بازگشت

جملة من معاجز الحجة و دلائله


(الاولي) في کشف الغمة عن ابي الحسن المسترق الضرير قال کنت يوما في مجلس حسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاکر لي امر الناحية قال کنت ازري عليها الي أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما فأخذت اتکلم في ذلک فقال يا بني قد کنت أقول بمقالتک هذه الي ان ندبت الي ولاية قم حين استصعبت علي السلطان و کان کل من ورد اليها من جهة السلطان يحاربه اهلها فسلم الي جيش و خرجت نحوها فلما خرجت الي ناحية طرز و خرجت الي الصيد ففاتنني طريدة فاتبعتها و اوغلت في أثرها حتي بلغت الي



[ صفحه 385]



هذا الوالي من النواصب و له وزير اشد نصبا منه يظهر العداوة لاهل البحرين لحبهم لأهل البيت عليهم السلام و يحتال في اهلاکهم و اضارهم بکل حيلة فلما کان في بعض الايام دخل الوزير علي الوالي و بيده رمانة فأعطاها الوالي فاذا کان مکتوبا عليها لا اله الا الله محمد رسول الله أبوبکر و عثمان و عمر و علي (ع) خلفاء رسول الله فتأمل الوالي و رأي الکتابة من اصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن يکون صناعة بشر فتعجب من ذلک و قال للوزير هذه آية بينة و حجة قوية علي ابطال مذهب الرافضة فما رأيک في أهل البحرين فقال له اصلحک الله ان هؤلاء جماعة متعصبون ينکرون البراهين و ينبغي لک ان تحضرهم و تريهم هذه الرمانة فان قبلوا و رجعوا الي مذهبنا کان لک الثواب الجزيل بذلک و ان أبو الا المقام علي ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث اما ان يؤدوا الجزية و هم صاغرون او يأتوا بجواب عن هذه الاية البينة التي لا محيص لهم عنها او تقتل رجالهم و تسبي نساؤهم و اولادهم و تأخذ بالغنيمة فاستحسن الوالي رأيه و أرسل الي العلماء و الافاضل الاخيار و النجباء و السادة الابرار من أهل البحرين و أحضرهم و أراهم الرمانة و اخبرهم بما رأي فيهم ان لم يأتوا بجواب شاف من القتل و الاسر و أخذ الاموال و اخذ الجزية علي وجه الصغار کالکفار فتحيروا في أمرها و لم يقدروا علي جواب و تغيرت وجوههم فارتعدت فرائصهم فقال کبراؤهم امهلنا أيها الامير ثلاثة أيام لعلنا نأتيک بجواب ترتضيه و الا فاحکم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خاشعين مرعوبين متحيرين فاجتمعوا في مجلس و أجالوا الرأي في ذلک فاتفق رأيهم علي ان يختاروا من صلحاء البحرين و زهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لاحدهم اخرج الليلة الي الصحراء و اعبد الله فيها



[ صفحه 386]



و استغث بامام زماننا و حجة الله علينا لعله يبين لک ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء فخرج و بات طول ليلته متعبدا خاشعا داعيا باکيا يدعو الله و يستغيث بالامام (عج) حتي اصبح و لم ير شيئا فأتاهم و أخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع کصاحبه و لم يأتهم بخبر فازداد قلقهم و جزعهم فاحضروا الثالث و کان تقيا فاضلا اسمه محمد بن عيسي فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الرأس الي الصحراء و کانت ليلة مظلمة فدعا و بکي و توسل الي الله تعالي في خلاص هؤلاء المؤمنين و کشف هذه البلية عنهم و استغاث بصاحب الزمان فلما کان آخر الليل اذا هو برجل يخاطبه و يقول يا محمد ابن عيسي مالي أراک علي هذه الحالة و لماذا خرجت الي هذه البرية فقال له أيها الرجل دعني فاني خرجت لامر عظيم و خطب جسيم لا اذکره الا لامامي و لا أشکوه الا الي من يدر علي کشفه عني فقال (عج) يا محمد بن عيسي أنا صاحب الأمر فاذکر حاجتک فقال ان کنت هو فانت تعلم قصتي و لا تحتاج علي ان اشرحها لک فقال نعم خرجت لما دهمکم من أمر الرمانة و ما کتب عليها و ما اوعدکم الامير به قال فلما سمعت ذلک منه توجهت اليه و قلت له نعم يا مولاي (عج) قد تعلم ما أصابنا و أنت امامنا و ملاذنا و القادر علي کشفه عنا فقال صلوات الله عليه يا محمد بن عيسي ان الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلک الشجرة صنع شيئا من الطين علي هيئة الرمانة و جعلها نصفين و کتب فيداخل کل نصف بعض تلک الکتابة ثم وضعهما علي الرمانة و شدهما عليها و هي صغيرة فأثر فيها و صارت هکذا فاذا مضيتم غدا الي الوالي فقل له جئتک بالجوانب و لکني لا ابديه الا في دار الوزير فاذا مضيتم الي داره فانظر عن يمينک تري فيها غرفة فقل للوالي لا أجيبک الا في تلک



[ صفحه 387]



الغرفة و سيأبي الوزير عن ذلک و أنت بالغ في ذلک و لا ترضي الا بصعودها فاذا صعد فاصعد معه و لا تترکه وحده يتقدم عليک فاذا دخلت الغرة رأيت کوة فيها کيس أبيض فانهض اليه و خذه و تري فيه تلک الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها امام الوالي وضع الرمانة فيها لينکشف له جلية الحال و أيضا يا محمد بن عيسي قال للوالي ان لنا معجزة اخري و هي ان هذه الرمانة ليس فيها الا الرماد و الدخان و ان اردت صحة ذلک فامر الوزير بکسرها فاذا کسرها طار الرماد و الدخان علي وجهه و لحيته فلما سمع محمد بن عيسي ذلک من الامام فرح فرحا شديدا و قبل يدي الامام صلوات الله عليه و انصرف الي أهله بالبشارة و السرور فلما اصبحوا مضوا الي الوالي ففعل محمد ابن عيسي کلما أمره الامام (عج) و ظهر کل ما أخبره فالتفت الوالي الي محمد ابن عيسي و قال من أخبرک بهذا فقال امام زمانا و حجة الله علينا فقال و من امامکم فأخبره بالائمة (ع) واحد بعد واحد الي ان انتهي الي صاحب الامر صلوات الله عليهم فقال الوالي مد يدک فأنا أشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله و ان الخليفة بعده بلا فصل اميرالمؤمنين علي عليه السلام ثم أقر بالائمة الي آخرهم عليهم السلام و حسن ايمانه و أمر بقتل الوزير و اعتذر الي أهل بحرين و احسن اليهم و أکرمهم قال من قال و هذه القصة مشهورة عند أهل البحرين و قبر محمد بن عيسي عندهم معروف يزوره الناس.

(المعجزة الحادية عشرة) في البحار عن ابي الحسن بن ابي البغل الکاتب قال تقلدت عملا من ابي منصور بن صالحان و جري بيني و بينه ما اوجب الستتاري فطلبني و أخافني فمکثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة و اعتمدت المبيت هناک للدعاء و المسألة و کانت ليلة ريح و مطر فسألت



[ صفحه 388]



أبا جعفر القيم ان يغلق الابواب و ان يجتهد في خلوة الموضع لا خلو بما اريده من الدعاء و المسألة و آمن من دخول انسان لم آمنه و خفت من لقائي له ففعل و قفل الابواب و انتصف الليل و ورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع و مکثت ادعو و ازور و اصلي فبينا انا کذلک اذ سمعت وطئا عند مولانا موسي (ع) و اذا برجل يزور فسلم علي آدم و اولي العزم ثم الائمة واحدا بعد واحد الي ان انتهي الي صاحب الزمان (عج) فلم يذکره فعجبت من ذلک و قلت لعله نسي او لم يعرف او هذا مذهب لهذا الرجل فلما فرغ من زيارته صلي رکعتين و اقبل الي عند مولانا ابي جعفر (ع) فزار مثل تلک الزيارة و ذلک السلام و صلي رکعتين و أنا خائف منه اذ لم اعرفه و رأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض و عمامة محنک و ذواية و رداء علي کتفه مسبل فقال يا أبا الحسين بن ابي البغل اين انت عن دعاء الفرج فقلت و ما هو يا سيدي فقال تصلي رکعتين و تقول يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتک الستر يا کرمي الصفح يا عظيم المن يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمد يا منتهي کل نجوي و يا غاية کل شکوي يا عون کل مستعين يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه عشر مرات يا سيداه عشر مرات يا مولاه عشر مرات يا غايتاه عشر مرات يا منتهي غاية رغبتاه عشر مرات اسئلک بحق هذه الاسماء و بحق محمد و آله الطاهرين الا ما کشفت کربي و نفست همي و فرجت غمي و اصلحت حالي و تدعو بعد ذلک ما شئت و تسأل حاجتک ثم تضع خدک الايمن علي الارض و تقول مأة مرة في سجودک يا محمد يا علي يا علي يا محمد اکفياني فانکما کافياي و انصرافي فانکما ناصراني و تضع خدک الايسر عي الارض و تقول مأة



[ صفحه 389]



مرة ادرکني و تکررها کثيرا و تقول الغوث الغوث الغوث حتي ينقطع النفس و ترفع رأسک فان الله بکرمه يقضي حاجتک ان شاء الله فلما شغلت بالصلاة و الدعاء خرج فلما فرغت خرجت الي ابي جعفر لا سؤله عن الرجل و کيف دخل فرأيت الابواب علي حالها مغلقة مقفلة فعجبت من ذلک و قلت لعله باب هاهنا و لم اعلم فانتهيت الي ابي جعفر القيم فخرج الي عندي من بيت الزيت فسألته عن الرجل و دخوله فقال الابواب مقفلة کما تري و ما فتحتها فحدثته بالحديث فقال هذا مولانا صاحب الزمان و قد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس فتأسفت علي ما فاتني منه و خرجت عند قرب الفجر و قصدت الکرخ الي الموضع الذي کنت مستترا فيه فما اضحي النهار الا و اصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي و يسألون عني اصدقائي و معهم امان من الوزير و رقعة بخطه فيها کل جميل فحضرته مع ثقة من اصدقائي عنده فقام و التزمني و عاملين بما لم أعهده من هو قال انتهت بک الحال الي أن تشسکوني الي صاحب الزمان صلوات الله عليه فقلت قد کان مني دعاء و مسألة فقال ويحک رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه في النوم يعني ليلة الجمعة و هو يأمرني بکل جميل و يجفو علي في ذلک جفوة خفتها فقلت لا اله الا الله اشهد انهم الحق و منتهي الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة و قال لي کذا و کذا و شرحت ما ر.يته في المشهد فعجب من ذلک و جرت منه امور عظام حسان في هذا المعني و بلغت منه غاية ما لم اظنه ببرکة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه و سلم.

(المعجزة الثانية عشرة) في مهج الدعوات عن محمد بن علي العلوي الحسيني و کان ليسکن بمصر قال دهمني أمر عظيم و هم شديد من قبل صاحب



[ صفحه 390]



مصر و خشيته علي نفسي و کان قد سعي بي الي احمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا و سرت من الحجاز الي العراق فقصدت مشهد مولاي الحسين ابن علي عليه السلام عائذا به و لائذا بقبره و مستجيرا به من سطوة من کنت اخافه فأقمت في الحائر خمسة عشر يوما ادعو و اتضرع ليلي و نهاري فترائي لي قيم الزمان و ولي الرحمن و أنا بين النائم و اليقلظن فقال لي يقول لک الحسين يا بني خفت فلانا فقلت نعم أراد هلاکي فلجأت الي سيدي اشکو اليه عظيم ما أراد بي فقال هلا دعوت الله ربک و رب آبائک بالادعية التي دعا بها من سلف من الانبياء فقد کانوا في شدة فکشف الله عنهم ذلک قلت و ماذا ادعوه فقال اذا کان ليلة الجمعة فاغتسل و صل صلاة الليل فاذا سجدت سجدة الشکر دعوت بهذا الدعاء و أنت بارک علي رکبتيک فذکر لي دعاء قال و رأيته في مثل ذلک الوقت يأتيني و أنا بين النائم و اليقظان قال و کان يأتيني خمس ليال متواليات يکرر علي هذا القول و الدعاء حتي حفظته و انقطع عني مجيئه ليلة الجمعة فاغتسلت و غيرت ثيابي و تطيبت و صليت صلاة الليل و سجدت سجدة الشکر و جثوت علي رکبتي و دعوت الله جل و تعالي بهذا الدعاء فأتاني ليلة السبت فقال قد اجيبت دعوتک يا محمد و قتل عدوک عند فراغک من الدعاء عند من وشي به اليه فلما اصبحت و دعت سيدي و خرجت متوجها الي مصر فلما بلغت الاردن و أنا متوجه الي مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر و کان مؤمنا فحدثني ان خصمي قبض اليه احمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال و ذلک في ليلة الجمعة و أمر به فطرح في النيل و کان ذلک فيما أخبرني جماعة من أهلنا و اخواننا الشيعة ان ذلک کان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء کما أخبرني مولاي (ع).



[ صفحه 391]



(المعجزة الثالثة عشرة) في البحار ان الحسن بن نضر و ابا صدام و جماعة تکلموا بعد مضي ابي محمد (ع) فيما في أيدي الوکلاء و ارادوا الفحص فجاء الحسن بن نضر الي ابي صدام فقال اني اريد الحج فقال ابو صدام أخره هذه السنة فقال له الحسن اني افزع في المنام و لابد من الخروج و اوصي الي أحمد بن يعلي بن حمدان و اوصي للناحية بمال و أمره ان لا يخرج شيئا من يده الي يد غيره بعد ظهوره فقال الحسن لما وافيت بغداد اکتريت دارا فنزلتها فجائني أحد الوکلاء بثياب و دنانير و خلفها عندي فقلت له ما هذا قال هو ما تري ثم جاءني آخر بمثلها و آخر حتي کبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن اسحق بجميع ما کان معه فتعجبت و بقيت متفکرا فوردت علي رقعة الرجل اذا مضي من النهار کذا و کذا فاحمل ما معک فرحلت و حملت ما معي و في الطريق صعلوک يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه و سلمني الله مه فوافيت العسکر و نزلت فوردت علي رقعة ان احمل ما معک فصببته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز فاذا فيه اسود قائم فقال انت الحسن بن النضر فقلت نعم قال ادخل فدخلت الدار و دخلت بيتا و فرغت ما في صنان الحمالين فاذا في زاوية البيت خبز کثير فاعطي کل واحد من الحمالين رغيفين و اخرجوا و اذا بيت علي ستر فنوديت منه يا حسن بن النضر احمد الله علي ما من به عليک و لا تشکن فود الشيطان انک شککت و اخرج الي ثوبين و قيل لي خذهما فتحتاج اليهما فأخذتهما قال سعد بن عبد الله راوي الحديث فانصرف الحسن بن النضر و مات في شهر رمضان و کفن في الثوبين.

(المعجزة الرابعة عشرة) في العوالم عن اکمال الدين عن محمد بن عيسي ابن احمد الزوجي قال رأيت بسر من رأي رجلا شابا في المسجد المعروف



[ صفحه 392]



بمسجد زيد و ذکر انه هاشمي من ولد موسي بن عيسي فلما کلمني صاح بجارية و قال يا غزال و يا زلال فاذا انا بجارية مسنة فقال لها يا جارية حدثي مولاک بحديث الميل و المولود فقالت کان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي ادخلي الي دار الحسن بن علي عليه السلام فقولي لحکيمة تعطينا شيئا نستشفي به مولودنا فدخلت عليها و سألتها ذلک فقالت حکيمة ايتوني بالميل الذي کحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي فأتيت بالميل فدفعته الي و حملته الي مولاتي فکحلت به المولود فعوفي و بقي عندنا و کنا نستشفي به ثم فقدناه.

المعجزة الخامسة عشرة في البحار عن الخرايج عن احمد بن ابي روح قال وجهت الي امرأة من دينور فاتيتها فاقلت يابن ابي روح أنت اوثق من فيناحيتنا دينا ورعا و اني اريد ان اودعک امانة اجعلها في رقبتک تؤديها و تقوم بها فقلت افعل ان شاء الله فقالت هذه دراهم في هذا الکيس المختوم لا تحله و لا تنظر فيه حتي تؤديه الي من يخبرک بما فيه و هذا قوطي يساوي عشرة دنانير و فيه ثلاث حبات تساوي عشرة دنانير ولي الي صاحب الزمان حاجة اريد أن يخبرني بها قبل ان أسأله عنها فقلت و ما الحاجة قالت عشرة دنانير استقرضتها امي في عرس و لا ادري عمن استقرضتها و لا ادري الي من ادفعها قالت ان اخبرک بها فادفعها الي من يأمرک بها قال و کيف اقول لجعفر ابن علي فقلت هذه المحنة بيني و بين جعفر بن علي فحملت المال و خرجت حتي دخلت بغداد فأتيت حاجز بن يزيد الوشا فسلمت عليه و جلست قال الک حاجة قلت هذا مال دفع الي لا ادفعه اليک حتي تخبرني کم هو و من دفعه الي فان اخبرتني دفعته اليک قال يا احمد بن ابي روح توجه به الي



[ صفحه 393]



سر من رأي فقلت لا اله الا الله لهذا أجل شي ء اردته فخرجت و وافيت سر من رأي فقلت ابدأ بجعفر ثم تنکرت فقلت ابدأ بهم فان کانت المحنة من عندهم و الا مضيت الي جعفر فدنوت من دار ابي محمد فخرج الي خادم فقال أنت احمد بن ابي روح قلت نعم قال هذه الرقعة اقرأها فاذا فيها مکتوب بسم الله الرحمن الرحيم يابن ابي روح اودعتک عاتکة بنت الدنياري کيسا فيه الف درهم بزعمک و هو خلاف ما تظن و قد اديت فيه الامانة و لم تفتح الکيسة و لم تدر ما فيه و فيه الف درهم و خمسون دينارا و معک قرط زعمت المرأة انه يساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصين الذين فيه و فيه ثلاث حبات لؤلؤا شراؤها عشرة دنانير و ياسوي اکثر فادفع ذلک الي خادمتنا فلانة فانا قد وهبناه لها و صر الي بغداد و ادفع المال الي الحاجز و خذ منه ما يعطيک لنفقتک الي منزلک و اما عشرة الدنانير التي زعمت ان امها استقرضتها في عرسها و هي لا تدري من صاحبها بل هي تعلم لمن هي لکلثوم بنت احمد و هي ناصبيه فتحرجت ان تعطيها و احبت أن تقسمها في أخواتها فاستاذتننا في ذلک فلتفرقها في ضعفاء اخواتها و لا تعودن يابن ابي روح الي القول بجعفر و المحنة له و ارجع الي منزلک فان عدوک قد مات و قد رزقک الله اهله و ماله فرجعت الي بغداد و ناولت الکيس حاجزا فوزنه فاذا فيه الف درهم و خمسون دينار فناولني ثلاثون دينارا و قال أمرت بدفعها اليک لنفقتک فأخذتها و انصرفت الي الموضع الذي نزلت فيه و قد جاءني من يخبرني ان عمي قد مات و أهلي يأمرون بالانصراف اليهم فرجعت فاذا هو قد مات و ورثت منه ثلاثة الاف دينار و مأة الف درهم.

(المعجزة السادسة عشرة) فيه عن رجل من أهل استراباد قال صرت



[ صفحه 394]



الي العسکر و معي ثلاثون دينارا في خرقة منها دينار شامي فوافيت الباب و اني لقاعد اذ خرج الي جارية أو غلام (الشک عن الراوي) قا هات ما معک قلت ما معي شي ء فدخل ثم خرج و قال معک ثلاثون دينارا في خرقة خضراء منها دينار شامي و خاتم کنت نسيته فأوصلته و أخذت الخاتم.

(المعجزة السابعة عشرة) في الارشاد عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار شککت عند مضي ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام و اجتمع عند ابي مال جليل فحمله و رکبت السفينة معه مشيعا له فوعک و عکا شديدا فقال يا بني ردني فهو الموت و قال لي اتق الله في هذا المال و اوصي الي و مات بعد ثلاثة أيام فقلت في نفسي لم يکن ابي يوصي بشي ء غير صحيح احمل هذا المال الي العراق و اکتري دارا علي الشط و لا أخبر أحدا بشي ء فان وضح لي شي ء کوضوحه في أيام ابي محمد انفذته و الا أنفقه في ملاذي و شهواتي فقدمت العراق و اکتريت دارا علي الشط و بقيت أياما فاذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معک کذا و کذا حتي قص علي جميع ما معي و ذکر في جملته شيئا لم احط به علما فسلمته الي الرسول و بقيت أياما لا ارفع لي رأس فاغتممت فخرج الي قد اقمناک مقام ابيک فاحمد الله.

(المعجزة الثامنة عشرة) فيه عن محمد بن عبد الله السياري قال اوصلت أشياء للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب فقبلت ورد علي السوار و امرت بکسره فکسرته فاذا في وسطه مثاقيل حديد و نحاس و صفر فأخرجته فانفذت الذهب بعد ذلک فقبل.

(المعجزة التاسعة عشرة) فيه عن علي بن محمد اوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه و قيل له اخرج حق ولد عمک منه و هو اربع مأة درهم



[ صفحه 395]



و کان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شرکة قد حبسها عنهم فنظر فاذا الذي لولد عمه من ذلک المال أربعمأة درهم فأخرجها و انفذ الباقي فقبل.

(المعجزة العشرون) فيه عن ابي عبد الله ابن صالح خرجت سنة من السنين الي بغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي فأقمت اثنين و عشرين يوما بعد خروج القافلة الي النهروان و اذ ثم اذن لي بالخروج يوم الاربعاء و قيل لي اخرج فيه فخرجت و أنا ايس من القافلة بأن الحقها فوافيت النهروان و القافلة مقيمة فما کان الا ان علفت جملي حتي رحلت القافلة فرحلت و قد دعي لي بالسلامة فلم الق سوء و الحمد لله.

(المعجزة الحادية و العشرون) فيه عن محمد بن يوسف الشاشي قال خرج بي ناسور فأريته الاطباء و انفقت عليه مالا فلم يصنع الدواء فيه شيئا فکتبت رقعة اسأل الدعاء فوقع الي البسک الله العافية و جعلک معنا في الدنيا و الاخرة فما أتت علي جمعة حتي عوفيت و صار الموضع مثل راحتي فدعوت طبيبا من اصحابنا و اريته ايا ه فقال ما عرفنا لهذا دواء و ما جائتک العافية الا من قبل الله بغير احتساب.

(المعجزة الثانية و العشرون) فيه عن حسن بن الفضل قال وردت العراق و علمت ان لا اخرج الا عن بينة من أمري و نجاح من حوائجي و لو احتجت ان اقيم بها حتي اتصدق قال و في خلال ذلک تضيق صدري بالمقام و اخاف ان يفوتني الحج قال فجئت يوما الي محمد بن احمد و کان السفير يومئذ اتقاضاه فقال لي سر الي مسجد کذا و کذا فانه يلقاک رجل قال فصرت اليه فدخل علي رجل فلما نظر الي ضحک و قال لي لا تغتم فانک ستحج في هذه السنة و تنصرف الي أهلک و ولدک سالما فاطمأننت و سکن قلبي و قال هذا



[ صفحه 396]



مصداق ذلک قال ثم وردت العسکر فخرجت الي صرة فيها دنانير و ثوب فافتممت و قلت في نفسي جري عند القوم هذا و استعملت الجهل فرددتها ثم ندمت بعد ذلک ندامة شديدة و قلت في نفسي کفرت بردي علي مولاي و کتبت رقعة اعتذر من فعلي و أبوء بالاثم و استغفر من زللي و انفذتها و قمت اتطهر للصلاة و أنا اذ ذاک افکر في نفسي و اقول ان ردت علي الدنانير لم احلل شدها و لم احدث فيها شيئا حتي احملها الي ابي فانه أعلم مني فخرج الي الرسول الذي حمل الصرة و قال لي اقبل اسأت اذ لم تعلم الرجل انا ربما فعلنا ذلک بموالينا ابتداء و ربما سألونا ذلک يتبرکون به و خرج الي اخطأت في ردک برنا فاذا استغفرت الله فالله تعالي يغفر لک و اذا کانت عزيمتک و عقد نيتک فيما حملناه اليک الا تحدث فيه حدثا اذا رددناه اليک و لا تنتفع به في طريقک فقد صرفنا عنک و اما الثوب فخذه لتحرم فيه قال و کتبت في معينين و اردت ان اکتب في الثالث فامتنعت منه مخافة ان يکره ذلک فورد الجواب المعينين و الثالث الذي طويت مفسرا و الحمد لله قال وافقت جعفر بن ابراهيم النيشابوري بنيشابور علي ان ارکب معه الي الحج و ازامله فلما وافيت بغداد بدا لي و ذهبت اطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء و کنت قد صرت اليه و سألته ان يکتري لي فوجدته کارها فلما لقيني قال لي أنا في طلبک و قد قيل انه يصحبک فاحسن عشرته و اطلب له عديلا و اکتر له.

(المعجزة الثالثة و العشرون) فيه عن الحسن بن عبد الحميد شککت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت الي العسکر فخرج الي ليس فينا شک و لا فيمن يقوم مقامنا بامرنا ترد ما معک الي حاجز بن يزيد.

(المعجزة الرابعة و العشرون) فيه عن محمد بن صالح لما مات ابي و صار



[ صفحه 397]



الامر الي کان لابي علي الناس سفاتيج من مال الغريم يعني صاحب الامر (ع) قال الشيخ المفيد (ره) و هذا رمز کانت الشيعة تعرفه قديما بينها و يکون خطا بها عليه للتقية قال فکتبت اليه اعلمه و کتب الي طالبهم و استقض عليهم فقضاني الناس الا رجل واحد و کان عليه سفتجة باربعمأة دينار فجئت اليه اطلبه فمطلني و استخف بي ابنه و سفه علي فشکوته الي أبيه فقال و کان مذا فقبضت علي لحيته و أخذت برجله فسحبته الي وسط الدار فخرج ابنه مستغيثا بأهل بغداد يقول قمي رافضي قد قتل والدي فاجتمع علي منهم خلق کثير فرکبت دابتي و قلت احسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم علي الغريب المظلوم أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة و هذا ينسبني الي قم و يرميني بالرفض ليذهب بحقي و مالي قال فمالوا عليه و أرادوا أن يدخلو الي حانوته حتي سکنتهم و طلب الي صاحب السفتجة ان آخذ مالها و حلف بالطلاق ان يوفيني مالي في الحال فاستوفيته منه.

(المعجزة الخامسة و العشرون) فيه عن احمد بن الحسن قال وردت الجبل و انا لا اقول بالامامة و لا احبهم جملة الي أن مات يزيد بن عبيد الله فأوصي في علته ان يدفع الشهري الفرس السمند و سيفه و منطقته الي مولاه فخفت ان لم ادفع الشهري الي اذکو تکين نالني منه استخفاف فقومت الدابة و السيف و المنطقة بسبع مأة دينار في نفسي و لم اطلع عليه أحدا و دفعت الشهري الي اذکو تکين فاذا الکتاب قد ورد علي من العراق ان وجه السبعمأة دينار التي لنا قبلک من ثمن الشهري و السيف و المنطقة.

(المعجزة السادسة و العشرون) و فيه عن حسين بن عيسي العريضي لما مضي ابو محمد الحسن بن علي عليه السلام ورد رجل من أهل مصر بمال



[ صفحه 398]



الي مکة لصاحب الامر (عج) فاختلف عليه و قال بعض الناس ان أبا محمد عليه السلام قد مضي من غير خلف و قال آخرون الخلف من بعده جعفر و قال آخرون الخلف من بعده ولده فبعث رجلا يني أبا طالب الي العسکر يبحث عن الامر و صحته و معه کتاب فصار الرجل الي جعفر و سأله عن برهان فقال له جعفر لا تنهيؤ في هذا الوقت فصار الرجل الي الباب و انفذ الکتاب الي أصحابنا الموسومين بالسفارة فخرج اليه اجرک الله في صاحبک فقد مات و أوصي بالمال الذي کان معه الي ثقة يعمل فيه بما يجب و أجيب عن کتابه و کان الامر کما قيل له.

(المعجزة السابعة و العشرون) و فيه حمل رجل من أهل ابة شيئا يوصله و نسي سيفا بابة کان أراد حمله فلما وصل الشي ء کتب اليه بوصوله و قيل في الکتاب ما خبر السيف الذي انسيته.

(المعجزة الثامنة و العشرون) فيه عن محمد بن شاذان النيشابوري اجتمع عندي خمسمأة درهم ينقص عشرون درهما فلم احب ان انفذها ناقصة فوزنت من عندي عشرين درهما و بعثتها الي الاسدي و لم اکتب مالي فيها فورد الجواب وصلت خمس مأة درهم لک منها عشرون درهما.

(المعجزة التاسعة و العشرون) و فيه کتب علي بن زياد الصميري يسأل کفنا فکتب اليه انک تحتاج اليه في سنة ثمانين و بعث اليه بالکفن قبل موته.

(المعجزة الثلاثون) و فيه عن محمد بن هرون الهمداني کان للناحية علي خمس مأة دينار فضقت بها ذرعا ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمس مأة و ثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمس مأة دينار و لم انطق بذلک فکتب الي محمد بن جعفر اقبض الحوانيت من محمد بن هرون بخمس مأة



[ صفحه 399]



دينار التي لنا عليه.

(المعجزة الحادية و الثلاثون) ذکر المحدث الجليل البارع الفاضل النراقي في خزائنه قال حدثني الشيخ الجليل محمد جعفر النجفي قدس سره و هو من مشايخ اجازتي في مسافرتي معه الي زيارة العسکريين و السرداب المقدس في سر من رأي انه کان لي في تلک البلدة المشرفة صاحبا من اهلها و احيانا اذا تشرفت للزيارة انزل عنده فاتيته في بعض الاحيان فوجدته مريضا في غاية الضعف و النقاهة مشرفا علي الموت فسألته عن ذلک قال لي انه قدم علينا من سر من رأي في هذه الاوان جمعا من الزوار و فيهم من أهل التبريز فقمت علي عادتنا الخدمة في شراء الزوار و تزاورنا اياه مو اکتسابنا منهم و اذا بشاب فيهم في غاية الصلاح و نهاية الصفاء و الطراوة قد اشرف علي الدجلة و نزل و اغتسل في الشط ثم لبس الثياب الطيبة النفيسة و تقدم الي الزيارة في غاية الخضوع و نهاية التذلل و الخشوع حتي انتهي الي الروضة المقدسة و وقف علي باب الرواق و بيده کتابه المزار فأخذ في الدعاء و الاستيذان و الدموع تسيل علي خديه فأعجبني غاية خشوعه و رقته و بکائه فأتيته و جررت ردائه و قلت اريد ان ازورک فمد يده في جيبه و أخرج دينارا من ذهب و أشار لي بالرجوع عنه و عدم التعرض اياه فلما نظرت الي الدنانير طار قلبي و تحرکت عروق الطمع اذ کنت في أيام لم يحصل لي من صناعتي عشر من اعشار ذلک المبلغ فأخذني الطمع ان اتعرضه أيضا فرجعت اليه ثانية و هو في بکائه و حضور من قلبه فزاحمته و اعدت اليه ما قلته فدفع الي نصف دينار و أشار لي بالرجوع و عدم التعرض فرجعت و نار الطمع تشتعل في جوارحي و أنا أقول لا يفوتک الرجل فنعم الصيد صيدک الي أن رجعت اليه ثالثة و زاحمته و کررت عليه



[ صفحه 400]



الکلام و أمرته بالقاء الکتاب و جررت ردائه و هو في عين تخشعه و بکائه فدفع الي في هذه المرة ريالا و اشتغل بما هو فيه و انا لم أزل فيما انا عليه الي أن اقامتي الطمع ذلک المقام رابعا فانصرف الرجل عما هو فيه و تم حضور قلبه و طبق کتاب المزار و خرج من غير زيارة فندمت من ذلک فأتيته و قلت له ارجع الي ما کنت عليه فلا اتعرضک بعد أبدا فأجابني و دموعه تنحدر انه لم يبق لي حال الزيارة و قد زال ما بي من الخشوع فاسفت علي ما فعلت و لمت نفسي و رجعت الي الدار فلما دخلت الفضاء و اذا بثلاث وافقون علي السطح و هم يحاذونني و الذي بينهم اقصر سنا و بيده قوس و سهم ينظر الي نظرة الغضب و قائل لم منعت زائرنا و صرفته عن حاله ثم وضع السهم في کبد قوسه فما شعرت الا و قد احترق صدري فغابوا عن بصري و احترق صدري فجرح بعد يومين و قد زاد الان کما تري فکشف عن صدره و اذا قد اخذ مجموع صدره فما مضي ايام الا و مات.

(المعجزة الثانية و الثلاثون) و فيه قال (ره) اخبرني الورع التقي الحاج جواد الصباغ و هو من اعاظم التجار و ثقاتهم و کان ناظرا علي تعمير الروضة المقدسة و السرداب من قبل بانيه جعفر قلي خان الخوئي اخبرني حين تشرفي الي زيارة المشهد المقدس و السرداب المشرف و ذلک في سنة عشر و مأتين بعد الالف ايام مسافرتي الي بيت الله الحرام فمضيت الي سر من رأي و اتفق لي مصاحبته في تلک البلدة فحکي لي عن رجل ناصبي يدعي بسيد علي و کان مأمورا هناک من والي بغداد و حکومة العثماني و کان حاکما علي أهلها و ذلک في سنة خمس و مأتين بعد الالف و يأخذ من کل زائر ريالا للدخول في الروضة المقدسة و يسوم ساقهم و يعلمهم علامة لا يشتبه بغيره بعد ذلک فبينما ذات



[ صفحه 401]



نهر فسرت فيه فکلما سرت يتسع النهر فبينا أنا کذلک اذ طلع علي فارس تحته شهباء و هو متعمم بعمامة خز خضراء لا اري منه سوي سواد عينيه و في رجليه خفان أحمر ان فقال لي يا حسين و ما أمرني و ما کناني فقلت ماذا تريد فقال لم تزري علي الناحية و لم تمنع اصحابي خمس مالک و کنت رجلا و قورا لا أخاف شيئا فارعدت و تهيبته و قلت له افعل يا سيدي ما تأمر به فقال اذا اتيت الي الموضع الذي أنت متوجه اليه فدخلته عفوا و کسبت ما کسبته فيه تحمل خمسه الي مستحقه فقلت السمع و الطاعة فقال امض راشدا و لوي عنان دابته و انصرف فلم ادر أي طريق سلک فطلبته يمينا و شمالا فخفي علي أمره فازددت رعبا و انکفأت راجعا الي عسکري و تناسيت الحديث فلما بلغت قم و عندي انني اريد محاربة القوم خرج الي أهلها و قالوا کنا نحارب من يجيئنا لخلافهم لنا و اما اذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا و بينک ادخل البلدة فدبرها کما تري فأقمت فيها زمانا و کسبت أموالا زائدة علي ما کنت أتوقع ثم و شي القواد بي الي السلطان و حسدت علي طول مقامي و کثرة ما اکتسبت فعزلت و رجعت الي بغداد فابتدأت بدار السلطان فسلمت و أقبلت الي منزلي و جائني فيمن جائني محمد بن العثمان العمري فتخطأ رقاب الناس حتي اتکأ علي متکأي فاغتظت من ذلک و لم يزل قاعدا لا يبرح و الناس يدخلون و يخرجون و انا ازداد غيظا فلما تصرم المجلس دنا ولي و قال بيني و بينک سر فاسمعه فقلت قل فقال صاحب الشهباء و النهر يقول قد وفينا بما وعدنا فذکرت الحديث وارتعشت من ذلک و قتل السمع و الطاعة فقمت و أخذت بيده و فتحت الخزاين فلم يزل يخمسها الي أن خمس شيئا قد کنت أنسيته مما کنت قد جمعته و انصرف و لم اشک بعد ذلک و تحققت الامر فأنا منذ



[ صفحه 402]



سمعت هذا من عمي ابي عبد الله زال ما کان اعترضني من شک.

(المعجزة الثانية) في کشف الغمة عن ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين للحج و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر الي مکانه من البيت کان اکبر همي بمن ينصب الحجر لاني مضي علي في أثناء الکتب قصة اخذه و انه ينصبه في مکانه الحجة في الزمان کما في زمن الحجاج وضعه زين العابدين في مکانه فاستقر فاعتللت علة صعبة خفت فيها علي نفسي و لم يتهيأني ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام و اعطيته زقعة مختومة اسأل فيها عن مدة عمري و هل تکون المنية في هذه العلة ام لا و قلت همي ايصال هذه الرقعة الي واضع الحجر في مکانه و اخذ جوابه و انما اندبک لهذا فقال المعروف بابن هشام لما حصلت بمکة و عزم علي اعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمکنت معها من الکون بحيث أري واضع الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمکنت معها من الکون بحيث أري واضع الحجر في مکانه فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فکلما عمد انسان لوضعه اضطرب و لم يستقم فأقبل غلام اسمر اللون حسن الوجه فتناوله و وضعه في مکانه فاستقام کأنه لم يزل عنه و علت لذلک الاصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مکاني اتبعه و ادفع الناس عني يمينا و شمالا حتي ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي و عيني لا تفارقه حتي انقطع عني الناس و کنت اسرع الشدة خلفه و هو يمشي علي توأدة و لا ادرکه فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف و التفت الي فقال هات ما معک فناولته الرقعة فقال من غير ان ينظر فيها قل له لا خوف عليک في هذه العلة و يکون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة قال فوقع علي الزمع حتي لم أطق حراکا و ترکني و انصرف قال أو القاسم فاعلمني بهذه الجملة فلما



[ صفحه 403]



کانت سنة سبع و ستين اعتل ابو القاسم فأخذ ينظر في امره و تحصيل جهازه الي قبره و کتب وصيته و استمعل الجد في ذلک فقيل له ما هذا الخوف و نرجوا ان يتفضل الله بالسلامة فما عليک مخوفة فقال هذه السنة التي وعدت و خوفت منها فمات في علته.

(المعجزة الثالثة) في البحار عن ابي محمد عيسي بن مهدي الجوهري قال خرجت في سنة ثمان و ستين و مأتين الي الحج و کان قصدي المدينة حيث صح عندنا ان صاحب الزمان (عج) قد ظهر فاعتللت و قد خرجنا من فيل فتعلقت نفسي بشهوة السمک و التمر فلما وردت المدينة و لقيت به اخواننا و بشروني بظهوره بصابر فصرت الي صابر فلما اشرفت علي الوادي رأيت عنيزات عجافا فدخلت القصر فوقفت ارقب الامر الي أن صليت العشائين و أنا ادعوا و أتضرع و أسأل فاذا أنا ببدر الخادم يصيح بي يا عيسي بن مهدي الجوهري ادخل فکبرت و هللت و اکثرت من حمد الله عز و جل و الثناء عليه فلما صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم اليها فأجلسني عليها و قال لي مولاک يأمرک أن تأکل ما اشتهيت في علتک و أنت خارج من فيل فقلت حسبي بهذا برهانا فکيف اکل و لم أر سيدي و مولاي فصاح يا عيسي کل من طعامک فانک تراني فجلست علي المائدة فاذا عليها سمک حار يفور و تمر الي جانبه اشبه التمور بتمرنا و بجانب التمر لبن فقلت في نفسي عليل و سمک و تمر و لبن فصاح بي يا عباس اتشک في أمرنا فأنت أعلم بما ينفعک و يضرک فبکيت و استغفرت الله تعالي و أکلت من الجميع و کلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه فوجدته اطيب ما ذقته في الدنيا فأکلت منه کثيرا حتي اتحيت فصاح بي لا تستحي يا عيسي فانه من طعام الجنة لم تصنعه



[ صفحه 404]



يد مخلوق و أکلت فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من اکله فقلت يا مولاي حسبي فصاح بي اقبل الي فقلت في نفسي آتي مولاي و لم اغسل يدي فصاح بي يا عيسي و هل لما اکلت غمر فشممت يدي و اذا هي اعطر من المسک و الکافور فدنوت منه فبدا لي نور غشي بصري و رهبت حتي ظننت ان عقلي قد اختلط فقال (عج) يا عيسي ما کان لک أن تراني لو لا المکذبون القائلون باين هو و متي کان و أين ولد و من رآه و ما الذي خرج اليکم منه و بأي شي ء نبأکم و أي معجز اتاکم اما و الله لقد دفعوا اميرالمؤمنين عليه السلام مع ما رووه و قدموا عليه و کادوه و قتلوه و کذلک آبائي و لم يصدقوهم و نسبوهم الي السحر و خدمة الجن الي ما تبين يا عيسي فخبر اولياءنا ما رأيت و اياک أن تخبر عدونا فتسلبه فقلت يا مولاي ادع لي بالثبات فقال لو لم يثبتک الله ما رأيتني و امض بنجحک راشدا فخرجت أکثر حمد الله.

(المعجزة الرابعة) في مدينة المعاجز سئل محمد بن عبد الحميد البزاز و محمد بن يحيي و محمد بن ميمون الخراساني و حسين بن مسعود الفراري عن جعفر الکذاب و ما جري من أمره قبل غيبة سيدنا ابي الحسن و ابي محمد صاحبي العسکري عليه السلام و بعد غيبة سيدنا ابي محمد (ع) و ما ادعاه جعفر و ما ادعي له فحدثوا ان سيدنا أبا الحسن کان يقول تجنبوا ابني جعفرا فانه مني بمنزلة نمرود من نوح الذي قال الله عز و جل فيه قال نوح ان ابني من اهلي قال الله يا نوح انه ليس من اهلک انه عمل غير صالح و ان أبا محمد عليه السلام کان يقول لنا بعد ابي الحسن الله الله ان يظهر لکم اخي جعفر علي سر من رأي ما مثلي و مثله الا مثل هابيل و قابيل ابني آدم حيث حسد قابيل هابيل علي ما اعطاه من الحاشية و لو تهيأ لجعفر قتلي لفعل



[ صفحه 405]



و لکن الله غالب علي أمره و لقد عهدنا لجعفر و کل من في البلد بالعسکري و الحاشية و الرجال و النساء و الخدم يشکون الينا اذا وردنا امر جعفر فيقولون انه يلبس المضي من النساء و يضرب له بالعيدان و يشرب الخمر و يبذل الدراهم و الخلع لمن في داره علي کتمان ذلک عليه فيأخذون منه و لا يکتمون و ان الشيعة بعد ابي محمد عليه السلام أرادوا هجره و ترکوا السلام عليه و قالوا لا تقية بيننا فيه و علموا علي ما يرونا نفعله فيکون ذلک من أهل النار و ان جعفرا لما کان في ليلة وفاة ابي محمد ختم علي الخزائن و کلما في الدار و اصبح و لم يبق في الخزائن و لا في الدار الا شي ء يسير نزر و جماعة من الخدم و الاماء فقالوا لا تضربنا فو الله لقد رأينا الامتعة و الذخائر تحمل و توقر بها جمال في الشارع و نحن لا نستطيع الکلام و لا الحرکة الي أن سارت الجمال و تغلقت الابواب کما کانت فولي جعفر علي رأسه أسفا علي ما اخرج من الدار و انه بقي يأکل ما کان له معه و يبيع حتي لم يبق له قوت يوم و کان له من الولد أربعة و عشرون ولد ابنين و بنات و امهات اولاد حشم و خدم و غلمان فبلغ به الفقر الي ان أمر الجدة و جدة ام ابي محمد ان يجري عليه من مالها الدقيق و اللحم و الشعير لدوابه و کسوة اولاده و امهاتهم و حشمه و غلمانه و نفقاتهم و لقد ظهرت منه اشياء أکثر مما وصفناه و نسأل العصمة و العافية من البلاء في الدنيا و الآخرة.

(المعجزة الخامسة) في البحار عن احمد الدينوري السراج المکني بأبي العباس الملقب باستارة قال انصرفت من أردبيل الي دينور و اريد ان احج و ذلک بعد مضي ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام بسنة او سنتين و کان الناس في حيرة فاستبشر أهل دينور بموافاتي و اجتمع الشيعة عندي



[ صفحه 406]



فقالوا اجتمع عندنا ستة عشر الف دينار من مال الموالي و نحتاج ان نحملها معک و تسلمها بحيث يجب تسليمها قال فقلت يا قوم هذه حيرة و لا نعرف الباب في هذا الوقت قال فقالوا انما اخترناک لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتک و کرمک فاعمل علي ان لا تخرجه من يديک الا بحجة قال فحمل الي ذلک المال في صرر باسم رجل رجل فحملت ذلک المال و خرجت فلما وافيت قرميسين کان احمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها فصرت اليه مسلما فلما لقيني استبشر بي ثم اعطاني الف دينار في کيس و تخون ثياب الوان معکمة لم اعرف ما فيها ثم قال لي احمل هذا معک و لا تخرجه عن يدک الا بحجة قال فقبضت المال و التخوت بما فيها من الثياب فلما وردت بغداد لم يکن لي همة غير البحث عمن اشير اليه بالنيابة فقيل لي ان هاهنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعي بالنيابة و آخر يعرف باسحق الاحمر يدعي النيابة و آخر يعرف بابي جعفر العمري يدعي بالنيابة قال فبدأت بالباقطاني و صرت اليه فوجدته شيخا مهيبا له مروة ظاهرة و فرس عربي و غلمان کثير و يجتمع اليه الناس يتناظرون قال فدخلت اليه و سلمت عليه فرحب و سر و قرب قال فأطلت القعود الي ان اخرج اکثر الناس قال فسألني عن ديني فعرفته اني رجل من أهل دينور وافيت و معي شي ء من المال احتاج ان اسلمه فقال لي احمله قال فقلت اريد حجة قال تعود الي في غد قال فعدت اليه من الغد فلم يأت بحجة و عدت اليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجة قال فصرت الي اسحق الاحمر فوجدته شابا نظيفا منزله اکبر من منزل الباقطاني و فرسه و لباسه و مروته اسري و غلمانه اکثر من غلمانه و يجتمع عنده من الناس اکثر مما يجتمع عند الباقطاني قال فدخلت و سلمت فرحب و قرب قال فصبرت الي ان خف الناس قال فسألني



[ صفحه 407]



عن حاجتي فقلت له کما قلت للباقطاني و عدت اليه ثلاثة ايام فلم يأت بحجة قال فصرت الي ابي جعفر العمري فوجدته شيخا متواضعا عليه مبطنة بيضاء قاعد علي لبد في بيت صغير ليس له غلمان و لا له من المروة و الفرس ما وجدت لغيره قال فسلمت فرد الجواب و ادناني و بسط مني ثم سألني عن حالي فعرفته اني وافيت من الجبل و حملت مالا قال فقال ان احببت ان يصل هذا الشي ء الي من يجب ان يصل اليه تخرج الي سر من رأي و تسأل دار ابن الرضا و عن فلان بن فلان الوکيل و کانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها فانک تجد هناک ما تريد قال فخرجت من عنده و مضيت نحو سر من رأي فصرت الي دار ابن الرضا و سألت عن الوکيل فذکر البواب انه مشتغل في الدار و انه يخرج انفا فقعدت علي الباب انتظر خروجه فخرج بعد ساعة فقمت و سلمت عليه و أخذ بيدي الي بيت کان له و سألني عن حالي و ما وردت له فعرفته اني حملت شيئا من المال من ناحية الجبل و احتاج ان اسلمه بحجة قال فقال نعم ثم قدم الي طعاما و قال لي تغد بهذا و استرح فانک تعبت فان بيننا و بين الصلاة الاولي ساعة فاني احمل اليک ما تريد قال فأکلت و نمت فلما کان وقت الصلاة نهضت و صليت و ذهبت الي المشرعة و اغتسلت و انصرفت الي بيت الرجل و سکنت الي ان مضي الليل ربعه فائني بعد ان مضي من الليل ربعه و معه درج فيه بسم الله الرحمن الرحيم وافي احمد بن محمد الدينوري و حمل ستة عشر الف دينار في کذا و کذا صرة فيها صرة فلان بن فلان کذا و کذا دينار الي أن عدد الصرر کلها و صرة فلان بن فلان الزراع ستة عشر دينارا قال فوسوس لي الشيطان فقلت ان سيدي اعلم بهذا مني فما زلت اقرأ ذکره صرة صرة و ذکر صاحبها حتي اتيت عليها عند آخرها ثم ذکر قد حمل من



[ صفحه 408]



قرميسين من عند أحمد بن الحسن المادوائي اخي الصوان کيس الف دينار و کذا و کذا تختا من الثياب منها ثوب فلان و ثوب لونه کذا حتي نسب الثياب الي آخرها بانسابها و الوانها قال فحمدت الله و شکرته علي ما من به علي من ازالة الشک عن قلبي فامر بتسليم جميع ما حملت الي حيث يأمرک أبو جعفر العمري قال فانصرفت الي بغداد و صرت الي ابي جعفر العمري قال و کان خروجي و انصرافي في ثلاثة أيام قال فلما بصر بي أبو جعفر قال لم لم تخرج فقلت يا سيدي من سر رأي انصرفت قال فأنا احدث أبا جعفر بهذا اذ وردت رقعة علي ابي جعفر العمري من مولانا صاحب الامر و معها درج مثل الدرج الذي کان معي فيه ذکر المال و الثياب و امر ان يسلم جميع ذلک الي ابي جعفر محمد بن احمد بن جعفر بن القطان القمي فلبس ابو جعفر العمري ثيابه و قال لي احمل ما معک الي منزل محمد بن احمد بن جعفر القطان القمي قال فحملت المال و الثياب الي منزل محمد بن احمد بن القطان و سلمتها اليه و خرجت الي الحج فلما رجعت الي دينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي اخرجه وکيل مولانا (ع) الي و قرأته علي القوم فلما سمع بذکر الصرة باسم الزراع سقط مغشيا عليه و ما زلنا نعلله حتي أفاق فلما أفاق سجد شکرا لله عز و جل و قال الحمد لله الذي من علينا بالهداية الان علمت ان الارض لا تخلو من حجة هذه الصرة دفعها الي هذا الزراع لم يقف علي ذلک الا الله عز و جل قال فخرجت و لقيت بعد ذلک أبو الحسن المادرائي و عرفته الخبر و قرأت عليه الدرج فقال يا سبحان الله ما شککت في شي ء فلا تشک في ان الله عز و جل لا يخلي أرضه من حجة اعلم انه لما عرک اذکوتکين يزيد بن عبد الله بشهرزور و ظفر ببلاده و احتوي علي خزائنه صار



[ صفحه 409]



الي رجل و ذکر ان يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني و السيف الفلاني في باب مولينا قال فجعلت انقل خزاين يزيد بن عبد الله الي اذ کوتکين اولا فأولا و کنت ادافع بالفرس و السيف الي أن لم يبق شي ء غيرهما و کنت أرجو ان اخلص ذلک لمولانا (ع) فلما اشتدت مطالبة اذ کوتکين اياي و لم يمکني مدافعته جعلت السيف و الفرس في نفسي الف دينار و وزنتها و دفعتها الي الخازن و قلت له ارفع هذه الدنانير في اوثق مکان و لا تخرجن الي في حال من الاحوال و لو اشتدت الحاجة اليها و سلمت الفرس و السيف قال فانا قاعد في مجلسي بالذي ابرم الامور و اوفي القصص و آمر و نهي اذ دخل أبو الحسن الاسدي و کان يتعاهدني الوقت بعد الوقت و کنت اقضي حوائجه فلما طال جلوسه و عليه بؤس کثير قلت له ما حاجتک قال احتاج منک الي خلوة فأمرت الخازن أن يهيي ء لنا مکانا من الخزانة فدخلنا الخزانة فأخرج الي رقعة صغيرة من مولانا فيها يا احمد بن الحسن الالف دينار التي عندک ثمن الفرس و السيف سلمها الي ابو الحسن الاسدي قال فخررت لله ساجدا شکرا لما من به علي و عرفت انه حجة الله حقا لانه لم يکن وقف علي هذا أحد غيري فاضفت الي ذلک المال ثلاثة الاف دينار اخري سرورا بما من الله علي بهذا الامر.

(المعجزة السادسة) في البحار عن محمد بن احمد الصفواني قال رأيت القاسم بن العلا و قد عمر مأة سنة و سبع عشرة سنة منها ثمانين سنة صحيح العينين لقي مولانا أبا الحسن و أبا محمد العسکريين و حجب بعد الثمانين وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام و ذلک اني کنت مقيما عنده بمدينة الوان من أرض اذربايجان و کان لا ينقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان (عج)



[ صفحه 410]



علي يد ابي جعفر محمد بن عثمان العمري و بعده علي يد ابي القاسم الحسين اين روح قدس الله أرواحهما فانقطعت عنه المکاتبة نحوا من شهرين فقلق (ره) لذلک فبينا نحن عنده نأکل اذ دخل البواب مستبشرا فقال له فيج العراق لا يسمي بغيره فاستبشر القاسم و حول وجهه الي القبلة فسجد و دخل کهل فصير يري أثر الفيوج عليه و عليه جبة مضربة و في رجله نعل محاملي و علي کتفه مخلاة فقام القاسم فعانقه و وضع المخلاة عن عنقه و دعا بطست و ماء فغسل يده و أجلسه الي جانبه فأکلنا و غسلنا أيدينا فقام الرجل فأخرج کتابا أفضل من نصف المدرج فناوله القاسم فأخذه و قبله و دفعه الي کاتب له يقال له ابن ابي سلمة فأخذه ابو عبد الله ففضه و قرأه حتي احس القاسم بنکاية فقال يا أبا عبد الله بخير فقال خير فقال ويحک خرج في شي ء فقال أبو عبد الله ما تکره فلا قال القاسم فما هو قال نعي الشيخ الي نفسه بعد ورود هذا الکتاب بأربعين يوما و قد حمل اليه سبعة أثواب فقال القاسم في سلامة من ديني فقال في سلامة من دينک فضحک رحمه الله فقال ما اؤمل بعد هذا العمر فقام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة ازر و حبرة يمانية حمراء و عمامة و ثوبين و منديلا و کان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا (ع) ابو الحسن (ع) و کان له صديق يقال له عبد الرحمن بن محمد السنيزي و کان شديد النصب و کان بينه و بين القاسم نضر الله وجهه مودة في امور الدنيا شديدة و کان القاسم يوده و قد کان عبد الرحمن وافي الي الدار لاصلاح بين ابو جعفر بن حمدون الهمداني و بين ختنه ابن القاسم فقال القاسم لشيخين من مشائخنا المقيمين معه احدهما يقال له أبو حامد عمران المفلس و الاخر علي ابن جحدران اقرأ هذا الکتاب عبد الرحمن بن محمد



[ صفحه 411]



فاني احب هدايته و ارجو ان يهديه الله بقرائة هذا الکتاب فقال هل الله الله الله فان الکتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فکيف عبد الرحمن بن محمد فقال انا اعلم اني مفش لسر لا يجوز لي اعلانه لکن من محبتي لعبد الرحمن ابن محمد و شهوتي ان يهديه عز و جل لهذا الامر هو ذا اقرئه الکتاب فلما مر ذلک اليوم و کان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب دخل عبد الرحمن ابن محمد و سلم عليه فأخرج القاسم الکتاب فقال له اقرأ هذا الکتاب وانظر لنفسک فقرأ عبد الرحمن الکتاب فلما بلغ الي موضع النعي رمي الکتاب عن يده و قال للقاسم يا أبا محمد اتق الله فانک رجل فاضل في دينک متمکن من عقلک و الله عز و جل يقول و ما تدري نفس ماذا تکسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت و قال عالم الغيب لا يظهر علي غيبه أحدا فضحک القاسم و قال أتم الاية الا من ارتضي من رسول و مولاي هو الرضا من الرسول و قال قد علمت انک تقول هذا و لکن ارخ اليوم فان انا عشت بعد هذا اليوم المؤرخ في هذا الکتاب فاعلم اني لست علي شي ء و ان أنا مت فانظر لنفسک فأرخ عبد الرحمن اليوم و افترقوا و حم القاسم اليوم السابع من ورود الکتاب و اشتدت به في ذلک اليوم العلة و استند في فراشه الي الحايط و کان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا علي شرب الخمر و کان متزوجا الي ابي عبد الله ابن حمدون الهمداني و ان جالسا ورداؤه مستور علي وجهه في ناحية من الدار و ابو حامد في ناحية و أبو جعفر بن جحدر و انا و جماعة من أهل البلد نبکي اذ اتکي القاسم علي يديه الي خلف و جعل يقول يا محمد يا علي يا حسن يا حسين يا موالي کونوا شفعائي الي الله عز و جل و قالها الثانية و قالها الثالثة فلما بلغ في الثالثةيا موسي يا علي تفرقعت اجفان عينيه کما



[ صفحه 412]



يفرقع الصبيان شقايق النعمان و انتفخت حدقته و جعل يمسح بکمه عينيه و خرج من عينيه شبيه بماء اللحم ثم مد طرفه الي ابنه فقال يا حسن الي يا أبا حامد الي يا ابا علي فاجتمعنا حوله و نظرنا الي الحدقتين صحيحتين فقال له أبو حامد تراني و جعل يده علي کل واحد منا و شاع الخبر في الناس و العامة و أتاه الناس من العوام ينظرون اليه و رکب القاضي اليه و هو أبو السبائب عتبة بن عبيد الله المسعودي و هو قاضي القضاة ببغداد فدخل عليه فقال له يا أبا محمد ما هذا الذي بيدي و اراه خاتما فصه فيروزج فقربه منه فقال عليه ثلاثة اسطر فتناوله القاسم رحمه الله فلم يمکنه قرائته و خرج الناس متعجبين يتحدثون بخبره و التفت القاسم الي ابنه الحسن فقال له ان الله منزلک منزلة و مرتبک مرتبة فاقبلها بشکر فقال له الحسن يا ابه قد قبلتها قال القاسم علي ما ذا قال علي ما تأمرني به يا أبه قال علي ان ترجع عما أنت عليه من شرب الخمر قال الحسن يا أبه و حق من أنت في ذکره لارجعن عن شرب الخمر و مع الخمر أشياء لا تعرفها فرفع القاسم يده الي السماء و قال اللهم ألهم الحسن طاعتک و جنبه معصيتک ثلاث مرات ثم دعا بدرج فکتب وصيته بيده رحمه الله و کانت الضياع التي في يده لمولانا وقف وقفة و کان فيما اوصي الحسن ان قال يا بني ان اهلت لهذا الأمر يعني الوکالة لمولانا فيکون قوتک من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة و ساير ما املک لمولاي و ان لم تؤهل له فاطلب خيرک من حيث يتقبل الله و قبل الحسن وصيته علي ذلک فلما کان في يوم الاربعين و قد طلع الفجر مات القاسم (ره) فوفاه عبد الرحمن يعدو في الاسواق حافيا حاسرا و هو يقول وا سيداه فاستعظم الناس ذلک منه و جعل الناس يقولون ما الذي تفعل بذلک فقال



[ صفحه 413]



اسکتوا فقد رأيت ما لم تروه و تشيع و رجع عما کان عليه و وقف الکثير من ضياعه و تولي أبو علي بن حجدر غسل القاسم و ابو حامد يصب عليه الماء و کفن في ثمانية أثواب علي بدنه قميص مولاه ابي الحسن (ع) و ما يليه السبعة الاثواب التي جائته من العراق فلما کان بعد مدة يسيرة ورد کتاب تعزية علي الحسن مولانا (ع) في آخره دعاء الهمک الله طاعته و جنب معصيته و هو الدعاء الذي کان دعا به أبوه و کان آخره قد جعلنا أباک اما ما لک و فعاله لک مثالا.

(المعجزة السابعة) و فيه عن محمد بن الحسن الصيرفي المقيم بأرض بلخ اردت الخروج الي الحج و کان معي مال بعضه ذهب و بعضه فضة فجعلت ما کان معي من الذهب سبائک و ما کان معي من فضة نقرأ و کان قد دفع ذلک المال الي لاسلمه الي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس سره قال فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي علي موضع فيه رمل و جعلت اميز تلک السبائک و النقر فسقطت سبيکة من تلک السبائک مني و غاصت في الرمل و أنا لا أعلم قال فلما دخلت همدان ميزت تلک السبائک و النقر مرة اخري اهتماما مني بحفظهما ففقدت منها سبيکة وزنها مأة مثقال و ثلاثة مثاقيل او قال ثلاثة و تسعون مثقالا فسبکت مکانها من مالي بوزنها سبيکة و جعلتها بين السبايک فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ ابا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه و سلمت اليه ما کان معي من السبايک و النقر فمد يده من بين السبايک الي السبيکة التي کنت سبکتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمي بها الي و قال لي ليست هذه السبيکة لنا سبيکتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتک في الرمل فارجع الي مکانک و انزل حيث نزلت و اطلب



[ صفحه 414]



السبيکة هناک تحت الرمل فانک ستجدها و تعود الي هاهنا فلا تراني فرجعت الي سرخس و نزلت حيث کنت نزلت و وجدت السبيکة و انصرفت الي بلدي فلما کان بعد ذلک حججت و معي السبيکة فدخلت مدينة السلام و قد کان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح (ره) مضي و لقيت أبا الحسن السمري رضي الله عنه فسلمت اليه السبيکة.

(المعجزة الثامنة) في البحار عن السحين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال کنت ببخاري فدفع الي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائک ذهبا و أمرني أن اسلمها بمدينة السلام الي الشيخ ابو القاسم الحسين بن روح قدس سره فحملتها معي فلما بلغت اموية ضاعت مني سبيکة من تلک السبائک و لم أعلم بذلک حتي دخلت مدينة السلام فأخرجت السبائک لاسلمها فوجدتها ناقصة واحدة منها فاشتريت سبيکة مکانها بوزنها و اضفتها الي التسع سبائک فدخلت علي ابي القاسم الروحي (ره) و وضعت السبائک بين يديه فقال لي خذ لک تلک السبيکة التي اشتريتها و أشار اليها بيده فان السبيکة التي ضيعتها قد وصلت الينا و هو ذا هي ثم أخرج الي تلک السبيکة التي کانت ضاعت مني باموية فنظرت اليها و عرفتها فقال الحسين بن علي المزبور و رأيت تلک السنة بمدينة السلام امرأة تسألني عن وکيل مولانا (عج) من هو فأخبرها بعض القميين انه أبو القاسم الحسين بن روح (ره) و أشار لها الي فدخلت عليه و انا عنده فقالت له أيها الشيخ أي شي ء معي فقال ما معک فالقيه في دجلة ثم ائتني حتي أخبرک فذهبت المرأة و حملت ما کان معها فالقته في دجلة ثم رجعت و دخلت الي ابي القاسم الروحي (ره) فقال ابو القاسم لمملوکة له اخرجي الي الحقة فأخرجت اليه حقة فقالت للمرأة هذه الحقة التي



[ صفحه 415]



کانت معک و رميت بها في دجلة اخبرک بما فيها او تخبرين فقالت له بل اخبرني فقال في هذه الحقة زوج سوار ذهب و حلقة کبيرة فيها جوهر و حلقتان صغيرتان فيهما جوهر و خاتمان أحدهما فيروزج و الاخر عقيق و کان الامر کما ذکر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض عي ما فيها و نظرت المرأة اليه فقالت هذا الذي حملته بعينه و رميت به فيدجلة فغشي علي و علي المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة قال الحسين لي بعد ما حدثني بهذا الحديث اشهد بالله تعالي ان هذا الحديث کما ذکرته لم أزد فيه و لم انقص منه و حلف بالائمة الاثني عشر (ع) لقد صدق فيما حدث به ما زاد فيه و لا نقص منه.

(المعزجة التاسعة) في البحار عن احمد بن فارس عن بعض اخوانه ان بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد و هم کلهم يتشيعون و مذهبهم مذهب أهل الامامة فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همدان فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا و سمتا ان سبب ذلک أن جدنا الذي ننسب اليه خرج حاجا فقال انه لما صدر من الحج و ساروا منازل في البادية قال فنشطت في النزول و المشي فمشيت طويلا حتي اعييت و تعبت و قلت في نفسي أنام نومة تريحني فاذا جاء أواخر القافلة قمت قال فما انتبهت الا بحر الشمس فلم أر احدا فتوحشت و لم أر طريقا و لا أثرا فتوکلت علي الله عز و جل و قلت اسير حيث و جهني و مشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة کأنها قريبة عهد بغيث و اذا تربتها اطيب تربة و نظرت في سواء (سواء تلک الارض أي وسطها) تلک الارض الي قصر يلوح کأنه سيف فقلت يا ليت شعري ما هذا القصر الذي لم اعهده و لم اسمع به فقصدته فلما بلغت الباب رأيت خادمين ابيضين



[ صفحه 416]



فسلمت عليهما فردا علي ردا جميلا فقالا اجلس فقد أراد الله بک خيرا و قام أحدهما فدخل و احتبس غير بعيد ثم خرج فقال قم فادخل فدخلت قصرا لم أر بناء احسن من بنائه و لا اضوأ منه و تقدم الخادم الي ستر علي بيت فرفعه ثم قال لي ادخل فدخلت البيت فاذا فتي جالس في وسط البيت و قد علق علي رأسه من السقف سيف طويل تکاد ظبته تمس رأسه و الفتي بدر يلوح في ظلام فسلمت فرد السلام بألطف الکلام و أحسنه ثم قال لي أتدري من أنا فقلت لا و الله فقال أنا القائم من آل محمد (ص) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف و أشار اليه فاملأ الارض عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما فسقطت علي وجهي و تعفرت فقال لا تفعل ارفع رأسک أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همدان قلت صدقت يا سيدي و مولاي قال فتحب ان تؤب الي اهلک قلت نعم يا سيدي و ابشرهم بما اتاح الله عز و جل لي فأومي الي الخادم فأخذ بيدي و ناولني صرة و خرج و مشي معي خطوات فنظرت الي طلال و اشجار و منارة مسجد فقال اتعرف هذا البلد قلت ان بقرب بلدنا بلدة تعرف باستاباد و هي تشبهها قال فقال هذه استاباد امض راشدا فالتفت فلم أره و دخلت استاباد و اذا في الصرة اربعون او خمسون دينارا فوردت همدان و جمعت اهلي و بشرتهم بما اتاح الله لي و يسره عز و جل و لم نزل بخير ما بقي معنا من تلک الدنانير.

اقول استاباد هي التي تعرف اليوم باسداباد و هي قريب من همدان و بينهما عقبة کؤد و سمعت ان قبر هذا الرجل باسداباد معروف و الله تعالي العالم.

(المعجزة العاشرة) في البحار لما کان بلدة البحرين تحت ولاية الافرنج جعلوا و اليها رجلا من المسلمين ليکون ادعي الي تعميرها و أصلح بحالها و کان



[ صفحه 417]



يوم هو جالس علي سرير له بباب الصحن و بين يديه المأمورون و بيده خشبة طويلة يسوق بها الزوار بعد أخذ الريال منهم و سوم ساقهم اذ أقبل شاب من زوار العجم و معه زوجته و هم من أهل بيت الشرف و العفة و دفع اليه ريالين فطبع ساقه و أشار الي زوجته بالطبع فقال الشاب دع الامرأة و أنا اعطي لکل دخول لها في الروضة المقدسة ريالا من غير أن يکشف لها ساق و لم ارض بهذه الفضيحة فصاح عليه الناصبي السيد علي المذکور و شتمه بالرفض و العصبية و قال اتغير عليها يا فلان فأجابه الشاب باللين و الرفق فصاح ثانيا بأنه لا يمکن لها الدخول فيا لحرم الا و اکشف عن ساقها و اطبع عليها فأخذ الشاب بيدها و قال ارجعي فقد کفتنا هذه الزيارة فاغتاظ الناصبي لذلک و صاح عليه قائلا يا رافضي استثقلت ما امرتک فيها ثم مد يده و أخذ الخشبة الطويلة التي کانت عنده و رکنها الي صدر المرأة و اوقعها علي الارض و جانب بعض ثيابها و کشف عن بدنها فأقامها الشاب و توجه الي الحرم الشريف و دموعه تنحدر و تجري و قال يا سيدي اترضي به فاني راض برضاکم يعني حاشاک ان ترضي ثم اخذ بيدها و عاد الي منزله قال الحاج جواد کنت حينئذ في الدار اذ طرق علي طارق معجلا بعد ثلاث او اربع ساعات و هو يقول اجب والدة السيد علي و ادرکه فقمت مسرعا و لم اخرج و لم اصل اليه الي أن تواتر علي الرسل فدخلت عليه فاذا به ملقي علي فراشه يتململ تململ السليم و ينادي و يشکو من وجع القلب و عياله حوله فلما رأتني امه و زوجته و بناته و اخواته اجتمعن حولي بالبکاء و استدعين مني الذهاب الي الشاب المزبور و الاسترضاء عنه هذا و هو ينادي في فراشه و يقول الهي اسأت و ظلمت و بئس ما صنعت فاتيت منزل الشاب و اخبرته بالخبر و سألته الرضا عنه فقال اما أنا فقد رضيت



[ صفحه 418]



عنه و لکن اين عني ذلک القلب المنکسر و الحالة التي کت فيها فما رجعت الا و قد ارتج دار السيد علي بالبکاء و النساء ناشرات الشعر لاطمات الخد مشرفات بالحرم يردن الشفاء من الضريح المطهر و اسمع انين السيد علي من ادار الي الصحن الشريف فحضر فريضة المغرب و العشاء و أتيت و قمت للصلاة فما اتممت صلاتي الا و نودي نداء موته و ضجت عياله بالبکاء عليه فغسل في ساعته و اوتي بالجنازة لتوضع في الرواق الي الصبح و لما کانت مفاتيح الروضة المقدسة في تلک الاوقات لتعمير الحرم الشريف عندي و بيدي فأمرت بسد الابواب و التجسس في اطراف الحرم و الرواق و بالغنا في التخلية عن جميع من يکون و ذلک لحفظ الخزانة و الالات المعلقات و غيرها حتي اطمأننا فوضعت الجنازة في الرواق و انسدت الابواب بيدي و أخذت المفاتيح فلما جئت وقت السحر لفتح الابواب ففتحتها جاء الخدم و علق الشموع و اذا بکلب اسود قد خرج من الرواق الي الصحن فامتلأت غضبا علي الخدمة و المأمورين کانوا معي في الرواق بالتجسس فحلفوا و انا اعلم انهم لم يقصروا و لم يکن شيئا قط في الحرم و قالوا انا تفحصنا غاية التفحص فلما کان غداة غد اجتمع الناس لدفن السيد علي و اذا بالتابوت و فيه کفن خال مما فيه فتعجبت و اعتبرت کما تعجب الناس و تفرقوا و هذا مما شاهدته بعيني.

ريحانة معطرة من ثمرة هذا الفرع جعلتها التحنت لمن زار الرضا عليه السلام و تمسک بعروة الله الوثقي

في دار السلام للمحدث النوري (ره) عن المعتمد المؤتمن آقا محمد التاجر عن نور الدين محمد قال لما کنت فيالبندر المسمي بريک مشغولا بتجهيز سفر البحر و السير الي بندر کنک احد البنادر المعمورة حدثني جماعة کثيرة



[ صفحه 419]



عن رجل ثقة معتمد من اهل گيلان و کان يتردد في البلاد للتجارة قال دخلت مرة في سفر الهند و بقيت في البنگالة قريبا من ستة اشهر و کان بجنب حجرتي التي کنت فيها حجرة کان فيها رجل غريب و کان في تمام اوقاته متحيرا مستغيثا باکيا مهموما متفکرا لا يفتر عن حزنه ساعة فلما رأيت کثرة بکائه و عويله و خروجه عن العادة عزمت علي استکشاف حاله فانست به بلسان ذلق و کلام لين فوجدته ضعيفا نحيفا قد تحللت قواه و دق عظمه ورق جلده فسألته عن طول حزنه و دوام بکائه و همومه فابي فالححت عليه فقال جمعت فياثني عشر سنة قبل ذلک اموالا و امتعة نفيسة و حملتها في السفينة مع جماعة عازما علي التجارة فلما توسطنا البحر و السفينة تجري بريحه طيبة و مضي علينا عشرون يوما اذ اتتنا ريح عاصف و بلاء مبرم فانکسرت السفينة و غرقت الاموال و النفوس و تعلقت بلوح من الواحها و الريح تلعب به يمينا و شمالا الي أن وقع بصري علي جزيرة فسکن خاطري و قرت عيني و الموج يلطمني لطمة بعد لطمة الي ان طرحني في الساحل فسجدت لله تعالي شکرا و رأيت جزيرة مونقة معشوشبة خالية عن جنس البشر فبقيت مدة اعتلف من کلائها في اليوم و ابيت علي الاشجار خوفا من السباع الضارية و مضي علي کذلک سنة فاتفق اني کنت يوما مشغولا بالوضوء علي عين ماء فرأيت فيها عکس صورة امرأة فرفعت رأسي فاذا علي بعض اغصان الشجرة امرأة حسناء غراء فرعا لم أر مثلها و کانت عريانة فلما رأت اني انظر اليها دلت شعرها علي جسدها و تسترت به عني و قالت أيها الناظر الي ما يحرم عليک اما تستحي من الله تعالي و رسوله فاستحيت من کلامها و أطرقت برأسي و أقسمت عليها بالله تعالي و قلت أنت من البشر او من الملائکة او من الجن فقالت من البشر و الان قريب من



[ صفحه 420]



ثلاث سنين اعيش في هذه الجزيرة ابي کان رجلا من أهل ايران فعزم الرحيل الي الهند و لما بلغنا قبة لبحر انکسرت سفينتنا و وقعت انا في هذه الجزيرة و لما علمت بحالها حکيت لها قصتي و قلت لو خطبک أحد ترغبين فيه فسکتت فعلمت برضاها فحولت وجهي حتي نزلت من الشجرة فعقدت عليها و کنت اتمتع بها و افرح بها فرزقني الله تعالي هذين الغلامين الذين تراهما فکنت اطيب خاطري تارة بمصاحبتها و اتسلي مرة بوجودهما و الاشتغال بها و کذلک بهما و کذلک المرأة و کانت عاقلة و کنا نعيش في الجزيرة کذلک الي ان بلغ احدهما تسع سنين و الاخر ثمانية و لما کنا عراة و علي أبداننا شعور طوال قبيحة المنظر قلت يوما لها ليت کان لنا قطعة لباس نستر بها عوراتنا و نخرج بها عن هذه الفضيحة فتعجب الولدان و قالا هل بغير هذا الوضع و المکان وضع آخر و مکان و طريقة اخري فقالت امهما نعم ان لله تعالي بلادا و رجالا کثيرة و مأکولات و مشروبات لا تحصي و لکنا عزمنا المسافرة و رکبنا السفينة فکسرتها الرياح العاصفة و طرحتنا بوسيلة لوح منها في هذه الجزيرة فقالا لم لا ترجعون الي اوطانکم المألوفة فقالت لا يمکن العبور من هذا البحر الزخار بلا سفينة مستعدة فقالا نحن نصنع السفينة فلما رأتهما عازمين أشارت الي شجرة کبيرة کانت فيساحل البحر و قالت لو قدرتما علي نحت وسطها لعل الله بعنايته يرحمنا و يوصلنا الي مکان نستر به عوراتنا فلما سمع الغلامان مقالة امهما عمدا الي جبل کان قريبا منا و أخذا بعص الاحجار التي کانت رؤسها محددة و شرعا في نحت الشجرة و حرما علي انفسهما الطعام و الشراب و النوم و لم يفترا عن العمل في مدة ستة اشهر الي ان صار وسط الشجرة خاليا کهيئة الزوارق و کان يسع اثني عشر نفرا يقعدون فيه فلما رأينا کذلک



[ صفحه 421]



شکرنا الله تعالي علي هذه النعمة و اهداء الغلامين علي هذا العمل و طاعتهما لنا و امهما کانت في غاية السرور و الفرح و الحث علي اتمامهما و ترتيبها لما بلغ بها الوحشة و الم العري و فقد المحل و المأوي النهاية ثم عمدوا الي حمل العنبر من صفح جبل قريب کان في حوالي الجزيرة و کان في غاية الارتفاع و کان في خلف الجبل غيضة اشجارها قرنفل و کان النحل يأکلون في فصل الربيع من ازهارها و يبادرون الي قلة الجبل فيجتمع لسببها فيها عسل کثير ثم يأتي المطر فيغسله و يجريه الي البحر فيشربه الحيتان و من شمعه يحصل العنبر الاشهب فان في وقت الجريان من الجبل يبقي شيئا فشيئا في سفح الجبل و باشراق الشمس علي تلک الشموع تتفرق في تمام تلک الصحراء و کنا نأتي منه في کل يوم امنان الي ان جمع مأة من و صنعنا منه في الزورق حوضا و صنعنا منه ظروفا و حملنا الماء منها الي الحوض حتي ملأ منه ثم جمعنا لطعامنا من الاصول المعروفة بچيني و کان کثيرا في الجزيرة ثم صنعنا من لحاء الاشجار حبالا وثيقة و شددنا بها رأس الزورق و ربطناه برأسها الاخري علي شجرة عظيمة ثم انتظرنا أيام مد البحر و زيادة مائه الي أن بلغ وقته و وقع الزورق فوق الماء فحمدنا الله تعالي و جلسنا فيه فلم يتحرک من مکانه فتأملنا فاذا برأس الجبل مشدود علي الشجرة و نسينا ان نفکه فأراد احد الغلامين أن ينزل فنزلت امهما قبلهما و فکت الحبل و اخذ الموج الحبل من يدها و اذهب بالزورق الي وسط البحر فأخذت المرأة في البکاء و النحيب و الصياح و العويل و الحرکة من طرف الي طرف فلما بعدنا منها صعدت شجرة تنظر الينا و تبکي و تتحسر فلما غبنا طرحت نفسها منها و الغلامان لما يئسا منها شرعا في البکاء و الانين و القلق و الاضطراب الي ان وصلنا قبة البحر خافا من نفسهما فسکتا فلما



[ صفحه 422]



مضي علينا سبعة أيام وصلنا الي الساحل و لما کنا عراة صبرنا حتي اظلم الليل فعلوت علي مرتفع فرأيت سواد بلاد و ضوء نار فذهبت اليه مهتديا بعلامة النار فلما وصلت اليه رأيت بابا عاليا فدققت الباب فکانت الدار لرجل تاجر من رؤساء اليهود فخرج فأعطيته قليلا من العنبر الاشهب و أخذت منه أثوابا و فرشا و رجعت في الليل الي ولدي و سترنا عوراتنا فلما أصيحنا دخلت البلد و اخذت هذه الحجرة في هذا الخان و جئت بولدي و صيرت من الفرش جوالق حملت بها في الليل العنبر و الچيني من الزورق الي الحجرة و بعت منها علي التدريج و اشتريت متاع البيت و صرت في زي التجار و الان قريب سنة أنا في الهم و البکاء و القلق من فراق العاجزة الضعيفة المهجورة و کذلک الاولاد فلما بلغ کلامه هذا المقام عرضتني رقة فبکيت معه ساعة ثم قلت له لاراد لقضاء الله و تدبيره و لا مغير لمقاديره و حکمته و لکني اظن انک لو زرت الامام الثامن ابا الحسن الرضا عليه السلام و شکوت اليه ما دهاک من هذه المصيبة و عرضت عليه قصتک و قصة زوجتک لاجاب مسؤولک و کشف ضرک و نفس همک فانه لم يلجأ اليه أحد الا اصلح حاله و لم يستعن به ضعيف الا أعانه و لم يستغث اليه مضطر الا اغاثه فانه ابو الايتام و ملجأ الانام و ذخر المفلسين و کهف المظلومين فلما سمع کلامي اثر في قلبه و وقع في روعه فعاهد الله تعالي مخلصا في هذا المجلس ان يصنع قنديلا من الذهب الخالص و يمشي راجلا الي زيارته و يشکو اليه ضره وفاقته و يطلب منه الاجتماع مع زوجته ثم قام و طلب الذهب من يومه و صنع القنديل و رکب السفينة و قطع الفيافي و القفار الي ان بلغ مرحلة من المشهد الرضوي و رأي المتولي في تلک الليلة الامام (ع) في المنام و قال (ع) له غدا يدخل علينا زائر لنا فاستقبله فلما اصبح خرج



[ صفحه 423]



مستقبلا مع جميع ارباب المناصب في الحضرة الرضوية و ادخلوه في البلد معززا مکرما و ادخلوا القنديل في الروضة و علقوه في محله فلما استقر به الدار خرج من هيئة المسافر و اغتسل و دخل الروضة المنورة و قبل تلک القبة الشريفة و اشتغل بالزيارة و الدعاء الي أن مضي برهة من الليل و اخرجوا الخدام غيره من الزائرين و سدوا الابواب و مضوا لشأنهم فلما احتص به الحرم و رأي نفسه فريدا سکت ساعة ثم اشتغل بالتضرع و البکاء و الاستغاثة بالامام (ع) و سأل منه الوصول الي زوجته و الح فيه الي ان بقي ثلث الليل و قد اعيي من کثرة الالحاح و الدعاء فسجد فغلبه النوم فسمع هاتفا يقول قم فلما قام من الجسدة رأي الامام الهمام أبا الحسن الرضا عليه السلام واقفا فقال له قم فقد اوتيت بزوجتک و هي الان واقفة خلف الروضة فاذهب اليها فقال فديتک بنفسي ان الابواب مسدودة فقال عليه السلام الذي اتي بها من ذاک المکان البعيد الي هنا يتمکن من فتح الابواب المغلقة فخرج فکلما مر بباب انفتح له الي ان بلغ خلف الروضة فرأي زوجته علي الهيئة التي خلفها فيالجزيرة متحيرة خائفة فلما رأت بعلها تعلقت به فقال لها من ابلغک الي هذا المقام فقالت کنت في شاطي ء البحر جالسة متفکرة و قد أصاب عيني رمد شديد و ألم موجع من شدة البکاء اتاوه من شدته فاذا باشب قد اضاء بنور وجهه جميع البر و البحر في هذا الليل المظلم فأخذ بيدي و قال غمضي عينيک فغمضتها و فتحتها بعد زمان فرأيت نفسي في هذا المکان فذهب بها الي الحجرة عند ولديه و جاوروا بعد ذلک في ذاک المکان الشريف الي أن توفوا.



[ صفحه 424]