الحکاية 32
فيه عن السيد الثقة التقي السيد المرتضي النجفي و قد أدرک الشيخ شيخ الفقهاء و عمادهم الشيخ جعفر النجفي و کان معروفا عند علماء العراق بالصلاح والسداد و صاحبته سنين سفرا و حضرا فما وقفت منه علي عترة في الدين قال کنا في مسجد الکوفة مع جماعة فيهم احد من العلما المعروفين المبرزين في المشهد الغروي و قد سألته عن اسمه غير مرة فما کشف عنه لکونه محل هتک الستر و اذاعة السر قال و لما حضر وقت صلاة المغرب جلس الشيخ لدي المحراب للصلاة و الجماعة في تهيئة الصلاة بين جالس عنده و مؤذن و متطهر و کان في ذلک الوقت في داخل الموضع المعروف بالتنور ماء قليل من قناة خربة و قد رأينا مجراها عند مقبرة هاني بن عروة و الدرج الذي تنزل اليه ضيقد مخروبة لا تسع غير واحد فجئت اليه و أردت النزول فرأيت شخصا جليلا علي هيئة الاعراب قاعدا عندالماء يتوضأ و هو في غاية من السکينة والوقار والطمأنينة و کنت مستعجلا لخوف عدم ادراک الجماعة فوقفت قليلا فرأيته کالجبل لايحرکه شي ء فقلت و قد اقيمت الصلاة ما معناه لعلک لا نريد الصلاة مع الشيخ أردت بذلک تعجيله فقال لا فقلت لم قال لانه الشيخ الدخني فما فهمت مراده فوقفت حتي أتم وضوءه فصعد و ذهب و نزلت و توضأت و صليت فلما قضيت الصلاة و انتشر الناس و قد ملاء قلبي و عيني هيئته و سکونه و کلامه فذکرت للشيخ ما رأيت و سمعت منه فتغيرت حاله و ألوانه وصار متفکرا مهموما فقال قد أدرکت الحجة و ما عرفته و قد أخبر عن شي ء ما اطلع عليه الا الله تعالي أعلم اني زرعت الدخنة في هذه السنة في الرحبة و هي موضع في الطرف الغربي من بحيرة الکوفة محل خوف و خطر من جهة اعراب البادية المترددين اليه فلما قمت الي الصلاة و دخلت فيها
[ صفحه 64]
ذهب فکري الي زرع الدخنة و أهمني امره فصرت اتفکر فيه و في افاته.