بازگشت

اخبار استدل بها علي ان الامام موسي الکاظم هو القائم و انه حي


فإن قيل: کيف تعولون علي هذه الاخبار و تدعون العلم بموته، و الواقفة تروي إخبارا کثيرة تتضمن أنه لم يمت، و أنه القائم المشار إليه، موجودة في کتبهم و کتب أصحابکم، فکيف تجمعون بينها؟ و کيف تدعون العلم بموته مع ذلک؟.

قلنا: لم نذکر هذه [الاخبار] [1] إلا علي جهة [2] الاستظهار و التبرع، لا لانا احتجنا إليها في العلم بموته لان العلم بموته حاصل لا يشک فيه کالعلم بموت آبائه عليهم السلام، و المشکک في موته کالمشکک في موتهم، و موت کل من علمنا بموته.

و إنما استظهرنا بإيراد هذه الاخبار تأکيدا لهذا العلم، کما نروي إخبارا کثيرة فيما نعلم بالعقل و الشرع و ظاهر القرآن و الاجماع و غير ذلک، فنذکر في ذلک إخبارا علي وجه التأکيد.

فأما ما ترويه الواقفة فکلها أخبار آحاد لا يعضدها حجة، و لا يمکن ادعاء العلم بصحتها، و مع هذا فالرواة لها مطعون عليهم، لا يوثق بقولهم و رواياتهم و بعد هذا کله فهي متأولة [3] .

و نحن نذکر جملا مما رووه و نبين القول فيها، فمن ذلک أخبار ذکرها أبو محمد علي بن أحمد العلوي الموسوي في کتابه في نصرة الواقفة .

25 - قال: حدثني محمد بن بشر [4] قال: حدثني الحسن بن سماعة [5] عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا ينسجني و القائم أب [6] .



[ صفحه 44]



فهذا أولا خبر واحد لا يدفع المعلوم لاجله، و لا يرجع إلي مثله، و ليس يخلو أن يکون المراد به أنه ليس بيني و بين القائم أب أو أراد لا يلدني و إياه أب، فإن أراد الاول فليس فيه تصريح بأن موسي هو القائم، و لم لا يجوز أن يکون المراد غيره کما قالت الفطحية.

إن الامام بعد أبي عبد الله عليه السلام عبد الله الافطح إبنه، و إذا احتمل ذلک سقط الاحتجاج به، علي أنا قد بينا أن کل إمام يقوم بعد الاول يسمي قائما فعلي هذا يسمي موسي قائما و لا يجئ منه ما قالوه، علي أنه لا يمتنع أن يکون أراد ردا علي الاسماعيلية الذين ذهبوا إلي إمامة محمد بن إسماعيل بعد أبي عبد الله عليه السلام فإن إسماعيل مات في حياته، فأراد: الذي يقوم مقامي ليس بيني و بينه أب بخلاف ما قالوه، و إن أراد أنه لم يلده و إياه أب نفيا للامامة عن إخوته فإنا نقول: بذلک مع أنه ليس ذلک قولا لاحد.

26 - قال الموسوي: و أخبرني علي بن خلف الانماطي قال: حدثنا عبد الله بن وضاح [7] ، عن يزيد الصائغ [8] قال: لما ولد لابي عبد الله عليه السلام أبو الحسن عليه السلام عملت له أوضاحا [9] و أهديتها إليه، فلما أتيت أبا عبد الله عليه السلام بها قال لي: يا يزيد أهديتها و الله لقائم آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم [10] .

فهو مع کونه خبرا واحدا رجاله معروفين، و لو سلم لکان الوجه فيه ما قلناه: من أنه القائم من بعده بلا فصل علي ما مضي القول فيه.

27 - قال الموسوي: و حدثني أحمد بن الحسن الميثمي [11] ، عن أبيه، عن



[ صفحه 45]



أبي سعيد المدائني [12] قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله استنقذ بني إسرائيل من فرعونها بموسي بن عمران، و إن الله مستنقذ هذه الامة من فرعونها بسميه [13] .

فالوجه فيه: أيضا مع أنه خبر واحد إن الله استنقذهم بأن دلهم علي إمامته و الابانة عن حقه بخلاف ما ذهبت إليه الواقفة.

28 - قال: و حدثني حنان بن سدير قال: کان أبي جالسا و عنده عبد الله بن سليمان الصيرفي [14] و أبو المراهف و سالم الاشل [15] ، فقال عبد الله بن سليمان لابي: يا أبا الفضل أعلمت أنه ولد لابي عبد الله عليه السلام غلام فسماه فلانا؟ - يسميه باسمه -.

فقال سالم: إن هذا الحق، فقال عبد الله: نعم فقال سالم: و الله لان يکون حقا أحب إلي من أن أنقلب إلي أهلي بخمسمائة دينار، و إني محتاج إلي خمسة دراهم أعود بها علي نفسي و عيالي.

فقال له عبد الله بن سليمان: و لم ذاک؟ قال: بلغني في الحديث أن الله عرض سيرة قائم آل محمد علي موسي بن عمران فقال: أللهم اجعله من بني إسرائيل فقال له: ليس إلي ذلک سبيل، فقال: أللهم اجعلني من أنصاره فقيل له: ليس إلي ذلک سبيل، فقال: أللهم اجعله سميي فقيل له: أعطيت ذلک [16] .



[ صفحه 46]



فلا أدري ما الشبهة في هذا الخبر لانه لم يسنده إلي إمام، و قال: بلغني في الحديث کذا، و ليس کلما يبلغه يکون صحيحا، و قد قلنا: إن من يقوم بعد الامام الاول يسمي قائما أو يلزمه من السيرة مثل سيرة الاول سواء فسقط القول به.

29 - قال: و روي زيد الشحام و غيره قال: سمعت سالما يقول: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تعالي عرض سيرة قائم آل محمد علي موسي بن عمران و ذکر الحديث و قد تکلمنا عليه مع تسليمه [17] .

30 - قال: و حدثني بحر بن زياد الطحان، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رجل: جعلت فداک إنهم يروون أن أمير المؤمنين عليه السلام قال بالکوفة علي المنبر: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلک اليوم حتي يبعث الله رجلا مني يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا.

فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم قال: فأنت هو؟ فقال: لا ذاک سمي فالق البحر [18] .

فالوجه فيه: بعد کونه خبرا واحدا إن لسمي فالق البحر أن يقوم بالامر و يملاها قسطا و عدلا إن مکن من ذلک، و إنما نفاه عن نفسه تقية من سلطان الوقت لا نفي استحقاقه للامامة.

31 - قال: و حدثني أبو محمد الصيرفي [19] ، عن الحسين بن سليمان، [20] .



[ صفحه 47]



عن ضريس الکناسي [21] عن أبي خالد الکابلي [22] قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام و هو يقول: إن قارون کان يلبس الثياب الحمر، و إن فرعون کان يلبس السود و يرخي الشعور، فبعث الله عليهم موسي عليه السلام، و إن بني فلان لبسوا [23] السواد و أرخوا الشعور و أن الله تعالي مهلکهم بسميه [24] .

32 - قال: و بهذا الاسناد قال: تذاکرنا عنده القائم فقال: إسمه إسم لحديدة الحلاق [25] .

فالوجه فيه: بعد کونه خبرا واحدا ما قدمناه من أن موسي هو المستحق للقيام للامر بعد أبيه، و يحتمل أيضا أن يريد أن الذي يفعل ما تضمنه الخبر و الذي له العدل [26] و القيام بالامر يتمکن منه من ولد موسي.

ردا علي الذين قالوا: ذلک في ولد إسماعيل و غيره، فأضافه إلي موسي عليه السلام لما کان ذلک في ولده: کما يقال: الامامة في قريش، و يراد بذلک في أولاد قريش و أولاد أولاد من ينسب إليه.

33 - قال: و روي جعفر بن سماعة [27] ، عن محمد بن الحسن، عن أبيه



[ صفحه 48]



الحسن بن هارون [28] قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إبني هذا - يعني أبا الحسن عليه السلام - هو القائم، و هو من المحتوم، و هو الذي يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا [29] .

فالوجه فيه: أيضا ما قدمناه في غيره.

34 - قال: و حدثني عبد الله بن سلام، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من المحتوم أن ابني هذا قائم هذه الامة، و صاحب السيف - و أشار بيده إلي أبي الحسن عليه السلام - [30] .

فالوجه فيه أيضا ما قدمنا [ه] [31] في غيره سواء من أن له ذلک استحقاقا، أو يکون من ولده من يقوم بذلک فعلا.

35 - قال: و أخبرني علي بن رزق الله، عن أبي الوليد الطرائفي قال: کنت ليلة عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ نادي غلامه فقال: انطلق فادع لي سيد ولدي، فقال له الغلام، من هو؟ فقال: فلان - يعني أبا الحسن عليه السلام - [قال:] [32] فلم ألبث حتي جاء بقميص بغير رداء - إلي أن قال: - ثم ضرب بيده علي عضدي و قال: يا أبا الوليد کاني بالراية السوداء صاحبة الرقعة الخضراء تخفق فوق رأس هذا الجالس و معه أصحابه يهدون جبال الحديد هدا، لا يأتون علي شيء إلا هدوه، قلت: جعلت فداک هذا؟.

قال: نعم هذا يا أبا الوليد يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و عدوانا، يسير في أهل القبلة بسيرة علي بن أبي طالب عليه السلام يقتل أعداء الله حتي يرضي الله، قلت: جعلت فداک هذا؟ قال: هذا، ثم قال: فاتبعه و أطعه و صدقه و أعطه الرضا من نفسک فإنک ستدرکه إن شاء الله [33] .



[ صفحه 49]



فالوجه فيه أيضا أن يکون قوله: کاني بالراية علي رأس هذا أي علي رأس من يکون من ولد هذا، بخلاف ما يقول الاسماعيلية و غيرهم: من أصناف الملل الذين يزعمون أن المهدي منهم فأضافه إليه مجازا، علي ما مضي ذکر نظائره، و يکون أمره بطاعته و تصديقه، و أنه يدرک حال إمامته.

36 - قال: و حدثني عبد الله بن جميل [34] ، عن صالح بن أبي سعيد القماط [35] ، قال: حدثني عبد الله بن غالب.

قال: أنشدت أبا عبد الله عليه السلام هذه القصيدة: فإن تک أنت المرتجي للذي نري فتلک التي من ذي العلي فيک نطلب فقال: ليس أنا صاحب هذه الصفة، و لکن هذا صاحبها - و أشار بيده إلي أبي الحسن عليه السلام - [36] .

فالوجه فيه أيضا ما قلنا [ه] [37] في الخبر الاول: من أن صاحب هذا من ولده دون غيره ممن يدعي له ذلک.

37 - قال: و حدثني أبو عبد الله لذاذ [38] ، عن صارم بن علوان الجوخي [39] قال: دخلت أنا و المفضل و يونس بن ظبيان و الفيض بن المختار و القاسم [40] .



[ صفحه 50]



- شريک المفضل - علي أبي عبد الله عليه السلام و عنده إسماعيل إبنه، فقال الفيض: جعلت فداک نتقبل من هؤلاء الضياع فنقبلها بأکثر مما نتقبلها، فقال: لا بأس به، فقال له إسماعيل ابنه: لم تفهم يا أبه.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أنا لم أفهم، أقول لک، إلزمني فلا تفعل، فقال إسماعيل مغضبا، فقال الفيض إنا نري أنه صاحب هذا الامر من بعدک، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا و الله ما هو کذلک، ثم قال: هذا ألزم لي من ذلک - و أشار إلي أبي الحسن عليه السلام - و هو نائم فضمه إليه فنام علي صدره، فلما انتبه أخذ أبو عبد الله عليه السلام بساعده ثم قال: هذا و الله إبني حقا و الله يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا.

فقال له قاسم الثانية: هذا جعلت فداک؟ قال: إي و الله إبني هذا لا يخرج من الدنيا حتي يملا الله الارض به قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا ثلاث أيمان يحلف بها [41] .

فالوجه فيه: أيضا ما قلناه: من أن الذي يملا الارض قسطا و عدلا يکون من ولده دون ولد إسماعيل علي ما ذهب إليه قوم، فلذلک قرنه بالايمان علما منه بأن قوما يعتقدون في ولد إسماعيل هذا، فنفاه و قرنه بالايمان لتزول الشبهة و الشک و الريبة.

38 - قال: و حدثني حنان بن سدير، عن إسماعيل البزاز [42] قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن صاحب هذا الامر يلي الوصية و هو إبن عشرين سنة، فقال إسماعيل: فو الله ما وليها أحد قط کان أحدث منه، و إنه لفي السن الذي قال أبو عبد الله عليه السلام [43] .



[ صفحه 51]



فليس في هذا الخبر تصريح من الذي يقوم بهذا الامر، و إنما قال: يکون ابن عشرين سنة، و حمله الراوي علي ما أراد، و قول الراوي ليس بحجة، و لو حمل غيره علي غيره لکان [قد] [44] ساواه في التأويل فبطل التعلق به.

39 - قال: و حدثني إبراهيم بن محمد بن حمران، عن يحيي بن القاسم الحذاء [45] و غيره، عن جميل بن صالح، عن داود بن زربي، قال: بعث إلي العبد الصالح عليه السلام - و هو في الحبس - فقال: إئت هذا الرجل - يعني يحيي بن خالد - فقل له: يقول لک أبو فلان: ما حملک علي ما صنعت؟ أخرجتني من بلادي و فرقت بيني و بين عيالي.

فأتيته و أخبرته فقال: زبيدة طالق، و عليه أغلظ الايمان لوددت أنه غرم الساعة ألفي ألف، و أنت خرجت، فرجعت إليه فأبلغته، فقال: ارجع إليه فقل له: يقول لک: و الله لتخرجني أو لاخرجن [46] .

فلا أدري أي تعلق في هذا الخبر و دلالة علي أنه القائم بالامر، و إنما فيه إخبار بأنه إن لم يخرجه ليخرجن - يعني من الحبس - و مع ذلک فقد قرنه باليمين أنه إن لم يفعل به ليفعلن، و کلاهما لم يوجد، فإذا لم يخرجه يحيي کان ينبغي أن يخرج و إلا حنث في يمينه و ذلک لا يجوز عليه.

40 - قال: و حدثني إبراهيم بن محمد بن حمران عن إسماعيل بن منصور الزبالي قال: سمعت شيخا باذرعات - قد أتت عليه عشرون و مائة سنة - قال: سمعت عليا عليه السلام يقول علي منبر الکوفة: کاني بإبن حميدة قد ملاها عدلا و قسطا کما ملئت ظلما وجورا.

فقال إليه رجل فقال: أ هو منک أو من غيرک؟ فقال: لا بل هو رجل مني [47] .



[ صفحه 52]



فالوجه فيه: أن صاحب (هذا) [48] الامر يکون من ولد حميدة و هي أم موسي بن جعفر عليه السلام کما يقال: يکون من ولد فاطمة عليها السلام، و ليس فيه أنه يکون منها لصلبها دون نسلها، کما لا يکون کذلک إذا نسب إلي فاطمة عليها السلام، و کما لا يلزم (أن يکون) [49] ولده لصلبه و إن قال: إنه يکون مني، بل يکفي أن يکون من نسله.

41 - قال: و حدثني أحمد بن الحسن قال: حدثني يحيي بن إسحاق العلوي [50] ، عن أبيه قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فسألته عن صاحب هذا الامر من بعده قال: صاحب البهمة و أبو الحسن في ناحية الدار و معه عناق مکية و يقول لها: أسجدي لله الذي خلقک.

ثم قال: أما إنه الذي يملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما وجورا [51] .

فأول ما فيه: أنه سأله عن مستحق (هذا) [52] الامر بعده فقال: صاحب البهمة و هذا نص عليه بالامامة.

و قوله: أما إنه يملاها قسطا و عدلا (کما ملئت ظلما وجورا) [53] .

لا يمتنع أن يکون المراد أن من ولده من يملاها قسطا و عدلا، و إذا احتمل ذلک سقطت المعارضة.

42 - قال: و حدثني الحسين بن علي بن معمر، عن أبيه، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام و ذکر البداء لله فقال [54] : فما أخرج الله إلي الملائکة و أخرجه الملائکة إلي الرسل، فأخرجه الرسل إلي الآدميين فليس فيه بداء.



[ صفحه 53]



و أن من المحتوم أن إبني هذا هو القائم [55] .

فما يتضمن هذا الخبر من ذکر البداء معناه الظهور علي ما بيناه في موضع و قوله: إن المحتوم أن ابنه هو القائم معناه القائم بعده في موضع الامامة و الاستحقاق لها دون القيام بالسيف، علي ما مضي القول فيه.

43 - قال: و روي بقباقة - أخو بنين الصيرفي - قال: حدثني الاصطخري، أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: کاني بإبن حميدة علي أعوادها قد دانت له شرق الارض و غربها [56] .

فالوجه فيه: أيضا [أنه] [57] يکون من نسلها علي ما مضي القول فيه.

44 - قال: و حدثني محمد بن عطاء ضرغامة، عن خلاد اللؤلؤي قال: حدثني سعيد المکي [58] عن أبي عبد الله عليه السلام - و کانت له منزلة منه - قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سعيد [الائمة] [59] إثنا عشر إذا مضي ستة فتح الله علي السابع، و يملک منا أهل البيت خمسة و تطلع الشمس من مغربها علي يد السادس [60] .

فهذا الخبر: فيه تصريح بأن الائمة إثنا عشر، و ما قال بعد ذلک: من التفصيل يکون قول الراوي علي ما يذهب إليه الاسماعيلية.

45 - قال: و حدثني حنان بن سدير، عن أبي إسماعيل الابرص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام علي رأس السابع منا الفرج [61] .



[ صفحه 54]



يحتمل أن يکون السابع منه، لانه الظاهر من قوله منا إشارة إلي نفسه و کذلک نقول السابع منه [هو] [62] القائم [بالامر] [63] .

و ليس في الخبر السابع من أولنا و إذا احتمل ما قلناه، سقطت المعارضة به.

46 - قال: و حدثني عبد الله بن جبلة، عن سلمة بن جناح [64] ، عن حازم بن حبيب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن أبوي هلکا و قد أنعم الله علي و رزق أ فأتصدق عنهما و أحج؟ فقال: نعم.

ثم قال بيمينه: يابا حازم من جاءک يخبرک عن صاحب هذا الامر أنه غسله و کفنه و نفض التراب من قبره فلا تصدقه [65] .

فإنما فيه: أن صاحب هذا الامر لا يموت حتي يقوم بالامر و لم يذکر من هو، و الفائدة فيه أن في الناس من اعتقد أنه يموت و يبعثه الله و يحييه - علي ما سنبينه - فکان هذا ردا عليه و لا شبهة فيه.

47 - قال: و حدثني أبو محمد الصيرفي، عن عبد الکريم بن عمرو [66] ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: کاني بابني هذا - يعني أبا الحسن عليه السلام - قد أخذه بنو فلان فمکث في أيديهم حينا و دهرا، ثم خرج من أيديهم فيأخذ بيد رجل من ولده حتي ينتهي (به) [67] إلي جبل رضوي [68] [69] .



[ صفحه 55]



فهذا الخبر: لو حمل علي ظاهره لکان کذبا، لانه حبس في الاولة و خرج و لم يفعل ما تضمنه، و في الثانية لم يخرج.

ثم ليس فيه أن من يأخذ [70] بيد رجل من ولده حتي ينتهي إلي جبل رضوي [71] أنه يکون القائم و صاحب السيف الذي يظهر علي الارض فلا تعلق بمثل ذلک.

48 - قال: و حدثني جعفر بن سليمان [72] ، عن داود الصرمي [73] ، عن علي بن أبي حمزة قال: قال [لي] [74] أبو عبد الله عليه السلام: من جاءک فقال لک: أنه مرض إبني هذا، و أغمضه و غسله و وضعه في لحده، و نفض يده من تراب قبره، فلا تصدقه [75] .

فهذا الخبر: رواه ابن أبي حمزة و هو مطعون عليه و هو واقفي و سنذکر [76] ما دعاه إلي القول بالوقف.

علي أنه لا يمتنع أن يکون المراد به الرد علي من ربما يدعي أنه تولي تمريضه و غسله و يکون في ذلک کاذبا، لانه مرض في الحبس، و لم يصل إليه من يفعل ذلک و تولي بعض مواليه - علي ما قدمناه - غسله، و عند قوم من أصحابنا تولاه إبنه.

فيکون قصد [77] البيان عن بطلان قول من يدعي ذلک.



[ صفحه 56]




پاورقي

[1] من نسخ أ، ف، م و البحار.

[2] في نسخة ف : وجه و کذا في نسختي أ، م .

[3] عنه البحار: 48 / 251 و العوالم: 21 / 509.

[4] قال الشيخ في الفهرست: محمد بن بشر له کتاب.

[5] هو الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد الکندي الصيرفي، من شيوخ الواقفة، کثير الحديث فقيه، ثقة، و کان يعاند في الوقف و يتعصب توفي سنة 263.

(راجع معجم رجال الحديث ح 4 و 5).

[6] لم نجد له تخريجا.

[7] قال النجاشي: عبد الله بن وضاح کوفي ثقة من الموالي صاحب أبا بصير يحيي بن القاسم کثيرا.

وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الکاظم عليه السلام.

[8] عده البرقي من أصحاب الباقر عليه السلام.

و قال الکشي: ذکر فضل بن شاذان في بعض کتبه أن يزيد الصائغ من الکذابين المشهورين.

[9] الوضح: الحلي من الفضة جمعه أوضاح (القاموس المحيط).

[10] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 30.

[11] قال النجاشي: أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار مولي بني أسد روي عن الرضا عليه السلام، ثقة، صحيح الحديث، معتمد عليه.

[12] عده البرقي و الشيخ في رجالهما من أصحاب الصادق عليه السلام.

[13] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 31.

[14] قال النجاشي: عبد الله بن سليمان الصيرفي مولي کوفي، روي عن جعفر بن محمد عليه السلام له أصل رواه.

[15] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام قائلا: بياع المصاحف و الظاهر أنه سالم بن عبد الرحمن الاشل.

[16] لم نجد له تخريجا.

[17] أي في حديث 28.

[18] لم نجد له تخريجا.

[19] الظاهر أنه الحسن بن علي الوشاء.

قال النجاشي: الحسن بن علي بن زياد الوشاء بجلي کوفي.

قال أبو عمرو: و يکني بأبي محمد الوشاء، و هو ابن بنت إلياس الصيرفي الخزاز خير.

[20] عده الشيخ من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: الحسين بن سليمان الکناني الکوفي أبو عبد الله.

[21] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: ضريس بن عبد الملک بن أعين الشيباني الکوفي، أبو عمارة.

و قال الکشي: قال حمدوية: سمعت أشياخي يقولون: ضريس إنما سمي بالکناسي لان تجارته بالکناسة و کان تحته بنت حمران و هو خير، فاضل، ثقة.

[22] عده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام قائلا: کنکر يکني أبا خالد الکابلي و قيل: أن إسمه وردان.

و أخري في أصحاب الباقر عليه السلام و ثالثة في أصحاب الصادق عليه السلام.

[23] في نسخة أ، ف، م للبسوا.

[24] لم نجد لهما تخريجا.

[25] لم نجد لهما تخريجا.

[26] في نسخ أ، ف، م له بسط العدل.

[27] عده الشيخ و البرقي في رجالهما من أصحاب الصادق عليه السلام.

وعده الشيخ تارة أخري في أصحاب الکاظم عليه السلام قائلا: واقفي.

و استظهر السيد الخوئي: أنه جعفر بن محمد بن سماعة الذي وثقه النجاشي.

[28] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام.

[29] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 32.

[30] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 33.

[31] من نسخ أ، ف، م .

[32] من نسخ أ، ف، م .

[33] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 34 مختصرا.

[34] لم نجد له ذکرا في کتب الرجال فلعل الصحيح عبد الله عن جميل و المراد من الجميل هو جميل بن دراج و من عبد الله إما عبد الله بن جبله أو عبد الله بن حماد أو عبد الله بن المغيرة.

[35] قال النجاشي: صالح بن سعيد أبي سعيد القماط مولي بني أسد کوفي وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام.

[36] عنه إثبات الهداة: 3 / 163 ح 35.

[37] من نسخ أ، ف، م .

[38] في نسخ أ، ف، م لزاز.

[39] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، و في نسخة ف الحضرمي (الجوخي خ ل) و في نسختي أ، م الحضرمي.

[40] هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي.

عده الشيخ و البرقي من أصحاب الصادق عليه السلام، و في الکافي: و کان رجل صدق (الروضة ح 562).

[41] لم نجد له تخريجا.

[42] قال الشيخ في رجاله: إسماعيل بن زياد البزاز، الکوفي، الاسدي، تابعي من أصحاب الباقر عليه السلام روي عنه و عن أبي عبد الله عليهما السلام.

وعده من أصحاب الصادق عليه السلام أيضا.

[43] لم نجد له تخريجا.

[44] من نسخ أ، ف، م .

[45] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام، وعده من أصحاب الکاظم عليه السلام أيضا قائلا: واقفي.

[46] عنه البحار: 48 / 237 ح 44 و العوالم: 21 / 438 ح 1.

[47] لم نجد له تخريجا.

[48] ليس في نسخ أ، ف، م .

[49] ليس في نسخ أ، ف، م .

[50] في الاثبات: أحمد بن إسحاق العلوي.

[51] عنه إثبات الهداة: 3 / 164 ح 36.

[52] ليس في نسخ أ، ف، م .

[53] ليس في نسخ أ، ف، م .

[54] في نسخ أ، ف، م و ذکر البداء فقال: لله البداء.

[55] ذيله في إثبات الهداة: 3 / 164 ح 37.

[56] لم نجد له تخريجا.

[57] من نسخ أ، ف، م .

[58] سعيد المکي يطلق علي أربعة أشخاص کلهم من أصحاب الصادق عليه السلام.

[59] من إثبات الهداة.

[60] عنه إثبات الهداة: 1 / 545 ح 361 مختصرا.

[61] عنه إثبات الهداة: 3 / 499 ح 274.

[62] من نسخ أ، ف، م .

[63] من نسخ أ، ف، م .

[64] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: سلمة بن جناح الکوفي.

[65] صدره في مستدرک الوسائل: 8 / 71 ح 5 و ذيله في إثبات الهداة: 3 / 499 ح 275 و يأتي نحو ذيله في ح 407 و له تخريجات نذکرها هناک.

[66] قال النجاشي: عبد الکريم بن عمرو بن صالح الخثعمي، مولاهم کوفي، روي عن أبي عبد الله و أبو الحسن عليهما السلام ثم وقف علي أبي الحسن عليه السلام! کان ثقة ثقة، عينا يلقب کرام.

[67] ليس في نسخ أ، ف، م .

[68] رضوي بفتح أوله و سکون الثانية جبل بالمدينة، و هو من ينبع علي مسيرة يوم و من المدينة علي سبع مراحل، ميامنه طريق مکة و مياسره طريق البريراء.

(معجم البلدان).

[69] عنه إثبات الهداة: 3 / 95 ح 56.

[70] في نسخ أ، ف، م : ليس فيه أنه يأخذ.

[71] في نسخة ف : حتي ينتهي به إلي جبل رضوي.

[72] عده الشيخ في رجاله من أصحاب الکاظم و الهادي عليهما السلام.

[73] قال النجاشي: داود بن مافنة الصرمي مولي بني قرة ثم بني صرمة منهم کوفي روي عن الرضا عليه السلام، يکني أبا سليمان، و بقي إلي أيام أبي الحسن العسکري عليه السلام.

[74] من نسخ أ، ف، م .

[75] لم نجد له تخريجا.

[76] يأتي في ح 65 و ما بعده.

[77] في نسخة ف فصل (قصد خ ل).