التوقيعات الواردة علي اقوام ثقات في زمان السفراء المحمودين
قد ذکرنا جملا من أخبار السفراء و الابواب في زمان الغيبة، لان صحة ذلک
[ صفحه 415]
مبني علي ثبوت إمامة صاحب الزمان عليه السلام و في ثبوت وکالتهم، و ظهور المعجزات علي أيديهم دليل واضح علي إمامة من انتموا إليه [1] ، فلذلک ذکرنا هذا، فليس لاحد أن يقول: ما الفائدة في ذکر أخبارهم فيما يتعلق بالکلام في الغيبة، لانا قد بينا فائدة ذلک، فسقط هذا الاعتراض [2] و قد کان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل.
منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله.
391 - أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي [3] ، عن صالح بن أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين و مائتين قبض شيء، فامتنعت من ذلک و کتبت أستطلع الرأي، فأتاني الجواب: بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا [4] .
392 - و روي محمد بن يعقوب الکليني عن أحمد بن يوسف الشاشي [5] قال: قال لي محمد بن الحسن الکاتب المروزي: وجهت إلي حاجز الوشاء مائتي دينار و کتبت إلي الغريم [6] بذلک فخرج الوصول، و ذکر: أنه کان [له] [7] قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه مائتي دينار، و قال: إن أردت أن تعامل أحدا فعليک
[ صفحه 416]
بأبي الحسين الاسدي بالري.
فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه بعد يومين أو ثلاثة، فأعلمته بموته، فاغتم.
فقلت [له] [8] : لا تغتم فإن لک في التوقيع إليک دلالتين، احداهما إعلامه إياک أن المال ألف دينار، و الثانية أمره إياک بمعاملة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز [9] .
393 - و بهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال: عزمت علي الحج و تأهبت [10] فورد علي: نحن لذلک کارهون فضاق صدري و اغتممت و کتبت أنا مقيم بالسمع و الطاعة أني مغتم بتخلفي عن الحج، فوقع لا يضيقن صدرک، فإنک تحج من قابل .
فلما کان من قابل استأذنت فورد الجواب، فکتبت إني عادلت محمد بن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الجواب: الاسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر [11] عليه قال: فقدم الاسدي فعادلته [12] .
394 - محمد بن يعقوب [13] عن علي بن محمد، عن محمد بن شاذان النيشابوري قال: اجتمع عندي خمسمأة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن ينقص هذا المقدار، فوزنت من عندي عشرين درهما و دفعتها إلي الاسدي، و لم أکتب بخبر نقصانها وأني أتممتها من مالي، فورد الجواب:
[ صفحه 417]
قد وصلت الخمسمائة التي لک فيها عشرون [14] .
و مات الاسدي علي ظاهر العدالة لم يتغير و لم يطعن عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة و ثلاثمأة.
و منهم أحمد بن إسحاق و جماعة خرج التوقيع في مدحهم:
395 - روي أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبي محمد الرازي قال: کنت و أحمد بن أبي عبد الله بالعسکر، فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال: أحمد بن إسحاق الاشعري، و إبراهيم بن محمد الهمداني، و أحمد بن حمزة بن اليسع ثقات [15] .
[ صفحه 419]
پاورقي
[1] في البحار: ائتموا إليه.
[2] من قوله: و جنون أبي دلف إلي هنا في البحار: 51 / 379.
[3] قال النجاشي: محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالک الاشعري القمي، أبو جعفر، کان ثقة في الحديث.
[4] عنه البحار: 51 / 362 ح 10.
[5] قال السمعاني في الانساب: الشاشي بالالف الساکنة بين الشينين، هذه النسبة إلي مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها: الشاش و هي من ثغور الترک.
و في الخرائج و عنه البحار: محمد بن يوسف الشاشي.
[6] قال الشيخ المفيد (ره) في الارشاد: 354 هذا رمز کانت الشيعة تعرفه قديما بينها و يکون خطابها عليه السلام للتقية.
[7] من نسخ أ، ف، م .
[8] من البحار و نسختي ف، ح .
[9] عنه البحار: 51 / 363.
و في إثبات الهداة: 3 / 693 ح 114 عنه و عن الخرائج: 2 / 695 ح 10 عن محمد بن يوسف الشاشي نحوه مفصلا.
و أخرجه في البحار: 51 / 294 ح 5 و مدينة المعاجز: 616 ح 100 عن الخرائج.
[10] في نسخة ف تهيأت.
[11] في البحار: فلا تختره عليه.
[12] عنه البحار: 51 / 363.
[13] الکافي: 1 / 523 ح 23 باختلاف يسير و عنه إعلام الوري: 420 و مدينة المعاجز: 602 ح 43.
[14] عنه البحار: 51 / 363.
و أخرجه في البحار المذکور ص 325 ح 44 عن کمال الدين: 485 ح 5 - باسناده عن علي بن محمد نحوه - و إرشاد المفيد: 355 - باسناده إلي الکليني - و الخرائج: 2 / 697 ح 14 نحوه.
و في البحار المذکور ص 339 ح 65 عن الکمال: 509 ح 38 باسناده عن محمد بن شاذان بن نعيم الشاذاني.
و في البحار أيضا ص 295 ح 8 عن الخرائج.
و في منتخب الانوار المضيئة: 116 عن المفيد.
و في الصراط المستقيم: 2 / 247 و کشف الغمة: 2 / 456 و المستجاد: 540 عن الارشاد.
و في إثبات الهداة: 3 / 663 ح 22 عن الکافي و الکمال و الخرائج و کتابنا هذا و إعلام الوري و الارشاد و الکشف و عن تقريب المعارف: 196 عن محمد بن شاذان النيسابوري.
و رواه في دلائل الامامة: 286 باسناده عن علي بن محمد کما في الکمال ص 485 باختلاف يسير.
[15] عنه البحار: 51 / 363.