بازگشت

الحکاية 26


فيه عن کتاب نورالعيون تاليف الفاضل البحر الالمعي محمد شريف الحسيني الاصفهاني عن استاذه العالم الزاهد الورع الميرزا محمد تقي ابن الميرزا محمد کاظم ابن الميرزا عزيز الله ابن المولي محمد تقي المجلسي الملقب بالالماسي قال في رسالة له و الظاهر ان اسمها بهجة الاولياء في ذکر من رآه في الغيبة الکبري حدثني بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد و هو حي الي هذا الوقت أي سنة ست و ثلاثين بعد المأة و الالف قال اني کنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة فرکبنا السفينة وسرنا في البحر فاتفق انه انکسرت سفينتنا و غرق جميع من فيها وتعلقت أنا بلوح مکسور فالقاني البحر بعد مدة الي جزيرة فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعد اليأس من الحياة بصحراء فيها جبل عظيم فلما وصلت اليه رأيته محيطا بالبحر الا طرفا منه يتصل بالصحراء و استشممت منه رائحة الفواکه ففرحت و زاد شوقي و صعدت قدرا من الجبل حتي اذا بلغت الي وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعا لا يمکن الاجتياز منه أبدا فتحيرت من أمري و صرت أتفکر في أمري فاذا أنا بحية عظيمة کالاشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة ففررت منها منهزما مستغيثا بالله تبارک و تعالي في النجاة من شرها کما نجاني من الغرق فاذا أنا بحيوان شبه الارنب قصد الحية مسرعا من أعلي الجبل حتي وصل الي ذنبها فصعد منه حتي اذا وصل رأس الحية الي ذلک الحجر الالمس و بقي ذنبه فوق الحجر وصل الحيوان الي رأسها و اخرج من فمه حمئة مقدار اصبع فادخلها في رأسها ثم نزعها و أدخلها في موضع آخر منها و ولي مدبرا فماتت الحية في مکانها من وقتها و حدث منها عفونة کادت نفسي ان تطلع من رائحتها الکريهة فما کان باسرع من أن ذاب



[ صفحه 50]



لحمها و سال في البحر و بقي عظامها کسلم ثابت في الارض يمکن الصعود منه فتفکرت في نفسي و قلت ان بقيت هنا أموت من الجوع فتوکلت علي الله في ذلک و صعدت منها حتي علوت الجبل و سرت من طرف قبلة الجبل فاذا أنا بحديقة بالغة حد الغاية في الغضارة و النضارة و الطراوة و العمارة فسرت حتي دخلتها و اذا فيها اشجار مثمرة کثيرة و بناء عال مشتمل علي بيوتات و غرف کثيرة في وسطها فاکلت من تلک الفواکه واختفيت في بعض الغرف و أنا اتفرج الحديقة و أطرافها فاذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدي الحديقة يقدمهم رجل ذو بهاء و جمال و جلال و غاية من المهابة يعلم من ذلک انه سيدهم فدخلوا الحديقة ونزلوا من خيولهم و خلوا سبيها و توسطوا القصر فتصدر السيد و جلس الباقون متأدبين حوله ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلک السيد ان لنا في هذا اليوم ضيفا في الغرفة الفلانية و لا بد لنا من دعوته الي الطعام فجاء بعضهم في طلبي فخفت و قلت اعفني عن ذلک فاخبر السيد بذلک فقال اذهبوا بطعامه اليه في مکانه ليأکله فلما فرغنا من الطعام أمر باحضاري و سألني عن قصتي فحکيت له القصة فقال أتحب أن ترجع الي أهلک قلت نعم فأقبل علي واحد منهم فأمره بايصالي الي أهلي فخرجت أنا و ذلک الرجل من عنه فلما سرنا قليلا قال لي الرجل انظر فهذا سور بغداد فنظرت فاذا أنا بسوره و غاب عني الرجل فتفطنت من ساعتي هذه و علمت اني لقيت سيدي و مولاي و من سوء حظي حرمت من هذا الفيض العظيم فدخلت و بيتي في غاية من الحسرة و الندامة.