بازگشت

معرفة الامام


في معرفة الامام

في البحار عن محمد بن صدقه سأال أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي (ره) و قال يا أبا عبدالله ما معرفة امير المؤمنين عليه السلام بالنورانية قال جندب فامضي بنا حتي نسأله عن ذلک قال فاتينا فلم نجده فانتظرناه حتي جاء قال



[ صفحه 31]



صلوات الله عليه ما جاء بکما قالا جئناک يا امير المؤمنين نسألک عن معرفتک بالنورانية قال عليه السلام مرحبا بکما من و لبين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين لعمري ان ذلک الواجب علي کل مؤمن و مؤمنة ثم قال يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين قال انه لا يستکمل احد الايمان حتي يعرفني کنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و صار عارفا مستبصرا و من قصر عن معرفة ذلک فهو شاک و مرتاب يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين قال (ع) معرفتي بالنورانية معرفة الله عز و جل و معرفة الله عز و جل معرفتي بالنورانية و هو الدين الخالص الذي قال الله تعالي و ما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزکاة و ذلک دين القيمة يقول ما آمروا الا بنبوة محمد (ص) و هو الدين الحنفية المحمدية السمحة و قوله و يقيموا الصلاة فمن اقام ولايتي فقد اقام الصلاة و اقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله الا ملک مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان فالملک اذا لم يکن مقربا لم يحتمله و النبي اذا لم يکن مرسلا لم يحتمله و المؤمن اذا لم يکن ممتحنا لم يحتمله قلت يا امير المؤمنين (ع) من المؤمن و ما نهايته و ما حده حتي اعرفه قال يا ابا عبدالله قلت لبيک يا أخا رسول الله قال المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا اليه شي ء الا شرح صدره لقبوله و لم يشک و لم يرتد اعلم يا أباذر أنا عبدالله عز و جل و خليفته علي عباده لا تجعلونا اربابا و قولوا في فضلنا ما شئتم فانکم لم تبلغوا کنه ما فينا و لا نهايته فان الله عز و جل قد اعطانا اکبر و اعظم مما يصفه و اصفکم أو يخطر علي قلب احدکم اذا عرفتمونا هکذا فانتم المؤمنون قال سلمان قلت يا أخا رسول الله



[ صفحه 32]



و من اقام لاصلاة اقام ولايتک قال نعم يا سلمان تصديق ذلک قوله تعالي في الکتاب العزيز و استعينوا بالصبر و الصلاة و انها لکبيرة الا علي الخاشعين فالصبر رسول الله (ص) و الصلاة اقامة ولايتي فمنها قال الله تعالي و انها الکبيرة و لم يقل و انعما الکبيرة لأن الولاية کبيرة حملها علي الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة المستبصرون بفضلي لان أهل الاقاويل من المرجئة و القدرية و الخوارج و غيرهم من الناصبية يقرون لمحمد صلي الله عليه و آله ليس بينهم خلاف و هم مختلفون في ولايتي منکرون لذلک جاحدون بها الا القليل و هم الذين وصفهم الله في کتابه العزيز فقال و انها الکبيرة الا علي الخاشعين و قال الله تعالي في موضع آخر في کتابه العزيز في نبوة محمد (ص) و في ولايتي فقال عز و جل و بئر معطلة و قصر مشيد فالقصر محمد (ص) و البئر المعطلة ولايتي عطلوها و جحدوها و من لم يقر بولايتي لم ينفعه الاقرار بنبوة محمد (ص) الا انهما مقرونان و ذلک ان النبي (ص) نبي مرسل و هو امام الخلق و وصي محمد (ص) کما قال النبي (ص) أنت مني بمنزلة هرون من موسي الا انه لا نبي مرسل بعدي و أولنا محمد و أوسطنا محمد و آخرنا محمد فمن استکمل معرفتي فهو علي الدين القيم کما قال الله تعالي ذلک دين القيمة و سأبين ذلک بعون الله تعالي و توفيقه يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين صلوات الله عليک قال کنت أنا و محمد (ص) نورا و احدا من نور الله عز و جل فامر الله تبارک و تعالي ذلک النور ان يشق فقال للنصف کن محمدا و قال للنصف کن محمدا و قال للنصف کن عليا فمنها قال رسول الله علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني الا علي و قد وجه ابابکر ببراءة الي مکة فنزل جبرئيل فقال يا محمد قال لبيک قال ان الله يأمرک ان تؤديها أنت أو رجل منک فوجهني



[ صفحه 33]



في استرداد ابي ابکر فرددته فوجد في نفسه و قال يا رسول الله انزله في القرآن قال لا و لکن لا يؤدي الا أنا آو علي (ع) يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا أخا رسول الله قال من لا يصلح لحمل صحيفة يؤديها عن رسول الله کيف يصلح للامامة يا سلمان و يا جندب فانا و رسول الله نور واحد صار رسول الله محمد المصطفي و صرت أنا وصيه المرتضي و صار محمد الناطق و صرت أنا الصامت و انه لابد في کل عصر من الاعصار ان يکون فيه ناطق و صامت يا سلمان صار محمد المنذر و صرت أنا الهادي و ذلک قوله عز و جل انما أنت منذر و لکل قوم هاد فرسول الله المنذر و أنا الهادي الله يعلم ما تحمل کل انثي و ما تغيض الارحام و ما تزداد و کل شي ء عنده بمقدار عالم الغيب و الشهادة الکبير المتعال سواء منکم من اسر القول و من جهر به و من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله قال فضرب بيده علي الاخري و قال صار محمد (ص) صاحب الجمع و صرت أنا صاحب النشر و صار محمد صاحب الجنة و صرت انا صاحب النار أقول لها اخذي هذا و ذري هذا و صار محمد صاحب الرجفة و صرت انا صاحب الهدة و انا صاحب اللوح المحفوظ الهمني الله عز و جل علم ما فيه نعم يا سلمان و يا جندب اصار محمد يس و القرآن الحکيم و صار محمد ن و القلم و صار محمد طه ما أنزلنا عليک القرآن لتشقي و صار محمد صاحب الدلالات و صرت أنا صاحب المعجزات و الآيات و صار محمد خاتم النبيين و صرت أنا خاتم الوصيين و أنا الصراط المستقيم و أنا النبا العظيم الذي هم فيه مختلفون و لا أحد اختلف ألا في ولايتي و صار محمد صاحب الدعوة و صرت أنا صاحب السيف و صار محمد نبيا مرسلا و صرت أنا صاحل امر النبي



[ صفحه 34]



قال الله عز و جل يلقي الروح من أمره علي من يشاء من عباده و هو روح الله لا يعطيه و لا يلقي هذا الروح الا علي ملک مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس و فوض اليه القدرة و احيي الموتي و علم بما کان و ما يکون و سار من المشرق الي المغرب و من المغرب الي المشرق في لحظة عين و علم ما في الضمائر و القلوب و علم ما في السماوات و الارض يا سلمان و يا جندب و صار محمد الذکر الذي قال الله عز و جل قد أنزل الله اليکم ذکرا رسولا يتلو عليکم آيات الله اني اعطيت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب و استودعت علم القرآن و ما هو کائن الي يوم القيامة و محمد (ص) أقام الحجة حجة للناس و صرت أنا حجة الله عز و جل جعل الله لي ما لم يجعل لاحد من الاولين و الاخرين لا لنبي مرسل و لا لملک مقرب يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين قال انا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي و أنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي و أنا الذي جاوزت بموسي بن عمران البحر باذن ربي و أنا الذي أخرجت ابراهيم من النار باذن ربي و أنا الذي أجريت أنهارها و فجرت عيونها و غرست أشجارها باذن ربي و أنا عذاب يوم الظلمة و أنا المنادي من مکان قريب قد سمعه الثقلان الجن و الانس و فهمه قوم اني لا سمع کل قوم الجبارين و النافقين بلغاتهم و أنا الخضر معلم موسي و أنا معلم سليمان بن داود و أنا ذو القرنين و أنا قدرة الله عز و جل يا سلمان و يا جندب أنا محمد و محمد أنا و أنا من محمد و محمد مني قال الله مرج البحرينيلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين قال ان ميتنا لم يمت و غائبنا لم يغب و ان قتلانا لم يقتلوا يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين



[ صفحه 35]



صلوات الله عليک قال أنا امير کل مؤمن و مؤمنة ممن مضي و ممن بقي و أيدت بروح العظمة و انما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا و قولا في فضلنا ما شئتم فانکم لم تبلغوا من فضلنا کنه ما جعله الله لنا و لا معشار العشر لانا آيات الله و دلائله و حجج الله و خلفائه و امناء الله و أئمته و وجه الله و عين الله و لسان الله بنا يعذب الله عباده و بنا يثيب و من بين خلقه طهرنا و اختارنا و اصطفانا و لو قال قائل لم و کيف و فيم کفر و أشرک لانه لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين صلوات الله عليک قال عليه السلام من امن قلت و صدق بما بينت و فسرت و شرحت و اوضحت و نورت و برهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن الله قلبه للايمان و شرح صدره للاسلام و هو عارف مستبصر قد انتهي و بلغ و کمل و من شک و عند و جحد و وقف و تحير و ارتاب فهو مقصر و ناصب يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين صلوات الله عليک قال أنا احيي و اميت باذن ربي و أنبئکم بما تأکلون و ما تدخرون في بيوتکم باذن ربي و أنا عالم بضمائر قلوبکم و الائمة من أولادي يعملون و يفعلون هذا اذا احبوا و أرادوا انا کلنا واحد اولنا محمد و آخرنا محمد و أوسطنا محمد و کلنا محمد فلا تفرقوا بيننا و نحن اذا شئنا شاء الله و اذا کرهنا کره الله الويل کل الويل لمن أنکر فضلنا و خصوصيتنا و ما أعطانا الله ربنا لان من أنکر شيئا مما اعطانا الله فقد أنکر قدرة الله عز و جل و مشيئته فينا يا سلمان و يا جندب قالا لبيک يا امير المؤمنين صلوات الله عليک قال لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل و أعظم و اعلي و أکبر من هذا کله قلنا يا امير المؤمنين ما الذي أعطاکم ما هو أجل و أعظم من هذا له قال عليه السلام قد أعطانا ربنا عز و جل علمنا الاسم الاعظم الذي لو شئنا خرقنا



[ صفحه 36]



السماوات و الارض و الجنة و النار و نعرج به السماء و نهبط به الارض و نغرب و نشرق و ننتهي به الي العرش فنجلس عليه بين يدي الله عز و جل و يطيعنا کل شي ء حتي السموات و الارض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و لادواب و البحار و الجنة و النار اعطانا الله ذلک کله بالاسم الاعظم الذي علمنا و خصنا به و مع هذا کله نأکل و نشرب و نمشي في الاسواق نعمل هذه الاشياء بأمر ربنا و نحن عباد الله المکرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون و جعلنا معصومين مطهرين و فضلنا علي کثير من عباده المؤمنين فنحن تقول الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما کنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله و حقت کلمة العذاب علي الکافرين اعني الجاحدين بکل ما أعطانا الله من الفضل و الاحسان يا سلمان و يا جندب فهذا معرفتي بالنورانية فتمسک بها راشدا مهديا فانه لا يبلغ أحد من شيعتنا حد الاستبصار حتي يعرفني بالنورانية فاذا عرفني بها کان مستبصرا بالغا کاملا قد خاض بحرا من العلم و ارتقي درجة من الفضل و اطلع علي سر من أسرار الله و مکنون خزائنه.

و فيه عن جابر بين يزيد الجعفي قال لما افضيت الخلافة الي بني امية سفکوا فيه الدم الحرام و لعنوا فيها امير المؤمنين علي المنابر الف شهر و تبرأوا منه و اغتالوا الشيعة في کل بلدة و استأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطان دنياهم فخوفوا الناس في البلدان و کل من لم يلعن امير المؤمنين و لم يتبرأ منه قتلوه کائنا من کان قال جابر بن يزيد الجعفي فشکوت من بني امية و أشياعهم الي الامام المبين اطهر الطاهرين زين العابدين و سيد الزهاد و خليفة الله علي العباد علي بن الحسين عليه السلام فقلت يا بن رسول الله (ع) قد قتلونا تحت کل حجر و مدر و استأصلوا شأفتنا و أعلنوا لعن مولانا امير المؤمنين عليه السلام



[ صفحه 37]



علي المنابر و المنارات و الاسواق و الطرقات و تبرأوا منه حتي انهم ليجتمعوا في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله فيلعنون عليا علانية لا ينکر ذلک احد و لا ينهر فان انکر ذلک احد منا حملوا عليه بأجمعهم و قالوا هذا رافضي ابو ترابي و أخذوه الي سلطانهم و قالوا هذا ذکر ابو تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلک قتلوه فلما سمع الامام صلوات الله عليه ذلک مني نظر الي السماء فقال سبحانک اللهم سيدي ما احلمک و اعظم شأنک في حلمک و أعلي سلطانک يا رب قد امهلت عبادک في بلادک حتي ظنوا انک امهلتهم أبدا و هذا کله بعينک لا يغالب قضاؤک و لا يرد المحتوم من تدبيرک کيف شئت و اني شئت و أنت أعلم به منا قال ثم دعا ابنه محمد قال يا بني قال لبيک يا سيدي قال اذا کان غدا فاغد الي مسجد رسول الله (ص) خذ معک الخيط الذي أنزل مع جبرئيل علي جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله فحرکه تحريکا لينا و لا تحرکه تحريکا شديدا الله الله فتهلک الناس کلهم قال جابر فبقيت متفکرا متعجبا من قوله (ع) فما أدري ما أقول لمولاي فغدوت الي محمد و قد بقي علي ليل حرضا علي ان انظر الي الخيط و تحريکه فينما أنا علي الباب اذ خرج الامام فقمت و سلمت عليه فرد علي السلام و قال ما غدا بک فلم تکن تأتينا في هذا الوقت فقلت يابن رسول الله سمعت أباک يقول بالامس خذ الخيط و صر الي مسجد رسول الله (ص) فحرکه تحريکا لينا و لا تحرکه تحريکا شديدا فتهلک الناس کلهم فقال يا جابر لو لا الوقت المعلوم و الاجل المحتوم و القدر المقدور لخسفت و الله بهذا المخلوق المنکوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة و لکننا عباد مکرومون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون قال قلت له يا سيدي و لم تفعل هذا بهم قال ما حضرت ابي



[ صفحه 38]



بالامس و الشيعة يشکون اليه ما يلقونه من الناصبية الملاعين و القدرية المقصرين فقلت بلي يا سيدي قال فاني ارعبهم و کنت أحب ان يهلک طائفة منهم و يطهر الله منهم البلاد و يريح العباد قلت يا سيدي فکيف ترعبهم و هم أکثر من أن يحصوا قال امض بنا الي المسجد لأريک قدرة من قدرة الله تعالي قال جابر فمضيت معه الي المسجد فصلي رکعتين ثم وضع خده علي التراب و تکلم بکلمات ثم رفع رأسه و اخرج من کمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة المسک و کان ادق في المنظر من خيز المخيط ثم قال لي خذ اليک طرف الخيط و امش رويدا و اياک ثم اياک رويدا ان تحرکه قال فأخذت طرف الخيط و مشيت رويدا فقال (ع) قف يا جابر فوقفت فحرک الخيط تحريکا لينا فما ظننت انه حرکه من لينه ثم قال ناولني طرف الخيط قال فناولته فقلت ما فعلت به يابن رسول الله (ص) فقال و يحک اخرج الي الناس و انظر ما حالهم قال فخرجت من المسجد فاذا صياح وولولة من کل ناحية و زاوية و اذا زلزلة وحدة و رجفة و اذا الهدة اخربت عامة دور المدينة و هلک تحتها أکثر من ثلاثين الف رجل و امرأة و اذا بخلق يخرجون من السکک لهم بکاء و عويل و ضوضاء و رنة شديدة و هم يقولون انا لله و انا اليه راجعون قد قامت الساعة و وقعت الواقعة و هلک الناس و آخرون يقولون الزلزلة و الهدة و آخرون يقولون الرجفة و القيامة هلک فيها عامة الناس و اذا اناس قد اقبلوا يبکون يريدون المسجد و بعضهم يقولون لبعض لم لا يخسف بنا و قد ترکنا الامر بالمعروف و النهي عن المنکر و ظهر الفسق و الفجور و کثر الزنا و الربا و شرب الخمر و اللواط و الله لينزلن بنا ما هو أشد من ذلک و اعظم او نصلح أنفسنا قال جابر فقت متحيرا أنظر الي الناس يبکون و يصيحون و يولولون و يفدون زمرا



[ صفحه 39]



الي المسجد فرحمتهم حتي و الله لبکيت لبکائهم و اذن لا يدرون من أين اوتوا و اخذوا فانصرفت الي الامام الباقر عليه السلام و قد اجتمع الناس عليه و هم يقولون يابن رسول الله (ص) ما تري ما نزل بنا و بحرم رسول الله قد هلک الناس و ماتوا فادع الله عز و جل لنا فقال افزعوا الي الصلوة و الصدقة و الدعاء ثم سألني و قال يا جابر ما حال الناس فقلت يا سيدي لا تسأل يابن رسول الله خربت الدور و القصور و هلک الناس و رأيتهم بغير رحمة فرحمتهم فقال (ع) لا رحمهم الله أبدا اما انه قد بقي عليک بقية لو لا ذلک ما رحمت أعدائنا و أعداء اوليائنا ثم قال سحقا سحقا و بعدا بعدا للقوم الظالمين و الله لو حرکت الخيط أدني نحريکة لهلکوا اجمعين و جعلوا أعلاها أسفلها و لم يبق دار و لا قصر و لکن أمرني سيدي و مولاي أن لا أحرکه شديدا ثم انه صعد المنارة و الناس لا يرونه و أنا أراه فنادي بأعلا صوته ألا أيها الضالون المکذبون فنظر الناس انه صوت من السماء فخروا لوجوههم و طارت أفئدتهم و هم يقولون في سجودهم الأمان الامان فاذا هم يسمعون الصيحة بالحق و لا يرون الشخص ثم أشار بيده صلوات الله عليه و أنا أراه و الناس لا يرونه فزلزت المدينة زلزلة خفيفة ليست کالاولي و تهدمت فيها دور کثيرة ثم تلا هذه الاية ذلک جزيناهم ببغيهم ثم تلا بعد ما نزل فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليهم حجارة من طين مسمومة عند ربک للمسرفين و تلا (ع) فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون قال و خرجت المخدرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مکشفات الرؤس و اذا الاطفال يبکون و يصرخون فلا يلتفت أحد فلما بصر الباقر عليه السلام ضرب بيده الي الخيط فجمعه في کفه فسکنت الزلزلة ثم أخذ بيدي و الناس لا يرونه و خرجنا من المسجد



[ صفحه 40]



فاذا قوم قد اجتمعوا علي باب حانوت الحداد و هم خلق کثير يقولون ما سمعتم في مثل هذه المدرة (المنارة خ ل) من الهمهمة فقال بعضهم بلي همهمة کثيرة و قال آخرون بلي و الله صوت و کلام و صياح کثير و لکنا و الله لم نقف علي الکلام قال جابر فنظر الباقر (ع) الي قصتهم ثم قال يا جابر هذا دأبنا و دأبهم في کل عصر اذا بطروا و بشروا و تمردوا و بغوا أرعبناهم و خوفناهم فاا ارتدعوا و الا اذن الله في خسفهم قال جابر يابن رسول الله فما هذا الخيط الذي فيه الاعجوبة قال هذه بقية مما ترک آل موسي و آل هرون تحمله الملائکة الينا يا جابر ان لنا عند الله منزلة و مکانا رفيعا و لو لا نحن لم يخلق الله أرضا و لا سماء و لا جنة و لا نارا و لا شمسا و لا قمرا و لا برا و لا بحرا و لا سهلا و لا جبلا و لا رطبا و لا يابسا و لا حلوا و لا مرا و لا ماء و لا نباتا و لا شجرا و اختر عنا الله من نور ذاته و لا يقاس بنا بشر بنا أنقذکم الله عز و جل و بنا هداکم و نحن و الله دللناکم علي ربکن فقفوا عند أمرنا و نهينا و لا تردوا کلما ورد عليکم منا فانا أکبر و أجل و أعظم و أرفع من جميع ما يرد عليکم ما فهمتوه فاحمدوا الله عليه و ما جهلتموه فکلوا امره الينا و قولوا اثقفنا أعلم بما قالوا قال ثم استقبله أمير المدينة راکبا و حواليه حراسه و هم ينادون في الناس معاشر الناس احضروا الي ابن رسول الله علي بن الحسين و تقربوا الي الله عز و جل به لعل الله يصرف به عنکم العذاب فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر (ع) تبادروا نحوه و قالوا له يابن رسول الله أما تري ما نزل بامة جدک محمد هلکوا و فنوا عن آخرهم أين أبوک حتي نسأله ان يخرج الي المسجد و نتقرب به الي الله ليرفع به عن امة جدک هذا البلاء قال لهم محمد بن علي عليه السلام يفعل الله ما يشاء اصلحوا من أنفسکم و عليکم بالتوبة و التضرع و الورع و النهي عما



[ صفحه 41]



أنتم عليه فانه لا يامن مکر الله الا القوم الخاسرون قال جابر فأتينا علي بن الحسين و هو يصلي فانتظرناه حتي فرغ من صلواته و أقبل علينا فقال يا محمد ما خبر الناس فقال ذلک لقد رأي من قدرة الله عز و جل ما لا زال متعجبا منها قال جابر فقلت يا سيدي ان سلطانهم سألنا أن نسألک ان تحر الي المسجد حتي يجتمع الناس و يتضرعون الي الله عز و جل و يسألونه الا قالة قال فتبسم ثم تلا او لک تک تأتيکم رسلکم بالبينات قالوا بلي قالوا فادعوا و ما عاء الکافرين الا في ضلال و قرأو لو اننا نزلنا اليهم الملائکة و کلمهم الموتي و حشرنا عليهم کل شي ء قبلا ما کانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله و لکن أکثرهم يجهلون فقلت يا سيدي العجب انهم لا يدرون من أين أتوا قال أجل ثم تلا فاليوم ننساهم کما نسوا القاء يومهم هذا و کانوا بآياتنا يجحدون و هي و الله آياتنا و هذه احدها و هي و الله و لا يتنا يا جابر ما تقول في قوم أماتوا سنتنا و تولوا أعداءنا و انتهکوا حريمنا فظلمونا و غصبونا و أحيوا سنن الظالمين و ساروا بسيرة الفاسقين قال ابر الحمد لله الذي ن علي بمعرفتکم و الهمني فضلکم و وفقني لطاعتکم و موالاة مواليکم و معاداة أعدائکم قال صلوات الله عليه يا جابر أتدري ما لامعرفة المعرفة اثبات التوحيد اولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الابواب ثالثا ثم معرفة الامام رابعا ثم معرفة االرکان خاسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا و هو قوله تعالي لو کان البحر مدادا لکلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفذ کلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا و تلا أيضا و لو ان ما في الارض من شجرة اقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت کلمات الله ان الله عزيز حکيم يا جابر مالک امرکم اثبات التوحيد و معرفة المعاني اما اثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدرکه



[ صفحه 42]



الابصار و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير و هو غيب باطن ستدرکه کما وصف به نفسه اما المعاني فنحن معانيه و مظاهره فيکم اخترعنا من نور ذاته و فوض الينا أمور عباده فنحن نفعل باذنه ما نشاء و نحن اذا شئنا شاء الله و اذا أردنا أراد الله و نحن اجلنا الله هذا المحل و اصطفانا من بين عباده و جعلنا حجة في بلاده فمن أنکر شيئا من ذلک و رده فقد رد علي الله جل اسمه و کفر بأنبيائه و رسله يا جابر من عرف الله تعالي بهذه الصفات فقد اثبت التوحيد لان هذه الصفة موافقة لما في الکتاب المنزل و ذلک قوله تعالي لا تدرکه الابصار و هو يدرک الابصار ليس کمثله شي ء و هو السميع العليم و قوله تعالي لا يسأل عما يفعل و هم يسألون قال جابر يا سيدي ما أقل أصحابي قال (ع) هيهات هيهات أتدري کم علي وجه الارض من اصحابک قلت يا ابن رسول الله کنت اظن في کل بلدة ما بين المائة الي المائتين و في کل اقليم منهم ما بين الالف الي الفين بل کنت اظن أکثر من مائة الف في اطراف الارض و نواحيها قال (ع) يا جابر خالفک ظنک و قصر رأيک اولئک المقصرون و ليسوا لک بأصحاب قلت يا ابن رسول الله (ص) و من المقصر قال الذين قصروا في معرفة الائمة و عن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره و روحه قلت يا سيدي و ما معرفة روحه قال (ع) ان يعرف کل من خصه الله تعالي بالروح فقد فوض اليه أمره يخلق باذنه و يحيي باذنه و يعلم ما في الضمائر و يعلم ما کان و ما يکون الي يوم القيامة ذلک ان هذا الروح من أمر الله تعالي فمن خصه الله تعالي بهذا الروح فهو کامل غير ناقص يفعل ما يشاء باذن الله يسير من المشرق الي المغرب باذن الله في لحظة واحدة يعرج به السماء و ينزل به الي الارض يفعل ما شاء و أراد قلت يا سيدي اوجدني بيان هذا الروح من کتاب الله تعالي و اه من أمر خصه



[ صفحه 43]



الله تعالي بمحمد و أوصيائه (ع) قال نعم اقرأ هذه الاية و کذلک أوحينا اليک روحا من امرنا ما کنت تدري ما الکتاب و لا الايمان و کذلک جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عباده و قوله تعالي اولئک کتب في قلوبهم الايمان و أيدهم بروح منه قلت فرج الله عنک کما فرجت عني و وقفتني علي معرفة الروح و الامر ثم قلت يا سيدي صلي الله عليک فاکثر الشيعة مقرون و أنا ما اعرف من أصحابي علي هذه الصفة قال يا جابر فان لم تعرف منهم أحدا فاني اعرف نهم نفرا قلائل يأتون و يسلمون و يتعلمون مني شيئا من سرنا و مکنونتا و باطن علومنا قلت ان فلان بن فلان و أصحابه من أهل هذه الصفة انشاء الله و ذلک اني سمعت منهم سرا من اسرارکم و باطنا من علومکم و لا أظن و قد کملوا و بلغوا قال يا جابر ادعهم غدا و احضرهم معک قال فاحضرتهم من الغد فسلموا علي الامام و بجلوه و وقروه و وقفوا بين يديه فقال يا جابر اما انهم اخوانک و قد بقيت عليهم بقية اتقرون أيها النفر ان الله تعالي يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد و لا معقب لحکمه و لا راد لقضائه و لا يسأل عا يفعل و هم يسألون قالوا نعم ان الله يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد قال جابر فقلت الحمد لله قد استبصروا و عرفوا و بلغوا قال يا جابر لا تعجل بما لا تعلم فبقيت متحيرا فقال عليه السلام هل يقدر علي بن الحسين عليه السلام أن يصير بصورة ابنه محمد و هل يقدر ابني محمد ان يصير بصورتي قال جابر فسألتهم فأمسکوا و سکتوا قال يا ابر سلهم هل يقدر محمد ان يکون بصورتي قال جابر فسألتهم فأمسکوا و سکتوا قال فنظر الي الامام و قال يا جابر هذا ما اخبرتک به قد بقي عليهم بقية فقلت لهم مالکم لا تجيبون امامکم فسکتوا و شکوا فنظر اليهم و قال يا جابر هذا ا أخبرتک به قد بقي عليهم بقية و قال الباقر عليه السلام



[ صفحه 44]



ما لکم لا تنطقون فنظر بعضهم الي بعض يتساءلون و قالوا يا ابن رسول الله لا علم لنا فعلمنا قال فنظر المام سيد العابدين علي بن الحسين الي ابنه محمد الباقر (ع) و قال لهم من هذا قالوا ابنک فقال لهم من أنا قالوا أبوه علي بن الحسين عليه السلام قال فتکلم بکلام لم نفهم فاذا محمد بصورة أبيه علي ابن الحسين و علي بصورة ابنه محمد قالوا لا اله الا الله فقال الامام لا تعجبوا من قدرة الله نا محمد و محمد أنا و قال محمد لا تعجبوا من أمر الله انا علي و علي أنا و کلنا واحد من نور واحد و روحنا من أمر الله أولنا محمد و أوسطنا محمد و آخرنا محمد و کلنا محمد قال فلما سمعوا ذلک خروا لوجوههم سجدا و هم يقولون آمنا بولايتکم و بسرکم و علانيتکم و أقررنا بخصائصکم فقال الامام زين العابدين يا قوم ارفعوا رؤسکم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون و أنتم الکالمون البالغون الله الله لا تطلعوا أحد من المقصرين المستضعفين علي ما رأتيم مني و من محمد فيشنعوا عليکم و يکذبوکم قالوا سمعنا و أطعنا قال و انصرفوا راشدين کاملين فانصرفوا قال جابر قلت سيدي و کل من لا يعرف هذا الار علي الوجه الذي صنعته و بينته الا ان عنده محبة و يقول بفضلکم و يتبرأ ن أعدائکم ما يکون حاله قال عليه السلام يکونون في خير الي أن يبلغوا قال ابر قلت يا ابن رسول الله هل بعد ذلک شي ء يقصرهم قال (ع) نعم اذا قصروا في حقوق اخوانهم و لم يشارکوهم في اموالهم و لم يشاوروهم في سر امورهم و علانيتهم و استبدوا بحطام الدنيا دونم فهنالک تسلب المعروف و تسلخ من دونه سلخا و يصيبه من آفات هذه الدنيا و بلائها ما لا يطيقه و لا يحتمله من الارجاع في نفسه و ذهاب ماله و تشتت شمله لما قصر في بر اخوانه قال جابر فاغتممت و الله عما شديدا و قلت يا ابن رسول الله



[ صفحه 45]



ما حق المؤمن علي أخيه المؤمن قال (ع) يفرح لفرحه و يحزن اذا حزن و ينفذ اموره کلها فيحصلها و لا يغتم بشي ء من حطام الدنيا الفانية الا واساه حتي يجريان في الخير و الشر في قرن واحد قلت يا سيدي فکيف اوجب الله کل هذا للمؤمن علي أخيه المؤمن قال لان المؤمن لابيه و امه علي هذا الامر لا يکون أخاه و هو أحق بما يملکه قال جابر سبحن الله و من يقدر علي ذاک قال (ع) من يريد أن يفرع أبواب الجنان و يعانق الحور الحسان و يجتمع معنا في دار السالم قال جابر فقلت هلکت و الله يا ابن رسول لاني قصرت في حقوق اخواني و لم اعلم انه يلزمني من التقصير کل هذا و لا عشره و أنا أتوب الي الله تعالي يا ابن رسول الله مما کان مني من التقصير في رعاية حقوق اخواني المؤمنين.