بازگشت

الحکاية 12


فيه عن المولي زين العابدين السلماسي تلميذ آية الله السيد السند و العالم المسدد و فخر الشيعة و زينة الشريعة العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي المدعو ببحر العلوم أعلي الله درجته و کان المولي المزبور من خاصته في السر و العلانية قال کنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي اذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجع من العجم الي العراق زائرا لقبور الائمة من مأة و بقيت ثلاثة من اصحابه أربابه الورع و السداد البالغين الي رتبة الاجتهاد فتوحد المحقق الايد الي جناب السيد و قال انکم فزتم و حزتم مرتبة الولاية الروحانية و الجسمانية و قرب المکان الظاهري و الباطني فتصدقوا علينا بذکر مائدة من موائد تلک الخوان و ثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان کي ينشرح به الصدور و يطمئن به القلوب فأجاب السيد من غير تأمل و قال اني کنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أو أول و الترديد من الراوي في المسجد الاعظم بالکوفة لاداء نافلة الليل عازما علي الرجوع الي النجف في أول الصبح لئلا يتعطل أمر البحث و المذاکرة و هکذا کان دأبه في سنين عديدة فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق الي مسجد السهلة فصرفت خيالي عنه خوفا من عدم الوصول الي البلد قبل الصبح فيفوت البحث في اليوم ولکن کان الشوق يزيد في کل آن و يميل القلب الي ذلک المکان فبينا أقدم رجلا و أوخر أخري اذا بريح فيها غبار کثيرا فهاجت بي و أمالتني عن الطريق فکانها التوفيق الذي هو خير رفيق الي أن القتني الي باب المسجد فدخلت فاذا به خاليا عن العباد و الزوار الا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار بکلمات ترقق القلوب القاسية و تسيح الدموع من العيون الجامدة فطار بالي و تغيرت حالي و رجفت



[ صفحه 27]



رکبتي و هملت دمعتي من استماع تلک الکلمات التي لم تسمعها اذني و لم ترعما عيني مما وصلت اليه من الادعية المأثورة و عرفت ان الناجي ينشئها في الحال لا انه ينشد مما أودعه في البال فوقفت في مکاني مستمعا متلذذا الي أن فرغ من مناجاته فالتفت الي وصاح بلسان العجم مهدي بيا أي هلم يا مهدي فتقدمت اليه بخطوات فوقفت فأمرني بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت فأمرني بالتقدم و قال ان الادب في الامتثال فتقدمت اليه بحيث تصل يدي اليه و يده الشريفة الي و تکلم بکلمة قال المولي السلماسي و لما بلغ کلام السيد السند الي هنا اضرب عنه صفحا و طوي عنه کشحا و شرح في الجواب عما سأله المحقق المذکور قبل ذلک عن سر قلة تصانيفه مع طول باعه في العلوم فذکر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عن هذا الکلام الخفي فأشار بيده شبه المنکر بأن هذا سر لا يذکر.