في قوله لن تهلک أمة أنا اولها و عيسي في آخرها و المهدي في وس
أخبرنا الحافظ اسماعيل بن ظفر بدمشق قال أخبرنا العدل احمد بن محمد باصبهان اخبرنا ابوعلي الحسن بن احمد أخبرنا الحافظ ابونعيم حدثنا ابوبکر محمد بن علي بن جيش حدثنا محمدبن هارون ابن عيسي حدثنا احمد بن بشر الدمشقي حدثنا عبدالله بن معاد حدثنا خالد بن يزيد القشيري ان محمد بن ابراهيم بن الامام حدثه ان اباجعفر المنصور بالله حدثه عن جده عن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله (ص) لن تهلک امة أنا في أولها و عيسي في آخرها و المهدي في وسطها.
قلت هذا حديث حسن رواه الحافظ ابونعيم في عواليه و احمد بن حنبل في مسنده کما اخرجناه و معني قوله و عيسي في آخره الم يرده (ص) ان عيسي عليه السلام يبقي بعد المهدي (عج) لان ذلک لا يجوز لوجوه منها انه (ص) قال لا خير في الحياة بعده و في رواية ثم لاخير في العيش بعده علي ما تقدم و منها ان المهدي (عج) اذا کان امام آخر الزمان و لا امام بعده مذکور في
[ صفحه 409]
رواية احد من الامة و هذا غير مممکن ان الخلق يبقي بغير امام (فان قيل) ان عيسي (ع) يبقي بعده امام الامة.
قلت لايجوز هذا القول و ذلک انه (ص) صرح انه لا خير بعده واذا کان عيسي (ع) في قوم لا خير بعده و أيضا لا يجوز ان يقال انه نايبه لانه جل منصبه عن ذلک و لا يجوز ان يقال انه يستقل بالامة لان ذلک يوهم العوام انتقال الله المحمدية الي الملة العيسوية و هذا کفر فوجب حمله علي الصواب و هو انه (ع) أول داع الي ملة الاسلام و المهدي (عج) أوسط داع و المسيح اخر داع فهذا معني الخبر عندي و يحتمل أن يکون معناه المهدي اواسط هذه الامة يعني خيرها اذ هو امامها بعده ينزل عيسي مصدقا للامام و عونا له و مساعدا و مبينا للامة صحة ما يدعيه الامام فعلي هذا يکون المسيح آخر المصدقين علي وفق النص.