فيه عن الفصل السابع و الثلاثون من کتاب ز کيال النبي قوله اني اجمع أهل الاسلام و الم ششعثهم و اتي بهم علي الارض و يحکم علي جميعهم سلطان حاکم فلا ينقادون بعد ذلک لسلطانين و لا يذلون و لا يکرهون من سوء اختيارهم و فعالهم و عصيانهم بعبادة الاصنام قط و ساطهرهم من رجسها و انا الله ربهم و عبدي داود نبيهم و سلطانهم و ينفرد الراعي علي جميعهم فيمشون في حججي و يحفظون احکامي و لما کان ز کيال هو علي اعتقاد النصاري بعد داود بمنزلة داود (ع) و أبا لسليمان (ع) فلا يمکن أن يقال المراد هو داود و کذا لا ينطبق علي المسيح من تأويلهم ان المسيح کان يعبر عنه داود (ع) لان التعبير هذا بهم خاصة و ليس من الله و لا في الکتب السماوية و باتفاق النصاري ان المسلمين من بني اسرائيل ما اجتمعوا في زمان المسيح و لم يأتوا أرضهم و ديارهم و انما کانوا متفرقين مشردين بل انا اشتد تفرقهم في تلک الازمنة و ليس في التواريخ من کان فيهم (ح) مسمي بداود (ع) حاکما علي جميع بني اسرائيل و ليس المراد بالسلطان المسيح لعدم اقتداره و سلطنته و کذا لم يتعرض مؤرخ اجتناب أحد من عبدة الاصنام في ذلک الزمان عما هو عليه و انهدام معابدهم و اعدام أصنامهم و انما يتوجه النصاري بالطعن علي بني اسرائيل لعدم ايمانهم بالمسيح و لما يعتقدونه من اتنساب قتل المسيح اليهم فظهر مما ذکر عدم انطباقه علي المسيح عليه السلام أيضا فتعين انطباقه علي القائم المنتظر عليه السلام.

و يؤيده ما ذکر في الاخبار من وقوفه بعد ظهوره بين الرکن و المقام و ندائه



[ صفحه 148]



بأعلي الصوت ألا ايتها الجماعة المخصوصة بي و المدخرة المحفوظة المنتصرة من الله لي من قبلي علي وجه الارض اسرعوا الي فيقرع الله تلک النداء اسماعهم حيث ما کانوا من المشرق و المغرب فيأتونه طرفة عين و يحضرون حوله و يجتمعون لديه و هذا هو المراد بالاية و البشارة من اجتماعهم بعد تفرقهم و لمهم بعد شعثهم و اتيانهم ارض مکة و قبلة الاسلام و لما اتفقت الکلمة من أصحابنا علي اعلائه علي ملوک الارض و جميع السلاطين و محو آثارهم و انحصار السلطنة به فهو المراد من الحاکم علي الجميع فلا ينقادون حينئذ لاحد غيره و لا لسلطانين لانه ماحي أثر الکفر و الشرک عن الارض و الاختلاف عن الملل و الاديان يتحد الاديان کما وعد الرحمن في القرآن بقوله ليظهره علي الدين کله و لو کره المشرکون و في الاخري و قاتلوهم حتي لا تکون فتنة و يکون الدين کله لله فيحتمل علي هذا ان يکون الدار محرفا من مهدي و الا فيکون شارة الي الخبر المروي فيه عليه السلام من انه يحکم بحکم داود أي يحکم في الناس علي الواقع کما کان يحکم داود (ع) و ما ذکر من انهم يمشون في حججي و يحفظون أحکامي يشعر بالحديث المروي فيه من رفعه عليه السلام الاختلاف من بين الناس و يرفع العالم امنا و يطيع الناس اياه و محمدا (ص) و الائمة عليهم السلام.