الحکاية 19
ذکر المحديث الفاضل الميثمي في کتابه دار السلام عن السيد السند السيد محمد صاحب المفاتيح ابن صاحب الرياض نقلا عن خط آية الله العلامة في حاشية بعض کتبه ما ترجمته بالعربية، خرج ذات ليلة من ليالي الجمعة من بلدة الحلة الي زيارة قبر ريحانة رسول الله (ص) ابي عبدالله الحسين عليه السلام و هو علي حمار له و بيده سوط يسوق به دابته فعرض له في أثناء الطريق رجل في زي الاعراب فتصاحبا و الرجل يمشي بين يديه فافتتحا بالکلام و ساق معه الکلام من کل مقام و اذا به عالم خبير نحرير فاختبره عن بعض المعضلات و ما استصعب عليه علمها فما استتم عن کل من ذلک الا و کشف الحجاب عن وجهها و افتتح عن مغلقاتها الي ان انجر الکلام في مسألة أفتي به بخلاف ما عله العلامة فانکره عليه قائلا ان هذه الفتوي خلاف الاصل و القالاعدة و لا بد لنا في خلافهما من دليل وارد عليهما مخصص لهما فقال العربي الدليل عليه حديث ذکره الشيخ الطوسي في تهذيبه فقال العلامة اني لم أعهد بهذا الحديث في التهذيب و لم يذکره الشيخ و لا غيره فقال العربي ارجع الي نسخة التهذيب التي عندک الآن وعد منها اوراقا کذا و سطورا کذا فتجده فلما سمع العلامة بذلک و رأي ان هذا اخبار عن المغيبات تحير في أمر الرجل تحيرا شديدا واندهش في معرفته و قال في نفسه و لعل هذا الرجل الذي يمشي بين يدي منذ کذا و أنا في رکوبي هو الذي بوجوده
[ صفحه 33]
تدور رحي الموجودات و به قيام الارضين و السماوات فبينما هو کذلک اذ وفع السوط من يده من شدة التفکر و التحير فاخذ ليستخبر عن هذه المسألة استخبارا منه و استظهارا عنه ان في زمن الغيبة الکبري هل يمکن التشرف الي لقاء سيدنا و مولانا صاحب الزمان فهوي الرجل و أخذ السوط من الارض و وضعه في کف العلامة و قال لم لا يمکن و کفه في کفک فاوقع العلامة نفسه من علي الدابة منکبا علي قدميه و اغمي عليه من فرط الرغبة و شدة الاشتياق فلما أفاق لم يجد اجدا فاهتم بذلک هما شديدا و نکدر و رجع الي أهله و تصفح عن نسخة تهذيبه فوجد الحديث المعلوم کما اخبره الامام (ع) في حاشية تلک النسخة فکتب بخطه الشريف في ذلک الموضع هذا حديث اخبرني به سيدي و مولاي في ورق کذا و سطر کذا ثم نقل الفاضل المثيمي عن السيد المزبور طاب ثراه انه قد رأي تلک النسخة بخط العلامة في حاشيته.