في ذکر جمع من المعمرين
قال محمد بن يوسف بن محمد الکنجي الشافعي في کتابه البيان في اخبار صاحب الزمان من الدلالة علي کون المهدي (عج) حيا باقيا منذ غيبته و الي الآن انه لا امتناع في بقائه کبقاء عيسي بن مريم و الخضر و الياس من أولياء الله و بقاء الاعور الدجال و ابليس اللعين من أعداء الله و قد ثبت بقاؤهم بالکتاب و السنة.
اما عيسي فالدليل علي بقائه قوله تعالي و ان من أهل الکتاب الا ليؤمنن به قبل موته و لم يؤمن منذ نزول هذه و الي يومنا هذا أحد فلابد ان يکون هذا في آخر الزمان و اما السنة کما رواه مسلم و غيره في قصة الدجال فينزل عيسي بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء بين مهر ورتين و اضعا کفيه علي اجنحة ملکين و أيضا قول النبي (ص) کيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيکم
[ صفحه 284]
و اما الخضر عليه السلام و الياس فعن ابن جرير الطبري الخضر و الياس باقيان يسيران في الأرض و ما روي في صحيح مسلم و غيره عن ابي سعيد الخدري حدثنا رسول الله (ص) حديثا طويلا عن الدجال و کان فيا حدثنا انه قال يأتي و هو محرم عليه ان يدخل بقباب المدينة فينتهي الي بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس او من خير الناس فيقول الدجال ان قتلت هذا ثم احييته اتشکون في الامر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه و الله ما انت فيک قط أشد بصيرة مني الان فيريد الدجال أن يقتله فلن يسلط عليه و قال ابراهيم بن سعد يقال ان الرجل هو الخضر هذا لفظ مسلم في صحيحه کما سقناه سواء و الدليل علي بقاء ابليس اللعين قال فانک من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم.
و اما بقاء المهدي (عج) فقد جاء في الکتاب و السنة اما الکتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالي ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون قال هو المهدي (ع) من ولد فاطمة (ع) و اما من قال فانه عيسي فلا تنافي بين القولين اذ هو مساعد للمهدي (عج) علي ما تقدم و عن مقاتل ابن سليمان و من تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالي و انع لعلم الساعة قال هو المهدي (عج) يکون في آخر الزمان و بعد خروجه يکون امارات و دلالات الساعة و قيامها.
و في الينابيع عن سدير الصيرفي قال دخلت انا و المفضل بن عمر و ابو بصير و ابان بن تغلب علي مولانا ابي عبدالله عليه السلام جعفر بن محمد الصادق (ع) فرأيناه جالسا علي التراب و هو يبکي بکاء شديدا و يقول سيدي غيبتک نفت رقادي و اسلبت مني راحة فؤادي قال سدير تصدعت
[ صفحه 285]
قلوبنا جزعا فقلنا لا ابکي الله يا ابن خير الوري عينيک فزفر زفرة انتفخ منها جوفه قال نظرت في کتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم و هو الکتاب المشتمل علي علم ما کان و ما يکون الي يوم القيامة و هو الذي خص الله به محمدا (ص) و الائمة من بعده صلوات الله عليه و عليهم و تأملت فيه مولد قائمنا المهدي (عج) فطول غيبته و طول عمره و بلوي المؤمنين في زمان غيبته و تولد الشکوک في قلوبهم من ابطاء ظهوره و خلعهم ربقة الاسلام عن اعناقهم قال الله عز و جل و کل انسان الزمناه طائره في عنقه يعني ولاية الامام فأخذتني الرقة و استعالت علي الاحزان و قال قدر الله مولده تقدير مولد موسي و قدر غيبته تقدير غيبة عيسي و أبطأ کابطاء نوح و جعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا علي عمره و اما مولد موسي فان فرعون لما وقف علي ان زوال ملکه بيد مولود من بني اسرائيل أمر بقتل کل مولود ذکر من بني اسرائيل حتي قتل نيفا و عشرين الف مولود ذکر من بني اسرائيل حتي قتل نيفا و عشرين الف مولد فحفظ الله موسي کذلک بنو امية و بنو العباس لما وقفوا علي ان زوال الجبابرة علي يد القائم منا قصدوا قتله و يأبي الله أن يکشف أمره لواحد من الظلمة الا ان يتم نوره و اما غيبته کغيبة عيسي فان اليهود و النصاري اتفقت علي انه قتل فکذبهم الله عز و جل ذکره بقوله و ما قتلوه و ما صلبوه و لکن شبه لهم کذلک غيبة القائم فان الناس استنکروها لطولها فمن قائل بغير هدي بأنه لم يولد و قائل يقول انه ولد و مات و قائل يقول ان حادي عشرنا کان عقيما و قائل يقول يتعدي الي ثالث عشر و ما عدا و قائل ان روح القائم ينطق في هيکل غيره و کلها باطل و اما ابطاؤه کابطاء نوح (ع) فانه لما استنزل العقوبة علي قومه بعث الله الروح الامين فقال يا نبي الله ان الله يقول لک ان هؤلاء خلايقي و عبادي لست اهلکهم الا بعد تأکيد
[ صفحه 286]
الدعوة و الزام الحجة فاغرس النوي واصبر و اجتهد ما خبر بذلک الذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل ثم ان الله يأمر عند ثمرها کل مرة بأن بغرسها مرة بعد اخري الي ان غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد الي ان بقي بالايمان نيف و سبعون رجلا فأوحي الله اليه الان صفي الحق عن الکدر بارتداد من کانت طينته خبيثة فکذلک القائم (عج) منا فانه تمتد غيبته ثم تلا حتي اذا استيأس الرسل و ظنوا انهم قد کذبوا جائهم نصرنا و اما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له و لا لکتاب ينزل عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من کان قبله و لا لامة يلزم اقتداؤهم به و لا لطاعة يعرضها له بل طول عمره للاستدلال به علي طول عمره القائم (عج) و لتنقطع بذلک حجة المعاندين لئلا يکون للناس علي الله حجة.
زهرة في القاموس في باب الدال و فصل العين عن حديث مفصل ان اول الناس دخولا الجنة عبد أسود يقال له عبود و ذلک ان الله تعالي بعث نبيا الي أهل قرية فلم يؤمن به أحد الا ذلک الاسود يخرج فيحتطب فيبيع الحطب و يشتري به طعاما و شرابا ثم يأتي تلک الحفرة فيعينه الله عز و جل علي تلک الصخرة فيرفعها و يدلي اليه ذلک الطعام و الشراب و ان الاسود احتطب يوما ثم جلس ليستريح فضرب بنفسه شقه الايسر فنام سبع سنين ثم هب من نومته و هو لا يري الا انه نام ساعة من نهار فاحمل حزمته فأتي القرية فباع حطبه ثم اتي الي الحفرة فلم يجد النبي فيها و قد کان بدا للقوم فيه فأخرجوه فکان يسأل عن الاسود فيقولون لا ندري أين هو فضرب به المثل لمن نام طويلا و هذه الحکاية جواب لاستبعاداتهم بقاء الحجة في طول الزمان
[ صفحه 287]
لان بقاء اسود سبع سنين بلا ماء و لا سعام في الشمس و المطر و ساير الحوادث في معبر الدواب و الحيوانات اعجب من بقاء من يأکل و يشرب و يسير کما هو مذهب الامامية و اعجب من هذا أيضا خفاء هذا الاسود علي أهالي تلک القرية في تلک المدة مع انه نام في مکان مخصوص کيف يمکن عدم عبور أحدفي تلک المدة من ذلک المکان و ما احتاجوا الي الحطب و اعجب من هذا نوم أصحاب الکهف ثلاث مأة و تسع سنين فافهم و تأمل يستدلون مخالفونا علي بقاء عيسي بالايات و الاخبار و لا يستبعدون و ينکرون بقاء المهدي (عج) و من أعجب العجب انهم يروون ان عيسي بن مريم مر بأرض کربلاء فرأي عدة من الظباء هناک مجتمعة فأقبلت اليه و هي تبکي و انه جلس و جلس الحواريون فبکي و بکي الحواريون و هم لا يدرون لم جلس و لم بکي فقالوا يا روح الله و کلمته ما يبکيک قال (ع) اتعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول احمد (ص) و فرخ الخيرة الطاهرة البتول شبيهة امي و يلحد فيها و هي اطيب من المسک لانها طينة الفرخ المستشهد و هکذا تکون طينة الانبياء و اولاد الانبياء و هذه الظباء کلمتني و تقول انها ترعي في هذه الارض شوقا الي تربة الفرخ المبارک و زعمت انها آمنة في هذه الارض ثم ضرب بيده الي بعر تلک الظباء فشمها و قال اللهم ابقها أبدا حتي يشمها أبوه (ع) فتکون له عزاء و سلوة و انها بقيت الي أيام اميرالمؤمنين عليه السلام حتي شمها و بکي و أبکي و اخبر بقصتها لما مر بکربلاء فهم يصدقون بأن بعر تلک الظباء تبقي زيادة علي خمس مأة سنة لم تغيرها الامطار و الرياح و مرور الايام و الليالي و السنين عليها و لا يصدقون بأن القائم (ع) من آل محمد (ص) يبقي حتي يخرج بالسيف فيبيد أعداء الله و يظهر دين الله
[ صفحه 288]
مع الاخبار الواردة عن النبي (ص) و الائمة بالنص عليه باسمه و نسبه و غيبته المدة الطويلة و جري سنن الاولين فيه هل هذا الا عناد و جحود الحق و لما کان البناء هذا الفرع علي ذکر بعض المعمرين ينبغي ذکرهم هنا و ان ذکرهم علماء السلف في کتبهم و الصدوق عليه الرحمة في کتاب الدن و المحقق المجلسي طاب ثراه و لذلک ترکنا کثيرا منهم خوفا من الاطالة.
من المعمرين اول الناس آدم عمره تسع مأة و ثلاثون سنة.
الثاني الشيث و عمره تسعمأة و اثنتا عشرة سنة.
الثالث نوح و عمره الفان و خمس مأة سنة.
الرابع ادريس و عمره تسع مأة و خمس و ستون سنة.
الخامس سليمان بن داود و عمره سبع مأة و اثنتا عشرة سنة.
السادس عوج بن عنقا و عمره ثلاثة آلاف و خمسأة سنة و عمر اه عنق بنت آدم أزيد من ثالثة آلاف سنة.
في غيبة الطوسي افريدون العادل عاش فوق الف سنة و يقولون ان الملک الذي احدث المهرجان عاش الفي سنة و خمسمأة سنة استتر منها عن قومه ست مأة سنة و منهم عمرو بن عامر مزيقيا عاش ثمانمأة سنة اربعمأة سنة في حياة ابيه و اربع مأة سنة ملکا و کان في سني ملکه يلبس في کل يوم حلتين فاذا کان بالعيش مزقت الحلتان عنه لئلا يلبسها غيره فسمي مزيقيا.
السابع أصحاب الکهف بعمرهم الله اعلم.
الثامن الخضر عليه السلام و بعمره الله أعلم.
التاسع الياس و بعمره الله أعلم.
العاشر سلمان الفارسي عره علي المشهور أربعمأة سنة و في رواية العوالم
[ صفحه 289]
لقي عيسي بن مريم.
الحادي عشر ذو القرنين و بعمره الله أعلم.
الثاني عشر ضحاک و عمره الف سنة.
الثالث عشر کرشاسب و عمره خمس و سبع مأة سنة.
الرابع عشر رستم و عمره ستمأة سنة.
الخامس عشر زال و عمره خمسون و ستمأة سنة.
السادس عشر حبيب الذي استدعي من النبي (ص) معجزة شق القمر و عمره.....
السابع عشر رئيس نصاري نجران.....
الثامن عشر دقيانوس.....
التاسع عشر فرعون.....
العشرون شداد بن عاد و عمره سبعمأة سنة.
الحادي و العشرون لقمان بن عاد و عمره ثلاثة آلاف و خمس مأة سنة.
الثاني و العشرون عزيز مصر و عمره سبع مأة سنة.
الثالث و العشرون ريان بن دومغ والد غزيز مصر و عمره الف و سبعمأة سنة.
الرابع و العشرون دومغ والد ريان و عمره ثلاثة آلاف سنة.
عن الصدوق ان أبا الحسن حمادويه بن احمد بن طولون کان قد فتح عليه من کنوز مصر ما لم يرزق احد قبله فاغري بالهرمين فأشار اليه ثقاته و حاشينه و بطاتته ان لا يتعرض لهدم الاهرام فانه ما تعرض احد لها فطال عمره فلج في ذلک و أمر الفا من الفعلة ان يطلبوا الباب و کانوا يصلون سنة
[ صفحه 290]
حواليه حتي ضجروا و کلوا فلما هموا بالانصراف بعد الاياس منه و ترک العمل وجدوا سربا فقدروا انه الباب الذي يطلبونه فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة من مرمر فقدروا انها الباب فاختالوا فيها الي أن قلعوها و أخرجوها فاذا عليها کتابة يونانية فجمعوا حکماء مصر و علمائها فلم يهتدوا لها و کان في القوم رجل يعرف بابي عبدالله المديني أحد حفاظ الدنيا و علمائها فقال لابي الحسن حممادويه بن احمد اعرف في بلد الحبشة اسقفا قد عمر و أتي عليه ثلاثمائة و ستون سنة يعرف هذا الخط و قد ان عزم علي ان يلمنيه فلحرصي علي علم العرب لم أقم عليه و هو باق فکتب أبو الحسن الي ملک الحبشة يسأله ان يحمل هذا الاسقف اليه فأجابه ان هذا قد طعن في السن و حطمه الزمان و انما يحفظه هذا الهواء و يخاف عليه ان نقل الي هواء آخر و اقليم آخر و لحقته حرکة و تعب و مشقة السفر ان يتلف و في بقائه لنا شرف و فرج و سکينة فان کان لکم شي ء يقرأه و يفسره و مسألة تسألونه کاتبوه بذلک فحملت البلاطة في قارب الي بلد اسوان من الصعيد الاعلي و حملت من اسوان علي العجلة الي بلاد الحبشة و هي قريبة من اسوان فلما و صلت قرأها الاسقف و فسر ما فيها بالحبشية ثم نقلت الي العربية فاذا فيها مکتوب أنا الريان بن دومغ فسأله ابو عبدالله عن الريان من هو کان قال هو والد العزي ملک يوسف و اسمه الريان بن دومغ و قد کان عمر العزيز سبعمأة سنة و الريان والده الف و سبعمأة سنة و عمر دومغ ثلاثة الاف سنة فاذا فيها أنا الرمان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل لا علم فيضه و منبعه اذ کنت اري مفيضه و منبعه فخرجت و معي ممن صحبت أربعة الاف الف رجل فسرت ثمانين سنة الي ان انتهيت الي الظلمات و البحر المحيط بالدنيا فرأيت النيل يقطع البحر المحيط و يعبر
[ صفحه 291]
فيه و لم يکن له منفذ و تماوت أصحابي و بقت في أربعة الاف رجل فخشيت علي ملکي فرجعت الي مصر و بنيت الاهرام و البرابي و بنيت الهرمين و اودعتهما کنوزي و ذخائري و قلت ذلک شعرا:
و ادرک علمي بعض ما هو کائن
و لا علم لي بالغيب و الله أعلم
و اتقنت ما حاولت اتقان صنعه
و احکمته و الله أقوي و احکم
و حاولت علم النيل من بدء فيضه
فأعجزني و المرء بالعجز ملجم
ثمانين شاهورا قطعت مسايحا
و حولي بنوا حجر و جيش عرمرم
الي أن قطعت الجن و الانس کلهم
و عارضني لج من البحر مظلم
فأيقنت ان لا منفذا بعد منزلي
لدي هيبة بعدي و لا متقدم
فأبت الي ملکي و أرسيت ناديا
بمصر و للايام بؤس و انعم
أنا صاحب الاهرام في المصر کلها
و باني برابيها بها و المقدم
ترکت بها آثار کفي و حکمتي
علي الدهر لا تبلي و لا تتهدم
و فيها کنوز جمة و عجائب
و للدهرا مرمرة و تهجم
سيفتح أقفالي و يبدي عجائبي
و لي لربي آخر الدهر ينجم
بأکناف بيت الله تبدوا اموره
و لابد لن يعلو و يسمو به السم
ثمان و تسع و اثنتان و اربع
و تسعون اخري من قتيل و ملجم
و من بعد هذا کر تسعون تسعة
و تلک البرابي تستخر و تهدم
و تبدي کنوزي کلها غير انني
أري کل هذا ان يفرقها الدم
رمزت مقالي في صخور قطعتها
ستبقي و افني بعدها ثم اعدم
قال أبو الحسن حمادويه بن احمد هذا شي ء ليس لاحد فيها حيلة الا للقائم (عج) من آل محد (ص) وردت البلاطة کما کانت مکانها ثم ان
[ صفحه 292]
أبا الحسن بعد ذلک بسنة قتله طاهر الخادم علي فراشه و هو سکران و من ذلک الوقت عرف خبر الهرمين و من بناهما فهذا اصح ما يقال في خبر النيل و الهرمين و من بناهما.
الخامس و العشرون عبيد بن شريد الجرهمي في الاکمال انه معروف و عاش ثلاث مأة و خمسين سنة فأدرک النبي (ص) و حسن اسلامه و عمر بعد ما قبض النبي (ص) حتي قدم علي معاوية في أيام تغلبه و ملکه فقال معاوية اخبرني يا عبيد عما رأيت و سمعت و من ادرکت و کيف رأيت الدهر فقال اما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا و نهارا يشبه نهارا و مولودا يولد وحيا يموت و لم أدرک أهل الزمان الا و هم يدمون زمانهم أدرکت من قد عاش الف سنة و حدثني عمن کان قبله عاش الفي سنة و اا ما سمعت فانه حدثني ملک من ملوک حمير ان بعض الملوک السابقة ممن قد دانت له البلاد و کان يقال له ذو سرح اعطي الملک في عنفوان شبابه و کان حسن السيرة في أهل مملکته سخيا فيهم مطاعا و ملکهم سبعمأة سنة و کان کثيرا يخرج في خاصته الي الصيد و النزاهة فخرج يوما في بعض نزهة فأتي علي حيتين احداهما بيضاء کأنها سبيکة فضة و الاخري سوداء کأنها فحمة و هما يقتتلان و قد غلبت السوداء علي البيضاء فکادت تأتي علي نفسها فأمر الملک بالسوداء فقتلت و أمر بالبيضاء فاحتملت حتي انتهي بها الي عين من ماء تفيي ء عليها شجرة فأمر بصب الماء عليها و سقيت حتي رجعت اليها نفسها فقامت فخلي سبيها فانسلبت الحية و مضت لسبيلها و مکث اللک يومئذ في تصيد و نزهة فلما امسي و رجع الي منزله فجلس علي سريره في موضع لا يصل اليه حاجب و لا أحد فبنا هو کذلک اذ رأي شابا أخذ بعضادتي الباب و به من الشباب
[ صفحه 293]
و الجمال شي ء لا يوصف فسلم عليه فذعر منه الملک فقال له من أنت و من أذن لک في الدخول الي في هذا الموضع الذي لا يصل الي فيه حاجب و لا غيره فقال له الفتي لا ترع أيها الملک اني لست بانسي و لکن فتي من الجن أتيتک لاجازيک ببلائک الحسن الجميل عندي قال الملک و ما بلائتي عندک قال أنا الحية التي أحييتني في يومک هذا و الاسود الذي قتلته و خلصتني منه کان غلاما لنا تمرد علينا و قد قتل من أهل بيتي عدة کان اذا خلي بواحد منا قتله فقتلت عدوي و أحييتني و جئتک لاکافيک ببلائک عندي و نحن أيها الملک الجن لا الجن قال له الملک و ما الفرق بين الجن و الجن الي هنا مذکور ثم بعد هذا الخبر مقطوع.
السادس و العشرون من المعمرين ربيع بن ضبيع الفراوي في الاکمال لما وفد الناس علي عبدالملک بن مروان قدم في من قدم عليه الربيع بن ضبيع الفراوي و کان أحد المعمرين و معه ابن ابنه وهب بن عبدالله بن الربيع شيخا فانيا قد سقطت حاجباه علي عينيه و قد عصبهما فلما رآه الاذن ياذنون الناس علي أصنافهم قال له ادخل أيها الشيخ فدخل يدق علي العصايقيم بها صلبه و کشحه و لحيته علي رکبتيه فلما رآه عبدالملک رق له و قال له اجلس أيها الشيخ فقال يا اميرالمؤمنين ايجلس الشيخ وجده علي الباب قال فأنت اذن من ولد الربيع بن ضبيع قال نعم أنا وهب بن عبدالله بن الربيع قال للآذن ارجع فادخل اربيع فخرج الآذن فلم يعرفه حتي نادي اين الربيع قال ها أنا ذا فقام يتطرق في مشيته فلما دخل علي عبدالملک سلم فقال عبدالملک لجلسائه ويلکم انه لأشيب الرجلين يا ربيع اخبرني عما ادرکت من العمر و الذي رأيت من الخطوب الماضية قال أنا الذي قلت الشعر هذا:
[ صفحه 294]
أنا ذا امل الخلود و قد
ادرک عمري مولدي حجرا
أنا امرء القيس قد سمعت به
هيهات هيهات طال ذا عمرا
فقال عبدالملک قد رويت هذا من شعرک و أنا صبي قال و أنا أقول شعرا:
اذا عاش الفتي مأتين عاما
فقد ذهب اللذاذة و البهاء
قال عبدالملک و قد رويت هذا أيضا و أنا غلام يا ربيع لقد طلبتک أحد ففصل لي عمرک فقال عشت مأتين سنة في الفترة بين عيسي و محمد (ص) و مأة و عشرين في الجاهلية و ستين في الاسلام قال اخبرني عن الفترة في القريش المتواطي الاسماء قال سل عن أيهم شئت قال اخبرني عن عبدالله بن عباس قال فهم و علم و عطاء و حلم و مقري ضخم قال فاخبرني عن عبدالله بن عمر قال حلم و علم و طول و کظم و بعد من الظلم قال فاخبرني عن عبدالله بن جعفر قال ريحانة طيب ريحها لين مسها قيل علي المسلمين ضرها قال فاخبرني عن عبدالله بن زبير قال جبل وعر ينحدر منه الصخرة قال لله درک ما اخبرک بهم قال قرب جواري و کثرة استخباري.
السابع و العشرون من المعمرين علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد المعروف بأبي الدنيا في الاکمال حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ابن نظر الشجري قال حدثنا أبو بکر محمد بن الفتح المزکي و ابو الحسن علي بن حسن بن حمکا الملاشکي ختن ابي بکر قالا لقينا بمکة رجلا من أهل المرغب فدخلنا عليه مع جماعة من اصحاب الحديث ممن کان حضر الموسم في تلک السنة و هي سنة تسع و ثلاثمائة فرأيناه رجلا أسود الرأس و للحية کأنه شن باب و حوله جماعة من اولاده و اولاد اولاده و مشايخ من أهل بلده ذکروا انهم من أقصي بلاد المغرب تعرص باهرة العليا و شهد هؤلاء المشايخ
[ صفحه 295]
انهم سمعوا آبائهم حکوا عن آبائهم و اجدادهم انهم عهدوا هذا الشيخ المعروف بأبي الدنيا معمرا و اسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد و ذکر انه همداني و ان أصله من صنعاء اليمن فقلت له أنت رأيت علي بن ابي طالب عليه السلام فقال بيده نعم ففتح عينيه و قد کان وقعت حاجباه علي عينيه ففتحهما کأنهما سراجان فقال رأيته بعيني هاتين و کنت خادما له و کنت معه في وقعة صفين و هذه الشجة من دابة علي عليه السلام و أرانا اثره علي حاجبه الايمن و شهد الجماعة الذين کانوا حوله من المشايخ و من حفدته و اسباطه بطول العمر و انهم منذ ولدوا عهدوه علي هذه الحالة و کذا سمعنا من آبائنا و أجدادنا ثم انا فاتحناه و سألناه عن قصته و حاله و سبب طول عمره فوجدناه ثابت العقل يفهم ما يقال له و يجيب عنه بلب و عقل فذکر انه کان له والد قد نظر في کتب الاوائل و قرأها و قد ان وجد فيها ذکر نهر الحيوان و انها تجري في الظلمات و انه من شرب منها طال عمره فحمله الحرص علي دخول الظلمات و تزود و حمل حسب ما قدر انه يکتفي في مسيره به و أخرجني معه و أخرج معنا خادمين بازلين وعدة جمال لبون وروايا وزادا و أنا يومئذ ابن ثلاث عشر سنة فسار بنا الي أن وافاا طرف الظلمات ثم دخلنا الظلمات فسرنا فيها نحو ستة ايام بلياليها و کنا نميز بين الليل و النهار بأن النهار کان و ربوات و قد ان والدي يطوف في تلک البقعة في طلب النهر لانه وجد في الکتاب التي قراها ان مجري نهر الحيوان في ذلک الوضع فأقمنا في تلک البقعة أياما حتي فني الماء الذي کان معنا و اسقيناه جمالنا و لو لا ان جمالنا کانت لبونا لهلکنا و تلفنا عطشا و کان والدي يطوف في تلک البقعة في طلب النهر
[ صفحه 296]
و يأمرنا ان نوقد نارا ليهتدي بضوئها اذا أراد الرجوع الينا فکنا في تلک البقعة نحو خمسة أيام و والدي يطلب النهر فلم يجده و بعد الاياس عزم علي الانصراف حذرا من التلف لفناء الزاد و الماء و الخدم الذين کانوا معنا فأوجسوا في أنفسهم خيفة من التلف فالحوا علي والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت من الرجل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء ابيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الانهار و لا بالکبير يجري جريا لينا فدنوت منه و غرفت منه بيدي غرفتين او ثلاثا فوجدته عذبا باردا لذيذا فبادرت مسرعا الي الرجل فبشرت الخدم بأني قد وجدت الماء فحملوا ما کان معنا من القرب و الادوات لنملأها و لما اتي والدي في طلب النهر لم نهتد اليه حتي ان الخدم کذبوني و قالوا لم نصدق فلما انصرف الرجل و انصرف والدي اخبرته بالقصة فقال لي يا بني الذي اخرجني الي ذلک المکان و تحمل الخطر کان لذلک النهر و لم ارزق أنا و أنت رزقته و سوف يطول عمرک حتي تمل الحياة و رحلنا منصرفين وعدنا الي اوطاننا و بلادنا و عاش والدي بعد ذلک سنيا ثم مات (ره) فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة و کان قد اتصل بنا وفاة النبي (ص) و وفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان فمال قلبي من بين جماعة اصحاب النبي (ص) الي علي بن ابي طالب (ع) فأقمت معه أخدمه و شهدت معه وقائع و في وقعة صفين أصابتني هذه الشجة من دابته فما نزلت مقيما معه الي ان مضي لسبيله فألح علي اولاده و حرمه ان اقيم عهم فلم أقم و انصرفت الي بلدي و خرجت ايام بني مروان حاجا و انصرفت مع أهل بلدي الي هذه الغاية و ما خرجت الا ما کان الملوک في بلاد المغرب يبلغهم خبري و طول عمري فشخصوني الي حضرتهم ليروني و يسألوني عن
[ صفحه 297]
سبب طول عمري و عما شاهدت و کنت اتمني و اشتهي ان احج حجة اخري فحملني هؤلاء حفدتي و اسباطي الذين ترونهم حولي و ذکر ان اسنانه سقطت مرتين او ثلاث فسألناه ان يحدثنا بما سمع من اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فذکر انه لم يکن حرص و لا هم في طلب العلم وقت صحبته لعلي بن ابي طالب (ع) و الصحابة أيضا کانوا متوافرين فمن فرط ميلي الي علي عليه السلام و محبتي له لم اشتغل بشي ء سوي خدمته و صحبته و الذي کنت اتذکره مما کنت سمعت منه قد سمعه مني عالم کثير من الناس ببلاد المغرب و مصر و الحجاز و قد انقرضوا و تفانوا و هؤلاء أهل بلدي و حفدتي قد دونوه فأخرجوا الينا النسخة و اخذ يملي علينا من خطه حدثنا علي بن عثمان ابن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداين العرفو بأبي الدنيا المعمر المغربي رضي الله عنه حيا و ميتا قال حدثنا علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله (ص) من أحب أهل اليمن فقد احبني و من ابغض أهل اليمن فقد ابغضني و حدثنا أبو الدنيا المعمر قال حدثني علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله (ص) من أعان ملهوفا کتب الله له عشر حسنات و محي عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات ثم قال قال رسول الله (ص) من سعي في حاجة أخيه المسلم و لله فيه رضا و له فيها صلاح فکأنما خدم الله الف سنة و لم يقع في معصيته طرفه عين حدثنا ابو الدنيا المعمر المغربي قال سمعت علي ابن ابي طالب عليه السلام يقول أصاب النبي (ص) جوع شديد و هو في منزل فاطمة عليهاالسلام قال علي فقال لي النبي صلي الله عليه و آله يا علي هات المائة فقدمت المائدة فاذا عليها خبز و لحم مشوي حدثنا أبو الديا المعمر قال سمعت اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول جرحت
[ صفحه 298]
في وقعة خيبر خمسا و عشرين جراحة فجئت الي النبي (ص) فلما رأي ما بي بکي و أخذ من دموع عينيه فجعلها علي الجراحات فاسترحت من ساعتي و حدثنا ابو الدنيا قال حدثني علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله (ص) من قرأ قل هو الله أحد فکأنما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرتين فکأنما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرات فکأنما قرأ القرآن کله و حدثنا أبو الدنيا قال سمعت علي بن ابي طالب عليه السلام يقول قال رسول الله کنت ارعي الغنم فاذا أنا بذئب علي قارعة الطريق فقلت ما تصنع هاهنا فقال لي و أنت ما تصنع هاهنا قلت ارعي الغنم قال مر او قال ذا الطريق قال فسقت الغنم فلما توسط الذئب الغنم اذا أنا به و قد شد علي شاة قال فجئت حتي اخذت بقفاه فذبحته و جعلته علي يدي و جعلت اسوق الغنم فلما سرت غير بعيد و اذا أنا بثلاثة املاک جبرئيل و ميکائيل و ملک الموت فلما رأوني قالوا هذا محمد (ص) بارک الله فيه فاحتملوني و اضجعوني و شقوا جوفي بسکين کان معهم و أخرجوا قلبي من موضعه و غسلوا جوفي بماء بارد کان معهم في قارورة حتي نقي من الدم ثم ردوا قلبي الي موضعه و امروا ايديهم علي جوفي فالتحم الشق باذن الله تعالي فما احسست بسکين و لا وجع قال و خرجت اغدوا الي امي يعني حلمية داية النبي (ص) فقالت لي أين الغنم فخبرتها بالخبر فقالت سوف تکون لک في الجة منزلة عظيمة.
أقول ذکروا حال المعمر ابي الدنيا المغربي بطرق آخر يطول الکلام و مقصودنا ذکر المعمرين يکفينا هذا المقدار.
و قال الفاضل المحدث السيد الجزائري (ره) في کتابه الانوار النعمانية حدثني اوثق مشايخي السيد هاشم الاحسائي في شيراز في مدرسة الامير
[ صفحه 299]
محمد عن شيخنا العادل الثقة الورع الشيخ محمد الحرقوشي اعلي الله مقامه في دار المقامة انه دخل يوما مسجدا من مساجد الشام و کان مسجد عتيقا مهجورا فرأي رجلا حسن الهيئة في ذلک المسجد فأخذ الشيخ في المطالعة في کتاب الحديث ثم ان ذلک الرجل سأل الشيخ عن أحواله و عمن نقل الحديث فأخبره الشيخ ثم ان الشيخ سأله عن أحواله و عن مشايخه فقال ذلک الرجل أنا المعمر أبو الدنيا و أخذت العلم عن علي بن ابي طالب عليه السلام و عن الائمة الطاهرين و أخذت فنون العلم عن اربابها و سمعت و کتبت من مصنفيها فاستجازه الشيخ في کتب الاحاديث و الاصول و غيرها و في کتب العربية و الاصول فأجازه وقرأ عليه الشيخ بعض الاخبار في ذلک المسجد توثيقا للاجازة فمن ثم کان شيخنا الثقة قدس الله روحه يقول لي يا بني ان سندي ان المحدين الثلاثة و غيرهم من أهل الکتب قصير فاني أروي عن الفاضل الحرقوشي عن المعمر ابي الدنيا عن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و کذا الي الصادق و الکاظم الي آخر الائمة و کذلک روايتي لکتب الاصول مثل الکافي و التهذيب و من لا يحصره الفقيه و أجزتک ان تروي عني بهذه الاجازة فنحن نروي الکتب الاربعة عن مصنفيها بهذا الطريق.
الثامن و العشرون في کنز الفوائد للکراچکي و في البحار و کذلک حال المعمر الآخر المشرقي و وجوده بمدينة من أرض المشرق يقال لها الي الان و رأينا جماعة رأوه و حدثوا حديثه و انه کان أيضا خادما لاميرالمؤمنين و الشيعة تقول انهما يجتمعان عند ظهور الامام المهدي (عج) عليه و علي آبائه افضل السلام و قال هذا رجل مقيم ببلاد العجم من أرض الجبل يذکر انه رأي اميرالمؤمنين عليه السلام يعرفه الناس بذلک علي مر السنين و الاعوام و يقول انه لحقه
[ صفحه 300]
ما لحق المغربي من الشجة في وجهه و انه صحب اميرالمؤمنين عليه السلام و خدمه و حدثني جماعة مختلفوا المذاهب بحديثه و انهم رأوه و سمعوا کلامه منهم أبو العباس أحمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي فحدني بمدينة الرملة في سنة احدي عشرة و أربعمأة قال کنت متوجها الي العراق للتفقه فعبرت بدينة يقال لها شهرود من أعمال الجبل قريبة من زنجان و ذلک في سنة خمسين و أربعمأة فقيل لي ان هاهنا شيخا يزعم انه رأي اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فلو صرت اليه فرأيته لکان في ذلک فائدة عظيمة قال فدخلنا عليه فاذا هو في بيته يعمل النوار و اا هو شيخ نحيف الجسم مدور اللحية کبيرها و له ولد صغير ولد له منذ سنة فقيل له ان هؤلاء قم من أهل العلم متوجهون الي العرق يحبون أن يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من اميرالمؤمنين فقال نعم کان السبب في لقائي له اني کنت قائما في موضع من المواضع فاذا أنا بفارس مجتاز فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده علي رأسي و يدعو لي فلما ان غبر اخبرت بأنه علي بين ابي طالب (ع) فهرولت حتي لحقته و صاحبته و ذکر انه کان معه في تکريت و موضع من العراق يقال له تل فلان بعد ذلک و کان بين يديه يخدمه الي ان قبض عليه السلام فخدم اولاده قال لي أحمد بن نوح رأيت جماعة من أهل البلد ذکروا ذلک عنه قالوا انا سمعنا آبائنا يخبرون عن اجدادنا بحال هذا الرجل و انه علي هذه الصفة و کان قد مضي فأقام بالاهواز ثم انتقل اليها لاذية الديلم له و هو مقيم بشهرود و حدثني بحديثه أيضا قوم من أهل شهرود و وصفوا الوصفة و قالوا هو يعمل الزنانير انتهي.
التاسع و العشرون من المعمرين و في البحار عن مکي بن أحمد قال سمعت اسحق بن ابراهيم الطوسي يقول و قد أتي عليه سبعة و تسعون سنة علي
[ صفحه 301]
باب يحيي بن منصور قال رأيت سربايل ملک الهند في بلاد تسمي صوح فسألناه کم اتي عليک من السنين قال تسعمأة سنة و خمس و عشرون سنة و هو مسلم فزعم ان النبي (ص) انفذ اليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان و عمرو بن العاص و اسامة بن زيد و ابو موسي الاشعري و صهيب الرومي و سفينة و غيرهم يدعونه الي الاسلام فأجاب و أسلم و قبل کتاب النبي (ص) فقلت له کيف تصلي مع هذا الضعف فقال لي قال الله عز و جل و الذين يذکرون الله قياما و قعودا و علي جنوبهم الاية فقلت له ما طعامک فقال لي اکل ماء اللحم و الکراث و سألته هل يخرج منک شي ء فقال في کل اسبوع مرة شي ء يسير و سألته عن أسنانه فقال ابدلتها عشرين مرة و رأيت له في اسطبله شيئا من الدواب أکبر من الفيل يقال له زندفيل فقلت له ما تصنع بهذا قال يحمل ثياب الخدم الي القصار و مملکته مسيرة أربع سنين في مثلها و مدينته طولها خمسون فرسخا في مثلها و علي کل باب منها عسکر مأة الف و عشرين الفا اذا وقع في أحد الابواب حدث خرجت تلک الفرقة الي الحرب لا تستعين بغيرها و هو في وسط المدينة و سمعته يقول دخلت العرب فبلغت الي الرمل رمل عالج و صرت الي قوم موسي فرأيت سطوح بيوتهم مستوية و بيدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت و الباقي يترکونه هناک و قبورهم في دورهم و بساتينهم من المدينة علي فرسخين ليس فيهم شيخ و لا شيخة و لم ار فيهم علة و لا يعتلون الي أن يموتوا و لهم أسواق اذا أراد الانسان منهم شراء شي ء صار الي السوق فوزن لنفسه و أخذ ما يصيبه و صاحبه غير حاضر و اذا أراد الصلاة حضروا فصلوا و انصرفوا لا يکون بينهم خصومة و لا کلام يکره الا ذکر الله عز و جل و الصلاة و ذکر الموت.
[ صفحه 302]
قال الصدوق (ره) اذا کان عند مخالفينا مثل هذا الحال لسربايک ملک الهند فينبغي ان يحيلوا مثل ذلک في حجة الله من التعمير و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
الثلاثون ن المعمرين في الدمعة عن کنز الکراچکي عن معاوية بن فضلة کنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب و فتحنا مدينة حلوان و طلبنا المشرکين في الشعب فلم (نقدر) يردوا عليهم فحضرت الصلاة فانتهيت الي ماء فنزلت عن فرسي و أخذت بعنانه و توضأت و أذنت فقلت الله أکبر فأجابني شي ء من الجبل و هو يقول کبرت تکبيرا ففزعت لذلک فزعا شديدا و نظرت يمينا و شمالا فلم أر شيئا فقلت أشهد ان لا اله الا الله فأجابني و هو يوقل الان حين اخلصت فقلت اشهد ان محمدا رسول الله فقال نبي بعث فقلت حي علي الصلاة فقال فريضة افترضت فقلت حي علي الفلاح فقال قد افلح من اجابها و استجاب لها فقلت قد قامت الصلاة فقال البقاء لامة محمد و علي رأسها تقوم الساعة فلما فرغت من أذاني ناديت بأعلي صوتي حتي اسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت انسي ام جني قال فأطلع رأسه من کهف الجبل فقال ما أنا بجني و لکني انسي فقلت له من أنت يرحمک الله قال أنا رزيب ابن ثملا من حواري عيسي بن مريم اشهد ان صاحبکم نبي و هو الذي بشر به عيسي بن مريم و لقد أردت الوصول اليه فحالت فيما بيني و بينه فارس و کسري و أصحابه ثم ادخل رأسه في کهف الجبل فرکبت دابتي و لحقت بالناس و سعد بن ابي وقاص اميرنا فأخبرته بالخبر فکتب بذلک الي عمر بن الخطاب فجاء کتاب عمر يقول الحق الرجل فرکب سعد و رکبت معه حتي انتهينا الي الجبل فلم نترک کهفا و لا شعبا و لا واديا الا التمسناه فيه و لم تقدر
[ صفحه 303]
عليه و حضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت يا صاحب الصوت الحسن و الوجه الجميل قد سمعنا منک کلاما حسنا فاخبرنا من أنت يرحمک الله اقررت بالله تعالي و وحدانيته فأنا عبدالله و وفد نبيه قال فاطلع رأسه من کهف الجبل فاذا شيخ ابيض الرأس و اللحية له هامة کأنه رحي فقال السلام عليکم و رحمة الله و برکاته قلت و عليک السلام و رحمة الله من أنت يرحمک الله قال أنا رزيب بن ثملا وصي العبد الصالح عيسي بن مريم عليه السلام کان سأل ربه لي البقاء الي نزوله من السماء و قراري في هذا الجبل و أنا موصيکم سددوا و قاربوا و اياکم و خصال لا تظهر في امة محمد صلي الله عليه و آله فان ظهرت فالهرب الهرب ليقوم أحدکم علي نار جهنم حتي يطفأ عنه خير من البقاء في ذلک الزمان الخبر.
الحادي و الثلاثون رجل معمر ذو قلاقل ذکر السيد النسابة العلامة علي بن عبدالحميد الحسيني النجفي قدس الله روحه في کتابه المسمي بالانوار المضيئة في الحکمة الشرعية روي الجد السعيد عبد الحميد يرفعه الي الرئيس ابي الحسن الکاتب البصري و کان من الاشداء الادباء قال سنة اثنين و تسعين و ثلاث مأة اشنت البرسنين عدة و بعثت السماء درها و حض الحبا اکناف البصرة و تسامع العرب بذلک فوردوها من الاقطار البعيدة و البلاد النائية علي اختلاف لغاتهم و تباين فطرهم فخرجت مع جماعة من الکبار و وجوه التجار نتصفح أحوالهم و لغاتهم و نلتمس ذائدة ربما وجدناها عند أحدهم فارتفع لنا بيت عال فقصدناه فوجدنا في کسره شيخا جالسا قد سقطت حاجباه علي عينيه کبرا و حوله جماعة من عبيده و اصحابه فسلمنا عليه فرد التحيد و أحسن التلقية فقال له رجل منا هذا السيد و أشار الي هو الناظر في معاملة الدرب و هو من الفصحاء و اولاد العرب و کذلک الجماعة ما منهم الا ينتسب الي بقبيلة
[ صفحه 304]
و يختص بسداد و فصاحة و قد خرج و خرجنا معه حين ورد ثم نلتمس الفائدة المستطرفة من احدکم و حين شاهدناک رجونا ما نبغيه عندک لعلو سنک فقال الشيخ و الله يا بني اخي حياکم الله ان الدنيا شغلتنا عما تبغونه مني فان اردتم الفائدة فاطلبها عند ابي و ها بيته و أشار الي بيت کبير بازائه فقلنا النظر الي مثل والد هذا الشيخ أهم فائدة فلنتعجل فقصدنا ذلک البيت فوجدنا خباء في کسره شيخا مضطجعا و حوله من الخدم و الامراء و في ما شاهدناه أولا و رأينا عليه من آثار السن ما يجوز ان يکون والد ذلک الشيخ فدنونا منه و سلمنا عليه و احسن الرد و أکرم الجواب فقلنا له مثل ما قلنا لابنه و ما کان من جوابه و انه دلنا عليک فعرجنا بالقصد اليک فقال يا بني اخي حياکم الله ان الذي شغل ابني عما التمستموه هو الذي شغلني عما هذه سبيلي و لکن الفائدة تجدونها عند والدي و ها هو بيته و أشار الي بيت نيف بنحوه منه فقلنا فيما بيننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني فان کانت منه فائدة بعد ذلک فهي ربح لم تحتسب فقصدنا ذلک الخبا فوجدنا حوله عددا کثيرا من الاماء و العبيد فحين رأونا تسرعوا الينا و بدأوا بالسلام علينا فقالوا ما تبغون حياکم الله فقلنا نبغي السلام علي سيدکم و طلب الفائدة من عنده ببرکتکم فقالوا الفوائد کلها عند سيدنا و دخل منهم من يستأذن ثم خرج بالاذن لنا فدخلنا فاذا سرير في صدر البيت و عليه مخاد من جانبيه و وساد قفي اوله و علي الوسادة رأس شيخ قد بلي و طار شعره و الازار علي المخاد التي من جانبي السرير لتستره و لا شغل منها عليه فجهزنا بالسلام فأحسن الرد و قال قائلنا مثل ما قال لولده و اعلمناه انه ارشدنا الي ابيه فحجنا بما احتج به و ان أباه ارشدنا اليک و بشرنا بالفائدة منک ففتح الشيخ عينين
[ صفحه 305]
قد غارتا في ام رأسه و قال للخدم اجلسوني فلم تزل ايديهم تنهاداه بلطف الي أن جلس و ستر بالازر التي طرحت علي المخاد ثم قال لنا يا بني أخي لاحدثنکم بخبر تحفظونه عني و تفيدون منه ما يکون فيه ثواب لي کان والدي لا يعيش له ولد و يحب ان يکون له عاقبة فولدت له علي کبر ففرح بي و ابتهج بمولدي ثم قضي و لي سبع سنين فکفلني عمي بعده و کان مثله في الحذر علي فدخل بي يوما علي رسول الله (ص) فقال له يا رسول الله ان هذا ابن أخي و قد مضي أبوه لسبيله و أنا کفيل بتربيته و انني انفس به علي الموت فعلمني عوذة اعوذه بها ليسلم ببرکتها فقال (ص) اين انت عن ذات القلاقل فقال يا رسول الله (ص) و ما ذات القلاقل قال (ص) ان تعوذه فتقرأ عليه سورة الجحد قل يا ايها الکافرون الي آخرها و سورة الاخلاص قل هو الله أحد الخ و سورة الفلق قل اعوذ برب الفلق الخ و سورة الناس قل اعوذ برب الناس الخ و انا الي اليوم اتعوذ بها کل غداة فما اصبت بولد و لا اصيب لي مال و لا مرضت و لا افتقرت و قد انتهي بي السن الي ما ترون فحافظوا علها و استکثروا من التغوذ بها فسمعنا ذلک منه و انصرفنا من عنده و اذا کان شخص من بعض امة محمد النبي (ص) و لع علي التعوذ باربع سور من قصيرات احد أجزاء القرآن فعمر هذا العمر الطويل و بلغ ببرکتها ما بلغ کما قيل فما ظنک بولد النبي (ص) الذي قد انتهي هذا القرآن و حکمه و فهمه و فوائده و علمه اليه و هو القائم بايضاحه و بيانه اليس هو ولي المسلمين و الاسلام و صاحب زمانه فما المانع ان يکون قد اعطاه الله تعالي من الخاصية و جعل له من المزية طول التعمير و البقاء علي مر الدهور و الاعوام ليقوم بما وجب في القرآن علي المکلفين من شرايع الاسلام و ملة جده الرسول (ص)
[ صفحه 306]
و هل يجحد ذلک الا من طبع علي قلبه فکان من اصحاب الشيطان و حزبه اولئک الذين طبع الله علي قلوبهم فاصمهم و اعمي أبصارهم.
الثاني و الثلاثون في العوالم عن غوالي اللئالي عن الشيخ جمال الدين حسن بن يوسف بن مطهر قال رويت عن مولانا شرف الدين اسحق بن محمود اليماني القاضي بقم عن خاله مولانا عماد الدين محمد بن محمد بن فتحان القمي عن الشيخ صدر الدين السلوي قال دخلت علي الشيخ بابارتن و قد سقطت حاجباه علي عينيه من الکبر فرفعهما عن عينيه فنظر الي و قال تري عيني هاتين طال ما نظرتا الي وجه رسول الله (ص) و قد رأيته يوم حفر الخندق و کان يحمل علي ظهره التراب مع الناس و معته يقول في ذلک اليوم اللهم اني اسألک عيشة هنيئة و ميتة سوية و مردا غير مخزولا فاضح.
و عن السيد الجليل صدر الدين السيد علي في صنوة الغريب عن قاضي القضاة نور الدين علي بن شرف محمد بن الحسين الحسيني الاتري الحنفي قال حکي لي جديد حسين بن محمد الحسيني في سنة احدي و سبعمأة من الهجرة ما ترجمته بالعربية انه مضي من عمري سبع او ثمان عشرة سنة فسافرت مع ابي و عمي من خراسان الي بلاد الهند للتجارة فلما وصلنا الي أوائل ملک هند وردنا مزرعة فقيل ان هذه المزرعة للشيخ رتن بن کزبال بن رتن المترندي فحططنا رحالنا عند شجرة يکفي ظلها لان يستظل فيه جماعة کثيرة فاجتمع اهل المزرعة کلهم عندنا و سلمنا عليهم فردوا علينا السلام فنظرنا بالفروع و اغصان هذه الشجرة فاذا بغصن من اغصانها زنفيل کبير معلق فسألتهم عن الزنفيل و عما فيه و کيفيته قالوا هذا مسکن الشيخ رتن و هو الذي أدرک زمان النبي صلي الله عليه و آله و تشرف بخدمته و دعي (ص) له
[ صفحه 307]
بطول العمر ست مرات فالتمسنا منهم ان ينزلوا الزنفيل فأنزله من بينهم رجل هرم فرأيناه مملوءا من القطن و في وسطه الشيخ رتن قاعد مثل الدجاجة فجعل هذا الرجل الهرم فمه عند اذنه و قال يا جد ان جمعا من أهل خراسان و فيهم الشرفاء و ولد النبي (ص) يسألون منک کيف رأيت النبي (ص) و ما قال لک ثم تاوه و تکلم بالفارسية و صوته کصوت النحل و نحن نسمع کلامه و نتميزه و ترجمته بالعربية قال سافرت مع ابي من هذه البلاة الي الحجاز للتجارة فلما وصلنا بواد من أودية مکة و فيها ماء السيل الکثير الغزير فرأينا شابا وجيها کأن وجهه فلقة القمر و هو اسم اللون عمره عشرة أو اثنتي عشرة سنة کان يرعي الابل و قد حال الماء بينه و بين ابله و هو (ص) يريد العبور عن الماء و هو خائف علي نفسه من ذلک فلما وقفت بحاله ارکبته علي کتفي و جاوزته عن الماء و الحقته بابله فنظر الي و قال (ص) لي بلسانه علي ثلاث مرات بارک الله في عمرک بارک الله في عمرک بارک الله في عمرک ثم اشتغلت بشغلي و تجارتي و رجعت الي وطني و مضت علي سنين عديدة فاذا بليلة من الليالي و کانت ليلة اکمال القمر من الليالي البيض کنت في مزرعتي هذه فاذا بالقمر انشق نصفين و صار نصفه الي المشرق و نصفه الاخر الي المغرب و صار الليل مظلما کليالي المحاق ثم بعد ساعة طلعا من المشرق و المغرب و عادا في محلهما و التصقا فصارا قمرا کالاول فتعجبنا من ذلک و ما عرفنا کيف الحال الي أن جاءت القوافل من سمت الحجاز و أخبرونا بأن النبي (ص) الذي ظهر في الحجاز طلبوا منه هذه المعجزة و صار کما طلبوا و أرادوا فصرت مشتاقا لزيارة ذلک النبي (ص) المبعوث و سافرت اليه فلما و صلت مکة و استأذنت للدخول عليه فدخلت عليه و رأيته و قد سطع النور من وجهه الي السماء و هو (ص) يأکل الرطب فسلمت
[ صفحه 308]
عليه ورد علي فبقيت من هيبته واقفا في مقامي ثم قال لي کل الرطب فان من المروة الموافقة و ان من النفاق الزندقة فقعدت و أکلت الرطب و ناولني بيده الشريفة رطبة واحدة ثم رطبة واحدة حتي ناولين ستا غير ما أخذته بيدي و أکلت ثم نظر الي و تبسم و قال (ص) لعلک ما عرفتني انا ذلک الصبي الذي نجيته من اء السيل الذي حال بيني و بين ابلي فعرفته بتلک العلامة و قلت نعم عرفتک يا حسن الوجه ثم قال مد يدک فمددت يدي و صافحته فقال قل أشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله فقلت ذلک و أسلمت ففرح باسلامي فلما اردت الرجوع الي بلدي و استأذنته به و أذن لي دعا لي و قال صلي الله عليه و آله لي ثلاث مرات بارک الله في عمرک بارک الله في عمرک بارک الله في عمرک فودعته و فرحت بمحبته اياي و استجاب الله دعائه لي و بارک في عمري و مضي من عمري ازيد من ست مأة سنة و کل من کان في هذه المزرعة من نسلي و اولادي و بدعائه (ص) تفضل الله لي و لهم بکل الخير و البرکة.
أقول لما ذکر قصة شق القمر في ترجمة الشيخ رتن لا ضير بذکر بعض أخبار شق القمر و هو ان جناب المولوي محمد صاحب الحبشي ذکر في تصديق المسيح في جواب البادري عند سؤاله عن شق القمر و کيفية و قوعه نقلا عن سوانح الحرمين و کتب بالهندية ما ترجمته بالعربية و هو ان رجلا هنديا کافرا يعبد الصنم و کان کبيرا في قومه و صاحب الاقتدار في بلد دهار المتصلة ببحر چنبل صوبه مالون ان قاعدا في محله و اذا قد صار المقر نصفين و تفرق و التصق بعد ساعة فسأل من علماء مذهبه عن هذه الکيفية قالوا في کتبنا مذکور ان نبيا يظهر في العرب و معجزته شق القمر ثم ارسل هذا الرجل امينه و من هو في اموره العظيمة عميده و استکشف حاله فآمن
[ صفحه 309]
به و سماه النبي (ص) عبدالله و له قبر معروف و مزار عام.
قصة اخري أيضا في تصديق المسيح عن المقالة الحادية عشرة من تاريخ فرشته ان في مملکة مليپار کان يهوديا من اولاد السامري الذي ابدع عبادة العجل في زمن موسي و هو رأي شق القمر فتعجب من هذه الواقعة العجيبة العظيمة فاستعلم عن جمع من المعتمدين فعلم انه من معاجز النبي (ص) الامي فسافر الي الحجاز و تشرف بخدمته و آمن به و رجع الي أن بلغ بلد ظفار فمات و قبره معلوم و مزاره عام.
الثالث و الثلاثون سمعت من جمع ان من المعمرين رجلا يسمي نردوول في الکهف الذي من حوالي کابل من بلاد الافاغنة من أهل السنة و الجماعة فأردت کشف النقاب و رفع الحجاب عن هذا الامر العجاب و استفسرت عمن له من علم السياحة و التواريخ سائغ و شراب من الشيخ و الشاب و الرعية و الارباب و الادنين و الانجاب و الضباط و النواب فأخبروني و صار بحيث ما بقي مجال شک و لا ارتياب ان بقدر ثمانية او تسعة منازل الي ابل کفار و أهل کابل يأخذون العبيد و الاماء من أهل ذلک البلد و هم معروفون بکفار سود اللباس مأکولهم لحم المعز و لبسهم جلد المعز و يحرم عندهم نکاح الارحام و تمامهم من أولاد نردوول و نتائجه و هو في کهف جبل من جبال ذلک البلد و نردوول هذا کان في عصر علي اميرالمؤمنين عليه السلام و حضر غزوة من الغزوات و جرح علي عليه السلام رأسه بضربته و کلما قرب ان يندمل جراحته يخرج من الکهف فاذا طير يسيح في الهواء و يعئد جراحته و دائما مبتلا بهذا البلاء و مأکوله کل يوم معز ان معز في النهار و معز في العشاء و يعطيه أهل البلد لکونهم من نتائجه و حکي لي واحد من السياحين اني حضرت عند باب
[ صفحه 310]
الکهف لاراه و اعرف حاله و انه کيف هو فرأيته جالسا جلسة القرفصاء بحيث کان رکبتاه محاذي صدره و کان رأسي قائما محاذي رکبتيه و هو في الکهف دائما يأکل و يام و يتغوط فيه.
الرابع و الثلاثون في المجمع الرائق تصنيف السيد هبة الله الموسوي عن الصادق (ع) انه قال ان داود (ع) خرج يقرأ الزبور و کان اذا قرأ الزبور لا يبقي جبل و لا حجر و لا طائر الا اجابه فانتهي الي جبل فاذا علي ذلک الجبل نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال و أصوات السباع و الطير علم انه داود عليه السلام فقال داود يا حزقيل تأذن لي فأصعد اليک قال لا فبکي داود فأحي الله عز و جل اليه يا حزقيل لا تعير داود و سلني العافية قال فأخذ حزقيل بيد داود و رفعه اليه فقال داود يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط قال لا قال فهل دخلک العجب مما أنت من عبادة الله عز و جل قال لا قال فهل رکنت الي الدنيا فاحببت ان تأخذ من شهوتها و لذتها قال بلي ربما عرض ذلک بقلبي قال فما تصنع اذا کان ذلک قال ادخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه قال فدخل داود الشعب فاذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية و عظام فانية و اذا لوح من حديد فيه کتابة فقرأها داود (ع) فاا فيها أنا ملکت الف سنة و بنيت الف مدينة و افتضضت الف بکر فکان آخر عمري ان صار التراب فراشي و الحجارة و سادي و الديدان و الهوام جيراني فمن رآني فلا يغتر بالدنيا.
في العوالم عن غوالي اللئالي بالاسناد الي احمد بن فهد عن بهاء الدين علي بن عبدالحميد عن يحيي بن نجل الوفي عن صالح بن عبدالله اليمني کان قدم الکوفة قال يحيي و رأيته بها سنة اربع و ثلاثين و سبعمأة عن أبيه
[ صفحه 311]
عبدالله اليمني و انه کان من المعمرين و أدرک سلمان الفارسي (رض) و انه روي عن النبي (ص) انه قال حب الدنيا رأس کل خطيئة و رأس العباة حسن الظن بالله.
روي أبو رواحة الانصاري عن المغربي قال کنت عند اميرالمؤمنين (ع) و قد أراد حرب معاوية فنظر الي جمجمة في جانب الفرات و قد أتت عليه فمر عليها اميرالمؤمنين عليه السلام فدعاها فأجابته بالتلبية و قد خرجت بين يديه و تکلمت بکلام فصيح فأمرها بالرجوع فرجعت الي مکانها کما کانت و لما فرغ من حرب نهروان أبصرنا جمجمة نخرة بالية فقال هاتوها فحرکها بسوطه و قال اخبرني من أنت فقير ام غني شقي ام سعيد ملک ام رعية فقالت بلسان فصيح يا اميرالمؤمنين (ع) أنا کنت ملکا ظالما فأنا پرويز بن هرمز ملک الملوک ملکت مشارق الارض و مغاربها و سهلها و جبلها و بحرها و برها انا الذي أخذت الف مدينة في الدنيا و قتلت الف ملک من ملوکها يا اميرالمؤمنين (ع) أنا الذي بنيت خمسين مدينة و فضضت خمسأة الف جارية بکر و اشتريت الف عبد ترکي و أرمني و تزوجت سبعيت الف من بنات الملوک و ما من ملک في الارض الا غلبته و ظلمت أهله فلما جاءني ملک الموت قال يا ظالم يا طاغي خالفت الحق فتزلزلت أعضائي و ارتعدت فرائصي و عرض علي أهل حبسي فاذا هم سبعون الف من اولاد الملوک قد شقوا من حبسي فلما رفع ملک الموت روحي سکن أهل الارض من ظلمي فأنا معذب في النار أبد الابدين فوکل الله لي سبعين الف الف من الزبانية في يد کل واحد منهم مرزبة من نار لو ضربت علي جبال أهل الارض لاحترقت الجبال قتدکدکت و کلما ضربني الملک بواحدة من تلک المرازيب تشتعل في النار فيحييني الله تعالي
[ صفحه 312]
و يعذبني بظلمي علي عباده أبد الابدين و کذلک و کل الله تعالي بعدد کل شعرة في بدني حية تنهشني و عقربة تلدغني و کل ذلک احس به کالحي في دنياه فتقول لي الحيات و العقارب هذا جزاء ظلمک علي عباده فسکتت الجمجمة فبکي جميع عسکر اميرالمؤمنين عليه السلام و ضربوا علي رؤسهم.