بازگشت

الحکاية 02


وفيه حکي لي شمس الدين اسماعيل بن حسن الهر قلي انه حکي لي والدي انه خرج في الهرقل و هو شاب علي فخذه الايسز ثوئة مقدار قبضة الانسان و کانت في کل ربيع تشقق و يخرج منها دم وقيع و يقطعه ألمها من کثير من اشغاله و کان مقيما بهر قل فحضر الحلة يوما و دخل الي مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاووس ره و شکا اليه ما يجده منها و قال اريد أن اداويها فاحضر له اطباء الحلة و أراهم الموضع فقالوا هذه الثوثة فوق العرق الاکحل و علاجها خطر و متي قطعت خيف ان ينقطع العرث الاکحل فيموت قال مه السعيد رضي الدين ره أنا متوجه الي بغداد و ربما کان اطباؤها



[ صفحه 4]



أعرف و أحذق من هؤلاء فاصحبني فاصعد معه واحضر الطباء فقالوا کما قال اولئک فضاق صدره فقال که السعيد ان الشرع قد فسح لک في الصلاة في هذه الشياب و عليک الجتهاد في الاحتراس و لا تغرر بنفسک فالله تعالي قد نهي عن ذلک و رسوله فقال له والدي اذا کان الامر علي ذلک وقد وصلت الي بغداد فاتوجه الي زيارة المشهد الشريف بسر من رأي علي مشرفه السلام ثم انحدر الي أهلي فحسن له ذلک فترک ثيابه و نفقته عند السعيد رضي الدين و توجه قال فلما دخلت المشهد وزرت الائمة و نزلت السرداب و استغيث بالله تعالي و بالامام و قضيت بعض الليل في السرداب وبقيت في المشهد الي الخميس ثم مضيت الي دجلة و اغتسلت و لبست ثوبا نظيفا و ملأت ايريقا کان معي و صعدت اريد المشهد فرأيت اربعة فرسان خارجين من باب السورو کان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا فرأيت شابين و أحدهما عبد مخطوط و کل واحد منهم متقلد بسيف و شيخا منقبا بيده رمح والآخر منقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف و هو متحنک بعذبته فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ووضع کعب الرمح في الارض ووقف الشبان عن يسار الطريق و بقي صاحب الفرجية علي الطريق مقابل والدي ثم سلموا عليه فرد عليهم السلام فقال له صاحب الفرجية أنت غدا تروح الي أهلک فقال نعم فقال له تقدم حتي ابصر ما يوجعک قال فکرهت ملامستهم و قلت في نفسي أهل الباديه ما يکادون يحترزون من النجاسة و أنا قد خرجت من الماء و قميصي مبلول ثم اني بعد ذلک تقدمت اليه فلزمني بيده و مدني اليه وجعل يلمس جانبي من کتفي الي أن أصابت يده الثوثة فعصرها بيده فاوجعني ثم استوي في سرجه کما کان فقال لي الشيخ أفلحت يا اسماعيل



[ صفحه 5]



فعجبت من معرفته باسمي فقلت أفلحنا أفلحتم ان شاءالله قال فقال لي الشيخ هذا هو امام قال (ع) فتقدمت اليه فاحتضنته و قبلت فخذه ثم انه ساق و أنا أمشي معه محتضنه فقال ارجع فقلت لا افارقک أبدا فقال المصلحة رجوعک فأعدت عليه مثل القول فقال الشيخ يا اسماعيل ما تستحي يقول لک الامام مرتين ارجع و تخالفه فجبهني بهذا القول فوقفت فتقدم خطوات و التفت الي و قال اذا وصلت بغداد فلابد ان يطلبک ابو جعفر يعني الخليفة المستنصر فاذا حضرت عنده و أعطاک شيئا فلا تأخذه و قل لولدنا الرضي ليکتب لک الي علي بن عوض فانني أوصيه يعطيک الذي تريد ثم سار و أصحابه معه فلم أزل قائما ابصرهم الي أن غابوا عني و حصل عندي أسف لمفارقته فقعدت الي الارض ساعة ثم مشيت الي المشهد فاجتمع القوام حولي و قالوا نري وجهک متغيرا أأوجعک شي ءقلت لا قالوا أخاصمک احد قلت لا ليس عندي مما تقولون خبر لکن أسألکم هل عرفتم الفرسان الذين کانوا عندکم فقالوا هم من الشرفاء أرباب الغنم فقلت لا بل هو الامام فقال الامام هم الشيخ أو صاحب الفرجية فقلت هو صاحب الفرجية فقالو أريته المرض الذي فيک فقلت هو قبضه بيد هو و أوجعني ثم کشفت برجلي الاخري فلم أر لذلک المرض أثرا فتداخلني الشک من الدهش فاخرجت رجلي الاخري فلم أر شيئا فانطبق الناس علي و مزقوا قميصي و أدخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عني وکان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة و سأل عن الخبر فرفعوه فجاء الي الخزانة و سألني عن اسمي و سألني منذکم خرجت من بغداد فعرفته الي خرجت في اول الاسبوع فمشي عني وبت في المشهد وصليت الصبح و خرجت و خرج الناس معي الي أن بعدت من المشهد ورجعوا عني ووصلت الي اوانا



[ صفحه 6]



فبت بها وبکرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين علي القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن اسمه و نسبه وأين کان فسألوني عن اسمي و من أين جئت فعرفتهم فاجتمعوا علي ومزقوا ثياني و لم يبق لي في روحي حکم وکان ناظر بين النهرين کتب الي بغداد و عرفهم الحال ثم حملوني الي بغداد و ازدحم الناس علي وکادوا يقتلونني من کثرة الازدحام و کان الوزير القمي ره قد طلب السعيد رضي الدين ره و تقدم أن يعرفه صحة هذا الخبر قال فخرج رضي الدين معه جماعة فوافانا بباب النولي فرد أصحابه الناس عني فلما رآني قال أعنک يقولون قلت نعم فنزل عم دابته و کشف عن فخذي فلم ير شيئا فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني علي الوزير و هو يبکي و يقول يا مولانا هذا أخي و أقرب الناس الي قلبي فسألني الوزير عن القصة فحکيت فاحضر الاطباء الذين أشرفوا عليها و أمرهم بمداواتها فقالو ما دواؤها الا القطع بالحديد متي قطعها مات فقال لهم الوزير عن فبتقدير ان تقطع ولا يموت في کم تبرأ فقالوا في شهرين و تبقي مکانها حفيرة بيضاء لاينبت فيها شعر فسألهم الوزير متي رأيتموه قالوا منذ عشرة أيام فکشف الوزير عن الفخذ الذي کان فيه الالم وهي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا فصاح أحد الحکماء هذا عمل المسيح فقال الوزير حيث لم يکن عملکم فنحن معرف عاملها ثم انه أحضر عند الخليفةالمستنصر فسأله عن القصة وعرفه بها کما جري فتقدم له بألف دينار فلما حضرت قال خذ هذه فانفقها قال ما اجسر ان اخذ منه حبة واحدة فقال الخليفة ممن تخاف فقال من الذي فعل معي هذا قال (ع) لا تأخذ من ابي جعفر شيئا فبکي الخليفة و تکدر وخرج من عنده و لم يأخذ شيئا قال علي بن عيسي ره صاحب کتاب کشف الغمة کنت الغمة في بعض الايام أحکي هذه



[ صفحه 7]



القسة لجماقة عندي وکان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وأنا لا أعرفه فلما انقضت الحکاية قال أنا ولده لصلبه فعجبت من هذت الاتفاق وقلت هل رأيت فخذه وهي مريضة فقال لا لاني اصبو عن دلک ولکني رأيتها بعد ما صلحت و لا أثر فيها وقد نبت هي موضعها شهر وسألت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشر العلوي الموسوي ونجم الدين حيدر بن الايسر رحمهما الله و کانا من أعيان الناس و سراتهم وذي الهيئات منهم وکانا صديقين لي وعزيزين عندي فاخبراني بصحة هذه القصة وانهما رأياها في حال مرضها و حال صحتها و حکي لي ولده هذا انه کان بعد ذلک شديد الحزن لفراقه (ع) حتي انه جاء الي بغداد وأقام بها في فصل الشتاء و کان کل يوم يزور سامراء و يعود الي بغداد فزارها في تلک السنة اربعين مرة طمعا ان يعود به الوقت الذي مضي أو يقضي له الحظ مما قضي و من الذي أعطاه دهره الرضا أو ساعده بمطالبه صرف القضا فمات رحمه الله بحسرته واتنقل الي الآخرة بغصته والله يتولاه وايانا برحمته بمنه و کرمه.