بازگشت

في بيان انه يصلي بعيسي


أخبرنا الحافظ ابو الحسن محمد ابن ابي جعفر احمد بن علي القرطبي بدمشق و ابومحمد الحسن بن سالم بن علي بن سلام العدل و القاضي أبو



[ صفحه 398]



العباس احمد ابن القاضي ابي نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قالوا اخبرنا أبوعبدالله محمد بن الفضل الغراوي أخبرنا ابوالحسين عبدالغافر بن محمد ابن عبدالغافر الفارسي اخبرنا ابوأحمد محمد بن عيسي بن عمرويه الجلودي أخبرنا ابواسحق ابراهيم بن سفيان الفقيه أخبرنا الحافظ ابوالحسين مسلم ابن الحجاج القشيري أخبرنا حرملة بن يحيي اخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب قال اخبرنا نافع مولي ابي قتادة الانصاري ان أباهريرة قال قال رسول الله (ص) کيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيکم و امامکم منکم.

قلت هذا حديث حسن متفق علي صحته من حديث محمد بن شهاب الزهري رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما کما اخرجناه و أخبرنا الحافظ ابوعبدالله محمد بن محمود البغدادي بها و الحافظ ابراهيم بن محمد الازهر الصريفيني بدمشق و محمد ابن ابي الفضل بمکة حرسها الله تعالي و الحافظ العلامة عثمان بن عبدالرحمن المفتي بدمشق و غيرهم قالوا أخبرنا المقري ابوالحسن ابن محمد بن علي بنيسابور أخبرنا ابوعبدالله ابن محمد بن الفضل الغراوي و أخبرنا عبدالغافر بن محمد بن عبدالغافر الفارسي و أخبرنا محمد ابن عيسي اخبرنا ابواسحق ابراهيم بن محمد بن سفيان اخرنا الحافظ ابوالحسين مسلم بن الحجاج القشيري حدثنا الوليد بن شجاع و هارون بن عبدالله و حجاج بن الشاعر قالوا حدثنا حجاج و هو ابن محمد عن ابن جريح قال أخبرنا ابوالزبير انه سمع جابر بن عبدالله يقول سمعت النبي (ص) يقول لا تزال طائفة من امتي يقاتلون علي الحق ظاهرين الي يوم القيامة قال فينزل عيسي بن مريم فيقول اميرهم تعال صل لنا فيقول لا ان بعضکم علي بعض امراء تکرمة الله لهذه الامة.



[ صفحه 399]



قلت هذا حديث حسن صحيح اخرجه مسلم في صحيحه کما سقناه و ان کان الحديث المتقدم قد اول فهذا لا يمکن تأويله لانه صريح فان عيسي يقدم أميرالمسلمين و هو يومئذ المهدي (عج) فعلي هذا بطل تأويل من قال معني قوله و امامکم منکم أي يؤمکم بکتابکم اخبرنا نقيب النقباء فخر آل رسول الله (ص) ابو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحسني عن ابي الفرج يحيي ابن محمود عن ابي علي الحسن بن احمد حدثنا الحافظ ابونعيم حدثنا ابوالمظفر حدثنا محمد بن يوسف بن بشر حدثنا ابراهيم بن منقد الخولاني حدثنا ابوحازم عبدالغفار بن الحسن بن دينار و حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله (ص) فيلتفت المهدي و قد نزل عيسي (ع) بن مريم کأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي تقدم صل بالناس فيقول عيسي انما اقيمت الصلاة لک فيصلي عيسي خلف رجل من ولدي فاذا صليت قام عيسي حتي جلس في المقام فيبايعه فيمکث اربعين سنة الايات في زمانه اول الايات الدجال ثم نزول عيسي ثم نار تخرج من بحر عدن تسوق الناس الي المحشر.

قلت هکذا أخرجه ابونعيم في مناقب المهدي (عج).

فان سأل سائل و قال مع صحة هذه الاخبار و هي ان عيسي يصلي خلف المهدي صلوات الله عليه و يجاهد بين يديه و انه يقتل الدجال بين يدي المهدي (عج) و رتبة التقدم في الصلاة معروفة و کذلک رتبة التقدم للجهاد و هذه الاخبار مما ثبت طرقها و صحتها عند السنة و کذلک ترويها الشيعة علي السواء فهذا هو الاجماع من کافة أهل الاسلام اذ من عدا الشيعة و السنة من الفرق فقوله ساقط مردود وحشو مطروح فثبت ان هذا اجماع کافة أهل الاسلام



[ صفحه 400]



و مع ثبوت الاجماع علي ذلک و صحته فأيما افضل الامام أو المأموم في الصلاة و الجهاد معا.

الجواب عن ذلک هو ان نقول هما قدوتان نبي و امام و ان کان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعها و هو الامام يکون قدوة للنبي (ص) في تلک الحال و ليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم و هما أيضا معصومان من ارتکاب القبائح کافة و المداهنة و الرياء و النفاق و لا يدعو الداعي لاحدهما الي فعل ما يکون خارجا عن حکم الشريعة و لا مخالفا لمراد الله تعالي و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و اذا کان الامر کذلک فالامام افضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلک بدليل قوله (ص) يؤم القوم اقراهم لکتاب الله فان استووا فاعلمهم فان استووا فافقدمهم فان استووا فاقدمهم هجرة فان استووا فاصبحهم وجها فلو علم الامام ان عيسي افضل منه لما جاز له أن يتقدم عله لاحکامه علم الشريعة و لموضع تنزيه الله تعالي له من ارتکاب کل مکروه کذلک لو علم عيسي انه افضل منه لما جاز له أن يقتدي به لموضع تنزيه الله تعالي له من الرياء و النفاق و المحاباة بل لما تحقق الامام انه أعلم منه جاز أن يتقدم عليه و کذلک قد تحقق عيسي ان الامام اعلم منه فلذلک قدمه و صلي خلفه و لو لا ذلک لم يسعه الاقتداء بالامام فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد هو بذل النفس بين يدي من يرغب الي الله تعالي بذلک و لولا ذلک لم يصح لاحد جهاد بين يدي رسول الله (ص) و لا بين يدي غيره و الدليل علي صحة ما ذهبنا اليه قول الله سبحانه و تعالي ان الله اشتري من المومنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و الفرقان و من اوفي



[ صفحه 401]



بعهده من الله فاستبشروا ببيعکم الذي بايعتم به و ذلک هو الفوز العظيم و لان الامام نايب الرسول في امته و لا يسوغ لعيسي (ع) أن يتقدم علي الرسول فکذلک علي نايبه و مما يؤيد هذا القول هو ما رواه الحافظ ابوعبدالله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه في حديث طويل في نزول عيسي فمن ذلک قالت ام شريک بنت ابي العکر يا رسول الله (ص) فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجهلم ببيت المقدس و امامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح اذ نزل عليهم عيسي بن مريم فرجع ذلک الامام ينکس القهقري ليتقدم عيسي يصلي بالناس فيضع عيسي يده بين کتفيه ثم يقول تقدم.

قلت هذا حديث صحيح ثابت ذکره ابن ماجة في کتابه عن ابي امامة الباهلي قال خطبنا رسول الله (ص) و هذا مختصره اخبرنا الحافظ يوسف بحلب أخبرنا القاضي ابوالمکارم أخبرنا ابوعلي الحسن بن احمد اخبرنا الحافظ ابونعيم اخبرنا ابوالفرج الاصبهاني اخبرنا احمد بن الحسن بن سعيد حدثنا حصين بن مخارق عن الخليل بن لطيف عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص) منا الذي يصلي عيسي ابن مريم (ع) خلفه.

قلت هکذا أخرجه الحافظ أبونعيم في کتاب مناقب المهدي و کتابه أصل.