بازگشت

ذکر الکتاب الذي وجد تحت أرض الکعبة


في ذکر کتاب وجد عد صخرة تحت أرض الکعبة في زمان عبدالله بن الزبير و فيه أخبار عن النبي (ص) و الائمة الاثني عشر عليهم السلام.

في الدمعة عن المقتضب عن عبدالله بن ربيعة رجل من أهل مکة قال قال لي اني محدثک الحديث فاحفظه عني و اکتمه علي ما دمت حيا أو يأذن الله فيه بما يشاء کنت مع من عمل مع ابن الزبير في الکعبة حدثني ان ابن



[ صفحه 226]



زبير أمر العمال أن يبلغوا في الارض قال فبلغنا صخر امثال الابل فوجدت علي بعض تلک الصخور کتابا موضوعا فتناولته و سترت أمره فلما صرت الي منزلي تأملته فرأيته کتابا لا أدري من أي شي ء هو و لا أدري الذي کتب به ما هو الا انه ينطوي الکتب فقرات فيه باسم الاول لا شي ء قلبه لا تمنعوا الحکمة أهلها فتظلموهم و لا تعطوها غير مستحقيها فتظلموها ان الله يصيب بنوره من يشاء و الله يهدي من يشاء و الله ضال لمن يريد بسم الاول لا نهاية له القائم علي کل نفس بما کسبت و کان عرشه علي الماء ثم خلق الخلق بقدرته و صورهم بحکمته و ميزهم بمشيئته کيف شاء و جعلهم شعوبا و قبائل و بيوتا لعلمه السابق فيهم ثم جعل من تلک القبائل قبيلة مکرمة سماها قريشا و هي أهل الامامة ثم جعل من تلک القبيلة بيتا خصه الله بالبناء و الرفعة و هم ولد عبد المطلب حفظة هذا البيت و عماره و ولادته و سکانه ثم اختار من ذلک البيت نبيا يقال له محمد صلي الله عليه و آله و يدعي في السماء أحمد يبعثه الله في آخر الزمان نبيا و برسالته مبلغا و للعباد الي دينه داعيا منعوتا في الکتب تبشر به الانبياء و يرث علمه خير الاوصياء يبعثه الله و هو ابن اربعين عند ظهور الشرک و انقطاع الوحي و ظهور الفتن ليظهر الله به دين الاسلام و يدحر به الشيطان و يعبد به الرحمن قوله فصل و حکمه عدل يعطيه الله النبوة بمکة و السلطان بطيبة له مهاجرد من مکة الي طيبة و بها موضع قبره يشهر سيفه و يقاتل من خالفه و يقيم الحدود فيمن اتبعه هو علي الامة شهيد و لهم يوم القيامة شفيع يؤيده بنصره و يعضده بأخيه و ابن عمه و صهره و زوج ابنته و وصيه في امته من بعده و حجة الله علي خلقه ينصبه لهم علما عند اقتراب أجله هو باب الله فمن أتي الله من غير الباب ضل يقبضه الله و قد خلف في



[ صفحه 227]



امته عمودا بعد ان يبين لهم يقول بقوله فيهم و يبينه لهم هو القائم من بعده و الامام و الخليفة في امته فلا يزال مبغضا محسودا مخذولا و من حقه ممنوعا لا حقاد في القلوب و ضغاين في الصدور و لعلو مرتبته و عظم منزلته و علمه و حلمه و هو وارث العلم و مفسره مسؤول غير سائل عالم غير جاهل کريم غير لئيم کرار غير فرار لا تأخذه في الله لومة لائم يقبضه الله عز و جل شهيدا بالسيف مقتولا هو يتولي قبض روحه و يدفن في الموضع المعروف بالغري يجمع الله بينه و بين النبي (ص) ثم القائم من بعده ابنه الحسن سيد الشباب و زين الفتيان يقتل مسموما يدفن بأرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع ثم يکون بعده الحسين عليه السلام امام عدل يضرب بالسيف و يقري الضعيف يقتل بالسيف علي شاطي ء الفرات في الايام الزاکيات يقتله بنوا الطوامث و البغيات يدفن بکربلا قبره للناس نور و ضياء و علم ثم يکو القائم من بعده ابنه سيد العابدين و سراج المؤمنين يموت موتا يدفن في أرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع ثم يکون الامام القائم بعده المحمود فعاله محمد باقر العلم و معدنه و ناشره و مفسره يموت موتا يدفن بالبقيع من أرض طيبة ثم يکون الامام جعفر و هو الصادق و بالحکمة ناطق مظهر کل معجزة و سراج الامة يموت موتا بأرض طيبة موضع قبره بالبقيع ثم الامام بعده المختلف دفنه سمي المناجي ربه موسي بن جعفر يقتل بالسم في محبسه يدفن في الارض المعروفة بالزوراء ثم القائم بعده ابنه الامام علي الرضا عليه السلام المرتضي لدين الله امام الحق يقتل بالسم في أرض العجم ثم القائم الامام بعده ابنه محمد يموت موتا يدفن بالارض المعروفة بالزوراء ثم القائم بعده ابنه علي لله ناصر و يموت موتا و يدفن في المدينة المحدثة ثم القائم بعده ابنه الحسن



[ صفحه 228]



وارث علم النبوة و معدن الحکمة يستضاء به من الظلم يموت موتا يدفن في المدينة المحدثة ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي (ص) يأمر بالعدل و يفعله و ينهي عن المنکر و يجتنبه يکشف الله به الظلم و يجلو به الشک و العمي يرعي الذئب في أيامه مع الغنم و يرضي عنه ساکن السماء و الطير في الجو و الحيتان في البحار ياله من عبد ما أکرمه علي الله طوبي لمن اطاعه وويل لمن عصاه طوبي لمن قاتل بين يديه فقتل او قتل اولئک عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئک هم المهتدون و اولئک هم المفلحون.

زهرتان

الزهرة الاولي في الدر النظيم عن الجارود بن منذر العبدي و کان نصرانيا أسلم عام الحديبية و أنشد في رسول الله:



أنبأ الاولون باسمک فينا

و بأسماء أوصياء کرام



فقال رسول الله أفيکم من يعرف قس بن ساعدة الايادي فقال الجارود کلنا نعرف يا رسول الله غير اني من بينهم عارف بخبره واقف علي أثره فقال سلمان اخبرنا فقال يا رسول الله لقد شهدت قسا و قد خرج من اد من أندية أياد الي ضحضح ذي قتاد و سمر و عتاد و هو مشتمل بنجاد فوقف في اسحيان ليل کالشمس رافعا في السماء وجهه و اصبعه فدنوت نه فسمعته يقول اللهم رب السماوات الارقعة و الارضين الممرعة بحق محمد و الثلاثة المحاميد معه و العليين الاربعة و فاطمة و الحسنين الابرعة و جعفر و موسي التبعة و سمي الکليم الضرعه اولئک النقباء الشفعة و الطريق المهيعة درسة الاناجيل و نفاق الاباطيل و الصادقوا القيل عدد النقباء من بني اسرائيل فهم اول البداية و عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من الله فرض الطاعة اسقنا غيثا مغيثا ثم قال



[ صفحه 229]



ليتني ادرکهم و لو بعد لأي من عمري و محياي ثم أنشأ يقول (اقسم قس قسما - ليس به مکتتما) (لو عاش الفي سنة - لم يلق منها سأما) (حتي يلاقي أحمد - و النجباء الحکما) (هم أوصياء احمد - افضل من تحت السما) (يعمي الانام عنهم - و هم ضياء للعمي) (لست بناس ذکرهم - حتي احل الرجما) قال الجارود فقلت يا رسول الله انبئني انبأک الله بخبر هذه الاسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذکرها فقال رسول الله يا جارود ليلة اسري بي الي السماء اوحي الله عز و جل الي ان سل من أرسلنا قبک من رسلنا علي ما بعثوا قلت علي ما بعثوا قال بعثتهم علي نبوتک و ولايد علي بن ابي طالب و الائمة منکما ثم عرفني الله تعالي بهم و بأسمائهم ثم ذکر رسول الله للارود اسماءهم واحدا واحدا الي المهدي عليه السلام ثم قال قال لي الرب هؤلاء اوليائي و هذا المنتقم من اعدائي يعني المهدي و قد ذکر صاحب الروضة ان هذا الاستسقاء کان قبل النبوة بعشر سنين و شهادة سلمان بمثل ذلک مشهورة.

الزهرة الثانية

اعلم ان انحصار عدد الائمة في اثني عشر بوجوه (الاول) ان الايمان و الاسلام مبني علي اصلين احدهما لا اله الا الله و الثاني محمد رسول الله و کل واحد من هذين الاصلين مرکب من اثني عشر حرفا و الامامة فرع الايمان المتأصل و الاسلام المقرر فيکون عدة القائمين بها اثني عشر کعدد کل واحد من الاصلين المذکورين (الثاني) ان الله تعالي أنزل في کتابه العزيز و لقد أخذنا ميثاق بني اسرائيل و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا فجعل عدة القائمين بفضيلة الامامة و التقدمة بها مختصة به و لهذا لما بايع رسول الله (ص) الانصار ليلة العقبة قال لهم اخرجوا لي منکم اثني عشر نقيبا کنقباء بني اسرائيل ففعلوا



[ صفحه 230]



فصار ذلک طريقا متبعا و عددا مطلوبا (الوجه الثالث) قال الله تعالي و من قوم موسي امة يهدون بالحق و به يعدلون و قطعناهم اثني عشرة أسباطا فجعل الاسباط الهداة في الاسلام اثني عشر (الوجه الرابع) ان مصالح العالم في تصرفاتهم لما کانت في حصولها مفتقرة الي الزمان لاستحاله انتظام مصالح الاعمال و ادخالها في الوجود الدنياوي بغير الزمان و کان الزمان عبارة عن الليل و النهار و کل واحد منهما حال الاعتدال مرکب عن اثني عشر جزء يسمي ساعات فکانت مصالح العالم مفتقرة الي ما هو بهذا العدد و کانت مصالح الانام فتقرة الي الائمة و ارشادها فجعل عددهم کعدد أجزاء کل واحد من جزئي الزمان للافتقار اليه کما تقدم (الوجه الخامس) ان نور الامامة يهدي القلوب و العقول الي سلوک طريق الحق و يوضح لها المقاصد في سلوک سبيل النجاة کما يهدي نور الشمس و القمر أبصار الخلايق الي سلوک الطريق و يوضح لهم المناهج السهلة ليسلکوها و المسالک الوعرة ليترکوها فها نوران هاديان أحدهما يهدي البصائر و هو نور الامامة و الآخر يهدي الابصار و هو نور الشمس و القمر و لکل واحد من هذين النورين محال يتناقلها فمحل ذلک النور لاهادي الابصار البروج الاثني عشر التي اولها الحمل و آخرها المنتهي اليه الحوث فينقل من واحد الي آخر فيکون محال النور الثاني الهادي للبصاير و هو نور الامامة منحصرا في اثني عشر أيضا.

لطيفة قد ورد في الحديث النبوي ان الارض بما عليها محمولة علي الحوت و في هذا اشارة لطيفة و حکمة شريفة و هو ان محال ذلک النور لما کان آخرها الحوت و الحوت حامل لاثقال هذا الوجود و قصر العالم في الدنيا فآخر محال هذا النور و هو نور الامامة أيضا حال انتقال مصالح أديانهم



[ صفحه 231]



و هو المهدي (عج) (الوجه السادس) ان النبي (ص) قال الائمة من قريش فلا يجوز أن تکون الامامة في غير قرشي و ان کان عربيا و الذي عليه محققوا علماء النسب ان کل من ولده النضر بن کنانة فهو قرشي فمرد کل قرشي الي النضر ابن کنانة و النضر هو دوحة متفرع صفة الشرف عليها و نتبعث منها و ترجع اليها و هذه القبيلد الشريفة کمل شرفها و عظم قدرها و اشتهر ذکرها و استحقت التدقم علي بقية القبائل و سائر البطون من العرب و غيرها برسول الله (ص) فنسب قريش انحدر من النضر بن کناند الي رسول الله (ص) فرسول الله في الشرفي بمنزلة مرکز الدائرة بالنسبة الي محيطها فمنه يرقا الشرف فاذا فرضت الشرف خطا متصاعدا متراقيا متصلا الي المحيط مرکبا من نقط هي آباؤه أبا فأبا وجدته محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن کلاب بن مرة بن کعتب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالک بن النضر فالمرکز الذي انبعث منه الشرف متصاعدا هو رسول الله (ص) و وجدت المحيط الذي ينتهي الصفة الشريفة القرشية اليه هو النضر بن کنانة فالخط المتصاعد الذي بين المرکز و بين المنتهي المحيط اثنا عشر جزءا فاذا کانت درجات الشرف المعدودة متصاعدة اثني عشر لاستحالة ان يکون الخطان الخارجان من المرکز الي المحيط متفاوتين فالنبي منبع الشرف الذي الامامة منه بنفسه متصاعدا و هو منبع الشرف الذي هو محل الامامة متنازلا فيلزم أن يکون الائمة اثني عشر فکما ان الخط المتصاعد اثني عشر فالخط المتنازل اثني عشر و هم علي الحسن الحسين علي محمد جعفر موسي علي محمد علي الحسن محمد عليهم السلام جميعا فأول من ثبتت له الصفة بأنه قرشي مالک بن نضر و لا يتعداه صاعدا و هو الثاني عشر و کذلک المنتهي تثبت له الامامة و لا تنعداء



[ صفحه 232]



نازلا و استقرت فيه محمد بن الحسن المهدي و هو الثاني عشر (ع).