اخبار النبي و الائمة بأعيان الائمة من طريق أهل السنة
في غاية المرام عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال رسول الله
[ صفحه 185]
صلي الله عليه و آله حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله انه قال من علم انه لا اله الا أنا وحدي و ان محمدا عبدي و رسولي و ان علي بن ابي طالب عليه السلام خليفتي و ان الائمة من ولده حججي ادخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و ابحت له جواري و اوجبت له کرامتي و اتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي ان ناداني لبيته و ان دعاني اجبته و ان سألني أعطيته و ان سکت ابتدأته و ان اساء رحمته و ان فر مني دعوته و ان رجع الي قبلته و ان قرع بابي فتحته و من لم يشهد ان لا اله الا أنا وحدي أو شهد بذلک و لم يشهد ان محمد عبدي و رسولي أو شهد بذلک و لم يشهد ان علي ابن ابي طالب خليفتي أو شهد بذلک و لم يشهد ان الائمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و کفر بآياتي و کتبي و رسلي ان قصدني حجبته و ان سألني حرمته و ان ناداني لم اسمع نداءه و ان دعاني لم استجب دعاءه و ان رجاني خيبت رجاءه مني و ما أنا بظلام للعبيد فقام جابر بن عبدالله الانصاري فقال يا رسول الله و من الائمة من ولد علي بن ابي طالب قال الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي ستدرکه يا جابر فاذا ادرکته فاقرأه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الکاظم موسي بن جعفر ثم الرضا علي بن موسي ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزکي الحسن بن علي ثم ابنه القائم محمد بالحق مهدي امتي الذي يملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و اولادي و عترتي من أطاعهم فقد اطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنکرهم او انکر واحدا منهم فقد أنکرني و بهم يمسک الله السماء ان تقع علي الارض و بهم يحفظ
[ صفحه 186]
الله الارض ان تميد بأهلها (و فيه) عن اخطب الخطباء خطيب خوارزم موفق بن احمد المکي من أعيان علماء العامة عن النبي (ص) لما اسري بي الي السماء اوحي الي ربي جل جلاله فقال يا محمد (ص) اني اطلعت الي الارض اطلاعة فاخترتک منها و جعلتک نبيا و شققت لک اسما من اسمي فأنا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيک و خليفتک و زوج ابنتک و أبا ذريتک و شققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الاعلي و هو علي و خلقت فاطمة و الحسن و الحسين من نور کما ثم عرضت ولايتهم علي الملائکة فمن قبلها کان عندي من المقربين يا محمد لو ان عبدا عبدني حتي ينقطع و يصير کالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما اسکنته جنتي و لا اظللته تحت عرشي يا محمد تحب أن تراهم قلت نعم يا رب فقال عز و جل ارفع رأسک فرفعت رأسي فاذا أنا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و م ح م د بن الحسن القائم في وسطهم کأنه کوکب دري فقلت و من هؤلاء قال هؤلاء الائمة و هذا القائم في وسطهم کأنه کوکب دري الذي يحل حلالي و يحرم حرامي و به انتقم من أعدائي أقول و هکذا عن طرق الخاصة بزيادة و هو راحة الاولياء و هو الذي طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل السامري (و فيه) عن الحمويني عن اصبغ عن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله (ص) ان خلفائي و أوصيائي و حجج الله علي الخلق بعدي الاثني عشر اولهم اخي و آخرهم ولدي قيل يا رسول الله من أخوک قال علي بن ابي طالب عليه السلام
[ صفحه 187]
قيل فمن ولدک قال المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسي بن مريم فيصلي خلفه و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب (و فيه) عن الحمويني قال رسول الله أنا سيد النبيين و علي بن ابي طالب عليه السلام سيد الوصيين و ان اوصيائي بعدي اثني عشر اولهم علي بن ابي طالب (ع) و آخرهم المهدي (و فيه) عنه عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله قال يخرج المهدي في امتي يبعثه الله عيانا للناس تنعم الامة و تعيش الماشية و تخرج الارض نباتها و يعطي المال صحاحا (و فيه) عن سلمان المحمدي دخلت علي النبي و اذا الحسين علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول أنت السيد ابن السيد أبو السادة أنت الامام أخو الامام ابن الامام أبو الائمة أنت الحجة ابن الحجة أخو الحجة أبو الحجج التسعة من صلبک تاسعهم قائمهم (و فيه) عن اخطب الخطباء موفق بن احمد الخوارزمي في مناقبه عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله (ص) أنا واردکم علي الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الزائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين القارض و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسي بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسي زين المؤمنين و محمد ابن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و المهدي شفيعهم يم القيامة حيث لا يأذن الله الا ان يشاء و يرضي و في اعلام الوري عن ابن عباس سألت رسول الله (ص) حين حضرته وفاته فقلت اذا کان ما نعوذ بالله
[ صفحه 188]
منه فالي من فأشار الي علي فقال الي هذا فانه مع الحق و الحق معه ثم يکون من بعده أحد عشر اماا مفترضة طاعتهم کطاعتي (و فيه) عن عباس بن عبدالمطلب ان النبي (ص) قال له يا عم يملک من ولدي اثنا عشر خليفة ثم تکون امور کريهة شديدة عظيمة ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الارض عدلا کما ملئت ظلما و جورا و يمکث في الارض ما شاء الله يم يخرج الدجال.
و في الخصال و عمدة ابن بطريق و اعلام الوري عن صحاح أهل السنة عن جابر بن سمرة جئت مع ابي الي المسجد و رسول الله يخطب فسمعته يقول يکون من بعدي اثنا عشر اميرا ثم خفض من صوته فلم ادر ما قال فقلت لابي ما قال فقال کلهم من قريش و بهذا المضمون أخبار کثيرة بطرق مختلفة و في بعضها فقالوا له ثم يکون ماذا قال ثم يکون النفث و النفاث.
و في العمدة بطرق متعددة عن رسول الله (ص) قال لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يکون عليهم اثنا عشر خليفة کلهم من قريش و سمعته يقول عصبة من المسلمين يفتتحون البيت الابيض بيت کسري و آل کسري و سمعته يقول ان بين يدي الساعة کذا بين فاحذروهم.
و في الخصال عن مسروق قال بينا نحن نعرض مصاحفنا علي ابن مسعود اذ قال له فتي شاب هل عهد اليکم نبيکم کم يکون من بعه خليفة قال انک لحدث السن و ان هذا شي ء ما سألني عنه أحد قبلک قال نعم عهد الينا نبينا (ص) انه يکون بعده اثني عشر خليفة بعدد نقباء بني اسرائيل (و فيه) عنه بهذا المضمون عن طرق متعددة کثيرة.
و في الينابيع عن بعض المحققين ان الاحاديث الدالة علي کون الخلفاء
[ صفحه 189]
بعده (ص) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق کثيرة فبشرح الزمان و تعريف الکون و المکان علم ان مراد رسول الله (ص) ن حديثه هذه الائمة الاثنا عشر من أهل بيته و عترته اذ لا يمکن ان يحمل هذا الحديث علي الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن أثني عشر و لا يمکن أن يحمله علي الملوک الاموية لزيادتهم علي اثني عشر و لظلمهم الفاحش الا عمر بن عبدالعزيز (ره) و لکونهم عين بني هاشم لان النبي (ص) قال کلهم من بني هاشم لان النبي في رواية عبدالملک عن جابر و اخفاء صوته في هذا القول يرجح هذه الرواية لانهم لا يحسنون خلافة بني هاشم و لا يمکن أن يحمل علي الملوک العباسية لزيادتهم علي العدد المذکور و لقلة رعايتهم الاية قل لا اسألکم عليه أجرا الا المودة في القربي و حديث الکساء فلابد من أن يحمل هذا الحديث علي الائمة الاثني عشر من أهل بيته و عترته لانهم کانوا أعلم أهل زمانهم و أجلهم و اورعهم و أتقاهم و أعلاهم نسبا و أفضلهم حسبا و أکرمهم عد الله و کانت علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلوات الله عليه و عليهم و بالوراثة و اللدنية.
في الينابيع عن النبي (ص) من أنکر خروج المهدي فقد کفر بما انزل علي محمد و ن أنکر نزول عيسي فقد کفر و من أنکر خروج الدجال فقد کفر (و فيه) قال رسول الله (ص) ان خلفائي و أوصيائي و حجج الله علي الخلق بعدي الاثني عشر اولهم علي و آخرهم ولدي المهدي فينزل روح الله عيسي ابن مريم فيصلي خلف المهدي و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب (و فيه) عن فرائد السمطين عن مجاهد عن ابن عباس قال قدم يهودي يقال له نعثل فقال يا محمد (ص) أسألک عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت علي يديک قال (ص) سل يا أيا عمارة فقال يا محمد
[ صفحه 190]
صف لي ربک فقال (ص) لا يوصف الا بما وصف به نفسه و کيف يوصف الخالق الي تعجز العقول ان تدرکه و الاوهام أن تناله و الخطرات ان تحده و الابصار ان تحيط به جل و علا عا يصفه الواصفون ناء في قربة و قريب في نأيه هو کيف الکيف و اين الاين فلا يقال له اين هو و هو منقطع الکيفية و الدينونية فهو الاحد الصمد کما وصف نفسه و الواصفون لا يبلغون نعته لم يلد و لم يولد و لم يکن له کفوا أحد قال صدقت يا محمد (ص) فاخبرني عن قولک انه واحد لا شبيه له اليس الله واحدا و الانسان واحد فقال (ص) الله عز و علا واحد حقيقي احدي المعني أي لا جزء و لا ترکب له و الانسان واحد ثنائي المعني مرکب ن روح و بدن قال صدقت فاخبرني عن وصيک من هو فما من نبي الا و له وصي و ان نبينا موسي بن عمران اوصي يوشع ابن نون فقال (ص) ان وصيي علي بن ابي طالب و بعه سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين قال يا محمد (ص) فسمهم لي قال اذا مضي الحسين فابنه علي فاذا مضي علي فابنه محمد فاذا مضي محمد فابنه جعفر فاذا مضي جعفر فابنه موسي فاذا مضي موسي فابنه علي فاذا مضي علي فابته محمد فاذا مضي محمد فابنه علي فاذا مضي علي فابنه الحسن فاذا مضي الحسن فابنه الحجة محمد المهدي (عج) فهؤلاء اثنا عشر الي هنا محل الحاجة و ما ذکرنا يعد اتماما للخبر المؤلفة قال اخبرني کيفية موت علي و الحسن و الحسين قال (ص) يقتل عي بضربة علي قرنه و الحسن يقتل بالسم و الحسين بالذبح قال فأين مکانهم قال (ص) في الجنة في درجتي قال أشهد أن لا اله الا الله و انک رسول الله و أشهد انهم الاوصياء بعدک و لقد وجدت في کتب الانبياء المتقدمة و فيما عهد الينا موسي بن عمران انه
[ صفحه 191]
اذا کان آخر الزمان يخرج نبي يقال له أحمد و محمد (ص) و هو خاتم الانبياء لا نبي بعده فيکون اوصياؤه بعده اثني عشر اولهم ابن عمه و ختنه و الثاني و الثالث کانا أخوي من ولده و يقتل امة النبي الاول بالسيف و الثاني بالسم و الثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف و بالعطش في موضع الغربة فهو کولد الغنم يذبح و يصبر علي القتل يرفع درجاته و درجات أهل بيته و ذريته و لاخراج محبيه و أتباعه من النار و التسعة الاوصياء منهم من اولاد الثالث فهؤلاء الاثني عشر عدد الاسباط قال (ص) أتعرف الاسباط قال نعم انهم کانوا اثني عشر اولهم لاوي بن برخيا و هو الذي غاب عن بني اسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر الله به شريعته بعد اندراسها و قاتل قرسطيا الملک حتي قتل الملک قال کائن في امتي ما کان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و ان الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري و يأتي علي امتي بزمن لا يبقي من الاسلام الا اسمه و لا يبقي من القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله تعالي له بالخروج فيظهر الله الاسلام به و يجدده طوبي لمن احبهم و تبعهم و الويل لمن أبغضهم و خالفهم و طوبي لمن تمسک بهداهم.
اقول کذا في کتاب الدر النظيم باختلاف يسير و في آخره فانتفض نعثل فقام بين يدي رسول الله (ص) فأنشأ يقول: (صلي العلي ذو العلي - عليک يا خير البشر) (أنت النبي المصطفي - و الهاشمي المفتخر) (بک قد هدانا ربنا - و فيک نرجو ما أمر) (و معشر سميتهم - أئمة اثني عشر) (حباهم رب العلي - ثم صفاهم من کدر) (قد فاز من والاهم - و خاب من عادي الزهر) (آخرهم يشفي الظما - و هو الامام المنتظر) (عترتک الاخيار لي - و التابعون ما امر)
[ صفحه 192]
(من کان عنهم معرضا - فسوف يصلاه سقر).
و فيه عن المناقب عن واثلة عن جابر بن عبدالله الانصاري دخل جندل ابن جنادة بين جبير اليهودي علي رسول الله (ص) فقال يا محمد (ص) أخبرني عما ليس لله و عما ليس عند الله و عما لا يعلمه الله فقال (ص) اما ما ليس لله فليس لله شريک و اما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد و اما ما لا يعلمه الله فذلک قولکم يا معشر اليهود ان عزيز بن الله و الله لا يعلم ان له ولد بل يعلم انه مخلوقه و عبده فقال أشهد ان لا اله الا الله و انک رسول الله حقا و صدقا ثم قال اني رأيت البارحة في النوم موسي بن عمران فقال يا جندل اسلم علي يد محمد (ص) خاتم الانبياء و استمسک بأوصيائه من بعده فقلت اسلم فلله الحمد اسلمت و هداني بک ثم قال اخبرني يا رسول الله (ص) عن اوصيائک من بعدک لا تمسک بهم قال اوصيائي الاثني عشر قال جندل هکذا وجدناهم في التوراة و قال يا رسول الله سمهم لي فقال اولهم سيد الاوصياء أبو الائمة علي ثم ابناه الحسن و الحسين (ع) فاستمسک بهم و لا يغرنک جهل الجاهلين فاذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليک و يکون آخر زادک من الدنيا شربة لبن تشربه فقال جندل وجدنا في التوراة و في کتب الانبياء ايليا و شبر و شبير فهذه اسم علي و الحسن و الحسين (ع) فمن بعد الحسين ما اساميهم قال (ص) اذا انقضت مدة الحسين فالامام ابنه علي و يلقب بزين العابدين (ع) فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر فبعده ابنه جعفر يدعي بالصادق فبعده ابنه موسي يدعي بالکاظم فبعده ابنه علي يدعي بالرضا فبعده ابنه محمد يدعي بالتقي و الزکي فبعده علي يدعي بالنقي و الهادي فبعده ابنه الحسن يدعي بالعسکري فبعده ابنه محمد يدعي بالمهدي و القائم و الحجة
[ صفحه 193]
فييب ثم يخرج فاذا خرج يملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا طوبي للصابرين في غيبته طوبي للمتقين عل محبتهم اولئک الذين وصفهم الله في کتابه و قال هدي للمتقين الذين يومنون بالغيب ثم قال تعالي اولئک حزب الله الا ان حزب الله هم الغالبون فقال جندل الحمد لله الذي وفقني بمعرفتهم ثم عاش الي أن کانت ولادة علي بن الحسين (ع) فخرج الي الطائف و مرض و شرب لبنا و قال اخبرني رسول الله (ص) أن يکون آخر زادي من الدنيا شربة لبن و مات و دفن بالطائف بالموضع المعروف بالکوزارة.
في الدمعة عن کتاب سليم بن قيس الهلالي قال اقبلنا من صفين مع اميرالمؤمنين عليه السلام فنزل عسکر قريبا من دير النصاري فنزل الينا من الدير شيخ حسن الوجه حسن الهيئة و السمة معه کتاب في يده حتي اتي اميرالمؤمنين عليه السلام فسلم عليه بالخلافة فقال له علي مرحبا يا اخي شمعون ابن حمون کيف حالک رحمک الله قال بخير يا اميرالمؤمنين و سيد المسلمين و وصي رسول رب العالمين أنا من حواري اخيک عيسي بن مريم عليه السلام و أنا من نسل شمعون بن يوحنا وصي عيسي بن مريم و اليه دفع کتبه و علمه فلم يزل اهل بيته علي دينه مستمسکين بملته لم يکفروا و لم يبدلوا و لم يغيروا و تلک الکتب عندي املاء عيسي و خط ابينا و فيه کل شي ء يفعل الناس من بعده کل ملک ملک و کم يملک و ما يکون في زمان کل ملک منهم حتي بيعث الله رجلا من العرب من ولد اسماعيل بن ابراهيم خليل الله من.رض تهامة و التاج يعني العمامة ثم ذکر مبعثه و مولده و هجرته (ص) و من يقاتله و من ينصره و من يعديه و کم يعيش و ما يلقي الکتاب امته بعده الي أن ينزل عيسي يقال له أحمد الانجل العينين المقرون الحاجبين صاحب الناقة و الحمار و القضيب
[ صفحه 194]
ابن مريم من السماء فذکر في ذلک الکتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد اسماعيل هم خير خلق اله واحب من خلق الله الي الله ولي من والاهم و عدو من عاداه من أطاعهم اهندي و من عصاهم ضل طاعتهم لله طاعته و معصيتهم لله معصيته مکتوب بأسمائهم و أنسابهم و نعتهم و کم يعيش کل رجل منهم و کم رجل منهم يستتر بدينه و يکتمه من قوله و من يظهر حتي ينزل عيسي علي اخرهم فيصلي خلفه و يقول انکم الائمة لا ينبغي لاحد ان يتقدمکم فيتقدم فيصلي بالناس عيسي خلفه في الصف الاول و هو أفضلهم و أخيرهم له مثل اجورهم و نور من اطاعهم و اهتدي بهم بسم الله الرحمن الرحيم احمد رسول الله و هو محمد و يس و الفتاح و الخاتم و الحاشر و العاقب و الماحي و القائد هو بني الله و خليل الله و حبيب الله وصفي الله و خيرته يري تقلبه في الساجدين يعني في أصلاب النبيين هو اکرم خلق الله علي الله و أحبهم اليه لم يخلق الله خلقا ملکا مقربا و لا نبيا مرسلا آدم فمن سواه خير منه و لا أحب الي الله منه يقعده الله يوم القيامة علي عرشه و يشفعه في کل من يشفع فيه باسمه جري القلم في اللوح المحفوظ ثم اخوه وزيره و خليفته و أحب من خلق الله الي الله بعده ابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام ولي کل مؤمن بعده ثم أحد عشر رجلا من ولده و ولد ولده اولهم شبر و الثاني شبير و تسعة من ولد شبير واحدا بعد واحد آخرهم الذي يصليعيسي خلفه يسميه من يملک منهم و من يستتر بدينه و من يظهر فأول من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطا و عدلا و يملک ما بين الشرق و الغرب حتي يظهره الله علي الاديان کلها فبعث النبي و الي حتي فصدق به و آمن به و شهد انه رسول الله و کان شيخا کبيا لم يکن به شخوص فمات و قال يا بني ان وصي محمد صلي الله عليه و آله و خليفته الذي اسمه في
[ صفحه 195]
هذا الکتاب و نعته سيمر بک اذ مضي ثلاثد من ائمة الضلالة و المسمين بأسمائهم و قبايلهم فاذا مر بک فاخرج اليه فبايعه و قاتل معه عدوه فان الجهاد معه کالهاد مع محمد و الموالي له کالموالي لمحمد و المعادي له کالمعادي لمحمد (ص)
و في هذا التاب اثنا عشر اماما من ائمة الضلالة من قريش ن قومه يعادون أهل بيته و يمنعونهم حقهم و يقتلونهم و يطردونهم و يحرمونهم و يخنقونهم مسمين واحدا واحدا بأسمائهم و نعتهم و کم يملک کل رجل منهم و ما يلقي من قومه ولدک و انصارک و شيعتک من القتل و الخوف و البلاء و کيف يديلکم منهم و من اوليائهم و أنصارهم و ما يلقون من الذل و الخزي و القتل و الخوف منم أهل البيت ثم قال ابسط يدک يا اميرالمؤمنين ابايعک فاني اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد (ص) رسول الله و اشهد انک وصيه و خليفته في بيعه و شاهده علي خلقه و حجته في أرضه و ان الاسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه و رضيه لاوليائه و انه دين عيسي و من کان قبله من أنبياء الله و رسله و هو الدين الذي دان به من مضي من آبائي و اني اتولاک و اتولي اولياءک و أبرأ من اعدائک و اتولي الائمة من ولدک و أبرأ من عدوهم و ممن خالفهم و بري ء منهم و ادعي حقهم و ظلمهم من الاولين و الاخرين فتناول يد اميرالمؤمنين عليه السلام فبايعه ثم قال له اميرالمؤمنين ارني کتابک فناوله اياه فقال لرجل من أصحابه قم مع الرجل فانظر ترجمانا يفهم کلامه فلينسخه لک بالعربية فلما انتسخه اتاه به فقال للحسن يا بني ايتني بالکتاب الذي دفعته اليک و اقرأ أنت يا بني و انظر انت يا فلان في نسخة هذا الکتاب فانه خطي و املاء رسول الله (ص) فقرأه فما خالف حرفا واحدا فکأنه املاء رجل واحد فحمد الله اميرالمؤمنين و قال الحمد لله الذي لو شاء لم نخلف الامة
[ صفحه 196]
و لم تفترق و الحمد لله الذي لم ينسني و لم يضع امري و لم يخمد ذکري عنده و عند اوليائه اذ صغر و حمل عند اولياء الشيطان حزبه انتهي.
و في الينابيع عن الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن دعبل الخزاعي أنشدت قصيدة لمولاي الرضا عليه السلام اولها:
مدارس آيات خلقت من تلاوة
منازل وحي مقفر العرصات
و قبر ببغداد لنفس زکية
تضمنها الرحمن في الغرفات
قال قال لي الرضا أفلا الحق البيتين بقصيدتک قلت بلي يابن رسول الله فقال عليه السلام:
و قبر بطوس يا لها من مصيبة
توقد في الاحشاء بالحرقات
الي الحشر حتي يبعث الله قائما
يفرج عنا الهم و الکربات
قال دعبل ثم قرأت بواقي القصيدة عنده فلما انتهيت الي قولي:
خروج امام لا محالة واقع
يقوم علي اسم الله و البرکات
يميز فينا کل حق و باطل
و يجزي علي النعماء و النقمات
بکي الرضا عليه السلام بکاء شديدا ثم قال يا دعبل نطق روح القدس بلسانک أتعرف من هذا الامام و متي يقوم قلت لا الا اني سمعت خروج امام منکم يملأ الارض قسطا و عدلا فقال ان الامام بعدي ابني محمد و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم و هوالمنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما و اماسي يقوم فاخبار عن الوقت.
و في عيون أخبار الرضا عليه السلام من طرق الشيعة هکذا الا ان فيه لقد حدثني ابي عن ابيه عن آبائه عن علي عن النبي (ص) قيل له يا رسول الله (ص)
[ صفحه 197]
متي يخرج القائم من ذريتک فقال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في الارض لا يأتيکم الا بغتة.
أقول و لما انجر الکلام الي هذا فلا ضير ان نذکر بقية حال دعبل من برکة هذه القصيدة فتکون علي بصيرة من أمرک (في اکمال الدين) ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من انشاده القصيدة و أمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلما کان بعد ساعة خرج الخادم اليه بمائة دينار رضوية فقال له يقول لک مولاي اجعلها في نفقتک فقال و الله ما لهذا جئت و لا قلت هذه القصيدة طمعا في شي ء يصل الي ورد الصرة و سأل ثوبا من ثياب الرضا عليه السلام ليتبرک به و يتشرف و انفذ اليه الرضا بجبة خز مع الصرة و قال للخادم قل له يقول لک مولاي خذ هذه الصرة فانک ستحتاج اليها و لا تراجعني فيها فأخذ دعبل الصرة و الجبة و انصرف و سار من مرو في قافلة فلما اتوا ميان بلد بقرب نيسابور قوهان وقع عليهم اللصوص و أخذوا القافلة بأسرها و کتفوا اهلها و کان دعبل فيمن کتف و ملک اللصوص القافلة و جعلوا يقتسمونها بينهم فقال رجل ن الصوص متمثلا بقول دعبل من قصيدة أري فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات فسمعه دعبل فقال لمن هذا البيت قال لرجل من خزاعة يقال له دعبل بن علي قال دعبل أنا دعبل بن علي قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت فوثب الرجل الي رئيسهم و کان يصلي علي رأس تل و کان من الشيعة فأخبره فجاء بنفسه حتي وقف علي دعبل قال له أنت دعبل فقال نعم قال انشد القصيدة فأنشدها فحل کتافه و کتاف جميع أهل القافلة ورد اليهم جميع ما أخذ منهم لکرامة دعبل و سار دعبل حتي وصل الي قم فسأله أهل قم ان ينشدهم القصدة فأمرهم ان
[ صفحه 198]
يجتمعوا في مسجد الجامع فلما اجتمعوا صعد دعبل المنبر فأنشدهم القصيدة فوصله الناس من المال و الخلع بشي ء کثير و اتصل بهم خبر الجبة فسألوه ان يبيعها منهم بألف دينار فامتنع من ذلک فقالوا له بعنا شيئا منها بألف دينار فأبي عليهم و سار عن قم فلما خرج عن رستاق البلد لحق به قوم من احداث العرب و أخذوا الجنة منه فرجع دعبل الي قم و سألهم رد الجبة عليه فامتنع الاحداث من ذلک و عصوا لامشايخ في أمرها فقالوا لدعبل لا سبيل لک الي الجبة فخذ ثمنها الف دينار فأبي عليهم فلما يئس من ردهم الجبة فسألهم أن يدفعوا اليه شيئا منها فأجابوه الي ذلک فأعطوه بعضها و دفعوا اليه ثمن باقيها الف دينار و انصرف دعبل الي وطنه فوجد اللصوص قد اخذوا جميع ما کان في منزله فباع المائة دينار التي کان الرضا عليه السلام وصله بها من الشيعة کل دينار بمائة درهم فحصل في يده عشرة آلاف درهم فتذکر قول الرضا (ع) انک ستحتاج الي الدنانير و کانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت رمدا عظيما فادخل أهل الطب عليها فنظروا اليها فقالوا اما العين اليمني فليس فيها لنا علاج و لا حيلة قد ذهبت و اما اليسري فنحن نعالجها و نجتهد و لا نري أن تسلم فاغتم لذلک غما شديدا و جزع عليها جزعا عظيما ثم انه ذکر ما معه من فضلة الجبة فمسحها علي عيني الجارية و عصبها بعصابة من أول الليل فأصبحت و عيناها أصح مما کانت و کأنه ليس لها أثر رمد قط ببرکة مولانا ابي الحسن عليه السلام.
و في العيون عن علي بن دعبل الخزاعي يقول لما ان حضرت أبي الوفاة تغير لونه و انعقد لسانه و اسود وجهه فکدت الرجوع من مذهبه فرأيته بعد ثلاث فيما يري النائم و عليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء فقلت يا أبه ما فعل
[ صفحه 199]
الله بک فقال يا بني ان الذي رأيته من اسوداد وجهي و انعقاد لساني کان من شرب الخمر في دار الدنيا و لم ازل کذلک حتي لقيت رسول الله (ص) و عليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء فقال لي أنت دعبل قلت نعم يا رسول الله قال فأنشدني قولک في أولادي فأنشدته قولي:
لا اضحک الله سن الدهر ان ضحکت
و آل أحمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم
کأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر
قال فقال لي أحسنت فشفع و أعطاني ثيابه و ها هي و أشار الي ثياب بدنه.
و في العيون سمعت أبا نصر بن الحسن الکرخي الکاتب يقول رأيت علي قبر دعبل بن علي الخزاعي أعد الله يوم يلقاه دعبل ان لا اله الا هو هو يقولها مخلصا عصاه بها يرحمه في القيامة الله الله مولاه و الرسول و من بعدهما فالوصي مولاه.