مقدمة المؤلف و تعريف الکتاب
هذا کتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عج) املاء الامام العلامه فقيه الحرمين مفتي العراقين محدث الشام صدر الحفاظ ابي عبدالله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الکنجي الشافعي اثابه الله الجنة بفضله
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمدا لله الذي هو فاتحة کل کتاب و خاتمة کل خطاب و الصلاة علي رسوله التي هي جالبة کل ثواب و دافعة کل عقاب و علي اله الدين ينقشع بنجومهم ظلام کل سحاب ينکشف بعلومهم غمام کل حجاب و ينمحي بصفوهم کدر کل ارتياب و يستد بينهم خلل کل اضطراب فقد ذکرنا في کتابنا هذا من المراسم النبوية و المعالم الالهية مايکون موزعا لأهل النفاق و ازعا لاهل الشقاق و نبهنا علي جواهره و اعراضه و صرحنا للاولياء بمکنون اعراضه و قرعنا صفاة الضلال و قد عنا طغاة الضلال مسفرا عن نهار العلم الرضي الوضي مستقرا علي سنن البعث المرضي مستعذبا عند ملال الاستماع مستغربا عند بعد الانتجاع فهو للحالة سداد و للتبصرة زناد و الذي حداني علي تأليف السابق و اللاحق ما أرجوه من الثواب الجزيل لدي موقف الحساب و نيل الشفاعة من الرسول و آله عليهم السلام عدة ليوم (المآب) الاياب.
[ صفحه 381]
ثم بعد ذلک عزم الخادم شوقه الي تقبيل شريف کف مولانا الصاحب الاعظم تاج الدين عماد الاسلام فخر امراء آل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم غياث الدولة رضي أميرالمؤمنين ادام الله له مقاليد الممالک و ذلل له ما توعر علي الاولين من المسالک و قذفت اليه الارض أفلاذ أکبادها فاستکان لها دانيها و قاصيها و توطئت لسابک خيله صياصيها واضحت رقاب الملوک نحو ارتسام مراسمه صورا و امتلأت طباق الافاق باشراق عدله نورا و باهت الغبراء به مناط القمرين و تضاءلت دون غرته اعالي الشعريين و رفلت ملة الحق بيمنه من جلابيب الجلال في اسبغها و اصفاها و انخرط في سلک سامي رأيه الدين و الدنيا و لاذ ببابه المنيف و جنابه الشريف کافة الوري و اجتمع به شتات الاهواء و انظم نشر الاراء و فتق الاعداء بعدله ثقة الاولياء بفضله فأراد خادم الدعاء أن يطير بأجنحة الهزة الي مخيم العلاء و العزة معتزيا الي مواقف الخدم معزا بالمثول في المجلس الابهي في غمار الحشم و صار لا يبرم عقدة العزم الا حل القضاء فحلها و لا قدم قدما للنهوض الا نزل القضاء فأزلها و ما استأخر استيخار التواني ولکن الاقدار دافعة في صدور الاماني الي ان يسر الله تمهيد معاذيره في تأخره عن الخدمة و تقصيره بزفاف بنت فکره و ثمرة دهره و نتيجة عمره فزففتها عروسا تختال في أثوابها و ترفل في جلبابها الي أکرم اکفائها و خطابها و مهرها ان تقع من السدة السامية موقع القبول و متضمنها عقايل العقول و نخب الشرع المنقول و قد وسمته بالبيان في أخبار صاحب الزمان (عج) و عريته عن طرق الشيعة تعرية ترکيب الحجة اذ کل ما تلقته الشيعة بالقبول و ان کان صحيح النقل فانما هو خريت منارهم و خدارية ذمارهم فکان الاحتجاج بغيره أکد و فيه ابواب: (الباب الاول) في ذکر خروجه في آخر الزمان
[ صفحه 382]
(الباب الثاني) في قوله صلي الله عليه و سلم المهدي من عترتي من ولد فاطمة (الباب الثالث) في ذکر المهدي (عج) من سادات أهل الجنة (الباب الرابع) في أمر النبي (ص) بمبايعة المهدي (عج) (الباب الخامس) في ذکر نصرة أهل المشرق للمهدي (الباب السادس) في مقدار ملکه بعد ظهوره (الباب السابع) في بيان انه يصلي بعيسي (الباب الثامن) في تحلية النبي (ص) المهدي (عج) (الباب التاسع) في تصريح النبي (ص) بأن المهدي من ولد الحسين عليه السلام (الباب العاشر) في ذکر کرم المهدي (عج) (الباب الحادي عشر) في الرد علي من زعم ان المهدي هو المسيح بن مريم (الباب الثاني عشر) في قوله (ص) ان تهلک امة أنا في اولها و عيسي في آخرها و المهدي في وسطها (الباب الثالث عشر) في ذکر کنيته و انه يشبه النبي (ص) في خلقه (الباب الرابع عشر) في ذکر اسم القرية التي منها خروج المهدي (الباب الخامس عشر) في ذکر الغمامة التي تظل المهدي (عج) عند خروجه (الباب السادس عشر) في ذکر الملک الذي يخرج مع المهدي (عج) (الباب السابع عشر) في ذکر صفة المهدي (عج) و لونه و جسمه و قد تقدم مرسلا (الباب الثامن عشر) في ذکر خالة علي خده الايمن و ثيابه و فتحه مداين الشرک (الباب التاسع عشر) في ذکر کيفية اسنان المهدي (عج) (الباب العشرون) في ذکر فتح المهدي (عج) القسطنطينة (الباب الحادي و العشرون) في ذکر خروج المهدي بعد ملک الجبابرة (الباب الثاني و العشرون) في قوله (ص) المهدي (عج) امام صالح (الباب الثالث و العشرون) في ذکر تنعم الامة زمن المهدي(الباب الرابع و العشرون) في أخبار رسول الله (ص) ان المهدي (عج) خليفة الله تعالي (الباب الخامس و العشرون) في الدلالة علي جواز بقاء المهدي في غيبته.
[ صفحه 383]