بازگشت

متن خطبه البيان


قال: حدثنا محمد بن احمد الانباري، قال: حدثنا محمد بن احمد الجرجاني - قاضي الري - قال: حدثنا طوق بن مالک، عن ابيه، عن جده، عن عبد الله بن مسعود، رفعه الي علي بن ابي طالب عليه السلام: لما تولي الخلافه بعد الثلاثه اتي الي البصره فرقي جامعها، و خطب الناس خطبه تذهل منها العقول، و تقشعر منها الجلود، فلما سمعوا منه ذلک اکثروا البکاء و النحيب و علا الصراخ. قال: و کان رسول الله صلي الله عليه و آله قد اسر اليه السر الخفي الذي بينه و بين الله - عز و جل - فلاجل ذلک انتقل النور الذي کان في وجه رسول الله صلي الله عليه و آله الي وجه علي بن ابي طالب عليه السلام. قال: و مات النبي صلي الله عليه و آله في مرضه الذي اوصي فيه بعلي امير المومنين عليه السلام، و کان قد اوصي لعلي امير المومنين عليه السلام ان يخطب الناس خطبه البيان، فيها علم ما کان و ما يکون الي يوم القيامه.



[ صفحه 22]



قال: فقام امير المومنين عليه السلام بعد موت النبي صلي الله عليه و آله صابرا علي ظلم الامه الي ان اقرب اجله، و حان وقت وصيه النبي صلي الله عليه و آله بالخطبه التي تسمي بالبيان. فقام امير المومنين عليه السلام بالبصره و رقي المنبر، و هي آخر خطبه خطبها، فحمد الله، و اثني عليه، و ذکر النبي صلي الله عليه و آله، فقال عليه السلام: ايها الناس! انا و حبيبي محمد صلي الله عليه و آله کهاتين - و اشار بسبابته و الوسطي - و قال: لولا آيه من کتاب الله لنباتکم بما في السموات و الارض، و ما في قعر هذا فما يخفي علي منه شي ء، و لا تعزب کلمه منه، و ما اوحي الي، بل هو علم علمنيه رسول الله صلي الله عليه و آله لقد اسر الي الف مساله في کل مساله الف باب، و في کل باب الف نوع، فاسئلوني قبل ان تفقدوني، اسئلوني عما دون العرش اخبرکم، و لولا ان يقول قائلکم: ان علي بن ابي طالب عليه السلام ساحر کما قيل في ابن عمي، لاخبرتکم بمواضع احلامکم، و بما في غوامض الخزائن، و لاخبرتکم بما في قرار الارض، و هذه هي خطبه التي خطب، و هي خطبه البيان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السموات و فاطرها، و ساطع المدحيات و قادرها، و مويد الجبال و ثاغرها، و مفجر العيون و باقرها، و مرسل الرياح و زاجرها، و ناهي القواصف و آمرها، و مزين السماء و زاهرها، و مدبر الافلاک و مسيرها، و مظهر البدور و نائرها، و مسخر السحاب و ماطرها، و مقسم المنازل و مقدرها،



[ صفحه 23]



مدلج الحنادس و عاکرها، و محدث الاجسام و قاهرها، و منشي ء السحاب و مسخرها، و مکور الدهور و مکررها، و مورد الامور و مصدرها، و ضامن الارزاق و مدبرها، و منشي ء الرفات و منشرها. احمده علي آلائه و توافرها، و اشکره علي نعمائه و تواترها، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريک له، شهاده يودي الاسلام ذاکرها، و يومن من العذاب يوم الحساب ذاخرها، و اشهد ان محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرساله و فاخرها، و رسوله الفاتح لما استقبل من الدعوه و ناشرها، ارسله الي امه قد شغل بعباده الاوثان سايرها، و اغتلطس بضلاله دعاه الصلبان ماهرها، و فخر بعمل الشيطان فاخرها، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها، و الم بزخرف الجهالات و الضلالات سوء ماکرها، فابلغ رسول الله في النصيحه و ساحرها، و محا بالقرآن دعوه الشيطان و دامرها، و ارغم معاطس جهال العرب و اکابرها، حتي اصبحت دعوته بالحق ينطق ثامرها و استقامت به دعوه العليا، و طابت عناصرها. ايها الناس! سار المثل، و حقق العمل، و کثر الوجل، و قرب الاجل، و دنا الرحيل، و لم يبق من عمري الا القليل، فاسالوني قبل ان تفقدوني. ايها الناس! انا المخبر عن الکائنات، انا مبين الايات، انا سفينه النجاه، انا سر الخفيات، انا صاحب البينات، انا مفيض الفرات، انا معرب التوراه، انا المولف للشتات، انا مظهر المعجزات، انا مکلم الاموات، انا مفرج الکربات، انا محلل المشکلات، انا مزيل



[ صفحه 24]



الشبهات، انا ضيغم الغزوات، انا مزيل المهمات، انا آيه المختار، انا حقيقه الاسرار، انا الظاهر علي حيدر الکرار، انا الوارث علم المختار، انا مبيد الکفار، انا ابو الائمه الاطهار، انا قمر السرطان، انا شعر الزبرقان، انا اسد الشره، انا سعد الزهره، انا مشتري الکواکب، انا زحل الثواقب، انا عين الشرطين، انا عنق السبطين، انا حمل الاکلين، انا عطارد التفضيل، انا قوس العراک، انا فرقد السماک، انا مريخ الفرقان، انا عيون الميزان، انا ذخيره الشکور، انا مصحح [قيل مفصح] الزبور، انا مول التاويل، انا مصحف الانجيل، انا فصل الخطاب، انا ام الکتاب، انا منجد البرره، انا صاحب البقره، انا مثقل الميزان، انا صفوه آل عمران، انا علم الاعلام و انا جمله الانعام، انا خامس الکساء، انا تبيان النساء، انا صاحب الاعراف، انا مبيد الاسلاف، انا مدير الکرم، انا توبه [تابوت] الندم، انا الصاد و الميم، انا سر ابراهيم، انا محکم الرعد، انا سعاده الجد، انا علانيه المعبود، انا مستنبط هود، انا نحله الخليل، انا آيه بني اسرائيل، انا مخاطب الکهف، انا محبوب الصحف، انا الطريق الاقوم، انا موضح مريم، انا السوره لمن تلاها، انا تذکره آل طه، انا ولي الاصفياء، انا الظاهر مع الانبياء، انا مکرر الفرقان، انا آلاء الرحمن، انا محکم الطواسين، انا امام آل ياسين، انا حاء الحواميم، انا قسم الم، انا سائق الزمر، انا آيه القمر، انا راقب المرصاد، انا ترجمه صاد، انا صاحب الطور، انا باطن السرور، انا عتيد قاف، انا قارع الاحقاف، انا مرتب الصافات، انا ساهم الذاريات، انا سوره الواقعه، انا العاديات و القارعه، انا نون و



[ صفحه 25]



القلم، انا مصباح الظلم، انا مولف، انا مول القرآن، انا مبين البيان، انا صاحب الاديان، انا ساقي العطشان، انا عقد الايمان، انا قسيم الجنان، انا کيوان الامکان، انا تبيان الامتحان، انا الامان من النيران، انا حجه الله علي الانس و الجان، انا ابو الائمه الاطهار، انا ابو المهدي عليه السلام القائم في آخر الزمان. قال: فقام اليه مالک اشتر، فقال: متي يقوم هذا القائم من ولدک، يا امير المومنين؟ فقال عليه السلام: اذا زهق الزاهق، و خفت الحقائق، و لحق اللاحق، و ثقلت الظهور، و تقاربت الامور، و حجب النشور، و ارغم المالک، و سلک السالک، و هلک الهالک، و عمت القنوات [خ ل الغنوات]، و بغت العشيرات، و کثرت الغمرات، و قصر الامد، و دهش العدد، و هاجت الوساوس، و غيطل العساعس، و ماجت الامواج، و ضعف الحاج، و اشتد الغرام، و ازدلف الخصام، و اختلفت العرب، و اشتد الطلب، و نکص الهرب، و طلبت الديون، و ذرقت العيون، و اغبن المغبون، و شاط النشاط، و هاط الهياط، و عجز المطاع، و اظلم الشعاع، و صمت الاسماع، و ذهب العفاف، و سجج الانصاف، و استحوذ الشيطان، و عظم العصيان، و حکمت النسوان، و فدحت الحوادث، و نفثت النوافث، و هجم الواثب، و اختلف الاهواء، و عظم البلوي، و اشتد الشکوي، و استمر الدعوي، و قرض القارض، و لمظ اللامظ، و تلاحم الشداد، و نقل الملحاد، و عجت الفلاه، و عجعج الولاه، و نضل البارح، و عمل الناسح، و زلزلت الارض، و عطل الفرض، و کبت الامانه، و بدت الخيانه، و خشيت الصيانه،



[ صفحه 26]



و اشتد الغيظه، و اراع الفيطه، و قام الادعياء، و قعد الاولياء، و خبثت الاغنياء، و نال الاشقياء و مالت الجبال، و اشکل الاشکال، و شيع الکربال، و منع الکمال، و ساهم الشحيح، و منع الفليح، و کفکف الترويح، و خذخذ البلوع، و تکلکل الهلوع، و فدفد المذعور، و ندند الديجور، و نکس المنشور، و عبس العبوس، و کسکس الهموس، و اجلب الناموس، و دعدع الشقيق، و جرثم الانيق، و نور الافيق، و ذاد الزائد، و راد الرائد، و جد الجدود، و مد الممدود، و کد الکدود، و حد الحدود، و طل الطليل، و غلغل الغليل، و فضل الفضيل، و شتت الشتات، و شمتت الشمات، و کد الهرم، و قصم القصم، و سدم السدم، و نال الزاهب، و داب الدائب، و نجم ثاقب، و زور القرآن، و احمر الديران، و سدس الشرطان، و ربع الزبرقان، و ثلث الحمل، و ساهم زحل، و اقل الفرار، و منع الوجار، و اثبت الاقدار، و کملت العشره، و سدس الزهره، و عمرت الغمره، و ظهرت الافاطس، و توهم الکساکس، و تقدمتهم النفايس، فيکدحون الجرائر، و يملکون الجزائر، و يحدثون کيسان، و يخربون خراسان، و يصرفون الحلسان، و يهدمون الحصون، و يظهرون المصون، و يقتطفون الغصون، و يفتحون العراق، و يحجمون الشقاق بدم يراق فعند ذلک ترقبوا خروج صاحب الزمان. ثم انه جلس عليه السلام علي اعلي مرقاه من المنبر، و قال: اه، ثم اه، لتعريض الشفاه، و ذبول الافواه. قال: فالتفت يمينا و شمالا، و نظر الي بطون العرب و ساداتهم، و وجوه اهل الکوفه، و کبار القبايل



[ صفحه 27]



بين يديه و هم صموت کان علي روسهم الطير فتنفس الصعداء، و ان کمدا و تململ حزينا و سکت هنيئه. فقام اليه سويد بن نوفل - و هو کالمستهزء و هو من سادات الخوارج - فقال: يا امير المومنين، ء انت حار ما ذکرت، و عالم بما اخبرت؟ قال: فالتفت اليه الامام، و رمقه بعينه رمقه الغضب، فصاح سويد بن نوفل صيحه عظيمه من عظم نازله نزلت به، فمات من وقته و ساعته، فاخرجوه من المسجد، و قد تقطع اربا اربا! فقال عليه السلام: ا بمثلي يستهزء المستهزءون، ام علي يتعرض المتعرضون، او يليق لمثلي يتکلم بما لا يعلم، و يدعي ما ليس له بحق هلک. و الله المبطلون، و ايم الله لو شئت ما ترکت عليها من کافر بالله، و لا منافق برسوله، و لا مکذب بوصيه، و انما اشکو بثي و حزني الي الله، و اعلم من الله ما لا تعلمون. قال: فقام اليه صعصعه بن صوحان، و ميثم، و ابراهيم بن مالک الاشتر، و عمرو بن صالح، و قالوا: يا امير المومنين، قل لنا بما يجري في اخر الزمان، فانک تحيي قلوبنا، و تزيد في ايماننا حبا و کرامه. ثم نهض عليه السلام قائما، و خطب خطبه بليغه نشوق الي الجنه و نعيمها، و تحذر من النار و جحيمها، ثم قال: ايها الناس! اني سمعت اخي رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: تجتمع في امتي ماه خصله لم تجتمع في غيرها، فقامت العلماء و الفضلاء، يقبلون بواطن قدميه، و قالوا: نقسم عليک بابن عمک



[ صفحه 28]



رسول الله صلي الله عليه و آله، ان تبين لنا ما يجري في طول الزمان بکلام يفهمه العاقل و الجاهل - قال: ثم انه حمد الله، و اثني عليه، و ذکر النبي صلي الله عليه و آله، و قال: انا مخبرکم بما يجري من بعد موتي، و بما يکون الي خروج صاحب الزمان القائم بالامر من ذريه ولدي الحسين عليه السلام، و الي ما يکون في اخر الزمان حتي تکونوا علي حقيقه من البيان، فقالوا: متي يکون ذلک، يا امير المومنين؟ فقال عليه السلام: اذا وقع الموت في الفقهاء، و ضيعت امه محمد صلي الله عليه و آله الصلوات، و اتبعوا الشهوات، و قلت الامانات، و کثرت الخيانات، و شربوا القهوات، و استشعروا شتم الاباء و الامهات، و رفعت الصلوه من المساجد بالخصومات، و جعلوها مجالس الطعامات، و اکثروا من السيئات، و قللوا من الحسنات، و عوصرت السموات، فحينئذ تکون السنه کالشهر، و الشهر کالاسبوع، و الاسبوع کاليوم، و اليوم کالساعه، و يکون المطر قيطا، و الولد غيظا، و تکون لاهل ذلک الزمان لهم وجوه جميله، و ضمائر رديه، من رءاهم اعجبوه، و من عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الادميين، و قلوبهم قلوب الشياطين، فهم امر من الصبر، و انتن من الجيفه، و انجس من الکلب، و اروغ من الثعلب، و اطمع من الاشعب، و الزق من الجرب، لا يتناهون عن منکر فعلوه، ان حدثتهم کذبوک، و ان امنتهم خانوک، و ان وليت عنهم اغتابوک، و ان کان لک مال حسدوک، و ان بخلت عنهم بغضوک، و ان وعظمتم شموک، سماعون للکذب، اکالون للسحت، يستحلون الزنا و الخمر و



[ صفحه 29]



المقالات و الطرب و الغناء، و الفقير بينهم ذليل حقير، و المومن ضعيف صغير و العالم عندهم وضيع، و الفاسق عندهم مکرم، و الظالم عندهم معظم، و الضعيف عندهم هالک، و القوي عندهم مالک، لا يامرون بالمعروف، و لا ينهون عن المنکر، الغني عندهم دوله، و الامانه مغنما، و الزکوه مغرما، و يطيع الرجل زوجته، و يعصي والديه و يجفوهما، و يسعي في هلاک اخيک، و ترفع اصوات الفجار، و يحبون الفساد و الغناء و الزنا، و يتعاملون بالسحت و الربا، و يغار علي العلماء [و يغار علي الغلمان خ ل]، و يکثر ما بينهم سفک الدماء، و قضاتهم يقبلون الرشوه، و تتزوج الامراه بالامراه، و تزف کما تزف العروس الي زوجها، و تظهر دوله الصبيان في کل مکان، و يستحل القنيان و المغاني و شرب الخمر، و يکتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و ترکب السروج الفروج، فتکون الامراه مستوليه علي زوجها في جميع الاشياء، و تحج الناس ثلاثه: وجوه الاغنياء للنزهه، و الاوساط للتجاره، و الفقراء للمساله، و تبطل الاحکام، و تحبط الاسلام، و تظهر دوله الاشرار، و يحل الظلم في جميع الامصار، فعند ذلک يکذب التاجر في تجارته، و الصايغ في صياغته، و صاحب کل صنعه في صناعته، فتقل المکاسب، و تعنيق المطالب، و تختلف المذاهب، و يکثر الفساد، و يقل الرشاد، فعندها تسود الضمائر، و يحکم عليهم سلطان جائر، و کلامهم امر من الصبر، و قلوبهم انتن من الجيفه، فاذا کان کذلک ماتت العلماء، و فسدت القلوب، و کثرت الذنوب، و تهجر المصاحف، و تخرب المساجد، و تطول الامال، و نقل



[ صفحه 30]



الاعمال، و تبني الاسوار في البلدان مخصوصه لرفع [لوقع خ ل] العظائم النازلات، فعندها لو صلي احدهم يومه و ليلته، فلا يکتب له منها شي ء، و لا تقبل صلوته، لان نيته و هو قائم يصلي يفکر في نفسه کيف يظلم الناس، و کيف تحيال علي المسلمين، و يطلبون الرياسه للتفاخر و التظالم، و يضيق علي مساجدهم الاماکن، و يحکم فيها المتالف، و يجور بعضهم علي بعض، و يقتل بعضهم بعضا عداوه و بغضا، و يفتخرون بشرب الخمور، و يضربون في المساجد العيدان و الزمر، فلا ينکر عليهم احد، و اولاد العلوج يکونون في ذلک الزمان الاکابر، و يرع القوم سفهائهم، و يملک المال من لا يملکه، و لا کان له باهل لکع من اولاد اللکوع، و تضع الروساء روسا لمن لا يستحقها، و يضيق الذرع، و يفسد الزرع، و يفشو البدع، و تظهر الفتن، کلامهم فحش، و عملهم وحش، و فعلهم خبث، و هم ظلمه غشمه، کبراءهم بخله عدمه، و فقهائهم يفتون بما يشتهون، و قضاتهم بما لا يعلمون يحکمون، و اکثرهم بالزور يشهدون من کان عنده درهم کان عندهم مرفوعا، و من عملوا انه مقل فهو عندهم موضوع، و الفقير مهجور و مبغوض، و الغني محبوب و مخصوص، و يکون الصالح فيها مدلول الشوارب، يکبرون قدر کل نمام کاذب، و ينکس الله منهم الروس، و يعمي منهم القلوب التي في الصدور، اکلهم سمان الطيور و الطياهيج، و لبسهم الخز اليماني و الحرير، يستحلون الربا و الشبهات، و يتقارضون الشهادات، يراون بالاعمال، قصراء الاجال، لا يمضي عندهم الا من کان نماما، يجعلون الحلال حراما، افعالهم منکرات، و



[ صفحه 31]



قلوبهم مختلفات، يتدارسون فيما بينهم بالباطل، و لا يتناهون عن منکر فعلوه، يخاف اخيارهم اشرارهم، يتوازرون في غير ذکر الله تعالي، يهتکون فيما بينهم بالمحارم، لا يتعاطفون، بل يتدابرون ان راوا صالحا ردوه، و ان راوا اثما [نماما خ ل] استقبلوه، و من اسائهم يعظموه، و تکثر اولاد الزنا و الاباء، فرحين بما يروا من اولادهم القبيح، فلا ينهاهم، و لا يردهم عنه، و يري الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه، و ياخذ ما تاتي به من کد فرجها، و من مفسد خدرها، حتي لو نکحت طولا و عرضا لم تهمه، و لا يسمع ما قيل فيها من الکلام الردي، فذاک هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا و لا عدلا و لا عذرا، فاکله حرام، و منکحه حرام، فالواجب قتله في شرع الاسلام، و فضيحته بين الانام، و يصلي سعيرا في يوم القيام، و في ذلک يعلنون بشتم الاباء و الامهات، و تذل السادات، و تعلو الانباط، و تکثر الاختباط، فما اقل الاخوه في الله تعالي، و تقل الدراهم الحلال، و ترجع الناس الي شر حال، فعندها تدور دول الشياطين، و تتواثب علي اضعف المساکين، و ثوب الفهد الي فريسته، و يشح الغني بما في يديه، و يبيع الفقير آخرته بدنياه. فيا ويل للفقير! و ما يحل به من الخسران، و الذل و الهوان في ذلک الزمان المستضعف باهله، و سيطلبون ما لا يحل لهم، فاذا کان کذلک اقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها، الا و ان اولها الهجري و الرقطي، و آخرها السفياني و الشامي، و انتم سبع طبقات فالطبقه الاولي و فيها مزيد التقوي الي سبعين سنه من الهجره [و



[ صفحه 32]



في نسخه اهل تنکيد و قسوه الي سبعين سنه من الهجره]. و الطبقه الثانيه اهل تباذل و تعاطف الي الماتين و الثلاثين سنه من الهجره. و الطبقه الثالثه اهل تدابر و تقاطع الي الخمسماه و خمسون سنه من الهجره. و الطبقه الرابعه اهل تکالب و تحاسد الي السبعمائه سنه من الهجره. و الطبقه الخامسه اهل تشامخ و بهتان الي الثمانماه و عشرين سنه من الهجره. و الطبقه السادسه اهل الهرج و المبرح، و تکالب الاعداء، و ظهور اهل فسوق و خيانه الي التسعماه و الاربعين سنه من الهجره. و الطبقه السابعه فهم اهل ختل، و غدر، و حزب، و مکر، و خدع، و فسوق، و تدابر، و تقاطع، و تباغض، و الملاهي العظام، و المغاني الحرام، و الامور المشکلات، و ارتکاب الشهوات، و خراب المدائن، و الدور، و انهدام العمارات، و القصور، و فيها يظهر الملعون من الوادي المشوون، و فيها انکشاف الستر و الفروج، و هي علي ذلک الي ان يظهر قائمنا المهدي - صلوات الله عليه -. قال: فقامت اليه سادات اهل الکوفه و اکابر العرب، و قالوا: يا امير المومنين، بين لنا او ان هذه الفتن و العظائم التي ذکرتها لنا لقد کادت قلوبنا ان تنفطر، و ارواحنا تفارق ابداننا من قولک، هذا



[ صفحه 33]



فوا اسفاه علي فراقنا اياک! فلا ارنا الله فيک سوء و لا مکروها. فقال علي عليه السلام: قضي الامر الذي فيه تستفتيان کل نفس ذائقه الموت. قال: فلم يبق احد الا و بکي لذلک. قال: ثم ان عليا عليه السلام قال: الا و ان تدارک الفتن بعد ما انبئکم به من امر مکه و الحرمين من جوع اغبر و موت احمر. الا يا ويل، لاهل بيت نبيکم و شرفائکم من غلاء، و جوع، و فقر، و وجل حتي يکونوا في اسوء حال بين الناس. الا و ان مساجدکم في ذلک الزمان لا يسمع لهم فيها صوت، و لا تلبي فيها دعوه، ثم لا خير في الحيوه بعد ذلک و انه يتولي عليهم ملوک فکره من عصاهم قتلوه، و من اطاعهم احبوه. الا ان اول من يلي امرکم بني اميه، ثم تملک من بعدهم ملوک بني العباس فکم فيهم من مقتول و مسلوب. ثم انه قال: هاي هاي، الا يا ويل! لکوفانکم هذه و ما يحل فيها من السفياني في ذلک الزمان ياتي اليها من ناحيه هجر بخيل سباق تقودها اسود ضراغمه، و ليوث قشاعمه اول اسمه شين، اذا خرج الغلام الاشتر، و انا عالم باسمه علي البصره [عالم باسمه فياتي الي البصره خ ل] فيقتل ساداتها و يسبي حريمها فاني لاعرف بها کم وقعه تحدث بها و بغيرها، و تکون بها وقعات بين تلول و آکام فيقتل بها لاسمو، و يستعبد بها صنم، ثم يسير فلا يرجع الا بالحرم فعندها يعلو الصياح، و تقتحم بعضها بعضا. فيا ويل، لکوفانکم من نزوله بدارکم، يملک حريمکم، و يذبح اطفالکم، و يهتک نساءکم، عمره طويل، و شره غزير، و رجاله



[ صفحه 34]



ضراغمه، و تکون له وقعه عظيمه، الا و انها فتن يهلک فيها المنافقون، و القاسطون، و الذين فسقوا في دين الله تعالي و بلاده، و لبسوا الباطل علي جاده عباده، فکاني بهم قد قتلوا اقواما تخاف الناس اصواتهم، و تخاف شرهم، فکم من رجل مقتول، و بطل مجدول يهابهم الناظر اليهم قد تظهر الطامه الکبري فيلحقوا اولها اخرها. الا و ان السفياني يدخل البصره ثلاث دخلات، يذل فيها العزيز، و يسبي فيها الحريم. الا يا ويل! الموتفکه و ما يحل بها من سيف مسلول، و قتيل مجدول، و حرمه مهتوکه، ثم ياتي الي الزوراء الظالم اهلها فيحول الله بينها و بين اهلها، فما اشد اهلها بينه و بينها و اکثر طغيانها، و اغلب سلطانها. ثم قال: الويل للديلم، و شاوان [شاهون خ ل]، و عجم لا يفقهون تراهم بيض الوجوه، سود القلوب نائره الحروب، قاسيه قلوبهم، سود ضمائرهم. الويل ثم الويل، لبلد يدخلونها، و ارض يسکنونها خيرهم طامس، و شرهم لامس، صغيرهم اکثر هما من کبيرهم، تلتقيهم الاحزاب، و يکثر فيما بينهم الضراب، و تصحبهم الاکراد اهل الجبال، و ساير البلدان، و تضاف اليهم اکراد همدان [اکراد و همدان خ ل] و حمزه، و عدوان حتي يلحقوا بارض الاعجام من ناحيه خراسان من سمرقند، فيجلون قريبا من قزوين و کاشان، فيقتلون فيها السادات من اهل بيت نبيکم، ثم ينزل، بارض شيراز.



[ صفحه 35]



الا يا ويل! لاهل الجبال و ما يحل بها من الاعراب. الا يا ويل! لاهل هرموز، و قلهات، و ما يحل بها من الافات، من اهل الطراطر المذهبات. و يا ويل، لاهل عمان، و ما يحل بها من الذل و الهوان، و کم وقعه فيها من الاعراب فتنقطع منهم الاسباب، فيقتل فيها الرجال، و تسبي فيها الحريم. و يا ويل! لاهل اوال مع صابون من الکافر الملعون، يذبح رجالهم، و يستحيي نساءهم، و اني لاعرف بها ثلاثه عشر وقعه: الاولي بين القلعتين، و الثانيه في الصليب، و الثالثه في الجنينه، و الرابعه عند توبا، و الخامسه عند اهل عرار و اکوار، و السادسه في اوکر خارقان و الکليا، و في سار، و بين الجبلين، و بئر حنين، و يمين الکثيب، و ذروه الجبل، و يمين شجرات النبق. الا يا ويل! للکنيس و زکيه، و ما يحل بها من الذل و الهوان، من الجوع و الغلا. و الويل! لاهل خراسان، و ما يحل بها من الذل الذي لا يطاق، و يا ويل للري و ما يحل بها من القتل العظيم، و سبي الحريم، و ذبح الاطفال، و عدم الرجال. و يا ويل! لبلدان الافرنج، و ما يحل بها من الاعراب، و يا ويل، لبلدان السند و الهند، و ما يحل بها من القتل و الذبح و الخراب في ذلک الزمان. فيا ويل! لجزيره قيس من رجل مخيف ينزل بها، و ما هو و من معه (مخيف ينزل هو و من معه) فيقتل جميع من فيها، و يفتک



[ صفحه 36]



باهلها، و اني لاعرف بها خمس وقعات عظام: فاول وقعه منها علي ساحل بحرها قريب من برها، و الثانيه مقابله کوشا، و الثالثه من قرنها الغربي، و الرابعه بين الزولتين، و الخامسه مقابله ترها. الا يا ويل! لاهل البحرين من وقعات ترادف عليها من کل ناحيه و مکان، فتوخذ کبارها، و تسبي صغارها، و اني لاعرف بها سبع وقعات عظام: فاول وقعه منها في الجزيره المنفرده عنها من قرنها الشمالي تسمي سماهيج، و الوقعه الثانيه تکون في القاطع. و بين النهر عن عين البلد و قرنها الشمالي الغربي، و بين الابله، و المسجد، و بين الجبل العالي و بين التلتين المعروف بجبل حنوه، ثم يقبل الکرخ بين التل و الجاده، و بين شجرات النبق المعروفه بالبديرات بجانب شط الماجي، ثم الحورتين و هي سابقه الطامه الکبري، و علامه ذلک يقتل فيها رجل من اکابر العرب في بيته، و هو قريب من ساحل البحر، فيقطع راسه بامر حاکمها، فتغير العرب عليه، فتقتل الرجال، و تنهب الاموال، فتخرج بعد ذلک العجم علي العرب، و يتبعونهم الي بلاد الخط. الا يا ويل! للخط [لاهل الخط خ ل] من وقعات مختلفات تتبع بعضها بعضا، فاولها وقعه بالبطحاء، و وقعه بالدبيره، و وقعه بالصفصف، و وقعه علي الساحل، و وقعه بسوق الجزارين، و وقعه بين السکک، و وقعه بين الزراقه، و وقعه بالجراره، و وقعه بالمدارس، و وقعه بتاروت. الا يا ويل! لهجر، و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحيه الکرخ، و وقعه عظيمه بالقطر تحت التليل المعروف بالحسيني، ثم بالفرج ثم



[ صفحه 37]



بالقزوين، ثم بالاراکه، ثم بام خنور. الا يا ويل، نجد و ما يحل بها من القحط، و الغلاء، و لاني لاعرف بها وقعات عظام بين المسلمين. الا يا ويل! البصره، و ما يحل بها من الطاعون، و من الفتن يتبع بعضها بعضا، و اني لاعرف وقعات عظام بواسط، و وقعات مختلفات بين الشط، و المجينبه، و وقعات بين العويند [العوينات]. الا يا ويل! بغداد من الري، من موت، و قتل، و خوف يشمل اهل العراق اذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله و علامه ذلک اذا ضعف سلطان الروم و تسلطت العرب و دبت الناس الي الفتن کدبيب النمل فعند ذلک تخرج العجم علي العرب و يملکون البصره. الا يا ويل! لفلسطين و ما يحل بها من الفتن التي لا تطاق. الا يا ويل! لاهل الدنيا، و ما يحل بها من الفتن في ذلک الزمان، و جميع البلدان الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال. الا و انه ترکب الناس بعضهم علي بعض و تتواثب عليهم الحروب الدائمه، و ذلک بما قدمت ايديهم (و ما ربک بظلام للعبيد). [1] ثم انه عليه السلام قال: لا تفرحوا بالمخلوع من ولد العباس [يعني المقتدر] فانه اول علامات التغيير. الا و اني اعرف ملوکهم من هذا الوقت الي ذلک الزمان. قال: فقام اليه رجل اسمه القعقاع، و جماعه من سادات العرب. و قالوا له: يا امير المومنين! بين لنا اوصافهم، فقال عليه السلام:



[ صفحه 38]



اولهم الشامخ فهو الشيخ، و السهم المارد، و المشير العجاج، و الصقور، و الفجور، و المقتول بين الستور، و صاحب الجيش العظيم، و المشهور بباسه و المحشور من بطن السباع، و المقتول مع الحرم، و الهارب الي بلاد الروم، و صاحب الفتنه الدهماء، و المکبوب علي راسه بالسوق، و الملاحق الموتمن، و الشيخ المکتوف الذي ينهزم الي نينوي، و في رجعته يقتل رجل من ولد العباس - مالک الارض بمصر - و ماحي الاسم، و السباع الفتان، و الدناح الاملح، و الثاني الشيخ الکبير الاصلع الراس، و النفاض المرتعد، و المدل بالفروسه، و اللسين الهجين، و الطويل العمر، و الوضاع لاهله، و المارق للزور، و الابرش الا تسلم، و بناء القصور، و زميم الامور، و الشيخ الرهيج، و المنتقل من بلد الي بلد، و الکافر المالک لرقاب المسلمين، و ضعيف البصر، و قليل العمر. الا و ان بعده تحل المصائب، و کاني بالفتن، و قد اقبلت من کل مکان کقطع الليل المظلم. ثم قال عليه السلام: معاشر الناس! لا تشکوا في قولي هذا، فاني ما ادعيت و لا تکلمت زورا و لا انبئکم الا بما علمني رسول الله صلي الله عليه و آله، و لقد اودعني الف مساله يتفرع من کل مساله الف باب من العلم، و يتفرع من کل باب ماه الف باب، و انما احصيت لکم هذه لتعرفوا مواقيتها اذا وقعتم في الفتن مع قله اعتصابکم، فيا کثره فتنکم، و خبث زمانکم، و خيانه حکامکم، و ظلم قضاتکم، و کلابه تجاربکم، و شحه ملوککم، و فشي اسرارکم، و ما تنحل اجسامکم، و تطول اماکم، و کثره شکواکم، و يا قله



[ صفحه 39]



معرفتکم، و ذله فقيرکم، و تکبر اغنياءکم، و قله وفاکم، انا لله و انا اليه راجعون، من اهل ذلک الزمان، تحل فيها المصائب، و لا يتعظمون بالنوائب، و لقد خالط الشيطان ابدانهم، و رنخ في ابدانهم، و ولج في دمائهم، و يوسوس لهم بالافک حتي ترکب الفتن الامصار، و يقول المومن المسکين المحب لنا: اني من المستضعفين، و خير الناس يومئذ من يلزم نفسه، و يختفي في بيته عن مخالطه الناس نفسه، و الذي يسکن قريبا من بيت المقدس طالبا لاثار الانبياء. معاشر الناس! لا يستوي الظالم و المظلوم، و لا الجاهل و العالم، و لا الحق و الباطل، و لا العدل و الجور. الا و ان له شرايع معلومه غير مجهوله، و لا يکون نبي الا و لهم اضداد يريدون اطفاء نورهم، و نحن اهل بيت نبيکم. الا، و ان دعوکم الي سبنا فسبونا، و ان دعوکم الي شتمنا فاشتمونا، و ان دعوکم الي لعننا فالعنونا، و ان دعوکم الي البرائه منا فلا تتبرءوا منا، و مدوا اعناقکم للسيف، و احفظوا يقينکم فانه من تبرء منا بقلبه تبرئي الله منه و رسوله. الا، و انه لا يلحقنا سبا، و لا شتما، و لا لعنا. ثم قال عليه السلام: فيا ويل مساکين هذه الامه، و هم شيعتنا و محبينا، و هم عند الناس کفار و عند الله ابرار، و عند الناس کاذبين و عند الله صادقين، و عند الناس ظالمين و عند الله مظلومين، و عند الناس جائرين و عند الله عادلين، و عند الناس خاسرين و عند الله رابحين، فازوا - و الله - بالايمان، و خسر المنافقون.



[ صفحه 40]



معاشر الناس! (انما وليکم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلوه و يوتون الزکوه و هم راکعون) [2] معاشر الناس! کاني بطائفه منهم يقولون ان علي بن ابي طالب يعلم الغيب، و هو الرب الذي يحيي الموتي و يميت الاحياء، و هو علي کل شي ء قدير، کذبوا و رب الکعبه. ايها الناس! قولوا فينا ما شئتم، و اجعلونا مربوبين. الا و انکم ستختلفون و تتفرقون. الا و ان اول السنين اذا انقضت سنه ماه و ثلاثه و ستون سنه توقعوا اول الفتن فانها نازله عليکم، ثم ياتيکم في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها، و الغزواء تغزو باهلها، و السقطاء تسقط الاولاد من بطون امهاتهم، و الکسحاء تکسح فيها الناس من القحط و المحن، و الفتناء تفتن بها من اهل الارض، و النازحه تنزح باهلها من الظلم، و الغمراء تغمر فيها الظلم، و المنفيه نفت منهم الايمان، و الکرا کرت عليهم الخيل من کل جهه، و البرشاء يخرج فيها الابرش من خراسان، و الشولاء يخرج فيها ملک الجبال الي جزائر البحر، يقهرهم ثم يويدهم الله بالنصر عليه، ثم تخرج بين ذلک العرب و يخرج صاحب علم اسود علي البصره فتقصده الفتيان الي الشام، ثم العناء عنت الخيل باعنتها في ديار البصره، و الطحناء طحنت الاقوات في کل مکان، و الفاتنه تفتن اهل العراق، و المرحاء تمرح الناس الي اليمن، و السکتاء تسکت الفتن بالشام، و



[ صفحه 41]



الحدراء انحدرت الفتن الي الجزيره المعروفه اوال قبال البحرين، و الطموح تطمح الفتن في خراسان، و الجوراء جارت الفتن بارض فارس، و الهوجاء هاجت الفتن بارض الخط، و الطولاء طالت الخيل علي الشام، و المنزله نزلت الفتن بارض العراق، و المتصله اتصلت الفتن بارض الروم، [و الطائره طارت الفتن بارض الروم خ ل]، و المحربه [المهيجه خ ل] هاجت الاکراد من شهر زور، و المرمله ارملت النساء بالعراق، و الکاسره تکسرت الخيل علي اهل الجزيره، و الناحره نحرت الناس بالشام، و الطامحه طمحت الفتنه بالبصره، و القتاله قتلت الناس علي القنطره براس العين. قال عليه السلام: و المقبله اقبلت الفتنه الي ارض اليمن و الحجاز، و الصروخ مصرخه اهل العراق فلا تامن لهم، و المسمعه اسمعت اهل الايمان في منامهم، السابحه سبحت الخيل في القتل الي اهل الجزيره، و الاکراد يقتل فيها رجل من ولد العباس علي فراشه، و الکرباء اماتت المومنين بکربهم و حسراتهم، و الغامره غمرت الناس بالقحط، و السائله سال النفاق في قلوبهم، و الغرقاء تغرقت اهل الخط، و الحرباء نزل القحط بارض الخط و هجر و کل ناحيه حتي ان السائل يدور يسئل فلا احد يعطيه و لا يرحمه احد، و الغاليه تغلو طائفه من شيعتي حتي يتخذوني ربا، و اني بري ء مما يقولون، و المکثاء تمکث الناس، فربما ينادي فيها الصارخ مرتين: الا و ان الملک في آل علي بن ابي طالب، فيکون ذلک الصوت من جبرئيل، و يصرخ ابليس - لعنه الله - الا و ان الملک في آل ابي سفيان، فعند ذلک يخرج السفياني فتتبعه ماه الف رجل، ثم ينزل



[ صفحه 42]



بارض العراق فيقطع ما بين جلولا و خانقين فيقتل فيها الفجفاج [الجهجاه خ ل]، فيذبح کما يذبح الکبش، ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب و اجام، فهو لاعور المخلد. فالعجب کل العجب بين جمادي و رجب، مما يحل بارض الجزائر، و عندها يظهر المفقود من بين التل يکون صاحب النصر فيواقعه في ذلک اليوم، ثم يظهر براس العين رجل اصفر اللون علي راس القنطره، فيقتل عليها سبعين الف صاحب سيف محلا، و ترجع الفتنه الي العراق، و تظهر فتنه شهر زور، و هي الفتنه الطامه الدهماء [الصماء]، و الداهيه العظمي في المسماه بالهليم. قال الراوي: فقامت جماعه، و قالوا: يا امير المومنين، بين لنا من اين يخرج هذا الاصفر؟ فصف لنا صفته، فقال عليه السلام: اصفه لکم: مديد الظهر، قصير الساقين، سريع الغضب، يواقع اثني عشر [اثنين و عشرين خ ل] وقعه، و هو شيخ کردي بهي، طويل العمر، تدين له ملک الروم، و يجعلون خدورهم، و طاوهم علي سلامه من دينه، و حسن يقينه، و علامه خروجه بنيان مدينه الروم علي ثلاثه ثغور [من الثغور خ ل]، تجدد علي يده، ثم يخرب ذلک الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي علي الثغور، ثم يملک رقاب المسلمين، و تنضاف اليه رجال الزوراء، و تقع الواقعه ببابل فيهلک فيها خلق کثير، و يکون حنف کثير، و تقع الفتنه بالزوراء، و يصيح صائح، الحقوا باخوانکم بشاطي ء الفرات، و تخرج اهل الزوراء کدبيب النمل، فيقتل بينهم خمسون الف قتيل، و تقع الهزيمه عليهم فيلحقون الجبال، و يقع باقيهم الي الزوراء، ثم



[ صفحه 43]



فيلحقون الجبال، و يقع باقيهم الي الزوراء، ثم يصيح صيحه ثانيه، فيخرجون فيقتل منهم کذلک، فيصل الخبر الي ارض الجزائر، فيقولون: الحقوا باخوانکم، فيخرج منهم رجل اصفر اللون، و يصير في عصائب الي ارض الخط، و تلحقه اهل هجر، و اهل نجد، ثم يدخلون البصره، فتعلق برما رجالها، و لم يزل يدخل من بلد الي بلد حتي يدخل مدينه حلب، و تکون بها وقعه عظيمه فيمکثون فيها ماه بوم، ثم انه يدخل الاصفر الجزيره، و يطلب الشام فيواقعه وقعه عظيمه خمسه و عشرون يوما، و يقتل فيما بينهم خلق کثير، و يصعد جيش العراق الي بلاد الجبل، و ينحدر الاصفر يطلب الکوفه، فيبقي فيها فياتي خبر من الشام، انه قد قطع علي الحاج، فعند ذلک يمنع الحاج جانبه فلا يحج احد من الشام، و لا من العراق، و يکون الحج من مصر، ثم ينقطع بعد ذلک، و يصرخ من بلد الروم انه قد قتل الاصفر فيخرج الي الجيش بالروم في الف سلطان، و تحت کل سلطان ماه الف مقاتل صاحب سيف محلا، و ينزلون بارض ارجون - قريب مدينه السوداء -، ثم ينتهي الي جيش المدينه الهالکه المعروفه بام الثغور الذي نزلها سام بن نوح، فتقع الواقعه علي بابها، فلا يرحل جيش الروم عنها حتي يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون و معه جيش فيقتل منهم مقتله عظيمه و ترجع الفتنه الي الزوراء، فيقتل بعضهم بعضا، ثم تنتهي الفتنه، فلا يبقي غير خليفتين، يهلکان في يوم واحد، فيقتل احدهما في الجانب الغربي، و الاخر في الجانب الشرقي، فيکون ذلک فيما يسمعونه اهل الطبقه السابعه، فيکون في ذلک خسف کثير، و



[ صفحه 44]



کسوف واضح، فلا ينهاهم ذلک عما يفعلون من المعاصي. فقام اليه ابن يقطين، و جماعه من وجوه اصحابه، و قالوا: يا امير المومنين! انک ذکرت لنا السفياني الشامي، و نريد ان تبين لنا امره. قال: قد ذکرت خروجه لکم اخر السنه الکائنه. فقال: اشرحه لنا فان قلوبنا قد ارتاعت حتي نکون علي بصيره من البيان. قال عليه السلام: علامه خروجه تختلف ثلاثه رايات: رايه من العرب، فيا ويل لمصر و ما يحل بها منهم، و رايه من البحرين من جزيره اوال من ارض فاوس، و رايه من الشام، فتدوم الفتنه بينهم سنه، ثم يخرج رجل من ولد العباس، فيقولون اهل العراق: قد جاءکم قوم حفات اصحاب اهواء مختلفه، فتضطرب اهل الشام و فلسطين و يرجعون الي روساء الشام و مصر، فيقولون: اطلبوا ولد الملک فيطلبوه، ثم يوافقوه بغوطه دمشق بموضع يقال له حرشتا، فاذا حل بهم اخرج اخواله بني کلاب و بني دهانه، و يکون له بالوادي اليابس عده عديده، فيقولون له: يا هذا! ما يحل لک ان تضيع الاسلام؟ ا ما تري الي الناس فيه من الاهوال و الفتن؟ فاتق الله، و اخرج لنصر دينک، فيقول: انا لست بصاحبکم، فيقولون له: ا لست من قريش، و من اهل البيت الملک القائم؟ اما تتعصب لاهل بيت نبيک، و ما قد نزل بهم من الذل و الهوان منذ زمان طويل، فانک ما تخرج راغبا بالاموال و رغيد العيش، بل محاميا لدينک فلا يزال القوم يختلفون اليه واحدا بعد واحد، فعندها يقول: اذهبوا الي خلفائکم الذين کنتم لهم هذه المده، ثم انه يجيبهم، و يخرج معهم



[ صفحه 45]



في يوم الجمعه فيصعد منبر دمشق - و هو اول منبر يصعده - ثم يخطب، و يامرهم بالجهاد، و يبايعهم علي انهم لا يخالفون امره - رضوه او کرهوه - ثم يخرج الي الغوطه، و لا يلج بها حتي تجتمع الناس عليه، و يتلاحقون اهل الصقائر، فيکون في خمسين الف مقاتل فيبعث اخواله الي بني کلاب، فياتونه مثل السيل السايل، فياتون عن ذلک رجال بريين يقاتلون رجال الملک بن العباس، فعند ذلک يخرج السفياني في عصائب اهل الشام، فتختلف ثلاث رايات، فرايه للترک و العجم و هي سوداء، و رايه للبريين لابن العباس صفراء، و رايه للسفياني فيقتتلون ببطن الازرق قتالا شديدا فيقتل منهم ستين الف، ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق کثير، و يملک بطونهم، و يعدل فيهم حتي يقال فيه: و الله، ما کان يقال عليه الا کذبا، و الله انهم لکاذبون، و لا يعلمون ما تلقي امه محمد صلي الله عليه و آله، و لو علموا لما قالوا ذلک، و لا زال يعدل فيهم حتي يسير، فاول سيره الي حمص، و ان اهلها باسوء حال، ثم يعبر الفرات من باب بيعه مصر، و ينزع الله عن قلبه الرحمه، و يسير الي موضع يقال له قريه سبا، فيکون له بها وقعه عظيمه فلا تبقي بلد، الا و بلغهم خبره، فيدخلهم من ذلک خوف و جزع، فلا يزال يدخل بلدا بعد بلد، الا واقع اهلها، فاول وقعه تکون بحمص، ثم بالرقه، ثم بقريه سبا، و هي اعظم وقعه يواقعها بحمص، ثم ترجع الي دمشق، و قد دانت له الخلق، فيجيش جيشا الي المدينه، و جيشا الي المشرق فيقتل بالزوراء سبعين الفا و يبقر بطون ثلثماه امراه حامل، و يخرج الجيش الي کوفانکم هذه، فکم من باک و



[ صفحه 46]



باکيه فيقتل بها خلق کثير. و اما جيش المدينه، فانه اذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحه عظيمه، فلا يبقي منهم احد الا و خسف الله به الارض، و يکون في اثر الجيش رجلان: احدهما بشير، و الاخر نذير، فينظرون الي ما نزل بهم فلا يرون، الا روسا خارجه من الارض، فيقولان بما اصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل، فيحول الله وجوههما الي قهقري فيمضي احدهما الي المدينه، و هو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالي، و الاخر تدير فيرجع الي السفياني و يخبره بما اصاب الجيش. قال: و عند جهينه الخبر الصحيح لانهما من جهينه بشير و نذير، فيهرب قوم من اولاد رسول الله صلي الله عليه و آله، و هم اشراف الي بلد الروم، فيقول السفياني لملک الروم: ترد علي عبيدي، فيردهم اليه فيضرب اعناقهم علي درج الشرقي الجامع بدمشق، فلا ينکر ذلک عليه احد. قال عليه السلام: الا، و ان علامه ذلک تجديد الاسوار بالمدائن، فقيل: يا امير المومنين! اذکر لنا الاسوار، فقال: تجدد سور بالشام، و العجوز و الحران يبني عليهما سوران، و علي واسط سور، و البيضاء يبني عليها سور، و الکوفه يبني عليها سوران، و علي شوشتر سور، و علي ارمنيه سور، و علي موصل سور، و علي همدان سور، و علي الرقه سور، و علي ديار يونس سور، و علي حمص سور، و علي مطريه سور، و علي الرقطاء سور، و علي الرحبه سور، و علي ديرهند سور، و علي القلعه سور.



[ صفحه 47]



معاشر الناس! الا و انه اذا ظهر السفياني تکون له وقايع عظام، فاول وقعه بحمص، ثم بحلب، ثم بالرقه، ثم بقريه سبا، ثم براس العين، ثم بنصيبين، ثم بالموصل، و هي وقعه عظيمه، ثم تجتمع الي الموصل رجال الزوراء و من ديار يونس الي اللجمه، و تکون بها وقعه عظيمه يقتل فيها سبعون الفا، و يجري علي الموصل قتال شديد يحل بها، ثم ينزل السفياني و يقتل منهم ستين الفا، و ان فيها کنوز قارون، و لها اهوال عظيمه بعد الخسف و القذف و المسخ، و تکون اسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في ارض الرجف. قال: و لا يزال السفياني يقتل کل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و فاطمه و جعفر و موسي و زينب و خديجه و رقيه بغضا و حنقا لال محمد صلي الله عليه و آله، ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الاطفال، و يغلي لهم الزيت، فيقولون له الاطفال ان کان آباونا عصوک نحن فما ذنبنا؟ فياخذ کل من اسمه علي ما ذکرت فيغليهم في الزيت، ثم يسير الي کوفانکم هذه، فيدور فيها کما تدور الدوامه، فيفعل بالرجال کما يفعل بالاطفال، و يصلب علي بابها کل من اسمه حسن و حسين، فعند ذلک يغلي دمائهم کما غلي دم يحيي بن زکريا، فاذا راي ذلک الامر ايقن بالهلاک، فيولي هاربا، و يرجع منهزما الي الشام، فلا يري في طريقه احد يخالف عليه اذا دخل عليه، فاذا دخل الي بلده اعتکف علي شرب الخمر و المعاصي، و يامر اصحابه بذلک، فيخرج السفياني و بيده حربه و يامر بالامراه فيدفعها الي بعض اصحابه، فيقول له: افجر بها في وسط الطريق



[ صفحه 48]



فيفعل بها، ثم يبقر ببطنها و يسقط الجنين من بطن امه، فلا يقدر احد ينکر عليه ذلک. قال عليه السلام: فعندها تضطرب الملائکه في السموات، و ياذن الله بخروج القائم من ذريتي، و هو صاحب الزمان، ثم يشيع خبره في کل مکان، فينزل حينئذ جبرائيل علي صخره بيت المقدس، فيصيح في اهل الدنيا: قد جاء الحق، و ذهق الباطل، ان الباطل کان زهوقا. ثم انه تنفس الصعداء فان کمدا و جعل يقول:



بني اذا ما جاشت الترک فانتظر

ولايه مهدي يقوم و يعدل



و ذل ملوک الارض من آل هاشم

و بويع منهم من يلذ و يهزل



صبي من الصبيان لا راي عنده

و لا عنده جد و لا هو يعقل



و ثم يقوم القائم الحق منکم

و بالحق ياتيکم و بالحق يعمل



سمي رسول الله روحي فداءه

فلا تخذلوه يا بني و عجلوا



قال: فيقول جبرئيل في صيحته: يا عباد الله! اسمعوا ما اقول، ان هذا مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله خارج من ارض مکه فاجيبوه. قال: فقامت اليه الفضلاء و العلماء و وجوه اصحابه، و قالوا: يا امير المومنين! صف لنا هذا المهدي، فان قلوبنا اشتاقت الي ذکره، فقال عليه السلام: هو صاحب الوجه الاقمر، و الجبين الازهر، و صاحب العلامه و الشامه، العالم غير معلم، و المخبر بالکائنات قبل ان يعلم. معاشر الناس! الا و ان الدين فينا قد قامت حدوده، و اخذ علينا عهوده. الا و ان المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا، و هو



[ صفحه 49]



الشاهد بالحق، و خليفه الله علي خلقه، اسمه کاسم جده رسول الله صلي الله عليه و آله، ابن الحسن بن علي من ولد فاطمه، من ذريه الحسين ولدي، فنحن الکرسي، و اصل العلم و العمل، فمحبينا هم الاخيار، و ولايتنا فصل الخطاب، و نحن حجبه الحجاب. الا و ان المهدي احسن الناس خلقا و خلقا [خلقه خ ل]، ثم اذا قام تجتمع اليه اصحابه علي عده اهل بدر و اصحاب طالوت، و هم ثلثماه و ثلاثه عشر رجلا کلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد، لو انهم هموا بازاله الجبال الرواسي لازالوها عن مواضعها، فهم الذين وحدوا الله به حق توحيده، لهم بالليل اصوات کاصوات الثواکل خوفا من خشيه الله تعالي، قوام الليل، صوام النهار، و کانما رباهم اب واحده، قلوبهم مجتمعه بالمحبه و النصيحه. الا و اني لاعرف اسماءهم و امصارهم. فقام اليه جماعه من الاصحاب، و قالوا: يا امير المومنين! نسئلک بالله، و بابن عمک رسول الله، ان تسميهم باسماءهم و امصارهم، فلقد ذابت قلوبنا من کلامک. فقال عليه السلام: اسمعوا، ابين لکم اسماء انصار القائم عليه السلام، ان اولهم من اهل البصره، و آخرهم من الابدال، و الذين من اهل البصره رجلان: اسم احدهما علي، و الاخر محارب، و رجلان من قاشان: عبد الله و عبيد الله، ثلاثه رجال من المهجم: محمد و عمر و مالک، و رجل من السند: عبد الرحمن، و رجلان من هجر: موسي و عباس، و رجل من الکوره: ابراهيم، و رجل من شيزر: عبد الوهاب، و ثلاثه رجال



[ صفحه 50]



من سعداوه: احمد و يحيي و فلاح، و ثلاثه من زيد: محمد و حسن و فهد، و رجلان من حمير: مالک و ناصر، و اربعه رجال من شيراز، و هم: عبد الله و صالح و جعفر و ابراهيم، و رجل من عقر: احمد، و رجلان من المنصوريه: عبد الرحمن و ملاعب، و اربعه رجال من سيراف: خالد و مالک و حوقل و ابراهيم، و رجلان من خونخ: محروز و نوح، و رجل من الثقب: هرون، و رجلين من السن: مقداد و هود، و ثلاثه رجال من الهونين: عبد السلام و فارس و کليب و رجل من رهاط: جعفر و سته رجال من عمان: محمد و صالح و داود و هواشب و کوش و يونس، و رجل من العماره مالک، و رجلان من جعاره: يحيي و احمد، و رجل من کرمان عبد الله، و اربعه رجال من صنعاء: جبرئيل و حمزه و يحيي و سميع، و رجلان من عدن: عون و موسي، و رجل من لنجويه: کوثر، و رجلان من همدان: علي و صالح، و ثلاثه رجال من الطائف: علي و سبا و زکريا، و رجل من هجر: عبد القدوس، و رجلان من الخط: عزيز و مبارک، و خمسه رجال من جزيره اوال - و هي البحرين: عامر و جعفر و نصير و بکير و ليث، و رجل من الکبش: محمد [فهد خ ل]، و رجل من الجده: ابراهيم، و اربعه رجال من مکه، - عمرو و ابراهيم و محمد و عبد الله، و عشره من المدينه علي اسماء اهل البيت: علي و حمزه و جعفر و عباس و طاهر و حسن و حسين و قاسم و ابراهيم و محمد، و اربع رجال من الکوفه: محمد و غياث و هود و عتاب، و رجل من مرو: حذيفه، و رجلان من نيسابور: علي و مهاجر، و رجلان من سمرقند: علي و



[ صفحه 51]



مجاهد، و ثلاثه رجال من کازرون: عمر و معمر و يونس، و رجلان من السوس: شيبان و عبد الوهاب، و رجلان من تستر: احمد و هلال، و رجلان من الضيف: عالم و سهيل، و رجل من طائف اليمن: هلال، و رجلان من مرقيه: بشر و شعيب، و ثلاثه رجال من برعه: يوسف و داود و عبد الله، و رجلان من عسکر مکرم: طيب و ميمون و رجل من واسط: عقيل، و ثلاثه رجال من الزوراء: عبد المطلب و احمد و عبد الله، و رجلان من سر من راي: مرائي و عامر، و رجل من السهم: جعفر، و ثلاثه رجال من سيلان: نوح و حسن و جعفر، و رجل من کرخي بغداد: قاسم، و رجلان من نوبه: واصل و فاضل، و ثمانيه رجال من قزوين: هرون و عبد الله و جعفر و صالح و عمر و ليث و علي و محمد، و رجل من بلخ: حسن، و رجل من المراغه: صدقه، و رجل من قم: يعقوب و اربعه و عشرون من طالقان، و هم الذين ذکرهم رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال: اني اجد بالطالقان کنزا ليس من ذهب و لا من فضه، فهم هولاء کنزهم الله فيها، و هم: صالح و جعفر و يحيي و هود و فالح و داود و جميل و فضيل و عيسي و جابر و خالد و علوان و عبد الله و ايوب و ملاعب و عمرو عبد العزيز و لقمان و سعد و قبضه و مهاجر و عبدون و عبد الرحمن و علي، و رجلان من سجار: ابان و علي، و رجلين من سرخس: ناجيه و حفص، و رجل من الانبار: علوان، و رجل من القادسيه: حصين، و رجل من الدورق: عبد الغفور و سته رجال من الحبشه: ابراهيم و عيسي و محمد و حمدان و احمد و سالم، و رجلان من موصل: هرون و فهد،



[ صفحه 52]



و رجل من البلقاء: صادق، و رجلان من نصيبين: احمد و علي، و رجل من سنجار: محمد، و رجلان من خرشان: تکيه و مسنون، و رجلان من ارمنيه: احمد و حسين، و رجل من اصفهان: يونس، و رجل من ذهاب: حسين، و رجل من الري: مجمع، و رجل من ديار شعيب، و رجل من هرات: نهروش، و رجل من سلماس: هرون، و رجل من تفليس: محمد، و رجل من الکرد: عون، و رجل من الجيش: کثير، و رجلان من الخلاط: محمد و جعفر، و رجل من الشوبک: عمير، و رجلان من البيضاء: سعد و سعيد، و ثلاثه رجال من الصيغه: زيد و علي و موسي، و رجل من اوس: محمد، و رجل من الانطاکيه: عبدالرحمن، و رجلان من حلب: صبيح و محمد، و رجل من حمص: جعفر: و رجلان من دمشق: داود و عبد الرحمن، و رجلان من الرمله: طليق و موسي، و ثلاثه رجال من بيت المقدس: بشر و داود و عمران، و خمسه رجال من عسقلان: محمد و يوسف و عمر و فهد و هارون، و رجل من غيره: عمير، و رجلان من عکه: مروان و سعد، و رجل من عرفه: فرخ، و رجل من الطبريه: فليح، و رجل من بلست: عبدالوارث، و اربعه رجال من الفسطاط من مدينه فرعون - لعنه الله - احمد و عبدالله و يونس و طاهر، و رجل من بالس: نصير، و اربعه رجال من الاسکندريه: حسن و محسن و شبيل و شيبان، و خمسه رجال من جبل اللکام: عبدالله و عبيدالله و قادم و بحر و طالوت، و ثلاثه رجال من الساده: صليب و سعدان و شيب، و رجلان من الافرنج: علي و احمد، و رجلان من اليمامه: ظافر و جميل، و اربعه عشر



[ صفحه 53]



رجلا من المعاده: سويد و احمد و محمد و حسن و يعقوب و حسين و عبدالله و عبدالقديم و نعيم و علي و حيان و ظاهر و تغلب و کثير، و رجل من الومه: معشر، و عشره رجال من عبادان: حمزه و شيبان و قاسم و جعفر و عمرو و عامر و عبدالمهيمن و عبدالوارث و محمد و احمد، و اربعه عشر من اليمن: جبير و حويش و مالک و کعب و احمد و شيبان و عامر و عمار و فهد و عاصم و حجرش و کلثوم و جابر و محمد، و رجلان من بدو مصر: عجلان و دراج، و ثلاثه رجال من بدو اعقيل: منبه و ضابط و غربان، و رجل من بدو اغير: عمرو، و رجل من بدو شيبان: نهراش، و رجل من تميم: ريان، و رجل من بدو قسين: جابر، و رجل من بدو کلاب: مطر، و ثلاث رجال من موالي اهل البيت: عبدالله و مخنف و براک، و اربعه رجال من موالي الانبياء: صباح و صياح و ميمون و هود، و رجلان مملوکان: عبدالله و ناصح، و رجلان من الحله: محمد و علي، و ثلاثه رجال من کربلاء: حسين و حسين و حسن، و رجلان من النجف: جعفر و محمد، و سته رجال من الابدال، کلهم اسماءهم عبدالله. فقال علي عليه السلام: انهم هولاء يجتمعون کلهم من مطلع الشمس و مغربها و سهلها و جبلها يجمعهم الله تعالي في اقل من نصف ليله، فياتون الي مکه، فلا يعرفونهم اهل مکه، فيقولون کبستنا اصحاب السفياني، فاذا تجلي لهم الصبح يرونهم طائفين و قائمين و مصين، فينکرونهم اهل مکه، ثم انهم يمضون الي المهدي، و هو مختف تحت المناره، فيقولون له: انت المهدي، فيقول لهم: نعم، يا



[ صفحه 54]



انصاري! ثم انه يخفي نفسه عنهم لينظرهم کيف هم في طاعته يمضي الي المدينه، فيخبرونهم انه لاحق بقبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله، فيلحقونه بالمدينه فاذا احس بم يرجع الي مکه، فلا يزالون علي ذلک ثلاثا، ثم يتراءي لهم بعد ذلک بين الصفا و المروه، فيقول: اني لست قاطعا امرا حتي تبايعوني علي ثلاثين خصله، تلزمکم لا يغيرون منها شيئا، و لکم علي ثمان خصال، فقالوا: سمعنا و اطعنا، فاذکر لنا ما انت ذاکره، فيقول: ابايعکم علي ان لا تولون دابرا، و لا تسرقون، و لا تزنون، و لا تفعلون محرما، و لا تاتون فاحشه، و لا تضربون احدا الا بحق، و لا تکنزون ذهبا و لا فضه و لا برا و لا شعيرا، و لا تخربون مسجدا، و لا تشهدون زورا، و لا تقبحون علي مومن، و لا تاکلون ربا، و ان تصبروا علي الضراء، و لا تلعنون موحدا، و لا تشربون مسکرا، و لا تلبسون الذهب و لا الحرير و لا الديباج، و لا تتبعون هزيما، و لا تسفکون دما حراما، و لا تغدرون بمسلم، و لا تبغون علي کافر و لا منافق، و لا تلبسون الخز من الثياب، و تتوسدون التراب، و تکرهون الفاحشه، و تامرون بالمعروف، و تنهون عن المنکر فاذا فعلتم ذلک فلکم علي ان لا اتخذ صاحبا سواکم، و لا البس الا مثل ما تلبسون، و لا اکل الا مثل ما تاکلون، و لا ارکب الا کما ترکبون، و لا اکون الا حيث تکونون، و امشي حيثما تمشون، و ارضي بالليل، و املاء الارض قسطا و عدلا، کما ملئت ظلما و جورا، و نعبد الله حق عبادته، و اوف لکم، اوفو الي. فقالوا: رضينا و بايعناک علي ذلک، فيصافحهم رجلا رجلا، ثم انه بعد ذلک يظهر بين الناس فتخضع



[ صفحه 55]



له العباد و تنقاد له البلاد، و يکون الخضر ربيب دولته و اهل همدان وزرائه، و خولان جنوده، و حمير اعوانه، و مضر قواده، و يکثر الله جمعه، و يشتد ظهره، ثم بالجيوش حتي يصير الي العراق، و الناس خلفه، و امامه علي مقدمته رجل اسمه عقيل، و علي ساقته رجل اسمه الحارث، فيلحقه رجل من اولاد الحسن في اثني عشر الف فارس، و يقول: يا ابن العم، آنا احق منک بهذا الامر لاني من ولد الحسن، و هو اکبر من الحسين، فيقول: المهدي اني انا المهدي، فيقول له: هل عندک آيه، او معجزه، او علامه فينظر المهدي الي طير في الهواء، فيومي اليه فيسقط في کفه فينطق بقدره الله تعالي، و يشهد له بالامامه، ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعه من الارض ليس فيها ماء، فيخضر و يورق و ياخذ جلمودا کان في الارض من الصخر، فيفرکه بيده، و يعجنه مثل الشمع، فيقول الحسني: الامر لک، فيسلم و تسلم جنوده، و يکون علي مقدمته رجل اسمه کاسمه، ثم يسير حتي يفتح خراسان، ثم يرجع الي مدينه رسول الله صلي الله عليه و آله فيسمع بخبره جميع الناس، فتطيعه اهل اليمن و اهل الحجاز، و تخالفه ثقيف، ثم انه يسير الي الشام الي حرب السفياني، فتقع صيحه بالشام: الا و ان الاعراب اعراب الحجاز قد خرجت اليکم، فيقول السفياني لاصحابه ما تقولون في هولاء، فيقولون: نحن اصحاب حرب و نبل و عده و سلاح، ثم انهم يشجعونه و هو عالم بما يراد به. فقامت اليه جماعه من اهل الکوفه، و قالوا: ما اسم هذا



[ صفحه 56]



السفياني؟ فقال عليه السلام: اسمه حرب بن عنبسه بن مره بن کليب بن ساهمه بن زيد بن عثمان بن خالد، و هو من نسل يزيد بن معاويه بن ابي سفيان، ملعون في السماء و الارض، اشر خلق الله تعالي، و العنهم جدا، و اکثرهم ظلما، ثم انه يخرج بجيشه و رجاله و خيله في ماتي الف مقاتل، فيسير حتي ينزل الحيره، ثم ان المهدي عليه السلام يقدم بخيله و رجاله و جيشه و کتائبه، و جبرئيل عن يمينه، و ميکائيل عن شماله، و النصر بين يديه، و الناس يلحقونه في جميع الافاق حتي ياتي اول الحيره قريبا من السفياني، و يغضب لغضب الله سائرا من خلقه حتي الطيور من السماء ترميهم باجنحتها، و ان الجبال ترميهم بصخورها، و جري بين السفياني و بين المهدي حرب عظيم حتي يهلک جميع عسکر السفياني، فيهزم و معه شر ذمه قليله من اصحابه فيلحقه رجل من انصار القائم اسمه صياح، و معه جيش فيستاسره فياتي به الي المهدي، و هو يصلي العشاء الاخره فيخفف صلوته، فيقول السفياني: يا ابن العم! استبقني اکون لک عونا، يقول لاصحابه ما تقولون فيما يقول، فاني آليت علي نفسي لا افعل شيئا حتي ترضوه، فيقولون: و الله، ما نرضي حتي تقتله لانه سفک الدماء التي حرم الله سفکها، و انت تريدان عليه بالحيوه، فيقول لهم المهدي شانکم، و اياه فياخذوه جماعه منهم فيضعونه علي شاطي ء الهجير تحت شجره مدلاه باغصانها، فيذبحونه کما يذبح الکبش، و عجل الله بروحه الي النار. قال: فيتصل خبره الي بني کلاب، ان حرب بن عنبسه قتل قتله رجل من ولد علي بن ابي طالب، فيرجعون بنوکلاب الي رجل من



[ صفحه 57]



اولاد ملک الروم، فيبايعونه علي قتال المهدي، و الاخذ بثار حرب بن عنبسه، فتضم اليه بنو ثقيف، فيخرج ملک الروم في الف سلطان، و تحت کل سلطان الف متل، فينزل علي بلد من بلدان القائم تسمي طرسوس، فينهب اموالهم و انعامهم و حريمهم، و يقتلون رجالهم، و ينقض حجارها حجرا علي حجر، و کاني بالنساء، و هن مردفات علي ظهور الخيل، خلف العلوج، خيلهن تلوح في الشمس و القمر، فينتهي الخبر الي القائم فيسير الي ملک الروم في جيوشه فيواقعه في اسفل الرقه بعشر فراسخ، فصبح بها الوقعه حتي يتغير ماء الشط بالدم، و ينتن جانبها بالجيف الشديد، فينهزم ملک الروم الي الانطاکيه فيتبعه المهدي الي فئه العباس تحت القطوار، يبعث ملک الروم الي المهدي و يودي له الخراج فيجيبه الي ذلک حتي علي ان لا يروح من بلد الروم، و لا يبقي اسير عنده الا اخرجه الي اهله فيفعل ذلک و يبقي تحت الطاعه. ثم ان المهدي يسير الي حي بني کلاب من جانب البحيره حتي ينتهي الي دمشق، و يرسل جيشا الي احياء بني کلاب، و يسبي نسائهم، و يقل اغلب رجالهم، فياتون بالاساري، فيومنون به، فيبايعونه علي درج دمشق بمشمومات البخس و النض، ثم ان المهدي يسير هو و من معه من المومنين بعد قتل السفياني فينزلون علي بلد من بلاد الروم، فيقولون: لا اله الا الله، محمد رسول الله صلي الله عليه و آله، فيتساقط حيطانها، ثم ان المهدي يسير هو و من معه فينزل قسطنطنيه في محل ملک الروم، فيخرج منها ثلاث کنوز: کنز من الجوهر، و کنز من الذهب، و کنز من الفضه، ثم يقسم المال



[ صفحه 58]



علي عساکره بالقفافيز، ثم ان المهدي عليه السلام يسير حتي ينزل ارمنيه الکبري، فاذا راوه اهل ارمنيه انزلوا له راهبا من رهبانهم کثير العلم، يقولون: انظر ماذا يريدون هولاء، فاذا اشرف الراهب علي المهدي فيقول الراهب: ءانت المهدي؟ فيقول: نعم، انا المذکور في انجيلکم، انا اخرج في آخر الزمان، فيساله الراهب عن مسائل کثيره، فيجيبه عنها، فيسلم الراهب، و يمتنع اهل ارمنيه، فيدخلونها اصحاب المهدي، يقتلون فيها خمس ماه مقاتل من النصاري، ثم يعلق مدينتهم بين السماء و الارض بقدره الله تعالي، فينظر الملک و من معه الي مدينتهم، و هي معلقه عليهم، و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده الي قتال المهدي، فاذا نظر الي ذلک فينهزم، و يقول لاصحابه: خذوا لکم مهربا، فيهرب اولهم و اخرهم، فيخرج عليهم اسد عظيم، فيزعق في وجوههم فيلقون ما في ايديهم من السلاح و المال، و تتبعهم جنود المهدي، فياخذون اموالهم و يقسمونها، فيکون لکل واحد من تلک الالوف ماه الف دينار، و ماه جاريه، و ماه غلام، ثم ان المهدي سار الي بيت المقدس، و استخرج تابوت السکينه، و خاتم سليمان بن داود و الالواح التي نزلت علي موسي، ثم يسير المهدي الي مدينه الزنج الکبري، و فيها الف سوق، و في کل سوق الف دکان، فيفتحها، ثم ياتي الي مدينه يقال لها: قاطع، و هو علي البحر الاخضر المحيط بالدنيا، و طول المدينه الف ميل، فيکبرون عليها ثلاث تکبيرات فتساقط حيطانها، و تنقطع جدرانها، فيقتلون فيها ماه الف مقاتل، فيقيم المهدي فيها سبع سنين، فيبلغ سهم الرجل من تلک المدينه مثل ما اخذوه من الروم



[ صفحه 59]



عشر مرات، ثم يخرج منها و معه ماه الف موکب، و کل موکب يزيد علي خمسين الف مقاتل، فينزل علي ساحل فلسطين - بين عکه و سور غزه و عسقلان - فياتيه خبر اعور الدجال بانه قد اهلک الحرث و النسل و ذلک ان اعور الدجال يخرج من بلده يقال بها يهوداء، و هي قريه من قري اصفهان، و هي بلده من بلدان الاکاسره، له عين واحده في جبهه کانها الکوکب الزهرا، راکب علي حمار خطوته مد البصر، و طوله سبعين ذراعا، و يمشي علي الماء مثل ما يمشي علي الارض، ثم ينادي بصوته يبلغ ما يشاء الله، و هو يقول: الي الي، يا معاشر اوليائي! فانا ربکم الاعلي (الذي خلق فسوي، و الذي قدر فهدي، و الذي اخرج المرعي) [3] فتتبعه اولاد الزنا يومئذ، و اسو الناس من اولاد اليهود و النصاري، و تجتمع معه الوف کثيره لا يحصي عددهم، الا الله تعالي ثم يسير، و بين يديه جبلان: جبل من اللحم، و جبل من الخبز الثريد، فيکون خروجه في زمان قحط شديد، ثم يسيران الجبلان بين يديه، و لا ينقص منه شي ء فيعطي کل من اقر له بالربوبيه. فقال عليه السلام: الا، و انه کذاب ملعون. الا، فاعلموا ان ربکم ليس بالاعور، و لا ياکل الطعام، و لا يشرب الشراب، و هو حي لا يموت، بيده الخير، و هو علي کل شي ء قدير. قال الراوي: فقامت اليه اشراف اهل الکوفه و قالوا: يا



[ صفحه 60]



مولانا! و ما بعد ذلک؟ قال عليه السلام: ثم ان المهدي يرجع الي بيت المقدس، فيصلي بالناس اماما [اياما خ ل] فاذا کان يوم الجمعه و قد اقيمت الصلوه، فينزل عيسي بن مريم عليه السلام في تلک الساعه من السماء عليه ثوبان احمران، و کانما يقطر من راسه الدهن، و هو رجل صبيح المنظر و الوجه، اشبه الخلق بابيکم ابراهيم، فياتي المهدي، و يصافحه، و يبشره بالنصر، فعنذ ذلک يقول له المهدي تقدم، يا روح الله! و صل بالناس، فيقول عيسي: بل الصلوه لک، يابن بنت رسول الله! فعند ذلک يوذن عيسي، و يصلي خلف المهدي عليه السلام، فعد ذلک يجعل عيسي خليفه علي قتال اعور الدجال، ثم يخرج اميرا علي جيش المهدي، و ان الدجال قد اهلک الحرث و النسل، و صاح علي اغلب اهل الدنيا، و يدعو الناس لنفسه بالربوبيه، فمن اطاعه انعم عليه، و من ابي قتله، و قد وطا الارض کلها الا مکه و المدينه و بيت المقدس، و قد اطاعته جميع اولاد الزنا عن مشارق الارض و مغاربها، ثم يتوجه الي ارض الحجاز، فليحقه عيسي علي عقبه هرشا فيزعق عليه عيسي زعقه، و يتبعها بضربه، فيذوب الدجال کما يذوب الرصاص و النحاس في النار، ثم ان جيش المهدي يقتلون جيش اعور الدجال في مده اربعين يوما من طلوع الشمس الي غروبها، ثم يطهرون الارض منهم، و بعد ذلک يملک المهدي مشارق الارض و مغاربها، و يفتحها من جابرقا الي جابرسا، و يستتم امره، و يعدل بين الناس حتي ترعي الشاه مع الذئب في موضع واحد، و تلعب الصبيان بالحيه و العقرب، و لا يضرهم، و يذهب الشر، و يبقي الخير، و يزرع الرجل



[ صفحه 61]



الشعير و الحنطه، فيخرج من کل من ماه من کما قال الله تعالي: (في کل سنبله ماه حبه و الله يضاعف لمن يشاء) [4] و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و الغناء، لا يعلمه احد الا و قتله المهدي عليه السلام، و کذا تارک الصلوه، و يعتکفون الناس علي العباده و الطاعه و الخشوع و الديانه، و کذا تطول الاعمار و تحمل الاشجار الاثمار في کل سنه مرتين، و لا يبقي احد من اعداء آل محمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم الا و هلک، ثم انه تلا قوله تعالي: (شرع لکم من الدين ما وصي به نوحا و الذي اوحينا اليک و ما وصينا به ابراهيم و موسي و عيسي ان اقيموا الدين و ما تفرقوا فيه کبر علي المشرکين) [5] قال: ثم ان المهدي يفرق اصحابه، و هم الذين عاهدوه في اول خروجه فيوجهم الي جميع البلدان، و يامرهم بالعدل و الاحسان، و کل رجل منهم يحکم علي اقليم من الارض، و يعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل و الاحسان، ثم ان المهدي يعيش اربعين سنه في الحکم، حتي يطهر الارض من الدنس. قال: فقالت الي اميرالمومنين عليه السلام السادات من اولاد الاکابر، و قالوا: و ما بعد ذلک، يا امير المومنين؟ قال: بعد ذلک يموت المهدي و وزرائه، و تبقي الدنيا الي حيث ما کانوا عليه من الجهالات و الضلالات، و ترجع الناس الي الکفر، فعند ذلک يبدء الله تعالي بخراب المدن و البلدان، فاما الموتفکه فيطمي عليها



[ صفحه 62]



الفرات، و اما الزوراء فيخرب من الوقايع و الفتن، و اما واسط فيطمي عليها الماء و آذربايجان يهلک اهلها بالطاعون، و اما موصول فتهلک اهلها من الجوع و الغلا، و اما الهرات يخربها المصري، و اما القريه تخرب من الرياح، و اما حلب تخرب من الصواعق، و تخرب الانطاکيه من الجوع و الغلا و الخوف، و تخرب الصقالبه من الحوادث، و تخرب الخط من القتل و النهب، و تخرب دمشق من شده القتل، و تخرب حمص من الجوع و الغلا، و اما بيت المقدس فانه محفوظ الي ياجوج و ماجوج، لان بيت المقدس فيه آثار الانبياء، و تخرب مدينه رسول الله من کثره الحرب، و تخرب الهجر بالرياح و الرمل، و تخرب جزيره اوال من البحرين، و تخرب قيس بالسيف، و تخرب کبش بالجوع. قال عليه السلام: ثم يخرج ياجوج و ماجوج، و هو صنفان: الصنف الاول: طول احدهم ماه ذراع، و عرضه سبعون ذراعا، و الصنف الثاني: طول احدهم ذراع، و عرضه سبعون ذراعا، يفترش باحدهم اذينه، و يلتحف بالاخري، و هم اکثر عددا من النجوم، فيسيحون في الارض، فلا يمرون بنهر، الا و شربوه، و لا جبل، الا لحسوه، و لا وردوا علي شط، الا نشفوه، ثم بعد ذلک تخرج دابه من الارض لها راس کراس الفيل، و لها وبر و صوف و شعر و ريش من کل لون، و معها عصي موسي، و خاتم سليمان، فتنکت وجه المومن بالعصا فتجعله ابيض، و تنکت وجه الکافر بالخاتم فتجعله اسود، و يبقي المومن مومنا و الکافر کافرا، ثم ترفع بعد ذلک التوبه، فلا تنفع نفس ايمانها لم تکن آمنت من قبل او کسبت



[ صفحه 63]



في ايمانها خيرا. قال الراوي: فقامت اليه اشراف العراق، و قالوا له: يا مولنا، يا امير المومنين! نفديک بالاباء و الامهات، بين لنا کيف تقوم الساعه؟ و اخبرنا بدلالتها و علاماتها، فقال عليه السلام: يظهر صائح في السماء، و نجم في السماء له ذنب في کل ناحيه المغرب، و يظهر کوکبان في السماء في المشرق، ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود من نور، ثم ينخسف القمر، ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري و الجبال، ثم تظهر نار من السماء فتحرق اعداء آل محمد حتي تشوي وجوهم و ابدانهم، ثم يظهر کف بلا زند و فيها قلم يکتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم، و هو يقول: و اقترب و الوعد الحق فاذا هي شاخصه ابصار الذين کفروا، فتخرج يومئذ الشمس و القمر و هما منکسفتان النور فتاخذ الناس الصيحه، و التاخر في بيعه، و المسافر في متاعه، و الثوب في مسداته، و المرئه في غزلها [نسجها خ ل] و اذا کان الرجل اللقمه بيده فلا يقدر اکلها و يطلعان الشمس و القمر و هما اسودان اللون، و قد وقعا في زوال [زلازل خ] خوفا من الله تعالي، و هما يقولان: الهنا و خالقنا و سيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادک المشرکين، و انت تعلم طاعتنا و الجهد فينا و سرعتنا لمضي امرک و انت علام الغيوب. قال الله تعالي: صدقتما، و لکني قضيت في نفسي ان ابدء و اعيد، و اني خلقتکما من نور عزتي فيرجعان اليه فيبرق کل واحد منهما برقه تکاد تخطف الابصار، و يختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من في



[ صفحه 64]



السموات و من في الارض، الا من شاء الله تعالي، ثم ينفخ فيه اخري فاذا هم قيام ينظرون، فانا لله و انا اليه راجعون. قال الراوي: فبکي علي عليه السلام بکاء شديدا، حتي بل لحيته بالدموع، ثم انحدر عن المنبر، و قد اشرفت الناس علي الهلاک من هول ما سمعوه. قال الراوي: فتفرقت الي منازلهم و بلدانهم و اوطانهم، و هم متعجبون من کثره فهمه و غزاره علمه، و قد اختلفوا في معناه اختلافا عظيما.



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] فصلت، 46:41

[2] مائده، 55:5

[3] اعلي، 87: 4 - 2.

[4] بقره، 261:2

[5] شوري، 13:42