بازگشت

بعض من رأي الحجة في حياة أبيه


أول من رآه حکيمة بنت محمد بن علي بن موسي عليه السلام عمة الحسن العسکري انها رأت القائم ليلة مولده و بعد ذلک عن نسيم و مراية قالتا لما خرج صاحب الزمان من بطن امه سقط جاثيا علي رکبتيه رافعا بسبابتيه نحو السماء فعطس فقال الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله عبدالله اولا و آرا غير مستنکف و لا مستکبر ثم قال زعمت الظلمة ان حجة الله داحضة و لو اذن الله لنا لزال الشک.

الثاني ممن رآه في حياة أبيه (ع) في کشف الغمة عن ابي بصير الخادم قال دخلت علي صاحب الزمان و هو في المهد فقال لي علي بالصندل الاحمر فأتيته به فقال أتعرفني قلت نعم أنت سيدي و ابن سيدي فقال ليس عن هذا



[ صفحه 341]



سألتک فقلت فسر لي فقال أنا خاتم الاوصياء و بي يرفع الله البلاء من هل شيعتي.

الثالث ممن رآه في حياة أبيه (ع) و فيه عن ابي نعيم محمد بن احمد الانصاري قال وه قوم من المفوضة کامل بن ابراهيم المدني الي ابي ممد قال فقلت في نفسي لئن دخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتي و کنت جلست الي باب عليه ستر مسبل فجاءت الريح فکشفت طرفه و اذا أنا بفتي کأنه فلقة قمر من أبناء اربع سنين أو مثلها فقال لي يا کامل بن ابراهيم فاقشعررت من ذلک فقلت لبيک يا سيدي قال جئت الي ولي الله تسأله لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتک و قال مبقالتک قلت اي و الله قال اذا و الله يقل داخلها و الله انه ليدخلنها قوم يقال لهم الحقيقة قلت و من هم قال هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه و لا يدرون ما حقه و فضله انهم قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلا من معرفة الله و رسوله و الائمة و نحوها ثم قال و جئت تسأل عن مقالة المفوضة کذبوا بل قلوبنا اوعية لمشيئة الله فاذا شاء الله شئنا و الله يقول و ما تشاؤن الا أن يشاء الله فقال لي ابو محمد ما جلوسک فقد اسک لحاجتک.

الرابع ممن رآه في حياة أبيه (ع) و فيه عن نسيم خادم ابي محمد (ع) قال دخلت علي صاحب الزمان بعدمولده بعشرة أيام فعطست عنده فقال يرحمک الله قال ففرحت بذلک فقال لي الا ابشرک في العطاس و هو امام من الموت ثلاثة أيام (و فيه) عن حکيمة قالت دخلت علي ابي محمد بن أربعين يوما من ولادة نرجس فاذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار فم أر لغة أفصح من لغته فتبسم أبو محمد فقال انا معاشر الائمة ننشأ في کل يوما کما



[ صفحه 342]



ينشأ غيرنا في الشهر و ننشأ في الشهر کما ينشأغيرنا في عصر النسة قالت ثم کنت بعد ذلک أسأل أبا محمد عنه فقال استودعناه الذي استودعت ام موسي ولدها عنده.

الخامس ممن رآه في حياة أبيه (ع) و في البحار عن جماع من الشيعة منهم علي بن بلال و احمد بن هلال و محد بن معاوية بن حکيم و الحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا اجتمعنا الي ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده و في مجلسه اربعون رجلا فقام اليه عثمان بن سعيد العمري فقال له يا ابن رسول الله اريد ان اسألک عن امر أنت أعلم به مني فقال عليه السلام له اجلس يا عثمان فقام مغضبا ليخرج فقال لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد الي أن کان بعد ساعة فصاح عليه السلام بعثمان فقام علي قدميه قال اخبرکم لم جئتم قالوا نعم يا ابن رسول الله (ص) قال جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي قالوا نعم فاذا غلام کأنه قطع قمر اشبه الناس بأبي محمد (ع) فقال هذا امامکم من بعدي و خليفتي عليکم اطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في أديانکم الا و انکم لاترونه من بعد يومکم هذا حتي يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله و انتهوا الي أمره و اقبلوا قوله فهو خليفة امامک و الامر اليه.

السادس ممن رآه في حياة أبيه (ع) في الاحتجاج و تبصرة الولي باختلاف يير عن سعد بن عبدالله القمي قال کنت امرأ لهجا بجمع الکتب المشتملة علي غوامض العلوم و دقائقها لفا باستظهار ما يصح من حقائقها مغر ما بحفظ مشتبهها و مستغلقها شحيحا علي ما اظفر به من معاضلها و مشکلاتها متعصبا لمذهب الامامية راغبا عن الامن و السلامة في انتظار التنازع و التخاصم و التعدي



[ صفحه 342]



ينشأ غيرنا في الشهر و ننشأ في الشهر کما ينشأ غيرنا في عصر السنة قالت ثم کنت بعد ذلک أسأل أبا محمد عنه فقال استودعناه الذي استودعت ام موسي ولدها عنده.

الخامس ممن رآه في حياة أبيه (ع) و في البحار عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال و احمد بن هلال و محمد بن معاوية بن حکيم و الحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا اجتمعنا الي ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده و في مجلسه اربعون رجلا فقام اليه عثمان بن سعيد العمري فقال له يا ابن رسول الله اريد ان اسألک عن امر أنت أعلم به مني فقال عليه السلام له اجلس يا عثمان فقام مغضبا ليخرج فقال لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد الي أن کان بعد ساعة فصاح عليه السلام بعثمان فقام علي قدميه قال اخبرکم لم جئتم قالوا نعم يا ابن رسول الله (ص) قال جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي قالوا نعم فاذا غلام کأنه قطع قمر اشبه الناس بأبي محمد (ع) فقال هذا امامکم من بعدي و خليفتي عليکم اطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في أديانکم الا و انکم لا ترونه من بعد يومکم هذا حتي يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله و اتنهوا الي أمره و اقبلوا قوله فهو خليفة امامکم و الامر اليه.

السادس ممن رآه في حياة أبيه (ع) في الاحتجاج و تبصرة الولي باختلاف يسير عن سعد بن عبد الله القمي قال کنت امرأ لهجا بجمع الکتب المشتملة علي غوامض العلوم و دقائقها کلفا باستظهار ما يصح من حقائقها مغرما بحفظ مشتبهها و مستغلقها شحيحا علي ما اظفر به من معاضلها و مشکلاتها متعصبا لمذهب الامامية راغبا عن الامن و السلامة في انتظار التنازع و التخاصم و التعدي



[ صفحه 343]



الي التباغض و التشاتم معيبا للفرق ذوي الخلاف کاشفا عن مثالب ائمتهم هتاکا لحجب قادتهم الي أن بليت بأشد النواصب منازعة و اطولهم مخاصمة و اکثرهم جدلا و اشنفهم سؤالا و أثبتهم علي الباطل قدما فقال ذات يوم و انا اناظره تبالک و لاصحابک يا سعد انکم معاشر الرافضة تقصدون علي المهاجرين و الانصار بالطعن عليهما و تجحدون من رسول الله ولايتهما و امامتهما هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته اما علمتم ان رسول الله ما اخرجه مع نفسه الي الغار الا علما منه بأن الخلافة له من بعده و انه هو المقلد من امر التأويل و الملقي اليه ازمة الامة و عليه المعول في شعب الصدع و لم الشعث و سد الخلل و اقامة الحدود و تسريب الجيوش لفتح بلاد الشرک کما اشفق علي نبوته اشفق علي خلافته اذ ليس من حکم الاستتار و التواري ان يروم الهارب من الشر مساعدة الي مکان يستخفي فيه و لما رأينا النبي (ص) متوجها الي الانجحار و لم تکن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول الله (ص) بأبي بکر الي الغار للعلة التي شرحناها و انما أبات عليا علي فراشه لما لم يکن ليکترث له و لم يحفل به و لاستثقاله و لعلمه بأنه ان قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها قال سعد فاوردت عليه أجوبة شتي فما زال يقصد کل واحد منها بالنقض و الرد علي ثم قال يا سعد دونکها اخري بمثلها تحطم اناف الروافض الستم تزعمون ان الصديق المبرأ من دنس الشکوک و الفاروق المحامي عن بيضة الاسلام کانا يسران النفاق و استدللتم بليلة العقبة اخبرني عن الصديق اسلم طوعا أو کرها قال سعد فاحتملت لدفع هذه المسألة عني خوفا من لالزام و حذرا مني ان اقررت لهما بطواعيتهما و الاسلام احتج بأن بدو النفاق و نشوؤه في القلب لا يکون الا



[ صفحه 344]



عند هبوب روائح القهر و الغلبة و اظهار البأس الشديد في حمل المرء علي من ليس ينقاد له قلبه نحو قول الله عز و جل فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و کفرنا بما کنا به مشرکين فلم يک ينفعهم ايمانهم لما رأو بأسنا و ان قلت اسلما کرها کان يقصدني بالطعن اذ لم يکن ثم سيوف منتضاة کانت تريهما البأس قال سعد فصددت منه مزورا قد انتفخت احشائي من الغضب و تقطع کبدي من الکرب و کنت قد اتخذت طومارا و اثبت فيه نيفا و اربعين مسألة من صعاب المسائل لم اجد لها مجيبا علي ان اسأل فيها خير أهل بلدي احمد بن اسحق صاحب مولانا ابي محمد (ع) فارتحلت خلفه و قد کان خرج قاصدا نحو مولانا بسر من راي فلحقته في بعض المناهل فلما تصافحنا قال بخير لحاقک بي قلت الشوق ثم العادة في الاسئلة قال قد تکافينا هذه اللحظة الواحدة فقد برح بي العزم الي لقاء مولنا ابي محمد و اريد ان اسأله عن معاضل في التأويل و مشاکل من التنزيل فدونکها الصحبة المبارکة فانها تقف بک علي ضفة بحر لا تنقضي عجائبه و لا تفني غرائبه و هو امامنا فوردنا سر من رأي فانتهينا منها الي باب سيدنا فاستأذن فخرج الاذن بالدخول عليه و کان علي عاتق احمد بن اسحق جراب قد غطاه بکساء طبري فيه ستون و مأة صرة من الدنانير و الدراهم علي کل صرة منها ختم صاحبها قال سعد فما شبهت مولانا أبا محمد حين غشينا نور وجهه الا بدرا قد استوفي من لياليه أربعا بعد عشر و علي فخذه الايمن غلام يناسب المشتري في الخلقة و المنظر و علي رأسه فرق بين و قرطين کأنه الف بين واوين و بين يدي مولانا رمانة ذهبية تلمع بدايع نقوشها وسط غرايب الفصوص المرکبة عليها قد کان أهداها اليه بعض رؤساء أهل البصرة و بيده قلم اذا أراد ان يسطر به علي البياض قبض



[ صفحه 345]



الغلام علي أصابعه فکان مولانا يدحرج الرمانة بين يديه و يشغله بردها لئلا يصده عن کتبه ما أراد فسلمنا فألطف في الجواب و اومي الينا بالجلوس فلما فرغ من کتبة البياض الذي کان بيده اخرج احمد بن اسحق جرابه من طي کسائه فوضعه بين يديه فنظر الهادي الي الغلام و قال له يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتک فقال يا مولاي أيجوز ان أمد يدا طاهرة الي هدايا نجسة و أموال رجسة قد شيب أحلها بأحرمها فقال مولاي يا ابن اسحق استخرج ما في الجراب ليميز بين الأحل و الاحرم منها فأول صرة بدأ أحمد باخراجها فقال الغلام هذه لفلان ابن فلان من محلة کذا بقم تشتمل علي اثنين و ستين دينارا فيها من ثمن حجرة باعها صاحبها و کانت ارثا له من أخيه خمسه و اربعون دينارا و من اثمان تسعة أثواب أربعة عشر دينارا و فيها من اجرة حوانيت ثلاثة عشر دينارا فقال مولانا صدقت يا بني دل الرجل علي الحرام منها فقال فتش علي دينار رازي السکة تاريخه السنة کذا قد انطمس من نصف احدي صفحتيه نقشه و قراضة املية وزنها ربع دينار و العلة في تحريمها ان صاحب هذه الجملة وزن في شهر کذا من سنة کذا علي حايک من جيرانه من الغزال منا و ربع من فاتت علي ذلک مدة قيض انتهاؤها لذلک الغزل سارق فاخبر به الحايک صاحبه فکذبه و استرد منه بدل ذلک منا و نصف من غزلا ادق مما کان دفعه اليه و اتخذمن ذلک ثوبا کان هذا الدينار مع القراضة ثمنه فلما فتح رأس الصرة صادفه رقعة في وسط الدنانير باسم من اخبر عنه و بمقدارها علي حسب ما قال و استخرج الدينار و القراضة بتلک العلامة ثم اخرج صرة اخري فقال الغلام هذه لفلان ابن فلان من محلة کذا بقم تشتمل علي خمسين دينارا لا يحل لنا مسها قال و کيف ذلک قال لانها ثمن حنطة خان صاحبها علي اکاره



[ صفحه 346]



في المقاسمة و ذلک انه قبض حصة منها بکيل و اف و کال ما خص الاکار بکيل بخس فقال مولانا (ع) صدقت يا بني ثم قال يا ابن اسحق احملها بأجمعها لتردها او توصي بردها علي أربابها فلا حاجة لنا في شي ء منها و ائتنا بثوب العجوز قال احمد و کان ذلک الثوب في حقيبة لي نفيسة فلما انصرف احمد بن اسحق ليأتيه بالثوب نظر الي مولانا ابو محمد (ع) فقال ما جاء بک يا سعد فقال شوقني أحمد بن اسحق الي لقاء مولانا قال فالمسائل التي اردت أن تسأل عنها قلت علي حالها يا مولاي قال فسل قرة عيني و اومي الي الغلام عما بدا لک منها فقلت له مولانا و ابن مولانا انا روينا عنکم ان رسول الله صلي الله عليه و آله جعل طلاق نسائه بيد اميرالمؤمنين عليه السلام حتي ارسل يوم الجمل الي عائشة انک قد اربحت علي الاسلام و اهله بفتنتک و اوردت بنيک حيا من الهلاک بجهلک فان کففت عني عززتک و الا طلقتک و نساء رسول الله (ص) قد کان طلقهن وفاته قال ما الطلاق قال تخلية السبيل فلم لا يحل لهن الازواج قال لان الله تبارک و تعالي حرم الازواج عليهن قال و کيف و قد خلي الموت سبيلهن قلت فاخبرني يا ابن مولاي عن معني الطلاق الذي فوض رسول الله (ص) حکمه الي اميرالمؤمنين (ع) قال (عج) ان الله تبارک و تعالي عظم شأن نساء النبي (ص) فخصهن بشرف الامهات فقال رسول الله (ص) يا أبا الحسن (ع) ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله علي الطاعة فأيهن عصت الله بعدي بالخروج عليک فاطلق بها في الازواج و اسقطها من شرف امومة المؤمنين قلت فاخبرني عن الفاحشة المبينة التي اذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج ان يخرجها من بيته قال الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنا فان المرأة اذا زنت و اقيم عليها الحد ليس لمن أرادها ان يمتنع بعد ذلک من



[ صفحه 347]



التزويج بها لاجل الحد و اذا سحقت وجب عليها الرجم و الرجم خزي و من قد امر الله عز و جل برجمه فقد أخزاه و من أخزاه فقد أبعده فليس لاحد أن يقربه قلت فاخبرني يا ابن رسول الله عن امر الله تبارک و تعالي لنبيه موسي فاخلع نعليک انک بالواد المقدس طوي فان فقهاء الفريقين يزعمون انها کانت من اهاب الميتة فقال (ع) من قال ذلک فقد افتري علي موسي و استجهله في نبوته لانه ما خلا الامر فيها من خطيئتين اما ان تکون صلاة موسي فيها جائزة او غير جائزة فان کانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلک البقعة و ان کانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس و أطهر من الصلاة و ان کانت صلاته غير جائزة فيهما فقد اوجب علي موسي انه لم يعرف الحلال من الحرام و علم ما تجوز فيه الصلاة و ما لم تجز و هذا کفر قلت فاخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما قال ان موسي ناجي ربه بالوادي المقدس فقال يا رب اني قد أخلصت لک المحبة مني و غسلت قلبي عمن سواک و کان شديد الحب لاهله فقال الله تعالي اخلع نعليک اي انزع حب أهلک عن قلبک ان کانت محبتک لي خالصة و قلبک من من الميل من سواي مغسولا قلت فأخبرني يا ابن رسول الله (ص) عن تأويل کهيعض قال هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع الله عليها عبده زکريا ثم قصها علي محمد (ص) و ذلک ان زکريا سأل ربه ان يعلمه الاسماء الخمسة فاهبط عليه جبرئيل فعلمه اياها فکان زکريا اذا ذکر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سري عنه همه و انجلي کربه و اذا ذکر اسم الحسين عليه السلام خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة فقال ذات يوم الهي ما بالي اذا ذکرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي و اذا ذکرت الحسين (ع) تدمع عيني و تثور زفرتي فأنبأه الله تعالي عن قصته و قال کهيعص فالکاف اسم کربلاء و الهاء هلاک العترة



[ صفحه 348]



و الياء يزيد و هو ظالم الحسين (ع) و العين عطشه و الصاد صبره فلما سمع ذلک زکريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيها الناس من الدخول عليه و أقبل علي البکاء و النحيب و کانت ندبته الهي اتفجع خير خلقک بولده اتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه اتلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة الهي اتحل کربة هذه الفجيعة بساحتهما ثم کان يقول الهي ارزقني ولدا تقر به عيني عند الکبر و اجعله لي وارثا و وصيا و اجعل محله مني محل الحسين فاذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم افجعني به کما تفجع محمدا (ص) حبيبک بولده فرزقه الله يحيي و فجعه به و کان حمل يحيي ستة اشهر و حمل الحسين کذلک و له قصة طويلة قلت فاخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار امام لانفسهم قال مصلح او مفسد قلت مصلح قال فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد ان لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد قلت بلي قال فهي العلة أوردتها لک ببرهان يثق به عقلک اخبرني عن الرسل الذين اصطفهاهم الله و أنزل الکتب عليهم و أيدهم بالوحي و العصمة و هم اعلي الامم و اهدي الي الاختيار منهم مثل موسي و عيسي هل يجوز مع وفور عقلهما و کمال علمهما اذا هما بالاختيار ان تقع خيرتهما علي المنافق و هما يظنان انه مؤمن قلت لا قال فهذا موسي کليم الله مع وفور عقله و کمال علمه و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه و وجوه عسکره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشک في ايمانهم و اخلاصهم فوقعت خيرته علي المنافقين قال الله عز و جل و اختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا الي قوله لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا علي الافسد دون الاصلح و يظن انه الاصلح دون الافسد علمنا ان



[ صفحه 349]



لا اختيار الا لمن يعلم ما تخفي الصدور و تکن الضماير و يتصرف عليه السرائر و ان لا خطر لاختيار المهاجرين و الانصار بعد وقوع خيرة الانبياء علي ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح ثم قال مولانا يا سعد و حين ادعي خصمک ان رسول الله (ص) ما اخرج مع نفسه مختار هذه الامة الي الغار الا علما منه ان الخلافة له من بعده و انه هو المقلد لامور التأويل و الملقي اليه ازمة الامة المعول عليه في لم الشعث و سد الخلل و اقامة الحدود و تسريب الجيوش لفتح بلاد الکفر فکما اشفق علي نبوته اشفق علي خلافته اذ لم يکن من حکم الاستتار و التواري ان يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره الي مکان يستخفي فيه و انما أبات عليا علي فراشه لما لم يکن يکترث له و لا يحفل به و لاستثقاله اياه و علمه بأنه ان قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها فهلا نقضت عليه دعواه بقولک اليس قال رسول الله الخلافة بعدي ثلاثون سنة فجعل هذه موقوفة علي اعمار الاربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبکم و کان لا يجد بدا من قوله بلي فکنت تقول له حينئذ أليس کما علم رسول الله ان الخلافة بعده لابي بکر علم انها من بعد ابي بکر لعمر و من بعد عمر لعثمان و من بعد عثمان لعلي عليه السلام فکان أيضا لا يجد بدا من قوله لک نعم ثم کنت تقول له فکان الواجب علي رسول الله (ص) ان يخرجهم جميعا علي الترتيب الي الغار و يشفق عليهم کما اشفق علي أبي بکر و لا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بترکهم اياهم و تخصيصه أبا بکر باخراجه مع نفسه دونهم و لما قال اخبرني عن الصديق و الفاروق أسلما طوعا أو کرها لم لم تقل له بل أسلما طمعا لانهما کانا يجالسان اليهود و يستخبر انهم عما کانوا يجدون في التوراة و ساير الکتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال الي حال



[ صفحه 350]



من قصة محمد صلي الله عليه و آله و من عواقب أمره فکانت اليهود تذکر ان محمدا صلي الله عليه و آله يسلط علي العرب کما کان بخت نصر سلط علي بني اسرائيل و لا بد له من الظفر علي العرب کما ظفر بخت نصر ببني اسرائيل غير انه کاذب في دعواه و ان هذا نبي فاتيا محمدا (ص) فساعداه علي قول شهادة ان لا اله الا الله و بايعاه طمعا في أن ينال کل منهما من جهته ولاية بلد اذا استقامت اموره و استتبت أحواله فلما أيسا من ذلک تلثما و صعدا العقبة مع عدة من أمثالهما من المنافقين بغية ان يقتلوه فدفع الله کيدهم وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا کما أتي طلحة و الزبير عليا فبايعاه و طمع کل واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد فلما ايسا نکثا بيعة و خرجا عليه فصرع الله کل واحد منهما مصرع أشباههما من الناکثين قال ثم قام مولانا الحسن بن علي الهادي عليه السلام الي الصلاة مع الغلام فانصرفت عنهما و طلبت اثر احمد ابن اسحق فاستقبلني باکيا فقلت ما أبطأک و أبکاک قال قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي احضاره فقلت لا عليک فاخبره فدخل عليه مسرعا و انصرف من عنده متبسما و هو يصلي علي محمد و ال محمد فقلت ما الخبر قال وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمي مولانا (ع) يصلي عليه قال سعد فحمدنا الله جل ذکره علي ذلک و جعلنا نختلف بعد ذلک الي منزل مولانا أياما فلا نري الغلام بين يديه فلما کان يوم الوداع دخلت أنا و أحمد بن اسحق و کهلان من أهل بلدنا و انتصب احمد بن اسحق بين يديه قائما و قال يا ابن رسول الله (ص) قد دنت الرحلة و اشتدت المحنة و نحن نسأل الله أن يصلي علي المصطفي جدک و علي المرتضي أبيک و علي سيدة النساء امک و علي سيدي شباب أهل الجنة عمک و أبيک و علي الائمة الطاهرين من بعدهما آبائک و ان يصلي عليک و علي



[ صفحه 351]



ولدک و نرغب الي الله أن يعلي کعبک و يکبت عدوک و لا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائک قال فلما قال هذه الکلمة استعبر مولانا حتي استهلت دموعه و تقاطرت عبراته ثم قال يا ابن اسحق لا تکلف في دعائک شططا فانک ملاقي الله في سفرک هذا فخر احمد مغشيا عليه فلما أفاق قال سألتک بالله و بحرمة جدک الا شرفتني بخرقة اجعلها کفنا فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما فقال (ع) خذها و لا تنفق علي نفسک غيرها فانک لن تعدم ما سألت و ان الله تعالي لا يضيع أجر من أحسن عملا قال سعد فلما صرنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان علي ثلاثة فراسخ حم احمد بن اسحق و صارت عليه علة صعبة ايس من حياته فيها فلما وردنا حلوان و نزلنا في بعض الخانات دعي احمد بن اسحق برجل من أهل بلده کان قاطنا بها ثم قال تفرقوا عني هذه الليلة و اترکوني وحدي فانصرفنا عنه و رجع کل واحد منا الي مرقده قال سعد فلما حان أن ينکشف الليل عن الصبح أصابتني فکرة ففتحت عيني فاذا أنا بکافور الخادم خادم مولانا ابي محمد (ع) و هو يقول احسن الله بالخير عزاکم و جبر بالمحبوب رزيتکم قد فرغنا من غسل صاحبکم و تکفينه فقوموا لدفنه فانه من أکرمکم محلا عند سيدکم ثم غاب عن أعيننا فاجتمعنا علي رأسه بالبکاء و العويل حتي قضينا حقه و فرغنا من أمره رحمه الله تعالي.

السابع ممن رآه في حياة أبيه (ع) في تبصرة الولي عن ابي سهل اسماعيل النوبختي دخلت علي ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام في المرضة التي مات فيها فانا عنده اذ قال لخادمه عقيد و کان الخادم اسودا نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد (ع) و هو ربي الحسن (ع) فقال له يا عقيد اغل لي



[ صفحه 352]



ماء بالمصطکي فأغلي له ثم جاءت به صيقل الجارية ام الخلف فلما صار القدح قر ثنايا الحسن عليه السلام فترکه في يده و هم بشربه فجعلت يده ترتعد حتي ضرب القدح و قال للعقيد ادخل البيت فانک تري صبيا ساجدا فائتني به قال أبو سهل قال عقيد فدخلت الحجرة فاذا بالصبي ساجدا رافعا سبابته نحو السماء فسلمت عليه فأوجز لي صلاته فقلت ان سيدي يدعوک اليه اذا جاءت امه صيقل فأخذت بيده و اخرجته الي أبيه الحسن عليه السلام قال ابو سهل فلما مثل الصبي بين يديه سلم فاذا هو دري اللون و في شعر رأسه قطط مفلج الاسنان فلما رآه الحسن عليه السلام بکي و قال يا سدي أهل بيته اسقني اني ذاهب الي ربي و اخذ الصبي القدح المغلي بالمصطکي بيده ثم حرک شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال هيئوني للصلاة فطرح في حجره منديل فوضاه الصبي واحدة واحدة و مسح علي رأسه و قدميه فقال له أبو محمد (ع) ابشر يا بني فأنت صاحب الزمان و أنت المهدي و أنت الحجة لله في أرضه و أنت ولدي و وصيي و أنا ولدتک و أنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ولدک رسول الله صلوات الله عليهم اجمعين و أنت خاتم الائمة الطاهرين و قد بشر بک رسول الله و سماک و کناک بذلک عهد الي ابي عن آبائک الطاهرين صلي الله علي أهل البيت ربنا انه حميد مجيد و مات الحسن بن علي (ع) من وقته.

الثامن ممن رآه في حياة أبيه (ع) في البحار عن أحمد بن اسحق قال دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي (ع) و أنا اريد ان أسأله عن الخلف بعده فقال لي مبتدئا يا احمد بن اسحق ان الله تبارک و تعالي لم يخل الارض



[ صفحه 353]



منذ خلق آدم و لا تخلو الي يوم القيامة من حجة الله علي خلقه به يدفع البلاء عن أهل الارض و به ينزل الغيث و به يخرج برکات الارض قال فقلت يا ابن رسول الله فمن الامام و الخليفة بعدک فنهض (ع) فدخل البيت ثم خرج و علي عاتقه غلام کان وجهه القمر ليلة البدر من ابناء ثلاث سنين فقال يا احمد ابن اسحق لو لا کرامتک علي الله و علي حججه ما عرضت عليک ابني هذا انه سمي رسول الله و کنيه الذي يملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما يا احمد بن اسحق مثله في هذه الامة مثل الخضر و مثله کمثل ذي القرنين و الله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلکة الا من يثبته الله علي القول بامامته و وفقه للدعاء بتعجيل فرجه قال احمد بن اسحق فقلت له يا مولاي هل من علامة يطمئن اليها قلبي فنطق الغلام (عج) بلسان عربي فصيح فقال انا بقية الله في أرضه و المنتقم من أعدائه فلا تطلب أثرا بعد عين يا احمد بن اسحق قال احمد بن اسحق فخرجت مسرورا فرحا فلما کان من الغد عدت اليه فقلت له يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما انعمت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين فقال طول الغيبة يا احمد فقلت له يا ابن رسول الله و ان غيبته لتطول قال اي و ربي حتي يرجع عن هذا الامر أکثر القائلين به فلا يبقي الا من أخذ الله عهده بولايتنا و کتب في قلبه الايمان و أيده بروح منه يا احمد بن اسحق هذا أمر من امر الله و سر من سر الله و غيب من غيب الله فخذ ما تيتک و کن من الشاکرين تکن غدا في العليين.

التاسع ممن رآه فيحياة أبيه (ع) في تبصرة الولي عن يعقوب بن منفوس دخلت علي ابي محمد الحسن بن علي (ع) و هو جالس علي دکان في الدار عن يمينه بيت و عليه ستر مسبل فقلت له يا سيدي من صاحب هذا



[ صفحه 354]



الامر فقال (ع) ارفع الستر فرفعته فخرج الينا خماسي له عشر او ثمان او نحو ذلک واضح الجبين ابيض دري المقلتين شثن الکفين معطوف الرکبتين في خده الايمن خال و في رأسه ذوابة فجلس علي فخذ ابي محمد (ع) ثم قال لي هذا هو صاحبکم ثم وثب فقال له يا بني ادخل الي الوقت المعلوم فدخل البيت و أنا انظر اليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا.

العاشر ممن رآه في حياة أبيه (ع) فيه عن ظريف ابي نصر قال دخلت علي صاحب الزمان فقال علي بالصندل الاحمر فأتيته به ثم قال أتعرفني قلت نعم قال من أنا فقلت انت سيدي و ابن سيدي فقال ليس عن هذا اسألک قال ظريف قلت جعلني عبدالله فداک فبين لي قال أنا خاتم الاوصياء بي يدفع الله عز و جل البلاء عن اهلي و شيعتي.

الحادي عشر ممن رآه في حياة أبيه (ع) فيه عن عبد الله الستوري قال صرت الي بستان بني هاشم فرأيت غلمانا يلعبون في غدير ماء و فتي جالس علي مصلي واضعا کمه علي فيه فقلت من هذا فقالوا م ح م د بن الحسن بن علي عليه السلام و کان في صورة ابيه.

الثاني عشر ممن رآه في حياة أبيه (ع) و فيه عن عبد الله بن جعفر الحميري کنت مع احمد بن اسحق عند العمري (رض) فقال للعمري اني اسألک عن مسألة کما قال الله عز و جل في قصة ابراهيم او لم تؤمن قال بلي و لکن ليطمئن قلبي هل رأيت صاحبي قال نعم و له عنق مثل ذي و اومي بيده جميعا الي عنقه قال قلت له و الاسم قال اياک ان تبحث عن هذا فان عند القوم ان هذا النسل قد انقطع.



[ صفحه 355]



الثالث عشر ممن رآه و هو امه نرجس و هذه في الحقيقة معجزة واضحة اعلم انه لما علم خلفاء بني عباس بالاخبار النبوية و الآثار المروية عن النبي (ص) و الائمة ما مضمونها ان المهدي المنتظر سيظهر من صلب الحسن العسکري عليه السلام و يملأ الله به الارض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا و ينتقم من أعداء آل محمد (ص) خصوصا من بني العباس و بني امية فلذلک صاروا في صدد اطفاء نوره و يأبي الله الا أن يتم نوره و قد بالغوا و جدوا و اجتهدوا فلم ينفعهم الجد حيث کانت يد الله فوق أيديهم و مکروا و مکر الله و الله خير الماکرين و قد اخفي الله عز و جل حمل امه نرجس بنت يشوعا قيصر الروم عن عامة الناس کما اخفي حمل ام موسي عن فرعون و قومه مع ان الکهنة و المنجمين قد عينوا سنة ولادته الي أن بعث المعتمد العباسي القوابل سرا و أمرهن ان يدخلن دور بني هاشم سيما دار العسکري عليه السلام بلا استيذان و في أي وقت کان ليفتشن أثره و يتطلعن خبره الي أن نور السکون بقدومه الي عالم الوجود و تولد (عج) قبل وفاة أبيه بسنتين و قيل بخمس في سامراء في منتصف شعبان کما في نوحة الاحزان من مؤلفات العالم الفاضل محمد يوسف اللاهخوارماني الذي الف في زمن شاه عباس الثاني (ره) انه کان (ع) يوما من الايام في حجر والدته في صحن الدار اذ احست نرجس بالقوابل فاضطربت اضطرابا شديدا و لم تجد فرصة حتي تخفي ذلک النور فهتف هاتف بها ان القي حجة الله القهار في البئر التي في صحن الدار فالقته فيالبئر و قد سمعت القوابل صوت الطفل فدخلن الدار بسرعة فبالغن في التفحص فلم يجدن منه أثرا فخرجن و الهات حايرات فلما فرغت الدار عن



[ صفحه 356]



الاغيار اقبلت نرجس الي البئر لکي تعلم ما جري علي قرة عينها فلما اشرفت علي البئر رأت الماء يفور الي أن ساوي ارض الدار و حجة الله فوق الماء صحيحا سالما کالبدر الطالع و القماط الذي عليه لم يبتل أبدا فتناولته و أرضعته و حمدت الله و سجدت له شکرا فهتف هاتف ان يا نرجس القيه الي البئر اربعين يوما فمتي أردت ان تسترضعيه نوصله اليک فکانت کلا أرادت ارضاعه تأتي الي شفير البئر فيفور الماء و حجة الله فوقه فتأخذه و ترضعه و تقر عينها بجماله و ترده الي البئر فينزل الماء الي قراره فبقي (عج) في البئر في تلک المدة کما ان يوسف الصديق أيضا کذلک و کان مستورا عن اعين الناس.

الرابع عشر ممن رآه في حياة ابيه (ع) و فيه عن علي بن ابراهيم بن مهزيار الذي کان خادما له عليه السلام ان الحسن العسکري کان يامرني باحضا حجة الله من السرداب و أنا احضره عنده و هو يأخذه و يقبله و يتکلم معه و هو يجاوب أباه بذلک و هو يشير الي برده و ارده الي السرداب حتي انه (ع) امرني باحضاره يوما من الايام فقال عليه السلام يا ابن مهزيار ائتني بولدي حجة الله فأتيت به اليه من السرداب فأخذه مني و أجلسه في حجره و قبل وجهه و تکلم معه بلغة لا أعرفها و هو يجاوب أباه بتلک اللغة فأمرني برده الي محله و مکانه فذهبت به و رجعت الي العسکري عليه السلام ثم رأيت أشخاصا من خواص المعتمد العباسي عند الامام (ع) يقولون ان الخليفة يقرئک السلام و يقول بلغنا ان الله عز و جل اکرمک بولد و کبر فلم لا تخبرنا بذلک لکي نشارکک في الفرح و السرور و لابد لک أن تبعثه الينا فانا مشتاقون اليه قال ابن مهزيار لما سمعت منهم هذه المقالة فزعت و تضجرت و تفجرت و اضطرب فؤادي فقال الامام يابن مهزيار اذهب بحجة الله الي الخليفة فزاد اضطرابي و حيرتي لاني کنت متيقنا انه أراد قتله فکنت اتعلل و انظر الي سيدي و مولاي



[ صفحه 357]



العسکري عليه السلام فتبسم في وجهي و قال لا تخف اذهب بحجة الله الي الخليفة فأخذتني الهيبة و رجعت الي السرداب فرأيته يتلألأ نوره کالشمس المضيئة فما کنت رأيته بذلک الحسن و الجمال و کانت الشامة السوداء في خده الايمن کوکب دري فحملته علي کتفي و کان عليه برقع فلما اخرجته من السرداب تنورت سامراء من تلک الطلعة الغراء و سطع النور من وجهه الي عنان السماء و اجتمع الناس رجالا و نساء في الطرق و الشوارع و صعدوا علي السطوح فانسد الطريق علي فلم أقدر علي المشي الي أن صار أعوان الخليفة يبعدون الناس من حولي حتي ادخلوني دار الامارة فرفع الحجاب فدخلنا مجلس الخليفة فلما نظر هو و جلساؤه الي طلعته الغراء و الي ذلک الجمال و البهاء أخذتهم الهيبة منه فتغيرت الوانهم و طاش لبهم و حارت عقولهم و خرست ألسنتهم فصار الرجل منهم لايتکلم و لا يقدر ان يتحرک من مکانه فبقيت واقفا و النور الساطع و الضياء اللامع علي کتفي فبعد برهة من الزمان قام الوزير و صار يشاور الخليفة فأحسست انه يريد قتله فغلب علي الخوف من أجل سيدي و مولاي فاذا بالخليفة أشار الي السيافين ان اقتلوه فکل واحد منهم اراد سل سيفه من غمده فلم يقدر عليه و لم يخرج السيف من غمده و قال الوزير هذا من سحر بني هاشم و ليس هذا بعجيب و لکن ما اظن ان سحرهم يؤثر في السيوف التي في خزانة الخليفة فأمر باتيان السيوف من الخزانة فاتيت فلم يقدروا أيضا علي اخراجها من اغمادها و جاؤا بالمواسي و السکاکين فلم يقدروا علي فکها ثم امر الخليفة باارة من الوزير بالاسود الضارية من برکة السباع فاتي بثلاثة من الاسود الضارية و السباع العادية فأشار الي الخليفة و قال القه نحو الاسود فحار عقلي و طاش لبي و قلت في



[ صفحه 358]



نفسي اني لا افعل ذلک و لو اني اقتل فقرب (عج) من اذني فقال لي لا تخف و القني فلما سمعت من سيدي و مولاي ذلک القيته نحو الاسود بلا تأمل فتبادرت و تسابقت الاسود نحوه و أخذوه بأيديهم في الهواء و وضعوه علي الارض برفق و لين و رجعوا الي القهقري مؤدبين کأنهم العبيد بين يدي الموالي واقفين ثم تکلم واحد منهم بلسان فصيح و شهد بوحدانية الباري عز شأنه و برسالة النبي المصطفي (ص) و بامامة علي المرتضي و الزکي المجتبي و الشهيد بکربلا و عن الائمة واحدا واحدا ثم قال يا ابن رسول الله لي اليک الشکوي فهل تأذن لي فأذن له فقال اني هرم و هذان شابان فاذا جي ء الينا بطعمة ما يراعياني ويأکلان الطعمة قبل أن أکمل فأبقي جائعا قال (عج) مکافأتهما أن يصيرا مثلک و تصير مثلهما فلما قال هذا الکلام فاذا صار کما قال و صار کما أراد فعرض لهما الهرم و عاد له الشباب ما شاء الله فلما رأي الحاضرون کبروا جميعا من غير اختيار و فزع الخليفة و من کان معه و تغيرت الوانهم فأمر برده الي أبيه العسکري عليه السلام فعدت ضاحکا شاکرا لله حامدا له فأتيت به الي أبيه و قصصت عليه القصة فأمرني برده الي السرداب فذهبت به.