بازگشت

في امکان بقاء المهدي


في الدلالة علي جواز بقاء المهدي (عج) في غيبته و لا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسي و الياس و الخضر من اولياء الله و بقاء الدجال و ابليس الملعونين من أعداء الله تعالي و هؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالکتاب والسنة و قد اتفقوا عليه ثم انکروا جواز بقاء المهدي (عج) و ها أنا ابين بقاء کل واحد منهم فلا يسمع بعد هذا العاقل انکار جواز بقاء المهدي (عج).

و انما أنکروا بقاءه من وجهين (احدهما) طول الزمان (والثاني)



[ صفحه 420]



انه في سرداب من غير احد يقوم بطعامه و شرابه و هذا ممتنع عادة.

قال مؤلف الکتاب محمد بن يوسف بن محمد الکنجي الشافعي بعون الله نبتدي ء و اياه نستکفي و ما توفيقي الا بالله جل و عز.

اما عيسي (ع) فالدليل علي بقائه قوله تعالي و ان من أهل الکتاب الا ليؤمنن به قبل موته و لم يؤمن به احد منذ نزول هذه الاية الي يومنا هذا و لا بد ان يکون ذلک في آخر الزمان و اما السنة فما رواه مسلم في صحيحه من زهير بن حرب باسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال فينزل عيسي بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا کفيه علي أجنحة ملکين و أيضا ما تقدم من قوله (ص) کيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيکم و امامکم منکم.

واما الخضر و الالياس (ع) فقد قال ابن جرير الطبري الخضر و الالياس باقيان يسيران في الارض و أيضا فما رواه مسلم في صحيحه کما أخبرنا الحافظ محمد ابن أبي جعفر القرطبي و العدل الحسن بن سالم بن علي و غيرهما بدمشق قالوا أخبرنا أبوعبدالله محمد بن علي بن صدقة أخبرنا ابوعبدالله محمد بن الفضل اخبرنا ابوالحسين عبد الغافر اخبرنا ابواحمد محمد اخبرنا ابراهيم بن محمد أخبرنا الحافظ ابوالحسين مسلم بن الحجاج حدثني عمرو الناقد و الحسن الحلواني و عبد بن حميد قالوا حدثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد حدثنا ابوصالح عن ابن شهاب اخبرني عبيد الله بن عتبة ان أبا سعيد الخدري قال حدثنا رسول الله (ص) يوما حديثا طويلا عن الدجال فکان فيما حدثنا قال يأتي و هو محرم ان يدخل نقاب المدينة فينتهي الي بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير



[ صفحه 421]



الناس فيقول له أشهد انک الدجال الذي حدثنا رسول الله (ص) حديثه فيقول الدجال أرأيتم ان قتلتم هذا ثم احييته اتشکون في الامر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما کنت فيک قط اشد بصيرة مني الان قال فيريد الدجال ان يقتله فلا يسلط عليه قال ابواسحق و هو ابراهيم ابن سعد يقال ان هذا الرجل هوالخضر (ع).

قلت هذا لفظ مسلم في صحيحه کما سقناه سواء.

و اما الدليل علي بقاء الدجال فما اخبرنا ابواسحاق ابراهيم بن برکات ابن ابراهيم قال أخبرنا المقري ابوالفضل عتيق ابن ابي الفضل ابن سلامة السلماني قال اخبرنا محدث الشام الحافظ ابوالقاسم ابن الحسن الشافعي المعروف بابن عساکر اخبرنا فقيه الحرمين ابوعبدالله محمد بن الفضل الصاعدي الغراوي أخبرنا أبوالحسين عبدالغافر بن محمد الفارسي اخبرنا ابواحمد محمد بن عيسي بن عمرويه الجلودي اخبرنا ابواسحاق ابراهيم ابن محمد بن سفيان الفقيه اخبرنا الحافظ ابوالحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد و حجاج بن الشاعر کلاهما عن عبدالصمد و اللفظ لعبد الوارث بن عبدالصمد قال حدثني ابي عن جدي عن الحسين بن ذکوان حدثنا ابن بريدة حدثنا عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان انه سأل فاطمة بنت قيس بن الضحاک بن قيس و کانت من المهاجرات الاول فقال حدثيني حديثا سمعته من رسول الله (ص) لا تسند به الي أحد غيره فقالت نکحت ابن المغيره و هو من خيار شباب قريش يومئذ فاصيب في أول الجهاد مع رسول الله (ص) فلما تايمت خطبني عبدالرحمان بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله (ص) و خطبني رسول الله



[ صفحه 422]



علي وليه اسامة بن زيد و کنت قد حدثت ان رسول الله (ص) قال من أحبني فليحب اسامة فلما کلمني رسول الله (ص) فقلت امري بيدک فانکحني من شئت فقال اتنقلي الي ام شريک و ام شريک امرأة غنية من الانصار عظيمة النفقة في سبيل الله تنزل عليها الضيفان فاني أکره ان يسقط عنک خمارک و ينکشف الثوب عن ساقيک فيري القوم منک بعض ما تکرهين ولکن انتقلي الي ابن عمک عبدالله بن عمرو ابن ام مکتوم و هو رجل من بني فهر فهر قريش و هو من البطن الذي هي منه فانتقلت اليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله (ص) ينادي الصلاة جامعة فخرجت الي المسجد فصليت مع رسول الله (ص) فلما فرغ رسول الله من صلاته جلس علي المنبر و هو يضحک فقال ليلزم کل انسان مصلاه ثم قال هل تدرون لم جمعتکم قالوا الله و رسوله أعلم قال اني والله ما جمعتم لرغبة و لا لرهبة ولکن جمعتکم لان تميما الداري کان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و أسلم و حدثني حديثا وافق الذي کنت احدثکم عن مسيح الدجال حدثني انه رکب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم ارفأوا الي جزيرة في البحر حين مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة اهلب کثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من کثرة الشعر فقالوا ويلک ما أنت قالت انا الجساسة قالوا و ما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا الي هذا الرجل في الدير فانه الي خبرکم بالاشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تکون شيطانة قال انطلقنا سراعا حتي دخلنا الدير فاذا فيه أعظم انسان رأيناه خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه الي عنقه ما بين رکبتيه الي کعبيه بالحديد قلنا ويلک ما أنت قال قدرتم علي



[ صفحه 423]



خبري فاخبروني ما أنتم قالوا نحن اناس من العرب رکبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم ارفينا الي جزيرتک هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة اهلب کثيرة الشعر لايدري ما قبلها من دبرها من کثرة الشعر فقلنا ويلک ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا و ما الجساسة قالت اعمدوا الي هذا الرجل في الدير فانه الي خبرکم بالاشواق فأقبلنا اليک سراعا و فزعنا منها و لم نأمن ان تکون شيطانة فقال اخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال اسألکم عن نخلها هل يثمر فقلنا له نعم قال اما انه يوشک ان لا يثمر قال اخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي کثيرة الماء قال أما ان ماءها يوشک أن يذهب قال اخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء و هل يزرع أهلها بماء العين قلنا لم نعم هي کثيرة الماء و أهلها يزرعون من مائها قال اخبروني عن نبي الاميين ما فعل قالوا قد خرج هاجرا من مکة و نزول يثرب قال اقاتله العرب قلنا نعم قال کيف صنع بهم فأخبرناه انه ظهر علي من يليه من العرب فاطاعوه قال لهم قد کان ذاک قلنا نعم قال اما ان ذاک خير لهم ان يطيعوه و اني مخبرکم عني انا المسيح الدجال و اني اوشک ان يؤذن لي في الخروج فاخرج فاسير في الارض فلا ادع قرية الا هبطتها في اربعين ليلة غير مکة و طيبة هما محرمتان علي کلتاهما کلما أردت أن ادخل واحدا منهما استقبلني ملک بيده السيف مصلتا يصدني عنها و ان علي کل نقب منها ملائکة يحرسونها قال قال رسول الله و طعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة الاهل کنت احدثکم ذلک فقال الناس نعم فانه اعجبني حديث تميم انه وافق الذي



[ صفحه 424]



کنت احدثکم عنه و عن المدينة و مکة الا انه في بحر الشام أو بحر اليمن لابل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق و اوما بيده الي المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله (ص).

قلت هذا حديث صحيح متفق علي صحته و هذا سياق مسلم و هو صريح في بقاء الدجال.

واما صاحب الکشف المخفي في مناقب المهدي (عج) فقد استدل علي وجود الدجال بحديث ابن الصياد و انه رآه الرسول (ص) و حلف عمر و قال و الله انک الدجال لان الرسول لم يجزم علي ابن الصياد انه الدجال بدليل قوله (ص) ان يکنه فلن تسلط عليه و ان لايکنه فلا خير لک في قتله و اما يمين عمر فانه کان علي غلبة الظن و الذي يدل علي ان ابن الصياد لم يکن هو الدجال انه اخبر (ص) انه مکتوب بين عينيه ک ا ف ر و لم ينقل عن ابن صياد ذلک و الجتمع بين الحديثين عندي هو ما اخبرني الحافظ مفتي الشام ابوعمرو عثمان بن عبدالرحمن بن عثمان المعروف بابن الصلاح بدمشق و الحافظ مؤرخ العراق ابوعبدالله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار ببغداد بالمدرسة الشريفة قالا اخبرنا الشيخ المقري ابؤالحسن ابن محمد بن علي الطوسي قراءة عليه و نحن نسمع بنيشابور اخبرنا ابوعبدالله محمد بن الفضل اخبرنا ابوالحسين عبدالغافر اخبرنا ابواحمد محمد اخبرنا ابواسحاق ابراهيم اخبرنا أبوالحسين مسلم حدثني زهير بن حرب و اسحق بن منصور قالا حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن مالک عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال لا تقوم الساعة حتي يبعث دجالون کذابون قريبا من ثلاثين کلهم يزعم انه رسول الله فلا وجه للجمع



[ صفحه 425]



بينهما عندي الا هذا و ان يکن ابن الصياد أحد الدجالين فيجب حمله علي هذا لئلا يلزم النقض في کلام الرسول (ص) لانه رأي ابن الصياد ثم قال اخبرني تميم الداري انه رآه و اما الذي استدل علي وجود الدجال بحديث ابن الصيادد فقد زل و لم يکن علم الحديث من فنه و قد قال (ص) فيما رواه مسلم في صحيحه ليس ما بين خلق آدم (ع) الي قيام الساعة خلق أکبر من الدجال و أخبرنا محمد بن احمد الحافظ الامام بجامع دمشق و غيره اخبرنا ابوعبدالله محمد بن علي أخبرنا ابوعبدالله محمد بن الفضل اخبرنا ابوالحسين عبدالغافر أخبرنا ابواحمد محمد أخبرنا ابواسحاق ابراهيم أخبرنا أبوالحسين مسلم الحافظ حدثنا منصور ابن ابي مزاحم حدثنا يحيي بن حمزة عن الاوزاعي عن اسحاق بن عبدالله عن عمه أنس بن مالک ان رسول الله (ص) قال يتبع الدجال من يهود اصبهان سبعون الفا عليهم الطيالسة.

قلت هذا حديث متفق علي صحته و هذا سياق مسلم

و اما الدليل علي بقاء ابليس اللعين من الکتاب نحو قوله تعالي قال رب انظرني الي يوم يبعثون قال انک من المنظرين.

و اما بقاء المهدي عليه السلام فقد جاء في الکتاب و السنة اما الکتاب فقد قال عزوجل ليظهره علي الدين کله قال هو المهدي (عج) من عترة فاطمة سلام الله عليها و اما من قال انه عيسي (ع) فلا تنافي بين القولين اذ هو مساعد للامام علي ما تقدم و قد قال مقاتل بن سليمان و من شايعه من المفسرين في تفسير قوله عزوجل و انه لعلم للساعة قال هو المهدي عليه السلام يکون في آخر الزمان و بعد خروجه يکون قيام الساعة و اماراتها.

و اما السنة فما تقدم في کتابنا هذا من الاحاديث الصيحة الصريحة.





[ صفحه 426]



(و اما الجواب) عن طول الزمان فمن حيث النص و المعني اما النص فما تقدم من الاخبار علي انه لابد من وجود الثلاثة في آخر الزمان و انهم ليس فيهم متبوع غير المهدي (عج) بدليل انه امام الامة في آخر الزمان و ان عيسي (ع) يصلي خلفه کما ورد الصحاح و يصدقه في دعواه و الثالث هو الدجال اللعين و قد ثبت انه حي موجود و اما المعني في بقائهم لا يخلو من أحد قسمين اما أن يکون بقاؤهم في مقدور الله او لا يکون و مستحيل ان يخرج عن مقدور الله لان من بدء الخلق من غير شي ء و أفناه ثم يعيده بعد الفناء لابد أن يکون البقاء في مقدوره تعالي و لا يخلو أيضا من قسمين اما ان يکون راجعا الي اختيار الله تعالي او الي اختيار الامة لانه لو صح ذلک منهم لصح من أحدنا ان يختار البقاء لنفسه و لولده و ذلک غير حاصل لنا غير داخل تحت مقدورنا فلابد من أن يکون راجعا الي اختيار الله تعالي سبحانه ثم لا يخلو بقاء هولاء الثلاثة من قسمين أيضا اما أن يکون لسبب أو لا يکون لسبب فان کان بغير سبب کان خارجا عن وجه الحکمة لا يدخل في أفعال الله تعالي فلابد من أن يکون لسبب تقتضيه حکمة الله تعالي.

قلت و سنذکر بقاء کل واحد منهم علي حدة اما بقاء عيسي (ع) لسبب و هو قوله تعالي و ان من أهل الکتاب الا ليؤمنن به قبل موته و لم يؤمن به منذ نزول هذه الاية الي يومنا هذا احد فلا بد أن يکون ذلک في آخر الزمان اما الدجال اللعين لم يحدث حدثا منذ عهد الينا رسول الله (ص) انه خارج فيکم الاعور الدجال و ان معه جبال من خبز يشير الي غير ذلک من ايامه فلا بد أن يکون ذلک في آخر الزمان لا محالة و اما الامام المهدي عليه السلام مذ غيبته عن الابصار الي يومنا هذا لم يملأ الارض قسطا و عدلا کما تقدمت



[ صفحه 427]



الاخبار في ذلک مشروطا بآخر الزمان فقد صارت لهذه الاسباب بقاء الثلاثة لصحة امر معلوم في وقت معلوم و هما صالحان نبي و امام و طالح عدو الله و هو الدجال و تقدمت الاخبار من الصحاح بما ذکرناه في صحة بقاء الدجال مع صحة بقاء عيسي (ع) فما المانع من بقاء المهدي (عج) مع کون بقائه باختيار الله تعالي و داخل تحت مقدوره سبحانه و هو آية الرسول (ص) فعلي هذا هو اولي بالبقاء من الاثنين الاخرين لانه اذا بقي المهدي (عج) کان امام آخر الزمان يملأ الارض قسطا و عدلا علي ما تقدمت الاخبار فيکون بقاؤه مصلحة للمکلفين و لطفا لهم في بقائه من عند رب العالمين و الدجال اذا بقي فبقاؤه مفسدة للعالمين لما ذکر من ادعائه الربوبية و فتکه بالامة ولکن في بقائه ابتلاء من الله تعالي ليعلم المطيع منهم و العاصي و المحسن من المسي ء و المصلح من المفسد و هذه هي الحکمة في بقاء الدجال و اما بقاء عيسي (ع) فهو سبب ايمان أهل الکتاب الاية و التصديق بنبوة سيدنا محمد سيدالانبياء و خاتم النبيين رسول رب العالمين صلي الله عليه و آله و يکون بيانا لدعوي الامام عند أهل الايمان و مصدقا لما دعا اليه عند أهل الطغيان بدليل صلاته خلفه و تصديقه و بيعته اياه و دعائه الي الملة المحمدية التي هو امام فيها فصار بقاء المهدي (عج) أصلا و بقاء الاثنين فرعا علي بقائه فکيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما و لو صح ذلک لصح وجود المسبب من دون وجود السبب و ذلک مستحيل في العقول و انما قلنا ان بقاء المهدي (عج) أصل بقاء الاثنين لانه لا يصح وجود عيسي (ع) بانفراده غير ناصر لملة الاسلام و غير مصدق الامام لانه لو صح ذلک لکان منفردا بدولة و دعوة و ذلک يبطل دعوة الاسلام من حيث اراد أن يکون تبعا فصار متبوعا و اراد ان يکون فرعا فصار



[ صفحه 428]



أصلا و النبي (ص) قال لا نبي بعدي و قال (ص) الحلال ما أحل الله علي لساني الي يوم القيامة و الحرام ما حرم الله علي لساني الي يوم القيامة فلا بد من أن يکون عونا و ناصرا و مصدقا و اذا لم يجد من يکون له عونا و مصدقا لدعواه لم يکن لوجوده تأثير فثبت ان وجودالمهدي (عج) اصل لوجوده و کذلک الدجال اللعين لا يصح وجوده في آخر الزمان و لا يکون للامة امام يرجعون اليه و وزير يعولون عليه لانه لو کان الامر کذلک لم يزل الاسلام مقهورا و دعوته باطلة فصار وجود الامام أصلا لوجوده علي ما قلنا.

(و اما الجواب) عن انکارهم بقاءه في السرداب من غير احد يقوم بطعامه و شرابه فعنه جوابان احدهما بقاء عيسي عليه السلام في السماء من غير احد يقوم بطعامه و شرابه و هو بشر مثل المهدي (عج) اليه في غذائه فان قلت ان عيسي (ع) خرج عن الطبيعة البشرية قلت هذه دعوي باطلة لانه تعالي قال لاشرف الانبياء قل انما أنا بشر مثلکم فان قلت اکتسب ذلک من العالم العلوي قلت هذا يحتاج الي توقيف و لا سبيل اليه و الثاني بقاء الدجال في الدين علي ما تقدم بأشد الوثاق مجموعة يداه الي عنقه ما بين رکبتيه الي کعبيه بالحديد و في رواية في بئر موثوق و اذا کان بقاء الدجال ممکنا علي الوجه المذکور من غير احد يقوم بطعامه و شرابه فکذلک المهدي (عج).

هذا آخر ابواب کتاب البيان و هو آخر الباب الخامس و العشرين من الکتاب المذکور و الحمد لله أولا و آخرا بيد الحقير الفقير علي بن المرحوم زين العابدين البارجيني اليزدي بسرعة الکتابة في مدة يومين و الحمد لله علي التوفيق في الثاني عشر من شهر محرم الحرام سنة 1327 في مشهد الحسين عليه السلام.



[ صفحه 429]



تم الکتاب المستطاب علي يد الاحقر العاصي المتوسل بالحجة المهدي (عج) ميرزا حسين ناسخيان قلمي شد في پنجم شهر ربيع الثاني سنة 1350 تحرير شد.

وقد اتعبت نفسي في تصحيح الکتاب و المقابلة اتعابا کثيرة و باشرت بنفسي في تنقيحه و ترصيفه و تصفيته و جاء بحمد الله ما قصدته و أردته کتابا صحيحا شافيا کافيا و ما ذلک الا بفضل الله العظيم و عناية وليه الکريم و ان کنت قد اتبعت نفسي غاية التعب و قد حصل لي المقصد و المطلب بمن الله و توفيقه الاحقر الضعيف الفاني ابن المؤلف علي أکبر الشريف الحائري تمت بعون الله تعالي



[ صفحه 430]