بازگشت

بعض من زار الحجة في غيبته الصغري


الاول ممن رآه في الغيبة الصغري في البحار عن علي بن سنان الموصلي عن أبيه لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسکري وفد من قم و الجبال وفود بالاموال التي کانت تحمل علي الرسم و لم يکن عندهم خبر وفاته فلما ان وصلوا الي سر من رأي سألوا عن سيدنا الحسن بن علي (ع) فقيل لهم انه قد فقد قالوا فمن وارثه قالوا اخوه جعفر بن علي فسألوا عنه



[ صفحه 359]



فقيل لهم قد خرج متنزها و رکب زورقا في الدجلة يشرب و معه المغنون قال فتشاور القوم و قالوا ليست هذه صفات الامام و قال بعضهم لبعض امضوا بنا لنرد هذه الاموال الي أصحابها فقال أبو العباس احمد بن جعفر الحميري القمي قفوا بنا حتي ينصرف هذا الرجل و نختبر أمره علي الصحة قال فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه و قالوا يا سيدنا نحن قوم من أهل قم و معنا جماعة من الشيعة و غيرها کنا نحمل الي سيدنا ابي محمد الحسن بن علي الاموال قال و أين هي قالوا معنا قال (لع) احملوها الي قالوا ان لهذه الاموال خبرا طريفا فقال و ما هو قالوا ان هذه الاموال تجمع و يکون فيها من عامة الشيعة الدينار و الدينار ان ثم يجعلونها فيکيس و يختمون عليها و کنا اذا وردنا بالمال قال سيدنا أبو محمد جملة المال کذا کذا دينارا من فلان کذا و من فلان کذا حتي يأتي علي أسماء الناس کلهم و يقول ما علي الخواتيم من نقش فقال جعفر کذبتم تقولون علي اخي ما لم يفعله هذا علم الغيب قال فلما سمع القوم کلام جعفر جعل ينظر بعضهم الي بعض فقال لهم احملوا هذا المال الي فقالوا انا قوم مستأجرون وکلاء لارباب المال و لا نسلم المال الا بالعلامات التي کنا نعرفها من سيدنا ابي محمد الحسن بن علي فان کنت الامام فبين لنا و الا رددناها الي أصحابها يرون فيها رأيهم قال فدخل الجعفر علي الخليفة و کان بسر من رأي فاستعدي عليهم فلما حضروا قال الخليفة احملوا هذا المال الي جعفر قالوا اصلح الله اميرالمؤمنين انا قوم مستأجرون وکلاء لارباب هذه الاموال و هي لجماعة أمرونا أن لا نسلمها الا بعلامة و دلالة و قد جرت بهذا العادة مع ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام فقال الخليفة و ما الدلالة التي کانت لابي محمد (ع) قال القوم کان يصف الدنانير و اصحابها



[ صفحه 360]



و الاموال و کم هي فاذا فعل ذلک سلمناها اليه و قد وفدنا عليه مرارا فکانت هذه علامتنا منه و دلالتنا و قد مات فان يکن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما کان يقيم لنا اخوه و الا رددناها الي أصحابها فقال جعفر يا اميرالمؤمنين ان هؤلاء قوم کذابون يکذبون علي أخي و هذا علم الغيب فقال الخليفة القوم رسل و ما علي الرسول الا البلاغ المبين قال فبهت جعفر و لم يحر جوابا فقال القوم يتطول اميرالمؤمنين باخراج أمره الي من يبدرقنا حتي نخرج من هذه البلدة قال فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها فلما ان خرجوا من البلد خرج اليهم غلام احسن الناس وجها کأنه خادم فنادي يا فلان ابن فلان و يا فلان ابن فلان اجيبوا مولاکم قال فقالوا له أنت مولانا قال معاذ الله أنا عبد مولاکم فسيروا اليه قالوا فسرنا معه حتي دخلنا دار مولانا الحسن بن علي فاذا ولده القائم قاعد علي سرير کأنه فلقة القمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال جملة المال کذا و کذا دينار حمل فلان کذا و فلان کذا و لم يزل يصف حتي وصف الجميع ثم وصف ثيابنا و رحالنا و ما کان معنا من الدواب فخررنا سجدا لله عز و جل شکرا لما عرفنا و قبلنا الارض بين يديه ثم سألناه عما أردنا و أجاب فحملنا اليه الاموال و أمرنا القائم ان لا نحمل الي سر من رأي بعدها شيئا فانه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل اليه الاموال و يخرج من عنده التوقيعات قال فانصرفنا من عنده و دفع الي ابي جعفر محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط و الکفن و قال له اعظم الله أجرک في نفسک قال فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتي توفي رحمه الله و کنا بعد ذلک نحمل الاموال الي بغداد الي الأبواب المنصوبين و يخرج من عنده التوقيعات



[ صفحه 361]



قال الصدوق هذا الخبر يدل علي ان الخليفة کان يعرف هذا الامر کيف هو و أين موضعه فلهذا کف عن القوم و عما معهم من الاموال و دفع جعفر الکذاب عنهم و لم يأمرهم بتسليمها اليه الا انه کان يحب ان يخفي هذا الامر و لا يظهر لئلا يهتدي اليه الناس فيعرفونه و قد کان جعفر حمل الي الخليفة عشرين الف دينار لما توفي الحسن بن علي عليه السلام فقال له يا اميرالمؤمنين تجعل لي مرتبة أخي و منزلته فقال الخليفة اعلم ان منزلة اخيک لم تکن بنا انما کانت بالله عز و جل نحن کنا نجتهد في حط منزلته و الوضع منه و کان الله عز و جل يأبي الا ان يزيده کل يوم رفعة بما کان فيه رفعة من الصيانة و حسن السمت و العلم و العبادة فان کنت عند شيعة اخيک بمنزلته فلا حاجة بک الينا و ان لم تکن عندهم بمنزلته و لم يکن فيک ما في أخيک لم نغن عنک في ذلک شيئا.

الثاني ممن رآه فيغيبته الصغري في تبصرة الولي عن ابي علي محمد ابن احمد المحمودي قال جححت نيفا و عشرين سنة کنت جميعها اتعلق بأستار الکعبة واقف علي الحطيم و الحجر الاسود و مقام ابراهيم و اديم الدعاء في هذه المواضع واقف بالموقف و اجعل جل دعائي ان يريني مولاي صاحب الزمان فانني في بعض السنين قد وقفت بمکة علي ان ابتاع حاجة و معي غلام في يده مشربة فدفعت الي الغلام الثمن و أخذت المشربة من يده و تشاغل الغلام بمماکسة البيع و أنا واقف أترقب اذ جذب ردائي جاذب فحولت وجهي اليه فرأيت رجلا ذعرت حين نظرت اليه هيبة له فقال لي تبيع المشربة فلم استطع رد الجواب و غاب عن عيني فلم يلحقه بصري و ظننته مولاي فانني في يوم من الايام کنت اصلي بباب الصفا فسجدت و جعلت مرفقي في صدري فحرکني



[ صفحه 362]



تحرکا برجله فرفعت رأسي فقال افتح منکبک عن صدرک ففتحت عيني فاذا الرجل الذي سألني عن المشربة و لحقني من هيبته ما حار بصري فغاب عن عيني و اقمت علي رجائي و يقيني و مضيت مدة و أنا ارجح و اديم الدعاء في الموقف فانني فيآخر سنة جالس في الکعبة و معي يمان بن الفتح بن دينار و محمد بن القاسم العلوي و علان الکناني و نحن نتحدث اذ أنا بالرجل في الطواف و اشربت بالنظر اليه و قمت اسعي لاتبعه فطاف حتي اذا بلغ الحجر رأي سائلا واقفا علي الحجر و يستخلف و يسأل الناس بالله جل و عز أن يصدق عليه فاذا بالرجل قد طلع فلما نظر السائل انکب الي الارض فأخذ منها شيئا و دفع الي السائل فسألته عما وهب لک فأبي أن يعلمني فوهبت له دينارا فقلت له أرني ما في يدک ففتح يده فقدرت ان فيها عشرين دينارا فوقع في قلبي اليقين انه مولاي و رجعت الي مجلسي الذي کنت فيه و عيني ممدودة الي الطواف حتي اذا فرغ من طوافه عدل الينا فلحقنا له هيبة شديدة و حارت أبصارنا جميعا قمنا اليه فجلس فقلنا له ممن الرجل فقال من العرب فقلت من أي العرب فقال من بني هاشم فقلنا من أي بني هاشم فقال ليس يخفي عليکم أتدرون ما کان يقول زين لعابدين عند فراغه من صلاته في سجدة الشکر قلنا لا قال کان يقول يا کريم مسکينک بفنائک يا کريم فقيرک زائرک حقيرک ببابک يا کريم ثم انصرف عنا و وقعنا نموج و نتذکر و تتفکر و لم نحقق و لما کان من الغد رأيناه في الطواف فامتدت عيوننا اليه فلما فرغ من طوافه خرج الينا و جلس عندنا و انس و تحدث ثم قال أتدرون ما کان يقول زين العابدين في دعائه بعقب الصلاة قلنا تعلمنا قال کان يقول اللهم اني اسألک باسمک الذي به تقوم السماء و الارض و باسمک الذي به تجمع المتفرق و به تفرق



[ صفحه 363]



بين المجتمع و باسمک الذي تفرق به بين الحق و الباطل و باسمک الذي تعلم به کيل البحار و عدد الرمال و وزن الجبال ان تفعل بي کذا کذا و اقبل علي حتي اذا صرنا بعرفات و ادمت الدعاء فلما أفضنا و صرنا الي المزدلفة و بتنا بها فرأيت رسول الله فقال لي هل بلغت حاجتک فتيقنت عندها.

الثالث ممن رآه في غيبته الصغري فيه عن ابي محمد الحسن بن وجنا النصيبي قال کنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع و خمسين حجة بعد العتمة و أنا أتضرع في الدعاء اذ حرکني محرک فقال قم يا حسن بن وجنا قال فقمت فاذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول انها من أبناء أربعين فما فوقها فمشت بين يدي و أنا لا أسألها عن شي ء حتي أتت بي دار خديجة و فيه بيت بابه في وسط الحايط و له درجة سدج ترتقي اليه فصعدت فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان يا حسن اتراک خفيت علي و الله ما من وقت في حجک الا و انا معک فيه ثم جعل يعد علي اوقاتي فوقعت مغشيا علي وجهي فحسست بيد قد وقعت علي فقمت فقال لي يا حسن الزم دار جعفر بن محمد و لا يهمنک طعامک و لا شرابک و لا ما يستر عورتک ثم دفع الي دفترا فيه دعاء الفرج و صلاته عليه فقال بهذا فادع و هکذا صل علي و لا تعطه الا محقي اوليائي فان الله جل جلاله موفقک فقلت يا مولاي أراک بعدها فقال يا حسن اذا شاء الله قال فانصرفت من حجتي و لزمت دار جعفر بن محمد فانا اخرج منها فلا أعود اليها الا لثلاث خصال لتجديد و ضوء أو لنوم أو لوقت الافطار فادخل بيتي وقت الافطار فاصيب رباعيا مملوءا ماء و رغيفا علي رأسه و عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآکل ذلک فهو کفاية لي و کسوة الشتاء في وقت الشتاء و کسوة الصيف في وقت الصيف و اني لأدخل الماء بالنهار و أرش البيت و ادخل الکوز



[ صفحه 364]



فارغا فاوتي بالطعام و لا حاجة لي اليه فاتصدق به کيلا يعلم بي من معي.

الرابع ممن رآه في غيبته الصغري عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعائي قال دخلت الي علي بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل ابي محمد عليه السلام قال يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم حججت عشرين حجة کل اطلب به عيان الامام فلم أجد الي ذلک سبيلا فبينا انا ذات ليلة نائم في مرقدي اذ رأيت قائلا يقول يا علي بن ابراهيم قد اذن الله لک في الحج فلم اعقل ليلتي حتي أصبحت فانا مفکر في أمري ارقب الموسم ليلي و نهاري فلما کان وقت الموسم اصلحت أمري و خرجت متوجها نحو المدينة فما زلت کذلک حتي دخلت يثرب فسألت عن آل ابي محمد (ع) فلم اجد له أثرا و لا سمعت له خبرا فأقمت مفکرا في امري حتي خرجت من المدينة اريد مکة فدخلت الجحفة و اقمت بها يوما و خرجت متوجها نحو الغدير و هو علي أربعة اميال من الجحفة فلما ان دخلت المسجد صليت و عفرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت الي الله لهم و خرجت اريد عسفان فما زلت کذلک حتي دخلت مکة فأقمت بها أياما اطوف البيت و اعتکفت فبينا أنا ليلة في الطواف اذا أنا بفتي حسن الوجه طيب الرائحة يتبختر في مشيه طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحککته فقال لي من اين الرجل فقلت من أهل العراق فقال لي من أي العراق قلت من الاهواز فقال لي أتعرف ابن الخضيب فقلت رحمه الله دعي فأجاب فقال (ره) فما کان اطول ليلته و اکثر تبتله و أغزر دمعته افعترف علي بن ابراهيم المهزيار فقلت أنا علي بن ابراهيم المهزيار فقال حياک الله ابا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينک و بين ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام فقلت معي قال اخرجها فأدخلت يدي في جيبي



[ صفحه 365]



فاستخرجتها فلما ان رآها لم يتمالک ان غرقت عيناه و بکي منتحبا حتي بل أطماره ثم قال اذن لک الان يا ابن المهزيار صر الي رحلک و کن علي اهبة من امرک حتي اذا لبس الليل جلبابه و غمر الناس ظلامه صر الي شعب بني عامر فانک ستلقاني هناک فصرت الي نزلي فلما أحسست بالوقت اصلحت رحلي و قدمت راحلتي و عکمتها شديدا و حملت و صرت في متنه و أقبلت مجدا في السير حتي وردت الشعب فاذا انا بالفتي قائم ينادي الي يا أبا الحسن الي فما زلت نحوه فلما قربت بدأني بالسلام و قال لي سر بنا يا أخي فما زال يحدثني و احدثه حتي تخرقنا جبال عرفات و سرنا الي جبال مني و انفجر الفجر الاول و نحن قد توسطنا جبال الطائف فلما ان کان هناک أمرني بالنزول و قال لي انزل فصل صلاة الليل فصليت و امرني بالوتر فأوترت و کانت فائدة منه ثم أمرني بالسجود و التعقبيب ثم فرغ من صلاته و رکب و امرني بالرکوب و سار و سرت معه حتي علا ذروة الطائف فقال هل تري شيئا قلت نعم أري کثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا فلما ان رأيته طابت نفسي فقال لي هناک الامل و الرجاء ثم قال سر بنا يا اخ فسار و سرت بمسيره الي ان انحدر من الذروة و سار في اسفله فقال انزل فههنا يذل کل صعب و يخضع کل جبار ثم قال خل عن زمام الناقة قلت فعلي من اخلفها فقال حرم القائم (عج) لا يدخله الا مؤمن و لا يخرج منه الا مؤمن فخليت عن زمام راحلتي و سار و سرت معه الي أن دني من باب الخباء فسبقني بالدخول و أمرني ان اقف حتي يخرج الي ثم قال لي ادخل هناک السلامة فدخلت فاذا أنا به جالس قد اتشح ببردة و اتزر باخري و قد کسر بردته علي عاتقه و هو کاقحوانة ارجوانة (اقحوان بابونج ارجوانة الاحمر) قد تکاثف عليها الندي و اصابها الم الهواء



[ صفحه 366]



(اصابة الندي تشبيه لما أصابه من العرق و اصابة الم الهواء لانکسار لون الحمرة و عدم اشتدادها) و اذا هو کغصن بان او قضيب ريحان سمحي سخي تقي نقي ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللاصق بل مربوع القامه مدور الهامة صلت الجبين ازج الحاجبين اقني الانف سهل الخدين علي خده الايمن خال کأنه فتاة مسک علي رضاضة العنبر فلما ان رأيته بدرته بالسلام فرد علي احسن ما سلمت عليه و شافهني و سألني عن أهل العراق فقلت سيدي قد البسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء فقال لي يا ابن المهزيار لتملکونهم کما ملکوکم و هم يومئذ أذلاء فقلت سيدي لقد بعد الوطن و طال المطلب فقال يا ابن المهزيار ابي ابو محمد عهد الي أن لا اجاور قوما غضب الله عليهم و لهم الخزي في الدنيا و الاخرة و لهم عذاب اليم و أمرني أن لا اسکن من الجبال الا و عرها و من البلاد الا قفرها و الله مولاکم اظهر التقية فوکلها بي فأنا في التقية الي يوم يؤذن لي فاخرج فقلت يا سيدي متي يکون هذ االامر فقال اذا حيل بينکم و بين سبيل الکعبة و اجتمع الشمس و القمر و استدار بهما الکواکب و النجوم فقلت متي يا ابن رسول الله قال لي في سنة کذا و کذا يخرج دابة الارض من بين الصفا و المروة و معه عصي موسي و خاتم سليمان تسوق الناس الي المحشر قال فأقمت عنده اياما و أذن لي بالخروج بعد ان استقصيت لنفسي و خرجت نحو منزلي و الله لقد سرت من مکة الي الکوفة و معي غلام يخدمني فلم ير الا خيرا و صلي الله علي محمد و آله و سلم.

الخامس ممن رآه في غيبته الصغري فيه عن ابي الاديان کنت اخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) و احمل کتبه الي الامصار فدخلت عليه



[ صفحه 367]



في علته التي توفي فيها فکتب معي کتبا فقال تمضي بها الي المدائن فانک ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل الي سر من رأي يوم الخامس عشر و تسمع الواعية في داري و تجدني علي المغتسل قال أبو الاديان فقلت يا سيدي فاذا کان ذلک فمن قال من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم بعدي فقلت زدني فقال من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت زدني فقال من أخبر عما في الهميان فهو القائم من بعدي ثم منعتني هيبته ان اسأله ما الهميان و خرجت بالکتب الي المداين و اخذت جواباتها و دخلت سر من رأي يوم الخامس عشر کما قال (ع) لي فاذا الواعية في داره و اذا أنا بجعفر بن علي (ع) أخيه بباب الدار و الشيعة حوله يعزونه و يهنئونه فقلت في نفسي أن يکن هذا الامام فقد حالت الامامة لاني کنت أعرفه يشرب النبيذ و يقامر في الجوسق و يلعب بالطنبور فتقدمت و عزيت و هنيت فلم يسألني عن شي ء ثم خرج عقيد فقال يا سيدي قد کفن اخوک فقم للصلاة عليه فدخل جعفر بن علي و الشيعة من حوله يقدمهم السمان و الحسن بن قتيل المعتصم المعروف بسلمة فلما صرنا بالدار اذا نحن بالحسن بن علي عليه السلام مکفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه فلما هم بالتکبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر بن علي و قال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة علي أبي عليه السلام فتأخر جعفر و قد اربد وجهه فتقدم الصبي فصلي عليه و دفن الي جانب قبر أبيه ثم قال يا بصري هات جوابات الکتب التي معک فدفعتها اليه و قلت في نفسي هذه اثنتان بقي الهميان ثم خرجت الي جعفر ابن علي و هو يزفر فقال له الحاجز الوشا يا سيدي من الصبي لتقيم عليه الحجة فقال و الله ما رأيته و لا عرفته فنحن جلوس اذ قدم نفر من قم فسألوا



[ صفحه 368]



عن الحسن بن علي عليه السلام فعرفوا موته فقالوا فمن فأشار الناس الي جعفر بن علي فسلموا عليه و عزوه و هنئوه و قالوا معنا کتب و مال فتقول ممن الکتب و کم المال فقام ينفذ اثوابه و يقول يريدون منا أن نعلم الغيب قال فخرج الخادم فقال معکم کتب فلان و فلان و هميان فيه الف دينار و عشر دنانير منها مطلسة فدفعوا الکتب و المال و قالوا الذي وجه بک لاجل ذلک هو الامام فدخل جعفر بن علي علي المعتمد و کشف له ذلک فوجه المعتمد خدمه فقبضوا علي صيقل الجارية و طالبوها بالصبي فأنکرته و ادعت حملا بها لتغطي علي حال الصبي فسلمت علي ابن ابي الشوارب و بلغتهم موت عبيد الله بن يحيي ابن خاقان فجأة و خروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلک عن الجارية فخرجت عن أيديهم و الحمد لله رب العالمين.

السادس ممن رآه فيغيبته الصغري و في کشف الغمة عن رشيق حاجب المادري بعث الينا المعتضد و أمرنا ان نرکب و نحن ثلاثة نفر و نخرج مخفين السروج و نجنب اخري و قال الحقوا بسامراء و اکبسوا دار الحسن بن علي فانه توفي و من رأيتم في داره فأتوني برأسه فکبسنا الدار کما أمرنا فوجدناها دارا سرية کان الايدي رفعت عنها في ذلک الوقت فرفعنا الستر و اذا سرداب في الدار الاخري فدخلناها و کان بحرا فيها و في اقصاه حصير و قد علمنا انه علي الماء وفوقه رجل من احسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت الينا و لا الي شي ء من أسبابنا فسبق أحمد بن عبد الله ليخطي فغرق في الماء و ما زال يضطرب حتي مددت يدي اليه فجلست فخلصته و أخرجته فغشي عليه و بقي ساعة و عاد صاحبي الثاني الي فعل ذلک فناله مثل ذلک فبقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت المعذرة الي الله و اليک فو الله ما علمت کيف الخبر و الي من



[ صفحه 369]



نجي ء و انا تائب الي الله فما التفت الي بشي ء مما قلت فانصرفنا الي المعتضد فقال اکتموه و الا ضربت رقابکم.

السابع ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من اصفهان قال حججت في سنة احدي و ثمانين و مأتين و کنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا فلما قدمنا مکة تقدم بعضهم فاکتري لنا دارا في زقاق بين سوق الليل و هي دار خديجة تسمي دار الرضا و فيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت علي أنها دار الرضا ما تکونين من اصحاب هذه الدار و لم سميت دار الرضا فقالت أنا من مواليهم و هذه دار الرضا علي بن موسي (ع) اسکننيها الحسن بن علي عليه السلام فاني کنت من خدمه فلما سمعت ذلک منها انست بها و أسررت الامر عن رفقائي المنافقين المخالفين فکنت اذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار و تغلق الباب و نلقي خلف الباب حجرا کبيرا کنا نديره خلف الباب فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي کنا فيه شبيها بضوء المشعل و رأيت الباب قد انفتح و لا أري أحدا فتحه من أهل الدار و رأيت رجلا ربعة اسمر الي الصفرة مايل قليل اللحم في وجهه سجادة عليه قميصان و ازار رقيق قد تقنع به و في رجله نعل طاق فصعد الي الغرفة في الدار حيث کانت العجوز تسکن و کانت تقول لنا ان في الغرفة ابنة لا تدع أحدا يصعد اليها فکت أري الضوء الذي رأيته يضي ء في الرواق علي الدرجة عند صعود الرجل الي الغرفة التي يصعدها ثم أراه في الغرفة من غير ان أري السراج بعينه و کان الذين معي يرون مثل ما أري فتوهموا ان هذا الرجل يختلف الي ابنة العجوز و ان يکون قد تمتع بها فقالوا هؤلاء البلدية يرون المتعة و هذا حرام لا يحل فيما



[ صفحه 370]



زعموا و کنا نراه يدخل و يخرج و يجي ء الي الباب و اذا الحجر علي حاله الذي ترکناه و کنا نغلق هذا الباب خوفا علي متاعنا و کنا لا نري أحدا يفتحه أو يغلقه و الرجل يدخل و يخرج و الحجر خلف الباب الي وقت ننحسه اذا خرجنا فلما رأيت هذه الاسباب ضرب علي قلبي و وقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز و أحببت أن أقف علي خبر الرجل فقلت لها يا فلانة اني أحب ان اسألک و افاوضک من غير حضور من معي فلا اقدر عليه فأنا احب اذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي الي لاسألک عن أمر فقالت لي مسرعة و أنا أريد ان اسر اليک شيئا فلم يتهيأ لي ذلک من أجل من معک فقلت ما أردت أن تقولي فقالت يقول لک و لم تدرکوا احدا لا تشاح اصحابک و شرکائک و لا تلاحهم فانهم اعداؤک و دارهم فقلت لها من يقول فقالت أنا أقول فلم اجسر لما دخل قلبي من الهيبة ان ارجعها فقلت أي أصحابي تعنين و ظننت انها تعني رفقائي الذين کانوا حجاجا معي قالت شرکاؤک الذين في بلدک و في الدار معک و کان جري بيني و بين الذين معي في الدار شرکة عنت في الدين فسعوا الي حتي هربت و استترت بذلک السبب فوقفت علي انها عنيت اولئک فقلت لها ما تکونين أنت من الرضا فقالت کنت خادمة للحسن بن علي عليه السلام فلما استيقنت ذلک قلت لاسألها عن النائب فقلت بالله عليک رأيته بعينک فقالت يا اخي لم أره بعيني فاني خرجت و اختي حبلي و بشرني الحسن بن علي عليه السلام باني سوف أراه في آخر عمري و قال لي تکونين له کما کنت لي و أنا اليوم منذ کذا بمصر و انما قدمت الان بکتابة و نفقة وجه بها الي علي يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية و هي ثلاثون دينارا و أمرني أن احج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه فوقع في قلبي ان الرجل الذي کنت أراه



[ صفحه 371]



هو فأخذت عشرة دراهم صحاحا فيها ستة رضوية و من ضرب الرضا (ع) قد کنت خبأتها لالقيها في مقام ابراهيم و کنت خبأتها لالقيها في مقام ابراهيم و کنت نذرت و نويت ذلک فدفعتها اليها و قلت في نفسي ادفعها الي قوم من ولد فاطمة افضل مما القيها في المقام و أعظم ثوابا فقلت لها ادفعي هذه الدراهم الي من يستحقها من ولد فاطمة و کان فينيتي أن الذي رأيته هو الرجل و انما تدفعها اليه فأخذت الدراهم و صعدت و بقيت ساعة ثم نزلت و قالت يقول لک ليس لنا فيها حق اجعلها في الموضع الذي نويت و لکن هذه الرضوية خذ نا بدلها و القها في الموضع الذي نويت ففعلت و قلت في نفس الذي امرت به عن الرجل ثم کان معي نسخة توقيع خرج الي القاسم بن العلا بأذربايجان فقلت لها تعرضين هذه النسخة علي انسان قد رأي توقيعات الغائب فقالت ناولني فاني اعرفه فأريتها النسخة و ظننت ان المرأة تحسن أن تقرأ فقالت لا يمکنني أن أقرأ في هذا المکان فصعدت الغرفة ثم انزلته فقالت صحيح و فيالتوقيع ابشرکم ببشري ما بشرت به غيرکم تم قالت يقول لک اذا صليت علي نبيک کيف تصلي فقلت اقول اللهم صل علي محمد و آل محمد و بارک علي محمد و آل محمد کأفضل ما صليت و بارکت و ترحمت علي ابراهيم و ال ابراهيم انک حميد مجيد فقالت لا اذا صليت فصل عليهم کلهم و سمهم فقلت نعم فلما کان من الغد نزلت و معها دفتر صغير فقالت يقول لک اذا صليت علي النبي (ص) فصل عليه و علي أوصيائه علي هذه النسخة فأخذتها و کنت اعمل بها و رأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة و ضوء السراج قائم و کنت افتح الباب و أخرج علي أثر الضوء و أنا أراه اعني الضوء و لا أري أحدا حتي يدخل المسجد و أري جماعة من الرجال من بلدان شتي يأتون باب هذه الدار فبعضهم



[ صفحه 372]



يدفعون الي العجوز رقاعا معهم و رايت العجوز قد دفعت اليهم کذلک الرقاع فيکلمونها و تکلمهم و لا أفهم عينهم و رأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي الي أن قدمت بغداد نسخة الدفتر الذي خرج بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد سيد المرسلين و خاتم النبيين و حجة رب العالمين المنتخب في الميثاق المصطفي في الظلال المطهر من کل افة البري ء من کل عيب المؤمل للنجاة المرتجي للشفاعة المفوض اليه دين الله اللهم شرف بنيانه و عظم برهانه و افلح حجته و ارفع درجته و اضيي ء نوره و بيض وجهه و اعطه الفضل و الفضيلة و الدرجة و الوسيلة الرفيعة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون و الاخرون و صل علي اميرالمؤمنين و وارث المرسلين و قايد الغر المحجلين و سيد الوصيين و حجة رب العالمين و صلي علي الحسن بن علي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي الحسين بن علي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي محمد بن علي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي جعفر بن محمد امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي موسي بن جعفر امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي علي بن موسي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي محمد بن علي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي علي بن محمد امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي الحسن بن علي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل علي الخلف الصالح الهادي المهدي امام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين اللهم صل علي محمد و أهل بيته الائمة



[ صفحه 373]



الهادين المهديين العلماء الصادقين الابرار المتقين دعائم دينک و أرکان توحيدک و تراجمة وحيک و حجتک علي خلقک و خلفائک في أرضک الذين اخترتهم لنفسک و اصطفيتهم علي عبادک و أرتضيتهم لدينک و خصصتهم بمعرفتک و جللتهم بکرامتک و غشيتهم برحمتک و ربيتهم بنعمتک و غذيتهم بحکمتک و ألبستهم نورک و رفعتهم في ملکوتک و حففتهم بملائکتک و شرفتهم بنبيک اللهم صل علي محمد و عليهم صلاة کثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها الا أنت و لا يسعها الا علمک و لا يحصيها أحد غيرک اللهم و صل علي وليک المحيي سنتک القائم بأمرک الداعي اليک الدليل عليک و حجتک علي خلقک و خليفتک في أرضک و شاهدک علي عبادک اللهم اعز نصره و مد في عمره و زين الارض بطول بقائه اللهم اکفه بغي الحاسدين و اعذه من شر الکائدين و ازجر عنه ارادة الظالمين و خلصه من أيدي الجبارين اللهم اعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و عدوه و جميع أهل زمانه ما تقر به عينه و تسر به نفسه و بلغه أفضل أمله في الدنيا و الاخرة انک علي کل شي ء قدير اللهم جدد به ما محي من دينک و أحي به ما بدل من کتابک و اظهر به ما غير من حکمک حتي يعود دينک به و علي يديه غضا جديدا خالصا مخلصا لا شک فيه و لا شبهة معه و لا باطل عنده و لا بدعة لديه اللهم نور بنوره کل ظلمة و هد برکنه کل بدعة و اهدم بعزته کل ضلالة و اقصم به کل جبار و اخمد بسيفه کل نار و اهلک بعدله کل جائر و أجر حکمه علي کل حکم و أذل بسلطانه کل سلطان اللهم أذل کل من ناواه و اهلک کل من عاداه و امکر بمن کاده و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره و سعي في اطفاء نوره و اراد اخماد ذکره اللهم صل علي محمد المصطفي و علي المرتضي و فاطمة الزهراء و الحسن



[ صفحه 374]



الرضا و الحسين المصطفي و جميع الاوصياء مصابيح الدجي و اعلام الهدي و منار التقي و العروة الوثقي و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل علي وليک و ولاة عهده و الائمة من ولده و مد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم اقصي آمالهم دينا و دنيا و آخرة انک علي کل شي ء قدير.

الثامن ممن رآه فيغيبته الصغري في الکافي عن ابي سعيد غانم الهندي قال کنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة و اصحاب لي يقعدون علي کراسي عن يمين الملک أربعون رجلا کلهم يقرأ الکتب الاربعة التوراة و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم نقضي بين الناس و نفقههم في دينهم و نفتيهم في حلالهم و حرامهم يفزع الينا الملک و من دونه فتجارينا ذکر رسول الله (ص) فقلنا هذا هذا النبي المذکور في الکتب قد خفي علينا أمره و يجب علينا الفحص عنه و طلب أثره و اتفق رأينا و توافقنا علي ان اخرج فأرتاد لهم فخرجت و معي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتي قربت من کابل فعرض لي قوم من الترک فقطعوا علي و أخذوا مالي و جرحت جراحات شديدة و دفعت الي مدينة کابل فانفذني ملکها لما وقف علي خبري الي مدينة بلخ و عليها اذ ذاک داود بن العباس بن أبي اسود فبلغه خبري و اني خرجت مرتادا من الهند و تعلمت الفارسية و ناظرت الفقهاء فناظروني فاعلمتهم اني خرجت من بلدي اطلب هذا النبي الذي وجدته في الکتب فقال لي من هو و ما اسمه فقلت محمد (ص) فقال هو نبينا تطلب فسألتهم عن شرايعه فأعلموني فقلت لهم أنا اعلم ان محمدا لنبي و لا أعلمه هذا الذي تصفون ام لا فأعلموني موضعه لاقصده فأسأله عن علامات عندي و دلالات فان کان صاحبي الذي طلبت



[ صفحه 375]



آمنت به فقالوا قد مضي (ص) قلت فمن وصيه و خليفته فقالوا أبو بکر قلت فسموه لي فان هذه کنيته قالوا عبد الله بن عثمان و نسبوه الي قريش قلت فانسبوا لي محمدا و هل لمحمد قرابة الي وصيه و خليفته فنسبوه فقلت ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي اطلبه خليفته اخوه في الدين و ابن عمه في النسب و زوج ابنته و أبو ولده و ليس لهذا النبي ذرية علي الارض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته قال فوثبوا بي و قالوا يا أيها الامير ان هذا قد خرج من الشرک الي الکفر هذا حلال الدم فقلت لهم يا قوم أنا رجل معي دين متمسک به لا افارقه حتي أري ما هو أقوي منه اني وجدت صفة الرجل في الکتب الذي أنزلها الله عز و جل علي أنبيائه و انما خرجت من بلاد الهند و من العز الذي کنت فيه طلبا له فلما فحصت عن أمر صاحبکم الذي ذکرتم لم يکن النبي الموصوف في الکتب فکفوا عني و بعث العامل الي رجل يقال له الحسين بن اسکب فدعاه فقال له ناظر هذا الرجل الهندي فقال له الحسين اصلحک الله عندک الفقهاء و العلماء و هم أعلم و أبصر بمناظرته فقال له ناظره کما أقول لک و اخل به و الطف به فقال لي الحسين بن اسکب بعد ما فاوضته ان صاحبک الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء و ليس الامر في خليفته کما قالوا هذا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و وصيه علي ابن ابي طالب بن عبد المطلب و هو زوج فاطمة بنت محمد (ص) و أبو الحسن و الحسين سبطي محمد (ص) قال غانم أبو سعيد فقلت الله أکبر هذا الذي طلبت فانصرفت الي داود بن العباس فقلت له أيها الامير وجدت ما طلبت و أنا أشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله قال فبرني و وصلني و قال للحسين عليه السلام تفقده قال فمضيت اليه حتي الست به وفقهني مما



[ صفحه 376]



احتجت اليه من الصلاة و الصيام و الفرائض قال فقلت له انا نقرأ في کتبنا ان محمدا خاتم النبيين لا نبي بعده و ان الامر من بعده الي وصيه و خليفته من بعده ثم الي الوصي لا يزال أمر الله جاريا في أعقابهم حتي تنقضي الدنيا فمن وصي وصي محمد قال الحسن ثم الحسين عليهماالسلام ابنا محمد ثم ساق الامر في الوصية حتي انتهي الي صاحب الزمان ثم اعلمني ما حدث فلم يکن لي همة الا طلب الناحية فوافي قم وفد من اصحابنا في سنة اربع و ستين و خرج معهم حتي وافي بغداد و معه رفيق له من أهل السند کان صحبه علي المذهب فحدثني غانم قال و انکرت من رفيقي بعض اخلاقه فهجرته و خرجت حتي صرت الي العباسية اتهيأ للصلاة و اصلي و أنا واقف متفکرا فيما قصدت لطلبه اذا أنا بآت قد أتاني فقال أنت فلان اسمه بالهند قلت نعم قال أجب مولاک فمضيت معه فلم يزل يتخلد في الطرق حتي أتي دارا و بستانا فاذا أنا به (ع) جالس فقال مرحبا يا فلان بکلام الهند کيف حالک و کيف خلفت فلانا و فلانا و فلانا حتي عد الاربعين کلهم فسألني عنهم واحدا واحدا ثم أخبرني بما تجاريناه کل ذلک بکلام الهند ثم قال أردت أن تحج مع أهل قم قلت نعم يا سيدي فقال لا تحج معهم و انصرف سنتک هذه و حج في القابل ثم القي الي صرة کانت بين يديه فقال لي اجعلها نفقتک و لا تدخل الي بغداد الي فلان سماه و لا تطلعه علي شي ء و انصرف الينا الي البلد ثم و افانا بعد الفتوح فأعلمونا ان اصحابنا انصرفوا من العقبة و مضي نحو خراسن فلما کان في قابل حج و ارسل الينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدة ثم مات رحمه الله.

التاسع ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن محمد بن احمد بن



[ صفحه 377]



خلف قال نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعباسية علي مرحلتين من فسطاط مصر و تفرق غلماني في النزول و بقي معي في المسجد غلام اعجمي فرأيت في زاويته شيخا کثير التسبيح فلما زالت الشمس رکعت و صليت الظهر في أول وقتها و دعوت بالطعام و سألت الشيخ ان يأکل معي فأجابني فلما طعمنا سألته عن اسمه و اسم أبيه و عن بلده و حرفته فذکر ان اسمه محمد بن عبيد الله و انه من أهل قم و ذکر انه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق و ينتقل في البلدان و السواحل و انه اوطن مکة و المدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الاخبار و يتتبع الآثار فلما کان في سنة ثلاث و تسعين و مأتين طاف بالبيت ثم صار الي مقام ابراهيم فرکع فيه و غلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله قال فتأملت الداعي فاذا هو شاب أسمر لم ار قط في حسن صورته و اعتدال قامته ثم صلي فخرج و سعي فتبعته و اوقع الله في نفسي انه صاحب الزمان فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره فلما قربت منه اذا أنا بأسود مثل الفينق قد اعترضني فصاح بي بصوت لم اسمع أهول منه ما تريد عافاک الله فارتعدت و وقفت و زال الشخص عن بصري و بقيت متحيرا فلما طال بي الوقوف و الحيرة انصرفت الوم نفسي و أعذلها بانصرافي بزجرة الاسود فخلوت بربي عز و جل ادعوه و أسأله بحق رسوله و آله أن لا يخيب سعيي و ان يظهر لي ما يثبت به قلبي و يزيد فيبصري فلما کان بعد سنين زرت قبر المصطفي (ص) فبينا أنا في الروضة التي بين القبر و المنبر اذ غلبتني عيني فاذا محرک يحرکني فاستيقظت فاذا أنا بالاسود فقال ما خبرک و کيف کنت فقلت احمد الله و اذمک فقال لا تفعل فاني امرت بما خاطبتک به و قد ادرکت خيرا کثيرا فطب نفسا و ازدد من الشکر لله عز



[ صفحه 378]



و جل علي ما ادرکت و عانيت ما فعل فلان و سمي بعض اخواني المستبصرين فقلت ببرقة (قرية من قري قم) فقال صدقت ففلان و سمي رفيقا لي مجتهدا في العبادة مستبصرا في الديانة فقلت بالاسکندرية حتي سمي لي عدة من اخواني ثم ذکر اسما غريبا فقال ما فعل فقفور قلت لا اعرفه فقال کيف لا تعرفه و هو رومي فيهديه الله فيخرج ناصر من قسطنطنية ثم سألني عن رجل آخر فقلت لا اعرفه فقال هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي امض الي أصحابک فقل لهم نرجو ان يکون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين و في الانتقام من الظالمين و قد لقيت جماعة من أصحابي و أديت اليهم و أبلغتهم ما حملت و أنا منصرف و اشير عليک ان لا تتلبس بما يثقل به ظهرک و تتعب به جسمک و ان تحبس نفسک علي طاعة ربک فان الامر قريب ان شاء الله فأمرت خازني فأحضر لي خمسين دينارا و سألته قبولها فقال يا اخي قد حرم الله علي أن أخذ منک ما أنا مستغن عنه کما أحل لي أن اخذ منک الشي ء اذا احتجت اليه فقلت هل سمع هذا الکلام منک احد غيري من اصحاب السلطان فقال نعم اخوک احمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته باذربايجان و قد استأذن للحج تأميل أن يلقي ما لقيت فحج احمد بن الحسين الهمداني (ره) في تلک السنة فقتله رکزويد بن مهرويه و افترقنا و انصرفت الي الثغر ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الاصغر يقال انه يعلم من هذا الامر شيئا فثابرت عليه حتي انس بي و سکن الي و وقف علي صحة عقيدتي فقلت له يا ابن رسول الله بحق آبائک الطاهرين لما جعلتني مثلک في العلم بهذا الامر فقد شهد عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب اياي بمذهبي و اعتقادي و انه غزا بلادي مرارا فسلمني الله منه فقال يا اخي اکتم ما تسمع مني الخبر في



[ صفحه 379]



هذه الجبال و انما يري العجايب الذين يحملون الزاد في الليل و يقصدون به مواضع يعرفونها فقد نهينا عن الفحص و التفتيش فودعته و انصرفت عنه.

العاشر ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن يوسف بن احمد الجعفري قال حججت سنة ست و ثلاثمأة و جاورت بمکة تلک السنة و ما بعدها الي سنة تسع و ثلاث مأة ثم خرجت عنها منصرفا الي الشام فبينا أنا في بعض الطريق و قد فاتنني صلاة الفجر فنزلت من المحمل و تهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت اعجب منهم فقال أحدهم مم تعجب ترکت صلاتک و خالفت مذهبک فقلت للذي يخاطبني و ما علمک بمذهبي فقال تحب أن تري صاحب زمانک فقلت نعم فأومي الي أحد الاربعة فقلت ان له دلايل و علامات فقال انما احب اليک ان تري الجمل و ما عليه صاعدا الي السماء أو تري المحمل صاعدا الي السماء فقلت أيهما کان فهي دلالة فرأيت الجمل و ما عليه يرتفع الي السماء و کان الرجل اومي الي رجل به سمرة و کان لونه الذهب بين عينيه سجادة.

الحادي عشر ممن رآه في غيبته الصغري عن علي بن ابراهيم عن الاودي قبل سنة ثلاثمأة بينا أنا في الطواف قد طفت ستة و أريد أن اطوف السابعة فاذا أنا بحلقة عن يمين الکعبة و شاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب و مع هيبته متقرب الي الناس فلم أر احسن من کلامه و لا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت اکلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا فقال ابن رسول الله (ص) يظهر للناس في کل سنة يوما لخواصه فيحدثهم فقلت مسترشدا اياک فارشدني هداک الله قال فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه ما الذي دفع اليک ابن رسول الله فقلت حصاة فکشفت



[ صفحه 380]



عن يدي فاذا أنا بسبيکة من ذهب فذهبت فاذا أنا به قد لحقني فقال ثبتت عليک الحجة و ظهر لک الحق و ذهب عنک العمي أتعرفني فقلت اللهم لا قال أنا المهدي أنا قائم الزمان أنا قائم الزمان أنا الذي أملأها عدلا کما ملئت جورا ان الارض لا تخلو من حجة و لا يبقي الناس في فترة أکثر من تيه بني اسرائيل و قد ظهر أيام خروجي فهذه امانة في رقبتک فحدث بها اخوانک من أهل الحق.

الثاني عشر ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن ابي نعيم محمد ابن احمد الانصاري قال کنت حاضرا عند المستجار بمکة و جماعد زهاء ثلاثين رجلا لم يکن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث و تسعين و مأتين اذ خرج علينا شاب من الطواف عليه أزاران محرم بهما و في يده نعلان فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له و لم يبق منا أحد الا قام فسلم علينا و جلس متوسطا و نحن حوله ثم التفت يمينا و شمالا ثم قال أتدرون ما کان يقول أبو عبد عبدالله في دعائه الالحاح قلنا و ما کان يقول قال کان يقول اللهم اني اسألک باسمک الذي به تقوم السماء و به تقوم الارض و به تفرق بين الحق و الباطل و به تجمع بين المتفرق و به تفرق بين المجتمع و به احصيت عدد الرمال وزنة الجبال وکيل البحار ان تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا ثم نهض و دخل الطواف فقمنا لقيامه حتي انصرف و نسينا ان نذکر امره و ان نقول من هو و أي شي ء هو الي الغد في ذلک الوقت فخرج علينا من الطواف فقمنا له کقيامنا بالامس و جلس في مجلسه متوسطا و توسطنا فنظر يمينا و شمالا و قال أتدرون ما کان يقول اميرالمؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة فقلنا و ما کان يقول قال کان يقول اليک رفعت الاصوات و دعيت



[ صفحه 381]



الدعوة و لک عنت الوجوه و لک خضعت الرقاب و اليک التحاکم في الاعمال يا خير من سئل و يا خير من اعطي يا صادق يا باري ء يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدعاء و وعد بالاجابة يا من قال ادعوني استجب لکم يا من قال و اذا سألک عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون يا من قال يا عبادي الذين اسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لبيک و سعديک ها أنا ذا بين يديک المسرف و انت القائل لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ثم نظر يمينا و شمالا بعد هذا الدعاء فقال اتدرون ما کان اميرالمؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشکر فقلت و ما کان يقول قال کان يقول يا من لا تزيده کثرة العطاء الا سعة و عطاء يا من لا تنفد خزائنه يا من له خزائن السماوات و الارض يا من له خزائن ما دق و جل لا يمنعک اساءتي من احسانک أنت تفعل بي الذي أنت أهله فأنت أهل الجود و الکرم و العفو و التجاوز يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله فاني أهل العقوبة و قد استحققتها لا حجة لي و لا عذر لي عندک أبدأ لک بذنوبي کلها و أعترف بها کي تعفو عني و أنت اعلم بها مني أبدأ لک بکل ذنب أذنبه و کل خطيئة احتملتها و کل سيئة عملتها رب اغفر لي و ارحم و تجاوز عما تعلم انک أنت الاعز الاکرم و قام فدخل الطواف فقمنا لقيامه و عاد من الغد في ذلک الوقت فقمنا لاقباله کفعلنا فيما مضي فجلس متوسطا و نظر يمينا و شمالا فقال کان علي بن الحسين عليه السلام سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع و أشار بيده الي الحجر تحت الميزاب عبيدک بفنائک مسکينک بفنائک فقيرک بفنائک سائلک بفنائک يسألک ما لا يقدر عليه غيرک ثم نظر



[ صفحه 382]



يمينا و شمالا و نظر الي محمد بن القاسم من بيننا فقال يا محمد بن القاسم أنت علي خير ان شاء الله و کان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ثم قام فدخل الطواف فما بقي منا أحد الا و قد الهم ما ذکره من الدعاء و نسينا ان نتذاکر أمره الا في آخر يوم فقال لنا أبو علي المحمودي يا قوم اتعرفون هذا هذا و الله صاحب زمانکم فقلنا و کيف علمت يا أبا علي فذکر انه مکث سبع سنين يدعو ربه و يسأله معاينة صاحب الزمان قال فبينا نحن يوما عشية عرفة و اذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء و عيته فسألته ممن هو فقال من الناس قلت من أي الناس قال من عربها قلت من أي عربها قال من أشرفها قلت و من هم قال بنو هاشم قلت من اي بني هاشم قال من أعلاها ذروة و اسناها قلت ممن قال ممن فلق الهام و اطعم الطعام و صلي و الناس نيام فقال فعلمت انه علوي فأحببته علي العلوي ثم افتقدته من بين يدي فلم ادر کيف مضي فسألت القوم الذين کانوا حوله تعرفون هذا العلوي قالوا نعم يحج معنا في کل سنة ماشيا فقلت سبحان الله و الله ما أري به أثر مشي قال فانصرفت الي المزدلفة کئيبا حزينا علي فراقه و نمت من ليلتي تلک فاذا أنا برسول الله (ص) فقال يا احمد رأيت طلبتک فقلت و من ذاک يا سيدي فقال الذي رأيته في عشيتک هو صاحب زمانک قال فلما سمعنا ذلک منه عاتبناه ان لا يکون اعلمنا ذلک فذکر انه کان ينسي أمره الي وقت ما حدثنا به.

الثالث عشر ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن الزهري قال طلبت هذا الامر طلبا شافيا حتي ذهب لي فيه مال صالح فوقعت الي العمري و خدمته و لزمته و سألته بعد ذلک عن صاحب الزمان فقال لي ليس الي ذلک وصول فخضعت فقال لي بکر بالغداة فوافيت و استقبلني و معه شاب من



[ صفحه 383]



أحسن الناس وجها و أطيبهم رائحة بهيئة التجار و في کمه شي ء کهيئة التجار فلما نظرت اليه دنوت من العمري فأومي الي فعدلت اليه و سألته فأجابني عن کل ما أردت ثم مر ليدخل الدار و کانت من الدور التي لا نکترث لها فقال العمري اذا أردت أن تسأل سل فانک لا تراه بعد ذا فذهبت لا سأل فلم يسمع و دخل الدار و ما کلمني بأکثر من أن قال ملعون ملعون من أخر العشاء الي ان تشتبک النجوم ملعون ملعون من أخر الغداة الي ان تنقضي النجوم و دخل الدار.

الرابع عشر ممن رآه في غيبته الصغري في الکافي عن بعض أهل المداين قال کنت حاجا مع رفيق لي فوافينا الي الموقف فاذا شاب قاعد عليه ازار و رداء و في رجله نعل صفراء قومت الازار و الرداء بمأة و خمسين دينارا و ليس فيه اثر السفر فدنا منا سائل فرددناه فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئا من الارض و ناوله فدعا له السائل و اجتهد في الدعاء و اطال فقام الشاب و غاب عنا فدنونا من السائل فقلنا له ويحک ما اعطاک فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا فقلت لصاحبي مولانا عندنا و نحن لا ندري ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف کله فلم نقدر عليه فسألنا من کان حوله من أهل مکة و المدينة فقالوا شاب علوي يحج في کل سنة ماشيا.

الخامس عشر ممن رآه في غيبته الصغري في البحار عن ابي ذر احمد ابن ابي سورة و هو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي و کان زيديا قال سمعت هذه الحکاية من جماعة يروونها عن ابي (ره) انه خرج الي الحير قال فلما صرت الي الحير اذا شاب حسن الوجه يصلي ثم انه ودع و ودعت و خرجنا فجئنا الي الشرعة فقال لي يا باسورة أين تريد فقلت الکوفة فقال



[ صفحه 384]



لي مع من قلت مع الناس قال لي لا تريد نحن جميعا نمضي قلت و من معا فقال ليس نريد معنا أحدا قال فمشينا ليلتنا فاذا نحن علي مقابر مسجد السهلة فقال لي هو ذا منزلک فان شئت فامض فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقتي و بعيلتي فلم يزل يماشيني حتي انتهيت الي النواويس في السحر فجلسنا ثم حفر بيده فاذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلي ثلاث عشرة رکعة ثم قال امض الي ابي الحسن علي بن يحيي فاقرأه السلام و قل له يقول لک الرجل ادفع الي ابي سورة من السبعمأة دينار التي مدفونة في موضع کذا و کذا مأة دينار و اني مضيت من ساعتي الي منزله فدققت الباب فقيل من هذا فقلت قولي لابي الحسن هذا أبو سوة فسمعته يقول مالي و لابي سورة ثم خرج الي فسلمت عليه و قصصت عليه الخبر فدخل و أخرج الي مأة دينار فقبضتها فقال صافحته فقلت نعم فأخذ يدي فوضعها علي عينيه و مسح بها وجهه.