في ذکر الدجال و بعض أخباره و حالاته
و هو المسيح الکذاب و القبيح المرتاب الذي استحق بسوء اختياره اليم العذاب و استوجب شديد العقاب المعروف بالاعور الدجال عليه من الله اللعنة علي الدوام و الاتصال.
في الدمعة الساکبة عن مشکوة المصابيح عن ابي بکرة قال رسول الله صلي الله عليه و آله يمکث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما و لد ثم يولد لهما غلام أعور أخرس أي عظيم السن و اقله منفعة تنام عيناه و لا ينام قلبه ثم نعت لنا رسول الله ابويه فقال ابوه طويل ضرب اللجم کان انفه منقار و امه امرأة فرضاخية (فرضاخية الضخمة العظيمة) طويلة اليدين فقال أبوبکرة فسمعنا بمولد في اليهود بالمدينة فذهبت أنا و الزبير بن العوام حتي دخلنا علي أبويه فاذا نعت رسول الله (ص) فيهما فقلنا هل لکما ولد فقالا مکثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد ثم ولد لنا غلام اعور أخرس و اقله منفعة تنام عيناه و لا ينام قلبه قال فخرجنا من عندهما فاذا هو منجدل في الشمس في قطيفة و له همهمة فکشف عن رأسه فقال ما قلتما قلنا و هل سمعت ما قلنا قال نعم تنام عيناي و لا ينام قلبي.
في الکافي عن ابن عمر ان رسول الله (ص) صلي ذات يوم بأصحابه الفجر ثم قام مع أصحابه حتي اتي باب دار المدينة فطرق الباب فخرجت اليه امرأة فقالت ما تريد يا أبا القاسم (ص) فقال رسول الله (ص) يا ام عبدالله استأذني لي علي عبدالله فقالت يا أبا القاسم (ص) و ما تصنع بعبد الله فو الله
[ صفحه 242]
انه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه و انه ليراودني علي الامر العظيم فقال استأذني لي عليه فقالت اعلي ذمتک قال نعم قالت ادخل فدخل فاذا هو في قطيفة يهينهم فيها فقالت امه اسکت و اجلس هذا محمد (ص) أتاک فسکت فقال النبي (ص) ما لها لعنها الله لو ترکتني لاخبرتکم أهو هو ثم قال النبي (ص) ما تري قال أري حقا و باطلا و أري عرشا علي الماء فقال أشهد ان لا اله الا الله و اني رسول الله فقال بل تشهد ان لا اله الا الله و اني رسول الله فما جعلک الله بذلک احق مني فلما کان في اليوم الثاني صلي بأصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتي طرق الباب فقالت امه ادخل فدخل فاذا هو في نخلة فيها فقالت له امه اسکت و انزل هذا محمد (ص) قد أتاک فسکت فقال النبي (ص) ما لها لعنها الله لو ترکتني لاخبرتکم اهو هو فلما کان في اليوم الثالث صلي بأصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتي أتي ذلک المکان فاذا هو في غنم ينعق بها فقالت له امه اسکت و اجلس هذا محمد (ص) قد أتاک و قد کانت نزلت في ذلک اليوم آيات من سورة الدخان فقرأها لهم النبي صلي الله عليه و آله في صلاة الغداة ثم قال (ص) اشهد ان لا اله الا الله و اني رسول الله فقال بل تشهد ان لا اله الا الله و اني رسول الله و ما جعلک الله بذلک احق مني فقال النبي (ص) اني قد خبأت لک خباء فقال الدخ الدخ فقال النبي (ص) اخسأ فانک لن تعدو اجلک و لن تبلغ املک و لن تنال الا ما تعد لک ثم قال لاصحابه أيها الناس ما بعث الله نبيا الا و قد أنذر قومه الدجال و ان الله عز و جل قد لنره الي يومکم هذا فمهما تشابه عليکم من امره فان ربکم ليس بأعور انه يخرج علي حمار عرض ما بين اذنيه ميل يخرج و معه جنة و نار و جبل من خبز و نهر من ماء اکثر أتباعه اليهود و النساء و الاعراب يدخل
[ صفحه 243]
آفاق الارض کلها الا مکة و بيتها و لا المدينة و لا بنيتها.
أقول الهينمة صوت خفي اهو اهو أي اما تقولون الوهية اله ام لا اري عرشا علي الماء أي عرش ابليس علي البحر قد خبأت لک خباء أي اضمرت لک شيئا فأخبرني الدخ بالضم و الفتح الدخان أراد بذلک يوم تأني السماء بدخان مبين.
و في عمدة ابن بطريق انطلق عمر مع رسول الله (ص) في رهط ابن صياد حتي وجده يلعب مع الصبيان عند اطم بني مغالة و قد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتي ضرب رسول الله (ص) علي ظهره بيده ثم قال رسول الله (ص) لابن صياد اشهد اني رسول الله فنظر اليه ابن صياد قال اشهد انک رسول الاميين فقال ابن صياد لرسول الله أشهد اني لرسول الله فقال آمنت بالله و برسوله ثم قال له رسول الله (ص) ماذا تري قال ابن صياد يأتيني صادق و کاذب فقال رسول الله خلط عليک الامر ثم قال له رسول الله اني خبأت لک خباء فقال ابن الصياد هو الدخ فقال له رسول الله اخسأ فلن تعدوا قدرک فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله أضرب عنقه فقال رسول الله ان يکن هو فلن تسلط عليه و ان لم يکن هو فلا خير لک في قتله (و فيه) انطلق رسول الله (ص) بعد ذلک و ابي بن کعب الي النخلة التي فيها ابن صياد حتي اذا دخل رسول الله طفق يتقي بجذوع النخل و هو يحتال ان يسمع من ابن صياد شيئا قبل ان يراه ابن صياد فرآه رسول الله و هو مضطجع علي فراشه في قطيفة له فيها زمزمة فرأت ام ابن صياد رسول الله و هو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد يا صاف و هو اسم ابن صياد هذا محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله لو ترکته بين فقام رسول الله في الناس فأثني
[ صفحه 244]
علي الله تعالي بما هو أهله ثم ذکر الدجال فقال لا نذرکموه و ما من نبي الا و قد أنذر قومه لقد انذر نوح قومه و لکن أقول لکم فيه قولا لم يقله نبي لقومه نعلموا انه اعور و ان الله ليس بأعور (و فيه) ان رسول الله (ص) کان حذر الناس الدجال انه مکتوب بين عينيه کافر يقرأه کل من کره عمله او يقرأه کل مؤمن و قال هلموا انه لن يري احد منکم ربه حتي يموت و ابن صياد هو الدجال (و فيه) ان جابر بن عبدالله يحلف بالله ان ابن صياد هو الدجال فقيل تحلف بالله قال سمعت عمر يحلف علي ذلک عند النبي (ص) فلم ينکره النبي (ص) (في البيان) روي عن عامر بن شراحيل الشعبي شعب شمذان دخل علي فاطمة بنت قيس اخت الضحاک بن قيس و کانت من المهاجرات الاول فقال حدثيني حديثا سمعته عن رسول الله لا تسند الي أحد غيره فقالت لئن شئت لافعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نکحت ابن الغيرة و کان من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله و لا تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف في نفر من اصحاب محمد و خطبني رسول الله علي مولاه اسامة بن زيد و کنت حدثت ان رسول الله (ص) قال من احبني فليحب اسامة فلما کلمني رسول الله (ص) قلت أمري بيدک فانکحني من شئت فقال انتقلي الي بيت ام شريک و ام شريک امرأة غنية عظيمة النفقة في سبيل الله تنزل عليه الضيفان فقلت سأفعل قال لا تفعلي ان ام شريک کثيرة الضيفان فاني أکره ان يسقط عنک خمارک و ينکشف الثوب عن ساقيک فيري القوم منک بعض ما تکرمين و لکن انتقلي الي ابن عمک عبدالله بن عمرو بن ام مکتوم و هو رجل من بني فهر قريش و هو من البطن الذي هي منه فانتقلت اليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله ينادي الصلاة جامعة
[ صفحه 245]
فخرجت الي المسجد فصليت مع رسول الله فکنت في الصف الذي يلي ظهور القئم فلما فرغ رسول الله من صلاته جلس علي المنبر و هو يضحک فقال ليلزم کل انسان مصلاه ثم قال هل تدرون لم جمعتکم قالوا الله و رسوله أعلم فقال اني و الله ما جمعتکم لرغبة و لا لرهبة و لکن جمعتکم لان تميما کان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و اسلم و دثني حديثا وافق الذيي احدثکم عن مسيح الدجال حدثني انه رکب في سفينة بحرية ع ثلاثين رجلا من لخم و جذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم ارفأوا الي جزيرة في البحرحين مغرب الشمس فجلسوا في ما يقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فليقتهم دابة اهلب کثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره لکثرة الشعر فقالوا و يلک ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا و ما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا الي هذا الرجل في الدير فانه الي خبرکم بالاشواق قال سمعت لنا رجلا فزعنا منها ان تکون شيطانة قال انطلقنا سريعا حتي دخلنا الدير فاذا اعظم انسان ما رأيناه قط خلقا و أشده و ثافا مجموعة يداه الي عنقه ما بين رکبتيه الي کعبيه بالحديد قلنا و يلک ما أنت قال قدرتم علي خبري فاخبروني ما أنتم قلنا نحن اناس من العرب رکبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم ارفأنا الي جزيرتک هذه فجلسنا في اقربها فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة اهلب کثيرة الشعر لا يدري ما قبله من دبره من کثرة الشعر فقلنا ويلک ما أنت قالت أنا الجساسة قلنا ما الجساسة قالت اعمدوا الي هذا الرجل في الدير فانه الي خبرکم بالاشواق فأقبلنا اليک سراعا و فزعنا منها و لم نأمن ان تکون شيطانة فقال اخبروني عن هزبيستان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال اسألکم عن نخلها هل يثمر فقلنا له نعم فقلنا أما انه يوشک ان لا يثمر قال اخبرونا عن بحيرة
[ صفحه 246]
طبربة قلنا عن اي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي کثيرة الماء قال أما ان مائها يوشک أن يذهب قال اخبروني عن عين زعز قلنا عن أي شأنها تسخبر قال هل في العين ماء و هل يزرع اهلها بماء العين قلنا له نعم هي کثيرة الماء و اهلها يزرعون من مائها قال اخبروني عن نبي الاميين ما فعل قالوا قد خرج هاجرا من مکة و نزل يثرب قال اقاتله العرب قلنا نعم قال کيف صنع بهم قال فأخبرناه انه قد ظهر علي من يليه من العرب و أطاعوه قال لهم قد کان ذاک قلنا نعم قال اما ان ذاک خير لهم ان يطيعوه و اني اخبرکم عني اني انا المسيح الدجال و اني اوشک ان يؤذن لي في الخروج فاخرج فأسير في الارض فلا أدع قرية الا هبطتها في اربعين ليلة غير مکة و طيبة فهما محرمتان علي کلتاهما کلما أردت أن ادخل واحدة أو واحدا منهما استقبليني ملک بيده السيف صلتا يصدني عنها و ان علي کل نقب منها ملائکة يحرسونها قالت قال رسول الله (ص) و طعن بمحضرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة الاهل کنت حدثتکم ذلک فقال الناس نعم فانه اعجبني حديث تميم انه وافق الذي کنت احدثکم عنه و عن مکة و المدينة الا انه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من المشرق ما هو و اومي بيده قال فحفظت هذا من رسول الله (ص).