بازگشت

حديث مفضل بن عمر


في الحديث المروي عن مفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام و وقايع زمان الظهور و الرجعة عن المفضل بن عمر سألت سيدي الصادق عليه السلام





[ صفحه 253]



هل للمأمون المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا قلت يا سيدي و لم ذلک قال لانه هو الساعة التي قال الله تعالي و يسئلونک عن الساعة قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات و الارض الاية و هو الساعة التي قال الله تعالي يسئلونک عن الساعة ايان مرسيها و قال وعنده علم الساعة و لم يقل انها عند احد و قال هل ينظرون الا الساعة ان تأنيهم بغتة فقد جاء اشراطها الاية و قال اقتربت الساعة و انشق القمر و قال و ما يدريک لعل الساعة تکون قريبا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها و الذين آمنوا مشفقون منها و يعلمون انها الحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد قلت فما معني يمارون قال يقولون متي ولد و من رأي و اين يکون و متي يظهر و کل ذلک استعجالا لامر الله و شکا في قضائه و دخولا في قدرته اولئک الذين خسروا الدنيا و ان للکافرين لشر مآب قلت أفلا توقت له وقت فقال يا مفضل لا اوقت له وقتا و لا يوقت له وقت ان من وقت لمهدينا وقتا فقد شارک الله تعالي في علمه و ادعي انه ظهر علي سره و ما لله من سر الا و قد وقع الي هذا الخلق المعکوس الضال عن الله الراغب عن اولياء الله و ما الله من خير الاوهم أخص به بستره و هو عندهم و انما القي الله اليهم ليکون حجة عليهم قال المفضل يا مولاي فکيف بدء ظهور محمد المهدي و اليه التسليم قال يا مفضل يظهر في شهة ليستبين فيعلو ذکره و يظهر امره و ينادي باسمه و کنيته و نسبه و يکثر ذلک علي أفواه المحقين و المبطلين و الموافقين و المخالفين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به علي انه قصصنا و دللنا عليه و نسبناه و سميناه و کنيناه و قلنا سمي جده رسول الله و کنيه لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسما و لا کنية و لا



[ صفحه 254]



نسبا والله ليتحقق الايضاح به و باسمه و کنيته علي ألسنتهم حتي ليسميه بعضهم لبعض کل ذلک للزوم الحجة عليهم ثم يظهره الله کما وعد به جده صلي الله عليه و اله في قوله عزوجل هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون قال المفضل يا مولاي فما تأويل قوله تعالي ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون قال عليه السلام هو قوله تعالي و قاتلوهم حتي لاتکون فتنة و يکون الدين کله لله فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل و الاديان الاختلاف و يکون الدين کله واحدا کما قال جل ذکره ان الدين عند الله الاسلام و قال اله و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين قال المفضل قلت يا سيدي و مولاي والدين الذي في آبائه ابراهيم و نوح و موسي و عيسي و محمد (ص) هو الاسلام قال نعم يا مفضل هو الاسلام لا غير قلت يا مولاي اتجده في کتاب الله قال عليه السلام نعم من اوله الي آخره و منه هذه الاية ان الدين عند الله الاسلام و قوله تعالي ملة ابيکم ابراهيم هو سميکم المسلمين و منه قوله تعالي في قصة ابراهيم و اسماعيل و اجعلنا مسلمين لک و من ذريتنا امة مسلمة لک و قوله تعالي في قصة فرعون حتي اذا ادرکه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنوا اسرائيل و أنا من المسلمين و في قصة سليمان و بلقيس قبل ان يأتوني مسلمين و قولها اسملت مع سليمان لله رب العالمين و قول عيسي من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله و اشهد بأنا مسلمون و قوله عزوجل و لم اسلم من في السموات و الارض طوعا و کرها و قوله في قصة لوط فمار وجدنا فيها غير بيت من المسلمين و قوله قولوا آمنا بالله و ما أنزل الينا الي قوله لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون و قوله تعالي



[ صفحه 255]



ام کنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت الي قوله و نحن له مسلمون قلت يا سيدي کم الملل قال أربع و هي شرايع قال المفضل قلت يا سيدي المجوس لم سموا المجوس قال عليه السلام لانهم تمجسوا في السريانية و ادعوا علي آدم و علي شيث (ع) و هو هبة الله انهمااطلقا لهم نکاح الامهات و الاخوات و البنات و الخالات و العمات و المحرمات من النساء و انهما أروهم أن يصلوا الي الشمس حيث وقفت في السماء و لم يجعلا لصلاتهم وقتا و انما هو افتراء علي الله الکذب علي آدم و شيث قال المفضل يا مولاي و سيدي لم سمي قوم موسي اليهود قال عليه السلام لقول الله عزوجل انا هدنا اليک أي اهتدينا اليک قال فالنصاري قال عليه السلام لقول عيسي من انصاري الي الله وتلا الاية الي آخرها فسموا النصاري لنصرة دين الله قال المفضل فقلت يا مولاي فلم سمي الصابئون الصابئين فقال عليه السلام انهم صبوا الي تعطيل الانبياء و الرسل و الملل و الشرايع و قالوا کلما جاؤا به باطل فجحدوا توحيد الله تعالي و نبوة الانبياء و رسالة المرسلين و وصية الاوصياء فهم بلا شريعة و لا کتاب و لا رسول و هم معطلة العالم قال المفضل سبحان الله ما أجل هذا من علم قال عليه السلام نعم يا مفضل فالقه الي شيعتنا لئلا يشکوا في الدين قال المفضل يا سيدي ففي أي بقعة يظهر المهدي (عج) قال عليه السلام لا تراه عين في وقت ظهوره الا رأته کل عين فمن قال لکم غير هذا فکذبوه قال المفضل يا سيدي و لا يري وقت ولادته قال بلي و الله ليري من ساعة ولادته الي ساعة وفاة أبيه سنتين و تسعة أشهر أول ولادته وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع و خمسين و مأتين الي يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الاول من ستين ومأتين و هو يوم وفاة أبيه بالمدينة



[ صفحه 256]



بشاطي ء دجلة بناها المتکبر الجبار المسي باسم جعفر الضال الملقب بالمتوکل و هو المتأکل لعنه الله تعالي و هو مدينة تدعي بسر من رأي و هي ساء من رأي يري شخصه المومن المحق سنة ستين و مأتين و لا يراه المشکک المرتاب و ينقذ فيها أمره و نهيه و يغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله صلي الله عليه و آله فيلقاه هناک من يسعده الله بالنظر اليه ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست و ستين و مأتين فلا تراه عين أحد حتي يراه کل أحد و کل عين قال المفضل قلت يا سيدي فمن يخاطبه و لمن يخاطب قال الصادق عليه السلام تخاطبه الملائکة و المومنون من الجن و يخرج امره و نهيه الي ثقاته وولاته و وکلائه و يعقد ببابه محمد بن نصير النميري في يوم غيبته بصابر ثم يظهر بمکة و الله يا مفضل کأني انظر اليه دخل مکة و عليه بردة رسول الله (ص) و علي رأسه عمامة صفراء و في رجليه نعل رسول الله المخصوفة و في يده هراوته يسوق بين يديه اعنزا عجافا حتي يصل بها نحو البيت ليس ثم احد يعرفه و يظهر و هو شاب قال المفضل يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة فقال (ع) سبحان الله و هل يعرف ذلک يظهر کيف شاء و بأي صورة شاء اذا جاءه الامر من الله تعالي مجده و جل ذکره قال المفضل يا سيدي فمن أين يظهر و کيف يظهر قال عليه السلام يا مفضل يظهر وحده و يأتي البيت و حده و يلج الکعبة وحده و يجن عليه الليل وحده فاذا نامت العيون و غسق الليل نزل اليه جبرئيل و ميکائيل و الملائکة صفوفا فيقول له جبرئيل يا سيدي قولک مقبول و امرک جايز فمسح يده علي وجهه و يقول الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض تنبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجرا العالمين و يقف بين الرکن و المقام فيصرخ صرخة فيقول يا معاشر نقبائي و أهل خاصتتي و من ذخرهم الله



[ صفحه 257]



لنصرتي قبل ظهوري علي وجه الارض ايتوني طائعين فيرد صيحته عليهم و هم في محاريبهم و علي فرشهم في شرق الارض و غربها فيسمعونه في صيحة واحدة في اذن کل رجل فيجيبون نخوها و لا يمضي لهم الا کلمحة بصر حتي يکون کلهم بين يديه بين الرکن و المقام فيأمر الله عزوجل النور فيصير عمودا من السماء الي الارض فيستضيي ء به کل مؤمن علي وجه الارض و يدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المومنين بذلک النور و هم لا يعلمون بظهور قائمنا اهل البيت عليه و عليهم السلام ثم يصبحون وقوفا بين يديه و هم ثلاثمأة و ثلاثه عشر رجلا بعدة اصحاب رسول الله (ص) يوم بدر قال المفضل يا مولاي و سيدي فاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين بن علي يظهرون معهم قال يظهر منهم ابو عبدالله الحسين بن علي (ع) يظهرون في اثني عشر الفا مؤمنين من شيعة علي و عليه عمامة سوداء قال المفضل يا سيدي فبغير سنة القائم بايعوا له قبل ظهوره و قبل قيامه فقال (ع) يا مفضل کل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته کفر و نفاق و خديعة لعن الله المبايع لها و المبايع له بل يا مفضل يسند القائم ظهره الي الحرم و يمد يده فتري بيضاء من غير سوء و يقول هذه يد الله و عن الله و بامر الله ثم يتلو هذه الاية ان الذين يبايعونک انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نکث فانما ينکث علي نفسه الاية فيکون اول من يقبل يده جبرئيل ثم يبايعه و تبايعه الملائکة و نجباء الجن ثم النقباء و يصبح الناس بمکة فيقولون من هذا الرجل الذي بجانب الکعبة و ما هذا الخلق الذي معه و ما هذه الاية التي رأيناها الليلة و لم نر مثلها فيقول بعضهم لبعض هذا الرجل هو صاحب العنيزات فقال بعضهم انظروا هل تعرفون أحدا ممن معه فيقولون لا نعرف أحدا منهم الا أربعة من أهل مکة



[ صفحه 258]



و اربعة من أهل المدينة و هم فلان و فلان و يعدونهم بأسمائهم و يکون هذا أول طلوع الشمس في ذلک اليوم فاذا طلعت الشمس و أضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من في السماوات و الارضين يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد (ص) و يسميه باسم جده رسول الله (ص) و يکنيه و ينسبه الي ابيه الحسن الحادي عشر الي الحسين بن علي صلوات الله عليهم اجمعين بايعوه تهتدوا و لا تخالفوا امره فتضلوا فاول من يقبل يده الملائکة ثم الجن ثم النقباء و يقولون سمعنا و اطعنا و لا يبقي ذو اذن من الخلايق الا سمع ذلک النداء و تقبل الخلايق من البدو و الحضر و البحر و البر يحدث بعضهم بعضا و يستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا باذانهم فاذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربه يا معشر الخلايق قد ظهر ربکم بوادي اليابس من ارض فلسطين و هو عثمان بن عنبسة الاموي من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا و لا تخالفوا عليه فيرد عليهم الملائکة و الجن و النقباء قوله و يکذبونه و يقولون له سمعنا و عصينا و لا يبقي ذو شک و لا مرتاب و لا منافق و لا کافر الا دخل بالنداء الاخير و سيدنا القائم مسند ظهره الي الکعبة و يقول يا معشر الخلايق الا و من أراد أن ينظر الي آدم و شيث فها أنا ذا آدم و شيث ألا و من أراد أن ينظر الي نوح و ولده سام فها أنا نوح و سام ألا و من أراد أن ينظر الي ابراهيم و اسماعيل فها انا ذا ابراهيم و اسماعيل ألا و من أراد أن ينظر الي موسي و يوشع فها أنا ذا موسي و يوشع ألا و من أراد أن ينظر الي عيسي و شمعون فها أنا ذا عيسي و شمعون ألا و من أراد أن ينظر الي محمد (ص) و أميرالمؤمنين (ع) فها أنا ذا محمد و أميرالمؤمنين ألا و من أراد أن ينظر الي الحسن و الحسين عليهماالسلام فها أنا ذا الحسن و الحسين



[ صفحه 259]



ألا و من أراد أن ينظر الي الائمة من ولد الحسين (ع) فها أنا ذا الائمة أجيبوا الي مسألتي فاني انبئکم بما نبئتم به و ما لم تنبأوا به و من کأن يقرأ الکتب و الصحف فليسمع مني ثم يبتدي ء بالصحف التي أنزلها اله علي آدم و شيث يقول امة آدم و شيث هبة الله هده و الله هي الصحف حقا و لقد أمرنا ما لم نکن نعلمه فيها و ما کان خفي علينا و ما کان سقط منها و بدل و حرف ثم يقرأ صحف نوح و صحف ابراهيم و التوراة و الانجيل و الزبور فيقول أهل التوراة و الانجيل و الزبور هذه و الله صحف نوح و ابراهيم حقا و ما اسقط منها و ما بدل و حرف منها هذه و الله التوراة الجامعة و الزبور التام و الانجيل الکامل و انها أضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون هذا و الله القرآن حقا الذي أنزل الله علي محمد (ص) و ما اسقط منه و حرف و بدل ثم تظهر الدابة بين الرکن و المقام فتکتب في وجه المؤمن مؤمن و في وجه الکافر کافر ثم يقبل علي القائم رجل وجهه الي قفاه و قفاه الي صدره و يقف بين يديه فيقول يا سيدي أنا بشير امرني ملک من الملائکة أن الحق بک و ابشرک بهلاک جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم بين قصتک و قصة أخيک فيقول الرجل کنت و أخي في جيش السفياني و خربنا الدنيا من دمشق الي الزوراء و ترکناها جما و خربنا الکوفة و خربنا المدينة و کسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله (ص) و خرجنا منها و عددنا ثلاثمائة الف رجل نريد اخراب البيت و قتل أهله فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها فصاح بنا صايح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الارض و بلعت کل الجيش فوالله ما بقي علي وجه الارض عقال ناقة مما سواه غيري و غير أخي فاذا نحن بملک قد ضرب وجوهنا فصارت الي ورائنا کما تري فقال لاخي ويلک



[ صفحه 260]



امض الي الملعون السفياني بدمشق فانذره بظهور المهدي من آل محمد (ص) و عرفه ان الله قد أهلک جيشه بالبيداء وقال لي يا بشير الحق بالمهدي بمکة و بشره بهلاک الظالمين و تب علي يده فانه يقبل توبتک فيمر القائم يده علي وجهه فيرده سويا کما کان و يبايعه و يکون معه قال المفضل يا سيدي و تظهر الملائکة و الجن للناس قال أي و الله يا مفضل و يخاطبونهم کما يکون الرجل مع حاشيته بأهله قلت يا سيدي ويسيرون معه قال أي والله يا مفضل و لينزلن أرض الهجرة ما بين الکوفة و النجف و عدد أصحابه حينئذ ستة و أربعون الفا من الملائکة و ستة الاف من الجن و في رواية اخري و مثلها من الجن بهم ينصره الله و يفتح علي يديه قال المفضل فما يصنع أهل مکة قال يدعوهم بالحکمة و الموعظة الحسنة فيطيعونه و يستخلف فيهم رجلا من أهل بيته ويخرج يريد المدينة قال المفضل يا سيدي فما يصنع بالبيت قال ينقضه فلا يدع منه الا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس ببکة في عهد آدم (ع) و الذي رفعه ابراهيم و اسماعيل فيها و ان الذي بني بعدهما لم يبنه نبي و لا وصي ثم يبنيه کما يشاء الله و ليعفين آثار الظالمين بمکة و المدينة و العراق و ساير الاقاليم و ليهدمن مسجد الکوفة و ليبنيه علي البنيان الاول و ليهدمن القصر العتيق ملعون ملعون ملعون من بناه قال المفضل يا سيدي يقيم بمکة قال لا يا مفضل بل يستخلف فيها رجلا من أهله فاذا سار منها و ثبوا عليه فيقتلونه فيرجع اليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤسهم يبکون و يتضرعون و يقولون يا مهدي آل محمد (ص) التوبة التوبة فيعظهم و ينذرهم و يحذرهم و يستخلف عليهم منهم خليفة و يسعير فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد اليهم أنصاره من الجن و النقباء يقول لهم أرجعوا فلا تبقوا منهم بشرا الا من آمن فلولا ان رحمة



[ صفحه 261]



ربکم وسعت کل شي ء و أنا تلک الرحمة لرجعت اليهم معکم فقد قطعوا الاعذار بينهم و بين الله و بيني فيرجعون اليهم فوالله لايسلم من المأة منهم واحد لا الله و لا من الف واحد قال المفضل قلت يا سيدي فأين يکون دار المهدي و مجتمع المومنين قال دار ملکه الکوفة و مجلس حکمه جامعها و بيت ماله و مقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة و موضع خلواته الدکوات البيض من الغريين قال المفضل يا مولاي کل المومنين يکونون بالکوفة قال عليه السلام اي والله لايبقي الا کان أو حواليها و ليبغلن مجالة فرس منها الفي درهم أي والله ليودن أکثر الناس انه اشتري شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب و السبع خطة من خطط همدان و ليصيرون الکوفة أربعة و خمسين ميلا و ليجاورن قصورها قصور کربلا و ليصيرن الله کربلاء معقلا و مقاما تختلف فيه الملائکة و المومنون و ليکونن لها شأن من الشأن وليکونن فيها من البرکات ما لو وقف مؤمن و دعا ربه بدعوة لاعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملک الدنيا الف مرة ثم تنفس أبو عبدالله عليه السلام و قال يا مفضل ان بقاع الارض تفاخرت ففخرت کعبة البيت الحرام علي بقعة کربلاء فأوحي الله اليها ان اسکتي کعبد الحرام و لا تفتخري علي کربلاء فانها البقعة المبارکة التي نودي موسي منها من الشجرة و انها الربوة التي اويت اليها مريم و المسيح ان الدالية التي غسل فيها رأس الحسين عليه السلام و فيها غسلت مريم أو عيسي و اغتسلت من ولادتها و انها خير بقعة عرج رسول الله (ص) منها وقت غيبته و ليکونن لشيعتنا فيها حيرة الي ظهور قائمنا قال المفضل يا سيدي ثم يسير المهدي الي أين قال الي مدينة جدي رسول الله (ص) فاذا وردها کان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المومنين و خزي الکافرين قال المفضل يا سيدي ما هو ذاک



[ صفحه 262]



قال عليه السلام يرد الي قبر جده (ص) فيقول يا معاشر الخلايق هذا قبر جدي رسول الله (ص) فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول و من معه في القبر فيقولون صاحباه و ضجيعاه أبوبکر و عمر و کيف ذفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله وعسي المدفون غيرهما فيقول الناس يا مهدي آل محمد ما هاهنا غيرهما انهما دفنا معه لانهماخليفتا رسول الله (ص) و أبوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث اخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما و لم يشحب لونهما فيقول هل فيکم من يعرفهما فيقولون نعرفهما بالصفة و ليس ضجيعا جدک غيرهما فيقول هل فيکم أحد يقول غير هذا أو يشک فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس و يحضر المهدي و يکشف الجدران عن القبرين و يقول للنقباء ابحثوا عنهما فيبحثون بأيديهم حتي يصلوا اليهما فيخرجان غضين طريين کصورتهما فيکسف عنهما أکفانهما و يأمر برفعهما اعي دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و يطول فرعها فيقول المرتابون من أهل ولايتهما هذا و الله الشرف حقا و لقد فزنا بمحبتهما و ولايتهما و يخبر من اخفي نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما و ولايتهما و يحضرونهما و يرونهما و يفتنون بهما و ينادي منادي المهدي کل من أحب صاحبي رسول الله (ص) و ضجيعيه فلينفرد جانبا فتجزأ الخلق جزئين أحدهما موال و الاخر متبري ء منهما فمعرض المهدي علي أوليائهما البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل رسول الله نحن لم تنبرأ منهما و لسنا نعلم ان لهما عند الله و عندک هذه المنزلة و هذا الذي بدا لنا من فضلهما لا تنبرأ الساعة منهما و قد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما و غضاضتهما و حياة الشجرة بهما بل و الله منک و ممن آمن بک



[ صفحه 263]



و من لايؤمن بهما و من صلبهما و أخرجهما و فعل بهما ما فعل فيأمر المهدي (عج) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم کأعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان اليه فيحييهما باذن الله تعالي و يأمر الخلايق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في کل کور و دور حتي يقص عليهم قتل هابيل بن آدم (ع) و جمع النار لابراهيم و طرح يوسف في الجب و حبس يونس في بطن الحوت و قتل يحيي و صلب عيسي و عذاب جرجيس و دانيال و ضرب سلمان الفارسي و اشعال النار علي باب اميرالمومنين و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) لاحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الکبري فاطمة عليهاالسلام بالسوط و رفس بطنها و اسقاطها محسنا و سم الحسن و قتل الحسين و ذبح أطفاله و بني عمه و أنصاره و سبي ذراري رسول الله (ص) و اراقة دماء آل محمد و کل دم سفک و کل فرج نکح حراما و کل خبث و فاحشة و اثم و ظلم و جور و غم مذ عهد آدم الي وقت قيام قائمنا کل ذلک يعدده عليهما و يلزمهما اياه و يعترفان به (أقول و العلة و السبب في الزام ما تأخر عنهما من الانام عليهما ظاهر لأنهما بمنع اميرالمومنين عليه السلام عن حقه و دفعه عن مقامه صار الجبين لاختفاء ساير الائمة و مظلوميتهم و تسلط أئمة الجور و غلبتهم الي زمان القائم و صار ذلک سببا لکفر من کفر و ضلال من ضل و فسق من فسق لان الامام مع اقتداره و استيلانه و بسط يده يمنع جميع ذلک و عدم تمکن اميرالمومنين من بعض تلک الامور في أيام خلافته کان لما أتياه من الظلم و الجور و اما ما تقدم عليهما فلأنهما راضيان بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم و ما يترتب علي ذلک من الفساد و لو کانا منکرين لذلک لم يفعلا مثل فعلهم و کل من رضي بفعل فهو کمن أتاه کما دلت عليه الايات الکثيرة حيث



[ صفحه 264]



نسب الله تعالي فعل آباء اليهود اليهم و ذمهم عليها لرضاهم بها و لا يبعد ان يکون لارواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلک الامور عن الاشقياء کما ان أرواح الطيبين من أهل بيت الرسالة کانت مؤيدة للانبياء و الرسل معينة لهم في الخيرات شقيقة لهم في دفع الکربات) ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلک الوقت بمظالم من حصر ثم يصلبهما علي الشجرة و يأمر نارا تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما نسفا قال المفضل يا سيدي ذلک آخر عذابهما قال عليه السلام هيهات يا مفضل و الله ليردن و ليحضرن السيد الأکبر اميرالمؤمنين عليه السلام و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة و کل من محض الايمان محضا أو محض الکفر محضا و ليقتص منهما لجميعهم حتي انهما ليقتلان في کل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ما شاء ربهما ثم يسير المهدي الي الکوفة و النجف و ينزل و عنده أصحابه في ذلک اليوم ستة و اربعون الفا من الملائکة و ستة الاف من الجن و النقباء ثلاثة مأة و ثلاثة عشر نقيبا قال المفضل يا سيدي کيف تکون دار الفاسقين في ذلک الوقت قال عليه السلام في لعنة الله و سخطه تخربها الفتن و تترکها جماء فالويل لها و لمن بها کل الويل من الرايات الصفر و رايات المغرب و من يحلب الجريرة و من الرايات التي تسير اليها من کل قريب أو بعيد و الله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بساير الامم المتمردة من أول الدهر الي آخره و لينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت و لا اذن سمعت بمثله و لا يکون طوفان أهلها الا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سمکنا فان المقيم بها يبقي بشقائه و الخارج منها برحمه الله و الله ليبقي من أهلها في الدنيا حتي يقال انها هي الدنيا و ان دورها و قصورها هي الجنة و ان بناتها هي الحور العين و ان ولدانها هم الولدان و ليظنن ان الله



[ صفحه 265]



لم يقسم رزق العباد الا بها و ليظهرن فيها من الافتراء علي الله و علي رسوله و الحکم بغير کتابه و من شهادات الزور و شرب الخمور و الفجور و أکل السحت و سفک الدماء ما لا يکون في الدنيا الادونه ثم ليخربها الله بتلک الفتن و تلک الرايات حتي ليمر عليها المار فيقول هاهنا کانت الزوراء ثم يخرج الحسني الفتي الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف و المنادي من حول الضريح فتجيب کنوز الله بالطاقان کنوز و اي کنوز ليست من فضة و لا من ذهب بل هي رجال کزبر الحديد علي البرازين الشهب بأيديهم الحراب و لم يزل يقتل الظلمة حتي يرد الکوفة و قد أکثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به و بأصحابه خبر المهدي و يقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا فيقول اخرجوا بنا اليه حتي ننظر من هو و ما يريد و هو و الله يعلم انه المهدي و انه ليعرفه و لم يرد بذلک الامر الا ليعرف أصحابه من هو فيخرج الحسني فيقول ان کنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدک رسول الله (ص) و خاتمه و بردته و درعه الفاضل و عمامته السحاب و فرسه اليربوع و ناقته الغضباء و بغلته الدلدل و حماره اليعفور و نجيبته البراق و مصحف اميرالمومنين فيخرج له ذلک ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد و تورق و لم يرد بذلک الا ان يري اصحابه فضل المهدي حتي يبايعوه فيقول الحسني الله أکبر مد يدک يا ابن رسول الله حتي نبايعک فيمده يده فيبايعه و يبايعه ساير العسکر الذي مع الحسني الا اربعين الفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فانهم يقولون ما هذا الا سحر عظيم فيختلط العسکران فيقبل المهدي علي الطائفة المنحرفة فيعظهم و يدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون الا طغيانا و کفرا فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لاصحابه



[ صفحه 266]



لاتأخذوا المصاحف و دعوها تکون عليهم حسرة کما بدلوها و غيروها و حرفوها و لم يعملوا بما فيها قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي قال عليه السلام يثور سرابا علي السفياني الي دمشق فيأخذونه و يذبحونه علي الصخرة ثم يظهر الحسين عليه السلام في اثني عشر الف صديق و اثنين و سبعين رجلا اصحابه يوم کربلا فيا لک عندها من کرة زهراء بيضاء ثم يخرج الصديق الاکبر أميرالمؤمنين عليه السلام علي بن ابي طالب و ينصب له القبة بالنجف و يقام أرکانها رکن بالنجف و رکن بهجر و رکن بصفا و رکن بأرض طيبة لکأني أنظر الي مصابيحها تشرق في السماء و الارض کأضواء من الشمس و القمر فعندها تبلي السرائر و تذهل کل مرضعة عما ارضعت الي آخر الاية ثم يخرج السيد الاکبر محمد رسول الله (ص) في أنصاره و المهاجرين و من آمن به و صدقه و استشهد معه و يحضر مکذبوه و الشاکون فيه و الرادون عليه و القائلون فيه انه ساحر و کاهن و مجنون و ناطق عن الهوي و من حاربه و قاتله حتي يقتص منهم بالحق و يجازون بأفعالهم منذ وقت ظهور رسول الله (ص) الي ظهور المهدي مع امام امام و وقت وقت و يحق تأويل هذه الاية ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانوا يحذرون قال المفضل يا سيدي و من فرعون و من هامان قال عليه السلام أبو بکر و عمر قال المفضل يا سيدي و رسول الله و أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما يکونان معه فقال لابد ان يطأ الارض أي و الله حتي ما وراء الخاف أي والله و ما في الظلمات و ما في قعر البحار حتي لايبقي موضع قدم الا وطئاه و اقاما فيه الدين الواجب لله تعالي ثم لکأني أنظر يا مفضل البناء معاشر الائمة بين يدي



[ صفحه 267]



رسول الله نشکو اليه ما نزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التکذيب و الرد علينا و سبنا و لعننا و تخويفنا بالتقل و قصد طواغيتهم الولاة لامورهم من دون الامة ترحيلنا عن الحرمة الي دار ملکهم و قتلهم ايانا بالسم و الحبس فيبکي رسول الله (ص) و يقول يا بني ما نزل بکم الا ما نزل بجدکم قبلکم ثم تبتدي ء فاطمة و تشکو ما نالها من ابي بکر و عمر و أخذ فدک منها و مشيها اليه في مجمع من المهاجرين و الانصار و خطابها له في أمر فدک و ما رد عليها من قوله ان الانبياء لا يورثون و احتجاجها بقول زکريا و يحيي و قصة داود و سليمان و قول عمر هاتي صحيفتک التي ذکرت ان أباک کتبها لک و اخراجها الصيفة و أخذه اياها منها و نشره لها علي رؤس الاشهاد من المهاجرين و الانصار و ساير العرب و تفله فيها و تمزيقه اياها و بکائها و رجوعها الي قبر أبيها رسول الله باکية حزينة تمشي علي الرمضاء قد اقلقتها و استغاثتها بالله و بأبيها رسول الله (ص) و تمثلها بقول رقية بنت اصفي:



قد کان بعدک أبناء و هنبثة

لو کنت شاهدها لم يکبر الخطب



انا فقدناک فقد الارض و ابلها

و اختل اهلک فاشهدهم فقد لعبوا



أبدت رجال لنا فجوي صدورهم

لما نأيت و حالت دونک الحجب



لکل قوم لهم قرب و منزلة

عند الاله علي الادنين مقترب



يا ليت قبلک کان الموت حل بنا

املوا اناس ففازوا بالذي طلبوا



و تقص عليه قصة ابي بکر و انفاذه خالد بن الوليد و قنفذ و عمر بن الخطاب و جمعه الناس لاخراج أميرالمؤمنين (ع) من بيته الي البيعة في سقيفة بني ساعدة و اشتغال أميرالمؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله (ص) و ضم أزواجه و تعزيتهم و جمع القرآن و قضاء دينه و انجاز عداته و هي ثمانون



[ صفحه 268]



الف درهم باع فيها تليده و طارفه و قضي عن رسول الله و قول عمر اخرج يا علي الي ما اجمع عليه المسلمون و الا قتلناک و قول فضة جارية فاطمة (ع) ان اميرالمومنين مشغول و الحق له ان أنصفتم من أنفسکم و انصفتموه و جمعهم الجزل والحطب علي الباب لاحراق بيت اميرالمومنين عليه السلام و فاطمة و الحسن والحسين و زينت و ام کلثوم و فضة و اضرامهم النار علي الباب و خروج فاطمة اليهم و خطابها لهم من وراء الباب و قولها و يحک يا عمر ما هذه الجرءة علي الله و علي رسوله تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تفنيه و تطفي ء نور الله و الله متم نوره و انتهاره لها و قوله کفي يا فاطمة فليس محمد (ص) حاضرا و لا الملائکة آتية بالامر و النهي و الزجر من عند الله و ما علي الا کأحد من المسلمين فاختاري ان شئت خروجه لبيعة ابي بکر أو احراقکم جميعا فقالت عليهاالسلام و هي باکية اللهم اليک نشکو فقد نبيک و رسولک و صفيک و ارتداد امته علينا و منعهم ايانا حقنا الذي جعلته لنا في کتابک المنزل علي نبيک المرسل فقال لها عمر دعي عنک يا فاطمة حماقة النساء فلم يکن الله ليجمع لکم النبوة والخلافة و أخذت النار في خشب و الدخال قنفذ يده يروم فتح الباب و ضرب عمر لها بالسوط علي عضدها حتي کان کالدملج الاسود و رکل الباب برجله حتي أصاب بطنها و هي حاملة بالمحسن لستة أشهر و اسقاطها اياه و هجوم عمر و قنفذ و خالد بن الوليد و صفقه خدها حتي بدا قطراها تحت خمارها و هي تجهر بالبکاء و تقول وا أبتاه وا رسول الله ابنتک فاطمة تکذب و يقتل جنين في بطنها و خروج اميرالمومنين عليه السلام من داخل الدار محمر العين حاسرا حتي لقي ملاءته عليها و ضمها الي صدره و قوله لها يا بنت رسول الله قد علمت ان أباک بعثه الله رحمة للعالمين فالله الله



[ صفحه 269]



أن تکشفي خمارک و ترفعي ناصيتک فو الله يا فاطمة لئن فعلت ذلک لاابقي الله علي الارض من يشهد ان محمدا رسول الله و لا موسي و لا عيسي و لا ابراهيم و لا نوح و لا آدم و لا دابة تمشي علي وجه ألارض و لا طاير في السماء الا أهلکه الله ثم قال يابن الخطاب لک الويل من يومک هذا و ما بعده و ما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فافني عابر الامة فخرج عمر و خالد بن وليد و قنفذ و عبدالرحمن بن ابي بکر فصارا من خارج و صاح أميرالمؤمنين بفضة يا فضة مولاتک فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جائها المخاض من الرفسة ورده الباب فاسقطت محسنا فقال أميرالمؤمنين عليه السلام فانه لاحق بجده رسول الله فيشکو اليه و حمل أميرالمؤمنين (ع) لها في سواد الليل و الحسن و الحسين و زينب و کلثوم الي دور المهاجرين و الانصار يذکرهم بالله و رسوله و عهده الذي بايعوا الله و رسوله و بايعوا في أربعة مواطن في حياة رسول الله و تسليمهم عليه بامرة المومنين في جميعها فکل يعده بالنصر في يومه المقبل فاذا أصبح قعد جميعهم عنه ثم يشکو اليه اميرالمومنين (ع) المحن العظيمة التي امتحن بها بعده و قوله لقد کانت قصتي مثل قصة هارون مع بني اسرائيل و قولي کقولة لموسي يا ابن ام ان القوم استضعفوني و کادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء و لا تجعلني مع القوم الظالمين فصبرت محتسبا و سلمت راضيا و کانت الحجة لهم في خلافي و نقضهم عهدي الذي عاهدتم عليه يا رسول الله و احتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصي نبي من ساير الاوصياء من ساير الامم حتي قتلوني بضربة عبدالرحمن بن ملجم و کان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي و خروج طلحة و الزبير بعايشة الي مکة يظهران الحج و العمرة و سيرهم بها الي البصرة و خروجي اليهم و تذکيري لهم الله



[ صفحه 270]



و اياک و ما جئت به يا رسول الله فلم يرجعا حتي نصرني الله عليهما حتي اهرقت دماء عشرين الفا من المسلمين و قطعت سبعون کفا علي زمام الجمل فما لقيت في غزواتک يا رسول الله (ص) و بعدک اصعب منه أبدا لقد کان من اصعب الحروب التي لقيتها و أهولها و أعظمها فصبرت کما أدبني الله بما أدبک به يا رسول الله في قوله عزوجل فاصبر کما صبر اولوا العزم من الرسل و قوله و اصبر و ما صبرک الا بالله و حق و الله يا رسول الله تأويل الاية التي أنزلها الله في الامة من بعدک في قوله و ما محمد الا روسل قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاکرين يا مفضل و يقوم الحسن الي جده فيقول يا جداه کنت مع اميرالمومنين في دار هجرته بالکوفة حتي استشهد بضربة عبدالرحمن ابن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته يا جداه و بلغ اللعين معاوية قتل ابي فأنفذ الدعي اللعين زيادا الي الکوفة في مأة الف و خمسين الف مقاتل فأمر بالقبض علي و علي أخي الحسين و ساير اخواني و أهل بيتي و شيعتنا و موالينا و ان يأخذ علينا البيعة لمعاوية فمن يأبي منا ضرب عنقه و سير الي معاوية رأسه فلما علمت ذلک من فعل معاوية خرجت من داري فدخلت جامع الکوفة للصلاة و رقيت المنبر و اجتمع الناس فحمدت الله و أثنيت عليه و قلت معشر الناس عفت الديار و محيت الاثار و قل الاصطبار فلا قرار علي همزات الشياطين و حکم الخائنين الساعة والله صحت البراهين و فصلت الايات و بانت المشکلات و لقد کنا نتوقع تمام هذه الاية و تأويلها قال الله عزوجل و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاکرين فلقد مات و الله جدي



[ صفحه 271]



رسول الله و قتل ابي و صاح الوسواس الخناس في قلوب الناس و نعق ناعق الفتنة و خالفتم السنة فيا لها من فتنة صماء عمياء لا تسمع لداعيها و لا يجاب مناديها و لا يخالف و اليها ظهرت کلمة النفاق و سيرت رايات أهل الشقاق و تکالبت جيوش أهل المراق من الشام و العراق هلموا رحمکم الله الي الافتتاح و النور الوضاح و العلم الحجاج و النور الذي لا يطفأ و الحق الذي لا يخفي أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة و من تکانيف الظلمة فو الذي فلق الحبة و بري ء النسمة و تردي بالعظمة لان قام الي منکم عصبة بقلوب صافية و نيات مخلصة لا يکون فيها شوب نفاق و لا نية افتراق لاجاهدن بالسيف قدما قدما و لا ضيفن من السيوف جوانبها و من الرماح أطرافها و من الخيل سنابکها فتکلموا رحمکم الله فکأنما الجموا بلجام الصمت عن اجابة الدعوة الا عشرين رجلا فانهم قاموا الي فقالوا يا ابن رسول الله (ص) ما نملک الا أنفسنا و سيوفنا فها نحن بين يديک لامرک طايعون و عن رأيک صادرون فمرنا بما شئت فنظرت يمة و يسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت لي اسوة بجدي رسول الله صلي الله عليه و آله حين عبدالله سرا و هو يومئذ في تسعة و ثلاثين رجلا فلما أکمل الله له الاربعين صار في عدة و أظهر امر الله فلو کان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت نحو السماء فقلت اللهم اني قد دعوت و أنذرت و أمرت و نهيت و کانوا عن اجابة الداعي غافلين و عن نصرته قاعدين و عن طاعته مقصرين و لاعدائه ناصرين اللهم فانزل عليهم رجزک و بأسک و عذابک الذي لا يرد عن القوم الظالمين و نزلت ثم خرجت من الکوفة راحلا الي المدينة فجاءوني يقولون ان معاوية أسري سراياه الي الانبار و الکوفة و شن غاراته علي المسلمين و قتل من لم يقاتله و قتل النساء و الاطفال فاعلمتهم انه لا وفاء



[ صفحه 272]



لهم فانفذت معهم رجالا و جيوشا و عرفتهم انهم يستجيبون لمعاوية و ينقضون عهدي و بيعتي فلم يکن الا ما قلت لهم و اخبرتهم ثم يقوم الحسين عليه السلام مخضبا بدمه هو و جميع من قتل معه فاذا رآه رسول الله بکي و بکي أهل السماوات و الارض لبکائه و تصرخ فاطمة فتزلزل الارض و من عليها و يقف اميرالمومنين عليه السلام و الحسن عن يمينه و فاطمة عن شماله و يقبل الحسين فيضمه رسول الله الي صدره و يقول يا حسين فديتک قرت عيناک و عيناي فيک و عن يمين الحسين عليه السلام حمزة اسد الله في أرضه و عن شماله جعفر بن ابي طالب الطيار و يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت أسد ام اميرالمومنين عليه السلام و هن صارخات و امه فاطمة تقول هذا يومکم الذي کنتم توعدون اليوم تجد کل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينه أمدا بعيدا قال فبکي الصادق (ع) حتي اخضلت لحيته بالدموع ثم قال لاقرت عين لاتبکي عند هذا الذکر قال فبکي المفضل بکاء طويلا ثم قال يا مولاي ما في الدموع يا مولاي فقال ما لايحصي اذا کان من حق ثم قال المفضل ما تقول في قوله تعالي اذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت قال يا مفضل و الموؤدة و الله محسن لانه منا لاغير فمن قال غير هذا فکذبوه قال المفضل يا مولاي ثم ماذا قال الصادق عليه السلام تقوم فاطمة بنت رسول الله فتقول اللهم انجز وعدک و موعدک لي فيمن ظلمني و غصبني و ضربني و جزعني بکل أولادي فتبکيها ملائکة السماوات السبع و حملة العرش و سکان الهواء و من في الدنيا و من تحت اطباق الثري صائحين صارخين الي الله تعالي فلا يبقي أحد ممن قاتلنا و ظلمنا و رضي بما جري علينا الا قتل في ذلک اليوم الف قتلة دون من قتل في سبيل الله فانه



[ صفحه 273]



لا يذوق الموت و هو کما قال الله عزوجل و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم و لا هم يحزنون قال المفضل يا مولاي ان من شيعتکم من لا يقول برجعتکم فقال عليه السلام اما سمعوا قول جدنا رسول الله (ص) و نحن ساير الائمة يقول و لنديقنهم من العذاب الادني دون العذاب الاکبر قال الصادق عليه السلام العذاب الادني عذاب الرجعة و العذاب الاکبر عذاب يوم القيامة يوم تبدل الارض غير الارض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار قال المفضل يا مولاي نحن نعلم انکم اختيار الله في قوله نرفع درجات من نشاء و قوله الله أعلم حيث يجعل رسالته و قوله ان الله اصطفي آدم و نوحا و ال ابراهيم و ال عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم قال الصادق عليه السلام يا مفضل فأين نحن في هذه الاية قال المفضل فو الله ان اولي الناس بابراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المومنين و قوله ملة أبيکم ابراهيم هو سماکم المسلمين و قوله عن ابراهيم و اجنبني و بني أن نعبد الاصنام و قد علمنا ان رسول الله و اميرالمومنين ما عبدا صنما و لا وثنا و لا أشرکا بالله طرفة عين و قوله اذ ابتلي ابراهيم ربه بکلمات فاتمهن قال اني جاعلک للناس اماما قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين و العهد عهد الامامة لا يناله ظالم قال يا مفضل و ما علمک بأن الظالم لاينال عهد الامامة قال المفضل يا مولاي لا تمتحني بما لاطاقة لي به و لا تختبرني و لا تبتلني فمن علمکم علمت و من فضلکم علي الله أخذت قال الصادق عليه السلام صدقت يا مفضل و لو لا اعترافک بنعمة الله عليک في ذلک لما کنت هکذا فأين يا مفضل الايات من



[ صفحه 274]



القرآن في ان الکافر ظالم قال نعم يا مولاي قوله تعالي و الکافرون هم الظالمون و الکافرون هم الفاسقون و من کفر و فسق و ظلم لايجعله الله للناس اماما قال الصادق عليه السلام أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا و مقصرة شيعتنا تقول معني الرجعة ان يرد الله الينا ملک الدينا و ان يجعله للمهدي و يحهم متي سلبنا الملک حتي يرد علينا قال المفضل لا و الله ما سلبتموه و لا تسلبونه لانه ملک النبوة و الرسالة و الوصية و الامامة قال الصادق عليه السلام يا مفضل لو تدبر القران شيعتنا لما شکوا في فضلنا اما سمعوا قوله عزوجل و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانوا يحذرون والله يا مفضل ان تنزيل هذه الاية في بني اسرائيل و تأويلها فينا و ان فرعون و هامان يتم وعدي قال المفضل يا مولاي فالمتعة قال المتعة حلال طلق و الشاهد بها قول الله عزوجل و لا جناح عليکم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو اکننتم في أنفسکم علم الله انکم ستذکرونهن ولکن لا تواعدوهن سرا الا أن تقولوا قولا معروفا أي مشهودا و القول المعروف هو المشتهر بالولي و الشهود و انما احتيج الي الولي و الشهود في النکاح ليثبت النسل و يصح النسب و يستحق الميراث و قوله واتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لکم عن شي ء منه نفسا فکلوه هنيئا مريئا و جعل الطلاق في النساء المزوجات غير جايز الا بشاهدين ذوي عدل من المسلمين و قال في ساير الشهادات علي الدماء و الفروج و الاموال و الاملاک و استشهدوا شهيدين من رجالکم فان لم يکونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء و بين الطلاق عز ذکره فقال يا أيها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن و احصوا العدة



[ صفحه 275]



و اتقوا الله ربکم و لو کانت المطلقه بثلاث تطليقات تجمعها کلمة واحدة أو اکثر منها أو قل لما قال الله تعالي و احصوا العدد و اتقوا الله ربکم الي قوله تلک حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلک أمرا فاذا بلغن أجلهن فامسکوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف واشهدوا ذوي عدل منکم و أقيموا الشهادة لله ذلکم يوعظ به من کان يؤمن بالله و اليوم الاخر و قوله لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلک أمرا هو نکر يقع بين الزوج و زوجته فيطلق التطليقة الاولي بشهادة ذوي عدل وحد وقت التطليق هو آخر القرء و القرء هو الحيض و الطلاق يجب عند آخر نقطة بيضاء تنزل بعد الصفرة و الحمرة و الي التطليقة الثانية و الثالثة ما يحدث الله بينهما عطفا أو زوال ما کرهاه و قوله تعالي و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء و لا يحل لهن أن يکتمن ما خلق الله في أرحامهن ان کن يؤمن بالله و اليوم الاخر و بعولتهن احق بردهن في ذلک ان أرادا اصلاحا و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة و الله عزيز حکيم هذا بقوله في ان للبعولة مراجعة النساء من تطليقة الي تطليقة ان أرادوا اصلاحا و للنساء مراجعة الرجال في مثل ذلک ثم بين تبارک و تعالي فقال الطلاق مرتان فامساک بمعروف أو تسريح باحسان و في الثالثة فان طلق الثالثة و بانت فهو قوله فان طلقها فلا تحل له من بعد حتي تنکح زوجا غيره ثم يکون کساير الخطاب لها و المتعة التي أحلها الله في کتابه و اطلقها الرسول عن الله لساير المسلمين فهي قوله عزوجل و المحصنات من النساء الا ما ملکت ايمانکم کتاب الله عليکم و احل لکم ما وراء ذلکم ان تبتغوا بأموالکم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة و لا جناح عليکم فيما تراضيتم



[ صفحه 276]



به من بعد الفريضة ان الله کان عليما حکيما و الفرق بين المزوجة و المتعة ان للزوجة صداقا و للمتعة أجر فتمتع ساير المسلمين علي عهد رسول الله (ص) في الحج و غيره و أيام أبي بکر و اربع سنين في أيام عمر حتي دخل علي اخته عفراء فوجد في حجرها طفلا يرضع من ثديها فنظر الي درة اللبن في فم الطفل فاغضب و أرعد و ازبد و أخذ الطفل علي يده و خرج حتي أتي المسجد و رقي المنبر و قال نادوا في الناس ان الصلاة جامعة و کان غير وقت صلاة فعلم الناس لامر يريده عمر فحضروا فقال معاشر الناس من المهاجرين و الانصار و اولاد قحطان من فيکم يحب أن يري المحرمات عليه من النساء و لها مثل هذا الطفل قد خرج من أحشائها و هو يرضع علي ثديها و هي غير مبتعلة فقال بعض القوم ما نحب هذا فقال ألستم تعلمون ان اختي عفراء بنت خيثمة امي و ابي الخطاب غير متبعلة قالوا بلي قال فاني دخلت عليها في هذه الساعة فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها اني لک هذا فقالت تمتعت فاعلموا ساير الناس ان هذه المتعة التي کانت حلالا للمسلمين في عهد رسول الله قد رأيت تحريمها فمن أبي ضربت جنبيه بالسوط فلم يکن في القوم منکر قوله و لا راد عليه و لا قائل لا يأتي رسول بعد رسول الله أو کتاب بعد کتاب الله لا تقل خلافک علي الله و علي رسوله و کتابه بل سلموا و رضوا قال المفضل يا مولاي فما شرايط المتعة قال عليه السلام يا مفضل لها سبعون شرطا من خالف فيها شرط واحد ظلم نفسه قال قلت يا سيدي قد أمرتمونا أن لا نتمتع ببغية و لا مشهورة بفساد و لا مجنونة و ان ندعوا المتعة الي الفاحشة فان أجابت فقد حرم الاستمتاع بها و ان نسأل افارغة ام مشغولة ببعل أو حمل أو بعدة فان شغلت بواحدة من الثلاث فلا تحل و ان خلت فيقول لها متعيني نفسک علي کتاب



[ صفحه 277]



الله عزوجل و سنة نبيه نکاحا غير سفاح أجلا معلوما باجرة معلومة و هي ساعة أو يوم أو يومان أو شهر أو سنة أو ما دون ذلک أو أکثر والاجرة ما تراضيا عليه من حلقة خاتم أو نعل او شق ثمرة الي فوق ذلک من الدراهم و الدنانير أو عرض ترضي به فان وهبت له حل له کالصداق الموهوب من النساء المزوجات الذين قال الله تعالي فيهن فان طبن لکم عن شي ء منه نفسا فکلوه هنيئا مريئا ثم تقول لها ألا ترثيني و لا أرثک و علي ان الماء لي اضعه منک حيث اشاء و عليک الاستبراء خمسة و اربعين يوما أو محيضا واحدا فاذا قالت نعم اعدت القول ثانية و عقدت النکاح فان احببت و أحبت هي الاستزادة في الاجل زدتما و فيه ما رويناه فان کانت تفعل فعليها علي مانزلت من الاخبار عن نفسها و لا جناح عليک و قول اميرالمومنين عليه أفضل الصلاة و السلام فلولاه ما زني الا شقي أو شقية لأنه کان يقول للمسلمين غناء في المتعة عن الزنا ثم تلا و من الناس من يعجبک قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله علي ما في قلبه هو ألدالخصام و اذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها و يهلک الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد ثم قال ان من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير کفارة و ان من شرط المتعة ان ماء الرجل يضعه حيث يشاء من المتمتع بها فاذا وضعه في الرحم فخلق منه ولد کان لاحقا بأبيه ثم يقوم جدي علي بن الحسين و ابي الباقر فيشکوان الي جدهما رسول الله ما فعل بهما ثم أقوم أنا فأشکو الي جدي رسول الله (ص) ما فعل المنصور بي ثم يقوم ابني موسي فيشکو الي جده رسول الله ما فعل به الرشيد ثم يقوم علي بن موسي الي جده رسول الله فيشکو ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشکوا الي جده رسول الله (ص) ما فعل به المتوکل ثم يقوم الحسن بن علي فيشکو الي جده



[ صفحه 278]



رسول الله ما فعل به المعتز ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله (ص) و عليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه و کسر رباعيته و الملائکة تحفه حتي يقف بين يدي جده رسول الله فيقول يا جداه وصفتني و دللت علي و نسبتني و سميتني و کنيتني فجحدتني الامة و تمردت و قالت ما ولد و لا کان و أين هو و متي کان و أين يکون و قد مات و لم يعقب و لو کان صحيحا ما أخره الله تعالي الي هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا و قد أذن الله لي فيها باذنه يا جداه فيقول رسول الله الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض تنبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين و يقول جاء نصر الله و الفتح و حق قول الله سبحانه و تعالي و هو الذي ارسل رسوله بالهدي و دين الحق ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون و يقرأ انا فتحنا لک فتحا مبينا ليغفر لک الله ما تقدم من ذنبک و ما تأخر و يتم نعمته عليک و يهديک صراطا مستقيما و ينصرک الله نصرا عزيزا فقال المفضل يا مولاي أي ذنب کان لرسول الله فقال الصادق عليه السلام يا مفضل ان رسول الله قال اللهم احملني ذنوب شيعة اخي و اولادي الاوصياء ما تقدم منها و ما تأخر الي يوم القيامة و لا تفضحني بين النبيين و المرسلين من شيعتنا فحمله الله اياها و غفر جميعها قال المفضل فبکيت بکاء طويلا و قلت يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيکم قال الصادق عليه السلام يا مفضل ما هو الا أنت و أمثالک بلي يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتکلمون علي هذا الفصل و يترکون العمل فلا نغني عنهم من الله شيئا لانا کما قال الله تعالي فينا لا يشفعون الا لمن ارتضي و هم من خشيته مشفقون قال المفضل يا مولاي فقوله ليظهره علي الدين کله ما کان رسول الله ظهر علي الدين کله قال



[ صفحه 279]



يا مفضل لو کان رسول الله ظهر علي الدين کله ما کانت مجوسية و لايهودية و لا صابئية و لا نصرانية و لا فرقة و لا خلاف و لا شک و لا شرک و لا عبدة أصنام و لا اوثان و لا اللات و العزي و لا عبدة الشمس و القمر و لا النجوم و لا النار و لا الحجارة و انما قوله ليظهره علي الدين کله في هذا اليوم و هذا المهدي و هذه الرجعة و هو قوله و قاتلوهم حتي لا تکون فتنة و يکون الدين کله لله فقال المفضل أشهد انکم من علم الله علمتم و بسلطانه و بقدرته قدرتم و بحکمه نطقتم و بأمره تعملون ثم قال الصادق عليه السلام ثم يعود المهدي الي الکوفة و تمطر السماء بها جرادا من ذهب کما أمطره الله في بني اسرائيل علي أيوب و يقسم علي أصحابه کنوز الارض من تبر (التبر بالکسر الذهب) ولجينها (اللجين الفضة) و جوهرها قال المفضل يا مولاي من مات من شيعتکم و عليه دين لاخوانه و لاضداده کيف يکون قال الصادق عليه السلام أول ما يبتدي ء المهدي (عج) أن ينادي في جميع العالم ألا من له عند أحد شيعتنا دين فليذکره حتي يرد الثومة و الخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الاملاک فيوفيه اياه قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يکون قال يأتي القائم بعد ان يطأ شرق الارض و غربها الکوفة و مسجدها و يهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنة الله لما قتل الحسين عليه السلام بن علي (ع) و مسجد ليس لله ملعون ملعون من بناه قال المفضل يا مولاي فکم يکون مدة ملکه فقال قال الله عزوجل فمنهم شقي و سعيد فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربک ان ربک فعال لما يريد و اما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات و الارض الا ما شاء الله ربک عطاء غير مجذوذ و المجذوذ



[ صفحه 280]



المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم بل هو دائم أبدا و ملک لاينهد و حکم لا ينقطع و أمر لا يبطل باختيار الله و مشيئته و ارادته التي لا يعلمها الا هو ثم القيامة و ما وصفه الله عزوجل في کتابه و الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد النبي و اله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما کثيرا کثيرا.