خطبة الکتاب و منهاجه
هذه النسخة الموسومة بالشجرة المبارکة المشتهرة بالزام الناصب في اثبات الحجة الغائب عجل الله تعالي فرجه و سهل الله مخرجه
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدک اللهم يا من خصنا بحججه البالغة و نعمه السابغة الذين بهم رزق الوري و بيمنهم ثبتت الأرض و السماء و لو لا هم لساخت الأرض بأهلها نشکرک اللهم يا من حبانا بخاتم الأوصياء و خاتم الأصفياء و فتننا بغيبته التامة الالهية الکبري و الطامة العظمي و من علي المؤمنين المنتظرين لدولته و وصفهم بالذکر بقوله الذين يؤمنون بالغيب و الصلوة و السلام علي خاتم صحيفة النبوة و المبعوث علي الامة بالهداية و الرحمة المبشر برجعته و المنذر لغيبته و دولته و المذکر لقيامه و سلطنته حيث أمره الله بقوله و ذکرهم بأيام الله و علي آله و عترته الهداة البررة الکرام و اللعنة علي أعاديهم من الآن الي يوم القيام.
أما بعد فيقول العبد الراجي عفو ربه الغني ابن المرحوم زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري علي اني بعد اقامتي في الحائر المقدسة علي ساکنيه آلاف التحية کنت کثيرا ما عازما ان امهد صحيفة جامعة في أحوال سيدنا
[ صفحه 3]
و امامنا النجم الثاقب و الامام الغائب (حجة الله) المنتظر عجل الله تعالي فرجه و لا يسعني الزمان من تقلب الدهر الخوان و اختلال البال و کثرة الاشتغال الي أن کاد الفراغ من کتابنا الجامع الموسوم (بحدائق الجنان) في ذکر ما ينبغي أن يطلع عليه الانسان و قد خرج منه مجلدات و قد سنح ببالي أن امهد شجرة منها في ذلک و اجعل کراريسا في ترجمة الامام و قطب رحي الاسلام عجل الله فرجه فبينما أنا فيه و اذا بسانحة عظيمة و عويصة فخيمة و داهية قد أوقعتني في محبس الاعتزال و مسجن الاخمال و الاجمال و غلقت علي الباب و لم يکن لي أنيسا سوي رب الأرباب فاحتصرت في فسحة الدار ممنوعا عن مراجعة الأخيار فأتي علي ذلک أيام و ضاق بي المقام و اشتد علي الأمر و بلغت روحي التراق و التفت الساق بالساق فسألت الله في ذلک و توسلت الي محيط مرکز الامة و شمس فلک الامامة و عاهدت الله أن اکتب لاستخلاصي منها شرحا مستقلا يحتوي جل ما يتعلق بأحواله و صحيفة جامعةتفوق الصحف الممهدة له فهاجت نفسي فأخذت فيها قبل ان تلمح المناص و تفوح ريح الاستخلاص.
فحاشا المنتظر المهدي نجل الحجة العسکري عجل الله فرجه ان يحجبني دونه الحجاب قبل اوان فراغ غصون هذا الکتاب فشرعت فيه علي المعهود و صرفت اليه عنان المقصود و عکفت عنان الهمة الي اجتماع فصول المهمة فها هو قد اتي کتاب جامع و برهان قاطع و صحيفة حاولت النمط الاوفي و معالم الزلفي و جنة المأوي و لعمري قد تضمن هذه السطور کنوزا من لئالي المنثور و کتاب مسطور في رق منشور کاشف الغمة عن المنتظرين و الکافي عن عمدة ما أهمه المسترشدين لا کمال الدين بحيرة تضمن بحار الانوار و عجائب الآثار و ينابيع الاخبار بل عيون الآخبار و کشف الاستار عن وجه الغيبة الالهية
[ صفحه 4]
النوراء و شاخص الابصار نحو البحر الأبيض و الجزيرة الخضراء هداة لارشاد الصراط المستقيم مبرهنا براهين احقاق الحق و در النظيم سيفا لفتوحات عوالم الغيبة و حساما لقطع حبائل النصاب عن الشيعة فروعه أبواب دار السلام و في ثمراته غاية المرام و فاکهة الانام و لاشتمالها علي أغصان أنواره الزاهرة و اثمار وجوده الباهرة سميتها بالشجرة المبارکة و لما تضمن من خرق ما نسجته العامة العمياء و قلع ما أسسته امة الطواغيت الطغيا من النقض و الابرام في وجوده و تصرفاته سميتها ب- (الزام الناصب في اثبات الحجة الغئب) و رتبة علي أغصان.
ثم اني اقتصرت فيه علي لباب الاخبار بطح المکررات اللفظية و المعنوية بالغاء الاسانيد و الرجال من الاخبار المروية اعتمادا علي الصحاح المشهورة المنقولة و اتکالا علي الثقات من الرجال المقبولة و احمد الله تعالي سبحانه أولا و آخرا و صل الله علي خاتم أنبيائه و أشرف سفرائه محمد و عترته الطاهرين الانجبين الغر الميامين.