بازگشت

الحکاية 16


عن العالم المحقق الخبير السيد علي سبط السيد المذکور المرحوم المغفور له و کان عالما مبرزا عن السيد المرتضي أعلي الله مقامه بنت اخته و کان مصاحبا له في السفر و الحضر مواظبا لخدماته في السر و العلانية قال کنت معه في سر من رأي في بعض اسفار زيارته و کان السيد ينام في حجرة وحده و کانت لي حجرة بجنب حجرته و کنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل و النهار و کان يجتمع اليه الناس في أول الليل الي أن يذهب شطر منه في اکثر الليالي فاتفق انه في بعض الليالي قعد علي عادته و الناس مجتمعون حوله فرأيته کأنه يکره الاجتماع و يحب الخلوة و يتکلم مع کل واحد بکلام فيه اشارة الي تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس و لم يبق غيري فأمرني بالخروج فخرجت الي حجرتي متفکرا في حالته في تلک الليلة فمنعني الرقاد فصبرت زمانا فخرجت متخفيا لا تفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقا فنظرت من شق الباب و اذا السراج بحاله و ليس فيه أحد



[ صفحه 30]



فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها انه ما نام في تلک الليلة فخرجت حافيا متخفيا أطلب خبره و أقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسکريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد منه أثرا فدخلت الصحن الاخير الذي فيه السرداب فرأيته مفتح الابواب فنزلت من الدرج حافيا متخفيا متأنيا بحيث لايسمع من حس و لا حرکة فسمعت همهمة من صفة السرداب کان احدا يتکلم مع الاخر و لم أميز الکلمات الي أن بقيت ثلاثة أو أربعة منها و کان دبيبي أخفي من دبيب النملة في الليلة الظلماء علي الصخرة الصماء فاذا بالسيد قد نادي في مکانه هناک يا سيد مرتضي ما تصنع و لم خرجت من المنزل فبقيت متحيرا ساکنا کالخشب المسندة فعزمت علي الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي کيف تخفي حالک علي من عرفک من غير طريق الحواس فأجبته معتذرا نادما و نزلت في خلال الاعتذار الي حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفا تجاه القبلة ليس لغيره هناک أثر فعرفت انه يناجي الغائب عن أبصار البشر عليه سلام الله الملک الاکبر فرجعت حريا لکل ملامة غريقا في بحار الندامة الي يوم القيامة.