و فيه البرهان الرابع عشر من المقالة الثانية من التبصرة الثالثة ما ورد في الفصل التاسع في الاية الثالثة و الثلاثين من روميد و في الفصل الثامن في الاية الرابعة عشرة من اشعيا ما ترجمته بالعربية ها أنا واضع في صهيون حجرة عشرة و صخرة شک و کل من يؤمن بها لا يخجل أقول تقييد عدم الخجالة باليمان بها دليل علي صحة نبوته و أخذه النصاري و استدلوا به علي ربوبية المسيح و ليس بشي ء لما مر آنفا و صهيون جبل في اورشليم و قيل بل عقبة اسست عليها اورشليم و الحجرة و الصخرة و العشرة و الشک من المترادفات و سياق الکلام في رومية ان بولوس کان يعظ بعيسي عليه السلام و يوبخ اليهود علي عدم ايمانهم به الي أن يقول و اما اسرائيل فانه قد طلب شريعة العدل و لم يظفر بشريعة العدل لم لم يظفر بها لانهم لم يطلبوها بالايمان بل بأعمال الشريعة و ذلک لانهم لم يطلبوها بالايمان بل بأعمال الشريعة الي أن يقول و لسکنة اورشليم مصيدة و سيعثرون و يسقطون و ينکسرون و يقيدون و يوسرون فاطووا الشهادة و اختموا الصحف التي عند تلاميذي و انا سأنتظر الرب الذي يغطي وجهه عن أهل بيت اسرائيل و الرقبة و ها انا و الاولاد الذين



[ صفحه 162]



و هب لي ربي علامة عجيبة في اسرائيل لرب الجنود الذي يسکن في صهيون و هذا لا دلالة فيه علي عيسي بن مريم لان اول صفاته رب الجنود و لم يکن المسيح بن مريم کذلک و الصفة الثانية کونه حجرة عشرة فان قلت انهم قد عشروا بالمسيخ أي شکوا فيه قلت ان مطلق الشک لا يکفي في صدقه عليه لقوله يعثرون و يسقطون الخ و الصفة الثالثة کونه يغطي وجهه عن اسرائيل و ابن مريم کان مختصا بدعوتهم کما صرح به في الفصل الخامس عشر في الاية الثانية و الاربعين من متي فلا يصدق عليه و الصفة الرابعة کونه ناسخا لما قبله من الشرايع کلها لقوله اطووا الشهادة و اختموا الصحف و عيسي بن مريم (ع) يقول في الفصل العاشر في الاية الخامسة من متي ما ترجمته هؤلاء الاثني عشر ارسلهم عيسي و أمرهم و هو يقول لا تنطلقوا الي طريق العوام و لا تدخلوا في أحد امصار السامريين بل اذهبوا الي غنم بيت اسرائيل الضالة و يقول في الفصل التاسع عشر في الاية السابعة عشرة من متي ما ترجمته لکنک ان اردت ان تلج الحياة فحافظ علي الاحکام الخ و هذه کلها صريحة في خصوصية نبوته و عدم نسخ ناموس موسي فلا يصدق عليه فلا دلالة له عليه اذا فهمت هذا فاعلم ان غاية هذا الفصل التبشير ببعثة محمد (ص) و الاخبار بعد بعثته بظهور المهدي عليه السلام الي ان يقول بعد کلام طويل و لرب الجنود الذي يسکن في صهيون اشارة الي المهدي عليه السلام لانه وصف محمدا (ص) برب الجنود الذي يغطي وجهه عن اسرائيل فاذا کان کذلک لا يمکن أن يسکن في صهيون و الي هذا ذهب اکثر العلماء و صرحوا بأن المهدي عليه السلام يستقر في اورشليم و يعمرها بأموال الهند و في هذا البرهان اقناع کامل لليهود و النصاري و المسلمين معا.



[ صفحه 163]