الحکاية 37
فيه عن مجمع الفضايل و الفواضل المولي علي الرشتي طاب ثراه و کان عالما برا تقيا قال رجعت مرة من زيارة ابي عبدالله عازما للنجف الاشرف من طريق الفرات فلما رکبنا في بعض السفن الصغار التي کانت بين کربلا و طويريج رأيت أهلها من أهل حلة و من طويريج تفترق طريق الحلة و النجف و اشتغل الجماعة باللهو و اللعب و المزاح رأيت واحدا منهم لايدخل في عملهم و عليه آثار السکينة و الوقار لايمازح و لا يضاحک و کانوا يعيبون علي مذهبه و يقدحون فيه و مع ذلک کان شريکا في أکلهم و شربهم فتعجبت منه الي ان وصلنا الي محل کان الماء قليلا فاخرجنا صاحب السفينة فکنا نمشي علي الشاطي ء فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته
[ صفحه 71]
عن سبب مجانبته من أصحابه و ذمهم اياه و قدحهم فيه فقال هولاء من أقاربي من أهل السنة و ابي منهم و أمي من أهل الايمان و کنت ايضا منهم ولکن الله من علي بالتشيع ببرکة الحجة صاحب الزمان (ع) فسألت عن کيفية ايمانه فقال اسمي ياقوت و أنا أبيع الدهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل الي أن قضيت و طري من شراء ما کنت أريد منه و حملته علي حماري و رجعت مع جماعة من أهل الحلة و نزلنا في بعض المنازل و نمنا وانتبهت فما رأيت أحدا منهم و قد ذهبوا جميعا و کان طريقنا في برية قفر ذات سباع کثيرة ليس في أطرافها معمورة الا بعد فراسخ کثيرة فقمت و جعلت الحمل علي الحمار و مشيت خلفهم فضل عني الطريق و بقيت متحيرا خائفا من السباع و العطش في يومه فاخذت أستغيث بالخلفاء و المشايخ و أسألهم الاعانة و جعلتهم شفعاء عند الله تعالي و تضرعت کثيرا فلم يظهر منهم شي ء فقلت في نفسي اني سمعت من أمي انها کانت تقول ان لنا اماما حيا يکني أبا صالح يرشد الضال و يغيث الملهوف و يعين الضعيف فعاهدت الله تعالي ان استغثت به فاغاثني أن أدخل في دين أمي فناديته و استغثت به فاذا بشخص في جنبي و هو يمشي معي و عليه عمامة خضراء قال رحمه الله و اشار ره الي نبات حافة النهر و قال کانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات ثم دلني علي الطريق و أمرني بالدخول في دين أمي و ذکر کلمات نسيتها و قال ستصل عن قريب الي قرية أهلها جميعا من الشيعة قال فقلت يا سيدي أنت لا تجيي ء معي الي هذه القرية فقال (ع) ما معناه لا لأنه استغاث بي الف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت الا قليلا حتي وصلت الي القرية و کان في مسافة بعيدة و وصل الجماعة اليها بعدي
[ صفحه 72]
بيوم فلما دخلت الحلة ذهبت الي سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني ره و ذکرت له القصة فعلمني معالم ديني فسؤلت عنه عملا أتوصل به الي لقائه عليه السلام مرة أخري فقال زر أبا عبدالله (ع) اربعين ليلة جمعة قال فکنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع الي أن بقي واحدة فذهبت من الحلة في يوم الخميس فلما وصلت الي باب البلد فاذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذکرة و ما کان عندي تذکرة و لا قيمتها فبقيت متحيرا و الناس متزاحمون علي الباب فأردت مرارا أن أتخفي و اجوز عنهم فما تيسر لي فاذا بصاحبي صاحب الزمان في زي لباس طلبة الاعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج و أخذني معه و أدخلني من الباب فما رآني أحد فما دخلت البلد افتقدته من بين الناس و بقيت متحيرا علي فراقه عليه السلام و قد ذهب عن خواطري بعض ما کان في تلک الحکاية.