه الصلاة و السلام علي في المنام و الا کيف يمکن من الحقير المبتلي بأنواع الآلام و الاسقام و صلي الله عليهم اجمعين ما دام النور و الظلام و کتبت هذه المقالة



[ صفحه 438]



بيدي الجانية الاحقر الفاني ابن المؤلف علي أکبر الشريف الحائري و قد فرغت من التحرير صبيحة يوم الاثنين ليلة الغدير المطابق للثالث عشر من نيروز العجم سنة 1352 ثلاث مأة و اثنين و خمسين بعد الالف علي هاجرها الف تحية و سلام.

و قد تصدي لتصحيح هذا الکتاب واتعاب نفسه و الاعانة علي طبعه و سائر لوازمه و السعي في تحصيل مقدمات الطبع و مقارناته جماعة من الفضلاء و الطلاب أيدهم الله و سددهم و أرجو ان يکونوا سلمهم الله من الاصحاب الذين أشار (عج) الي ما في الرؤيا بقوله تکون من أنصارنا في القسم الثالث أو الصنف الثالث أن يکونوا هم أيضا في القسم الثاني أو الثالث منهم الفاضل العامل و العالم الکامل المسدد بعناية الله (أقا شيخ أمان الله) و منهم العالم الزاهد و الفاضل الراشد و المعتمد المؤتمن الشيخ أبوالحسن ده ابادي اليزدي و منهم المحدث النبيل و الواعظ الجليل أحد خدام آل النبي الحاج ملا عباس علي الاصفهاني و منهم الجامع بين سعادة الدارين و العالم بما يصلح أمر