الحکاية 41
و في جنة المأوي عن المولي ابي الحسن الشريف العاملي الغروي تلميذ العلامة المجلسي في شر مشيخة الفقيه في ترجمة المتوکل بن عمير راوي الصحيفة قال رحمه الله اني کنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة الله ساعيا في طلب رضاه و لم يکن لي قرار بذکره الي
[ صفحه 83]
أن رأيت بين النوم واليقظة ان صاحب الزمان صلوات الله عليه کان واقفا في الجامع القديم باصبهان قريبا من باب الطبني الذي الان مدرسي فسلمت عليه و أردت أن أقبل رجله فلم يدعني و أخذني فقبلت يده و سألت عنه مسائل قد أشکلت علي منها اني کنت اوسوس في صلواتي و کنت أقول انها ليست کما طلبت مني و أنا مشتغل بالقضاء و لا يمکنني صلاة الليل و سألت عنه شيخنا البهائي (ره) فقال صل صلاة الظهر والعصر و المغرب بقصد صلاة الليل و کنت أفعل هکذا فسألت عن الحجة (عج) اصلي صلاة الليل فقال صلها و لا تفعل کالمصنوع الذي کنت تفعل الي غير ذلک من المسائل التي لم يبق في بالي ثم قلت يا مولاي لا يتيسر لي ان اصل الي خدمتک کل وقت فاعطني کتابا أعمل عليه دائما فقال (عج) اعطيت لاجلک کتابا الي مولانا محمد التاج و کنت أعرفه في النوم فقال رح وخذ منه فخرجت من باب المسجد الذي کان متقابلا لوجهه الي جانب دار البطيخ محلة من اصفهان فلما وصلت الي ذلک الشخص فلما رآني قال بعثک الصاحب (عج) الي قلت نعم فاخرج من جيبه کتابا قديما فلما فتحته ظهر لي انه کتاب الدعاء فقبلته و وضعته علي عيني و انصرفت عنه متوجها الي الصاحب فاتنبهت و لم يکن معي ذلک الکتاب فشرعت في التضرع و البکاء و الجوار لفوت ذلک الکتاب الي أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة و التعقيب و کان في بالي ان مولانا محمد هو الشيخ و تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فلما جئت الي مدرسته و کان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة و کان القاري السيد صالح امير ذو الفقار الجرفادقاني فجلست ساعة حتي فرغ منه و الظاهر انه کان في سند الصحيفة لکن للغم الذي کان لي لم أعرف کلامه و لا کلامهم
[ صفحه 84]
و کنت أبکي و ذهبت الي الشيخ و قلت له روياي و کنت أبکي لفوات الکتاب فقال الشيخ ابشر بالعلوم الالهية و المعارف اليقينية و جميع ما کنت تطلب دائما و کان أکثر صحبتي مع الشيخ في التصوف و کان مائلا اليه فلم يسکن قلبي و خرجت باکيا متفکرا الي أن القي في روعي ان أذهب الي الجانب الذي ذهبت اليه في النوم فلما وصلت الي دار البطيخ رأيت رجلا صالحا اسمه أقا حسن و کان يلقب بتاج فلما وصلت اليه و سلمت عليه قال يا فلان الکتب الوقفية التي عندي کل من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف و أنت تعمل به و قال و انظر الي هذه الکتب و کلما تحتاج اليه خذه فذهبت معه الي بيت کتبه فأعطاني أول ما أعطاني الکتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البکاء و النحيب و قلت يکفيني و ليس في بالي اني ذکرت له النوم أم لا و جئت عند الشيخ و شرعت في المقابلة مع نسخته التي کتبها جد أبيه مع نسخة الشهيد و کتب الشهيد نسخته مع نسخة عميد الرؤساء و ابن السکون و قابلها مع نسخة ابن ادريس بواسطة او بدونها و کانت النسخة التي اعطانيها الصاحب مکتوبة من خط الشهيد و کانت موافقة غاية الموافقة حتي في النسخ التي کانت مکتوبة بهامشها و بعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي و ببرکة اعطاء الحجة (عج) صارت الصحيفة الکاملة في جميع البلاد کالشمس طالعة في کل بيت و سيما في اصبهان فان أکثر الناس لهم صحائف متعدده و صار أکثرهم صلحاء و أهل الدعاء و کثير منهم مستجابوا الدعوة و هذه الاثار معجزة لصاحب الامر (عج) و الذي أعطاني الله من العلوم بسبب الصحيفة لا احصيها و ذکرها العلامة المجلسي رحمه الله في اجازات البحار مختصرا.
[ صفحه 85]