اخبار النبي و الائمة بقيام المهدي من ولد فاطمة من طرق العامة
في غاية المرام عن ابي سعيد عن النبي (ص) يکون في امتي المهدي (ع) ان قصر عمره فسبع و الا فثمان و الا فتسع تتنعم امتي في زمانه نعيما لم يتنعم مثله قط و البر و الفاجر ترسل السماء مدرارا و لم تدخر الارض شيئا من نبات.
و في الفصول المهمة لابن صباغ عن النبي (ص) يخرج المهدي (عج) و علي رأسه عمامة فيها ملک ينادي هذا خليفة الله المهدي فاتبعوه و عن ابي امامة الباهلي عن النبي (ص) بينکم و بين الروم اربع هدن تنم الرابعة علي يد رجل من أهل هرقل تدوم سبع سنين فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستور بن غيلان يا رسول الله من امام الناس يومئذ قال المهدي من ولدي ابن اربعين سنة کأن وجهه کوکب دري في خده الايمن خال اسود عليه عبايتان قطويتان کأنه من رجال بني اسرائيل يستخرج الکنوز و يفتح مدائن الشرک (و فيه) عنه عليه السلام لا تقوم الساعة حتي يملک رجل من أهل بيتي القسطنطينية و جبل الديلم و لو لم يبق الا يوم لطول الله ذلک اليوم حتي يفتحها (و فيه) عنه عليه السلام سيکون بعدي الخلفاء و ن بعد الخلفاء امراء و من بعد الامراء ملوک جبابرة ثم يخرج المهدي عليه السلام من أهل
[ صفحه 164]
بيتي يملأ الارض عدلا کما ملئت جورا (و فيه) عنه (ص) تتنعم امتي في زمن المهدي عليه السلام نعمة لم تتنعم مثلا قط يرسل السماء عيهم مدرارا و لا تدع الأرض شيئا من نباتها الا اخرجته (و فيه) عن هرون العبدي قال اتيت أبا سعيد الخدري فقلت له هل شهدت بدرا قال نعم قلت افلا تحدثني بما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و آله من علي عليه السلام و فضله قال بلي اخبرک ان رسول الله (ص) مرض مرضه الذي فقد منها فدخلت عليه فاطمة (ع) و انا جالس عن يمين النبي (ص) فلما رأت فاطمة (ع) ما برسول الله من الضعف خنقتها العبرة حتي بدت دموعها علي خدها فقال لها رسول الله (ص) ما يبکيک يا فاطمة قالت اخشي الضيعة يا رسول الله فقال رسول الله (ص) يا فاطمة ان الله اطلع علي الارض اطلاعة علي خلقه فاختار منهم اباک فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلک فأوحي الي ان انکحه فاطمة فأنکحته اياک و اتخذته وصيا اما علمت انک بکرامة الله اياک زوجک اغزرهم علما و اکثرهم حلما و اقومهم سلما فاستبشرت فاراد رسول الله (ص) ان يزيدها عن مزيد الخير الذي قسمة الله تعالي لمحمد (ص) فقال لها يا فاطمة و لعلي ثمانية اخراس يعني مناقب ايمانه بالله و رسوله و حکمته و زوجته و سبطاه الحسن و الحسين و امره بالمعروف و نهيه عن المنکر يا فاطمة انا أهل بيت اعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الاولين و لم يدرکها أحد من الاخرين غيرنا نبينا خير الانبياء و وصينا خير الاوصياء و هو بعلک و شهيدنا خير الشهداء و هو عم ابيک و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر و منا سبطا هذه الامة و هما ابناک و منا مهدي الامة الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم (ع) ثم ضر علي منکب الحسين و قال من هذا مهدي هذه الامة.
[ صفحه 165]
و في عمدة ابن بطريق عن صحيح مسلم و غيره عن ابي نضرة قال کنا عند جابر بن عبدالله الانصاري قال يوشک أهل العراق ان لا يجبي اليهم قفيز و لا درهم قلنا من اين قال من قبل العجم يمنعون ذلک ثم قال يوشک أهل الشام ان لا يجبي اليهم دينار و لا مد قلنا من أين قال من قبل الروم ثم سکت هنيئة ثم قال قال رسول الله (ص) يکون في آخر امتي خليفة يحثوا المال حثوا لا يعده عدا قلنا نوا عمر بن عبدالعزيز قال لا و عنه (ص) يکون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده (و فيه) عن تفسير الثعلبي في تفسير حمعسق قال س ساء المهدي عليه السلام ق قود عيسي حين ينزل فيقتل النصاري و يخرب البيع (و فيه) أيضا عن الثعلبي في تفسير قوله تعالي اذ اوي الفتية الي الکهف و ذکر حديث البساط و مسيرهم الي الکهف و يقظتهم ثم قال قال و اخذوا مضاجعهم فصاروا الي رقدتهم الي آخر الزمان عند خروج المهدي (ع) فقال ان المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عز و جل ثم يرجعون الي رقدتهم و لا يقومون الي يوم القياة (و فيه) عن ام سلمة عن رسول الله صلي الله عليه و آله المهدي من عترتي من ولد فاطمة (و فيه) عنه (ص) المهدي مني و هو اجلي الجبهة اقني الانف يملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا يملک سبع سنين (و فيه) عنه (ع) يکون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من هل المدينة هاربا الي مکة فيأتيه ناس من أهل مکة فيخرجونه و هو کاره فيبايعونه بين الرکن و المقام و يبعث اليهم بعثا الي الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مکة و المدينة فاذا رأي الناس ذلک اتاه ابدال و عصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل اخواله کلب فيبعث اليه بعث فيظهرون عليهم و ذلک بعث کلب و الخيبة لمن يشهد غنيمة کلب فيقسم الال و يعمل بسنتي
[ صفحه 166]
او قال بسنة نبيهم و يلقي الاسلام يجر انه الي الارض فيثبت سبع سنين و عن بعض الرواة تسع سنين (و فيه) عن النبي (ص) في قصة المهدي فيجي ء اليه الرجل فيقول يا مهدي اعطني فيجبي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله و فيه عنه (ص) الهدي طاوس اهل الجنة (و فيه) عنه (ص) المهدي من وليد وجهه کالقمر الدري اللون لون عربي و الجسم جسم اسرائيلي يملأ الارض عدلا کما ملئت جورا يرضي بخلافته أهل السماوات و الارض و الطير في الجو يملک عشرين سنة (و فيه) عنه (ص) يصيب هذه الامة بلاء حتي لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم فيبعث اليه رجلا من عترتي فيملأ به الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا يرضي عنه ساکن السماوات و الارض لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبته مدرارا و لا تدع الارض من نباتها شيئا الا اخرجته حتي يتمني الاحياء للاموات تعيش في ذلک سبع سنين او تسع سنين (و فيه) عن الصحاح من قول النبي (ص) کيف تهلک امة انا اولها و المهدي اوسطها و السيح آخرها و لا يتوهم ان عيسي يبقي بعد المهدي و ذلک لا يجوز لان المهدي اذا کان امام آخر الزمان و مات فلا امام بعده مذکور في رواية أحد من الائمة فقد بقيت الامة بغير امام و هذا ما لا يمکن أن الخلق تبقي بغير امام فان قيل ان عيسي (ع) يبقي بعده و تقتدي الامة به فغير ممکن ايضا لان عيسي لا يجوز ان يکون اماما لامة محمد (ص) و لو کان ذلک جايزا لانتقلت الملة المحمدية الي ملة عيسي فلا يمکن أن يکون ذلک و ذلک لا يقوله عاقل و لا محصل بل للخبر معني صحيح يحمل عليه و هو انه قد تقدم معني من الاخبار في هذا الباب ان عيسي ينزل و قد صلي الامام و هو الهدي بالناس العصر و قيل الصبح فيتأخر فيقدمه عيسي و يصلي عيسي خلفه و ما نزل عيسي
[ صفحه 167]
علي مقتضي هذه الاخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام و اجتماع الناس عليه فيکون مصدقا لدعوة الامام دعواه و قوة له و عونا الا انه لا يغير شيئا مما جاء به النبي (ص) فيکون فائدة الخبر ان النبي اولها لانه هو الداعي الي الاسلام و المهدي اوسطها و ان کان آخر الائمة فجعله وسطا اذ ظهوره قبل نزول عيسي فيکون في نزوله آخر المصدقين بهذه الملة و المهدي عليه السلام قبله صدق بهذه الملةقبل نزوله و النبي فهو صاحب الملة لابد ان يکون اولا فعلي هذا يکون آخر المصدقين المعتنين لانه آخر الامة يشهد بصحة هذا التأويل لفظ الخبر لانه قال کيف تهلک امة أنا أولها و المهدي اوسطها و المسيح آخرها و المسيح ليس من امتنا هذه و انما نبيها منها بلا خلاف لانه امام آخر الزمان و من ولد رسول الله و من ولد علي و فاطمة و المسيح ليس من النبي (ص) و لا من علي و فاطمة و لا من امة محمد (ص) بل هو آخر من ينزل لنصرة ملة محمد و آخر من يدعوا اليها لان المهدي يکون قبل نزوله و قد تبعت الامة و قد دخلت تحت امره و نهيه بدليل ما ورد في هذه الاخبار الصحاح ان المسيح يصلي خلفه أما صلاة الصبح او صلاة العصر کما تقدمت الرولبية فصار آخر هذه الامة داعيا و مصدقا لانه منفرد ببقاء الدولة و النبي اول داع الي ملة الاسلام و المهدي اوسط داع و المسيح آخر داع فهذا معني هذا الخبر فلله الحمد و المنة (و فيه) عنه (ص) لا تذهب الدنيا حتي يملک العرب رجل من اهل بيتي يواطي ء اسمه اسمي و اسم ابيه اسم ابي يملأ الارض قسطان و دلا کما ملئت جورا و ظلما اقول اورد ان بعض هذه الصفات لا ينطبق عليه عليه السلام فان اسم ابيه عليه السلام لا يوافق اسم والد
[ صفحه 168]
النبي (ص) و يمکن ان ياب شيوع اطلاق لفظ الاب علي الجد الاعلي کقوله تعالي ملة ابيکم ابراهيم و في حديث الاسراء ان جبرئيل قال هذا ابوک ابراهيم و يمکن ان يجاب اطلاق الاسم علي الکنية و اللقب کما سمي علي أبو تراب فکان کنية أبيه أبو محمد کما کان کنية أب النبي (ص) أبو محمد و يمکن ان يکون ابي مصحف ابين کما هو الظاهر (و فيه) عنه (ص) المهدي من عترتي و من ولد فاطمة و قال صلي الله عليه و آله المهدي منا اهل البيت يصلحه الله عز و جل في ليلة و عن الحمويني عن ابن عباس قال رسول الله ان علي بن ابي طالب اما امتي و خليفتي عليها بعدي و من ولده القائم المنتظر الذي يملأ الارض قسطان و عدلا کما ملئت ظلما و جورا و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا الثابتين علي القول بامامته في مزان غيبته لاعز من الکبريت الاحمر فقام اليه جابر بن عبدالله الانصاري فقال يا رسول الله و للقائم من ولدک غيبة قال اي و ربي ليمحص الذين آمنوا و يمحق الکافرين يا جابر ان هذا الامر من امر الله و سر من سر الله علته مطوية عن عباده فاياک و الشک فان الشک في امر الله عز و جل کفر و عنه ايضا عن حسن ابن خالد عن علي بن موسي الرضا عليه السلام لا دين لمن لا ورع له و لا ايمان لمن لا تقية له و ان اکرمکم عند الله اتقاکم أي اعملکم بالتقية فقيل الي متي يابن رسول الله قال الي يوم الوقت المعلوم و هو يوم خروج قائمنا فمن ترک التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له يابن رسول الله و من القائم منکم اهل البيت قال الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء يطهر الله به الارض من کل جور و يقدسها من کل ظلم و هو الذي يشک الناس في ولادته هو صاحب الغيبة قبل خروجه فاذا خرج اشرقت الارض بنوره وضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم احد احدا و هو الذي تطوي له الارض و لا يکون
[ صفحه 169]
له ظل و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع اهل الارض للدعاء اليه يقول الا ان حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فان الحق فيه و معه و هو قول الله ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين و عن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالي و انه لعلم للساعة قال ذاک عيسي ابن مريم و روي ذلک جماعد قال و قرأ ابن عباس و أبو هريرة و قتادة و مالک ابن دينا رو ضحاک و انه لعلم للساعة أي امارة و علامة.
في الحديث ان عيسي ينزل بثوبين مهر و دين او مصبوغين بالهرد و هوالزعفران و في الحديث ينزل عيسي في ثنية من الارض المقدسة يقال لها اثبني و عليه ممصرتان و شعر رأسه دهين و بيده حربة و هي التي يقتل لها الدجال فيأتي بيت المقدس و الناس في صلاة العصر و الامام يؤم بهم فيتأخر الامام فيقدمه عيسي و يصلي خلفه علي شريعة محمد (ص) ثم يقتل الخنازير و يکسر الصليب و يخرب البيع و الکنايس و يقتل النصاري الا من آمن به و برواية و يقبض اموال القائم و يمشي خلفه اهل الکهف و هو الوزير الايسن للقائم و حاجبه و نائبه و يبسط في المشرق و المغرب الا من کرامة الحجة بن الحسن عليه السلام. اقول فان قال معترض هذه الاحاديث النبوية متفق علي صحتها و مجمع علي نقلها عن رسول الله و هي صحيحة صريحة في کون المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عليهاالسلام و انه من رسول الله (ص) و انه من عترته و انه ن اهل بيته و ان اسمه يواطي ء اسمه و انه يملأ الارض قسطا و عدلا و انه من لود عبدالمطلب و انه من سادات الجنة و ذلک مما لا نزاع فيه غير ان ذلک لا يدل علي ان المهدي الموصوف بما ذکر من الصفات و العلامات هو هذا ابو القاسم محمد بن الحسن الحجة الخلف الصالح فان ولد فاطمة
[ صفحه 170]
کثيرة و کل من يولد من ذريتها الي يوم القيامة يصدق عليه انه من ولد فاطمة و انه من العترة الطاهرة و انه من اهل البيت فيحتاجون مع هذه الاحاديث المذکورة الي زيادة دليل يدل علي ان المهدي المراد هو الحجة المذکور ليتم مرامکم فجوابه ان رسول الله (ص) لما وصف المهدي عليه السلام بصفات متعددة من ذکر اسمه و نسبه و مرجعه الي فاطمة و الي عبدالمطلب و انه اجلي الجبهة اقني الانف و عدد من الاوصاف الکثيرة التي جمعتها الاحاديث المذکورة آنفا و جعلها علامة و دلالة علي ان الشخص الذي يسمي بالمهدي و ثبتت له الاحکام المذکورة هو الشخص الذي اجتمعت تلک الصفات فيه ثم وجدنا تلک الصفات المجعولة علامد و دلالة مجتمعة في أبي القاسم حمد الخلف الصالح دون غيره فيلزم القول بثبوت تلک الاحکام و انه صاحبها و الا فلو جاز وجود ما هو علامة و دليل و لا يثبت ما هو مدلوله قدح ذلک في تعينها علامة و دلالة من رسول الله (ص) و ذلک ممتنع.
ثم أقول سلمنا لکن مع انضمام الاخبار الاتية عن النبي (ص) و الائمة عليهم السلام بأعيان الائمة في الفرع الرابع من طرق أهل السنة و الجماعة يثبت المدعي المطلوب.