البشارة 22
فيه عن الفصل الثاني من کتاب حورل النبي ان ارفعوا اصواتکم في جبلي المقدس لانه الي يوم الصاحب و قرب يوم الظلمة و يوم تموج الهواء و يوم العجاج و المطر و فيه تنتشر کثير من الامة و الشجعان لم يکن مثلهم في الاولين و لا يأتي کمثلهم في الآخرين ينتشرون في الجبال و تکون بين أعينهم
[ صفحه 149]
نار محرقة من ورائهم نار موقدة ذات شفير و شهيق و تکون بين عينيه الارض کالبساتين المخضرة و من ورائه القفراء و لا يقدر أحد علي الانهزام منه و يتراکض جنده کالخيل القوي المسرع و أصواتهم يري کصوت الجنود العظيمة المرتفعة في قلل الجبال و هم کالنار المحرقة للقشاش و هم مستعدون للحرب بين يديه کالامة القوية و الشجعان العلية و تبتلي الامم بغضبة و تسود به الوجوه و امة الصاحب يرکضون کالشجعان و يعلون الحيطان اخذون طريقهم نصب اعينهم غير تارکيه يوم يفر المرء من أخيه و لا ينجيه و تنزلزل به الاراضي و تترک به السموات و تظلم الشمس و القمر الي أن يقول فيصيح الصاحب قبالة جنده لانهم کثيرون و هم الشجعان و هو مطيعوه فيوم الصاحب يوم عظيم مهول و من يطيق علي ذلک اليوم انتهي و النصاري يأخذون هذه الآيات برهانا علي خاتمية المسيح مع انه لم ينقل فيه ظهور صوت ممتاز عنه حين تولده او بعثته قط و باتفاق جميع النصاري ان امته لم تکن کثيرة و لا شجاعا ممتازا و کذا جميع ما ذکر من العلائم و کما يظهر من الاسفار الانجيلية ان المسيح لم يزل کان شاردا منهزما من اليهود و مختفيا عنهم في البراري و الصحاري و لما ظهر من الاشارة الي اللقب الصاحب المخصوص بالقائم المهدي عليه السلام کما هو المبين أيضا من العلائم المذکورة و البشارات المسطورة في المقام فلا يخفي علي من له أدني مسکة انطباقها عليه لا المسيح و ينادي المنادي مقارنا لظهوره حين طلوع الشمس عند قرصها بصورت جلي تسمعها أهل السموات و الارضين فيعد نسبه الشريف الي جده الحسين ثم عليه السلام ثم المراد بيوم الظلمة و يوم تموج الهواء و العجاج و المطر و الريح اشارة الي اتيانه بعد ظهوره بمدينة فيمتحن الناس في الجبت و الطاغوت و يأمر الناس بالبراءة عنهما و يتوعد
[ صفحه 150]
العذاب علي من لم يتبرء منهما فيأبي محبوهما و شيعتهما عن ذلک فيأمر القائم الريح الاسود فيهلکهم جميعا و عدد الامة و أصحابه يون ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من الاتقياء و يکون رجوع الشيعة الخاص و خروج السيد الحسني مع جمع کثير و نزول عيسي عليه السلام و اصحاب الکهف و رجعت الانبياء و الاوصياء و معاونة جمع کثير من الملائکة و الشجعان و ذل علي ما في الحديث من انه يعطي يومئذ لکل أحد من الشيعة قوة اربعين شجاعا و قلوبهم أقوي من الحديد و لو شاؤا لقلعوا الجبال الحديد الرواسي و الخوف عن قلوبهم زائل و الي قتال الاعداء مايل و يسحقون لا عادي الله سحقا و ينشرهم في الجبال و القفار انتشارا و اذا طاف بجنوده العالم لا يبقي علي الارض من الکافرين ديارا و لو التجأ الي شجر او کنف حجر فينادونه ان عدو الله التجأ الي کنفي و مختف عندي فخذوه و اقتلوه و المراد بقوله و تکون نار محرقة و نار موقدة ان المخالف و الطاغي عن اطاعته يبتلي بالنار الموقدة من ضربه بين أيديه أو ورائه و من قوله بين يديه البساتين المخضرة الي ما روي فيه و في زمانه من ان الله عز و جل ينزل حينئذ برکاته من السماء حتي ان کل شجرة تثمر ما شاء الله و تثقل أغصانها من ثمرتها حتي تنکسر و توجد ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و تمطر السماء بمطر الرحمة و قد قطع عن العالمين من يوم السقيفة و غصب خلافة اميرالمؤمنين عليه السلام فلو ان أحدا خرج من العراق الي الشام لم يضع قدما و يرفع الا علي العشب و الخضر کما ذکر في الفصل التاسع من کتاب امس النبي ان الجبال حينئذ تقطر و يجري منها المسن و تجري من دار الصاحب عين عذب و المراد من داره مسجد الکوفة و قد ورد في الحديث ان العيون الجارية من المسجد يومئذ أربعة عين السمن
[ صفحه 151]
و عين الحليب و عين من ماء الطهور و عين من ماء و المراد من قوله و من ورائه الارض القفراء اشارة الي انهدام العالم و عماراتها و المراد من الرکض کالخيل ما ورد من طي الارض تحته و تحت جنده و تقطع المسافة البعيدة بأسرع ما يکون و المراد من رکضهم کالشجعان و اعتلأئهم الحيطان ما ورد من طي من رجله او رجل أصحابه حتي يقطعون المسافة البعيدة بزمان قليل و المراد من ابتلاء الاممم بغضبة خسف الارض بمخالفيه من السفياني و جنده و هم ثلاث مأة الف نفر و الخسف الواقعة بخراسان و خراب کثير من البلدان فيأخذ کل ذي طريق طريقه و لا يتخلف عنه و لا يؤذي أحد احدا و هذا اشارة الي الحديث المروي من تصفية القلوب حينئذ من الحقد و العدوان و المعز و الذئب في المرعي يرعون سيان حتي أن المرأة تخرج بزينتها و حليها من العراق الي الشام تمشي علي اراضي الخضرة المعشوشبة و لا يعارضها أحد و لا يؤذيها مفترس و المراد بحرکة السماء حرکة ملائکتها لنصرته و المراد من ظلمة الشمس و القمر ظلمتها خلاف العادة فظلمة القمر في آخر رمضان و الشمس في نصفه و المراد من صيحة الصاحب قبالة الجند الي آخر الاية و الاحاديث المروية في کثرة جنده و کمال شجاعتهم و غاية اطاعتهم له عليه السلام و يومه أيضا يوم عظيم مهول لا يطيق المخالف عليه و هذا ظاهر لمن له أدني تتبع ي حالاته و أيام ظهوره.