بازگشت

الحکاية 39


و ممن فاز بتلک الدوحة العليا و نال التشرف بتلک الطلعة الغراء في غيبته الکبري المؤلف الضعيف و ذلک في مسافرتي من محل اقامتي و مجاورتي و مدفني انشاء الله تعالي و هو الحاير المقدسة الحسينية و البقعة المبارکة الطيبة الي زيارة مولانا أبي الائمة و خمس من الهجرة المقدسة و ذلک انه اتفقت تلک الزيارة في فصل الربيع من تلک السنة الهايلة خرج جم غفير من مجاوري کربلا من العرب و العجم و خرجنا بالعبال و ثقل الاطفال بعد خروج جمع کثير قبلنا و معنا عمنا الرجل التقي النقي المعروف



[ صفحه 75]



بالصلاح يدعي الحاج عبدالحسين فخرجنا حتي انتهينا الي قريب من السدة التي خارج البلدة قريب من مرکز السليمانيه تعرف بالسدة التي أمر بها الشيخ شيخ العراقين طاب ثراه و اذا بانقلاب الهواء وهبوب الارياح العاصفة و العجاج الثائر فتراکمت السحب السود و أخذت الهواء تمطر مطيرات ناعمة الي أن اشتد المطر و اغزر فامطرت البرد و الحالوب الشديد فکأنها مقامع من حديد وکانت ما تقرب من جوزة کبيرة أو نارنجة صغيرة و اشتد الامر و ضاق الفضاء و نزل البلاء و أيقنا بالموت و الفناء فهلک بها المواشي و الانعام و اضطرب منها الخاص و العام فمنهم من أصابتهم في صدغه فقضي به نحبه في حينه و ساعته و منهم من کان ينتظر و منهم من اندهش و انذهل و منهم المفترش في الثلج و الوحل هذا و استصعب البرد غايته و اشتد الي أن بلغ نهايته فکان الفلک الزمهرير أخرق الهواء و أشرف و کان الهواء بالثلج قد تکيف فغدت الارجل و الايادي مستجمدة و الابدان کالخشبة البالية فوقفت المطايا من السير و لم تنمکن من الحرکة فاشرت الي عبدالحسين المذکور ان ادرکنا بالوصول الي مرکز السليمانية حيث تقف السفن و السواجي و اخبارها بناکي تحملنا اليه وتضعنا لديه و أنا متکفل بالعيال و الاطفال فذهب و بالغ في ذلک فلم يجد شيئا منها قط و لو ببذل دراهم کثيرة وبقي في خيبة و أياس و لم يقدر المراجعة عندنا و اخباره ايانا و قد خفقت علينا أجنحة الموت و انشبت بنا المنية اظفارها فتوسلت حينئذ بالحجة المنتظر و الامام الحي الثاني عشر فبينما نحن علي ذلک و اذا بساجه هناک. و فيها سيد ظننتها من أهالي کربلاء و هو يقول أين حاج شيخ علي خودمانست أي هذا الرجل المسمي حاج شيخ علي المنسوب الينا ثم رحب بنا فأمروا نقلنا العيال في ساجته و أخذنا الي المرکز



[ صفحه 76]



فتحولنا الي الحي و الجماعة التي هناک نزيل السليمانية و قضي من أمر الزوار في تلک الوقعة ماقضي و لم أتفطن باستغاثتي منذ هذه المدة و اغاثته الا بعد زمان رزقنا رؤيته الکاملة في الرجعة انشاء الله.