بازگشت

الحکاية 20


فيه عن الفاضل و العادل الامين مولانا محمد امين العراة عن رجل صالح عطار من أهل البصرة أنه قال اني کنت جالسا ذات يوم علي دکتي العطارة و اذا برجلين قد اتيا و وقفا علي لشراء السدر و الکافور فلما تکلمنا و تأملت فيهما ظلم أجدهما في الصورة و السيرة في زي أهل البصرة و نواحيها بل و لا المعروف من بلادنا فسألتهما عن اهلهما و بلادهما فاکتنما فألححت عليهما و کلما کثر تسترها ازددت الحاحا عليهما الي أن أقسمت عليهما بالرسول المختار و آله الائمة الاطهار عليهم السلام فلما رأيا ذلک مني أظهرا لي انهما من جملة ملازمي عتبة الامام الحي المنتظر حجة الله صاحب الزمان عجل الله فرجه و ان وحدا من صحبتهم قد توفي بأجله الموعود و قد ارسلا لشراء السدر و الکافور منه قال فلما سمعت بذلک توسلت اليهما





[ صفحه 34]



وأظهرت المصاحبة معهم الي سيدي و مولاي و تضرعت و الححت عليهما في ذلک فقالا ان هذا موقوف علي اذنه (عج) و انا لم نوذن بذلک فقلت لهما خذاني معکما الي ذلک الصقع ثم استأذنا لي منه فان أذن و الا فانصرف و يصيبکم أجر الاجابة فامتنعا عن ذلک أيضا فأکثرت من الالحاح عليهما فترحما علي و أجاباني و سلمتهما السدر و الکافور مستعجلا و أغلقت الدکان و انطلقت معهما حتي أتينا ساحل بحر عمان فمشيا علي الماء کالمشي علي الارض الصلبة و وقفت متحيرا فالتفتا الي وقالا لا تخف و اقسم الله عزوجل بالحجة في حفظک فقلت ذلک و بسملت فمشيت علي الماء کالمشي علي الارض الي ان انتهينا الي قبة البحر فبينا نذهب و اذا بسحاب مرکوم و مطر غزير تمطر و من الاتفاق اني منذ يوم خروجي من البصرة کنت طابخا صابونا واضعا اياها علي سطح الدار ليستنشف في الشمس فلما رأيت تراکم السحاب و المطر الغزير تذکرت الصابون و انها يتنقع و اذا برجلي قد نفذتا في الماء و طمست فيه فکدت أن أغرق فأخذت في السبح فالتفت الرجلان الي وقالا لي يا فلان تب عما قصدت و تذکرت و مما انصرفت به عن مولاک وجدد القسم فتبت الي الله و جددت القسم فصلب الله لي الماء فأخذت امشي خلفهما کالاول حتي انتهينا الي الساحل و مضينا فيه الي أن ظهرت لنا خباء کشجر طور نورها قد ملأ الفضاء و السداء فالتفت الي الرجلان و قالا ان مقصودک في هذا الخباء ولکن قف هنا حتي نذهب و نستأذن لک فذهبا و دخل واحد منهما في الخيمه فسمعته يتکلم في أمري و اذا بصوت سمعته من وراء الحجاب و الخباء يقول ردوه فانه رجل صابوني فلما سمعت هذا من الامام (عج) و وجدته طبقا للبرهان العقلي و الشرعي فاستياست و قطعت الطمع عن ما کنت



[ صفحه 35]



اطمعه و علمت أن هذا مقام شامخ عظيم لاتکاد تناله أيدي المتشبث بالتعلقات الدنيوية.