بازگشت

ذکر ابي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري


(ذکر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري و القول فيه) فلما مضي أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد عليه السلام عليه و نص أبيه عثمان عليه بأمر القائم عليه السلام.

321 - فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي و ابن قولويه (عن أبيه) [1] عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، و ذکر الحديث الذي قدمنا ذکره [2] .

322 - و أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعکبري، کلهم عن محمد بن يعقوب الکليني رحمه الله تعالي، عن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيي، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري القمي، فغمزني أحمد [بن إسحاق] [3] أن أسأله عن الخلف.

فقلت له: يا با عمرو إني أريد [أن] [4] أسألک و ما أنا بشاک فيما أريد أن



[ صفحه 360]



أسألک عنه، فإن اعتقادي و ديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا کان قبل (يوم) [5] القيامة بأربعين يوما، فإذا کان ذلک وقعت [6] الحجة و غلق باب التوبة (فلم يکن ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا) [7] فأولئک أشرار من خلق الله عز و جل، و هم الذين تقوم عليهم القيامة و لکن [8] أحببت أن أزداد يقينا، فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه (أن يريه کيف يحيي الموتي فقال: أو لم تؤمن قال بلي و لکن ليطمئن قلبي) [9] و قد أخبرنا أحمد بن إسحاق أبو علي عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته فقلت له: لمن أعامل و عمن آخذ و قول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدي إليک فعني يؤدي، و ما قال لک فعني يقول فاسمع له و أطع، فإنه الثقة المأمون.

قال: و أخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلک فقال له: العمري و ابنه ثقتان، فما أديا إليک فعني يؤديان، و ما قالا لک فعني يقولان، فاسمع لهما و أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيک.

قال: فخر أبو عمرو ساجدا و بکي، ثم قال: سل فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام؟ فقال: أي و الله و رقبته مثل ذا و أومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات قلت: فالإِسم قال: محرم عليکم أن تسألوا عن ذلک، و لا أقول هذا من عندي و ليس لي أن أحلل و أحرم و لکن عنه عليه السلام.

فإن الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضي و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه، و أخذه من لا حق له، و صبر علي ذلک، و هو ذا عياله يجولون و ليس [10] .



[ صفحه 361]



أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم [11] شيئا، و إذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله و أمسکوا عن ذلک.

قال الکليني: و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا، و قد قدمنا هذه الرواية فيما مضي من الکتاب [12] .

323 - و أخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، عن أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري قال: خرج التوقيع إلي الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه في التعزية بأبيه رضي الله تعالي عنه.

و في فصل من الکتاب: إنا لله و إنا إليه راجعون تسليما لامره و رضي بقضائه، عاش أبوک سعيدا و مات حميدا فرحمه الله و ألحقه بأوليائه و مواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهدا في أمرهم، ساعيا فيما يقربه إلي الله عز و جل وإليهم، نضر الله وجهه، و أقاله عثرته .

و في فصل آخر، أجزل الله لک الثواب و أحسن لک العزاء، رزئت و رزئنا و أوحشک فراقه و أوحشنا، فسره الله في منقلبه، [و] [13] کان من کمال سعادته أن رزقه الله تعالي ولدا مثلک يخلفه من بعده، و يقوم مقامه بأمره، و يترحم عليه، و أقول الحمد لله، فإن الانفس طيبة بمکانک، و ما جعله الله عز و جل فيک و عندک، أعانک الله و قواک و عضدک و وفقک، و کان لک وليا و حافظا و راعيا و کافيا [14] .



[ صفحه 362]



324 - و أخبرني جماعة، عن هارون بن موسي، عن محمد بن همام قال: قال لي عبد الله بن جعفر الحميري: لما مضي أبو عمرو رضي الله تعالي عنه أتتنا الکتب بالخط الذي کنا نکاتب به بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه [15] .

325 - و بهذا الاسناد عن محمد بن همام، قال: حدثني محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين و مائتين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي [16] أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو: و الا بن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الاب رضي الله عنه و أرضاه و نضر وجهه، يجري عندنا مجراه، و يسد مسده، و عن أمرنا يأمر الابن و به يعمل، تولاه الله، فانته إلي قوله و عرف معاملتنا [17] ذلک [18] .

326 - و أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعکبري کلهم، عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي کتابا قد سئلت فيه عن مسائل أشکلت علي.

فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار عليه السلام - و ذکرنا الخبر فيما تقدم - و أما محمد بن عثمان العمري فرضي الله تعالي عنه و عن أبيه من قبل فإنه ثقتي و کتابه کتابي [19] .

327 - قال أبو العباس: و أخبرني هبة الله بن محمد ابن بنت أم کلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه عن شيوخه قالوا: لم تزل الشيعة مقيمة علي عدالة عثمان بن سعيد (و محمد بن عثمان رحمها الله تعالي إلي أن توفي أبو عمرو



[ صفحه 363]



عثمان ابن سعيد) [20] رحمه الله تعالي و غسله ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان، و تولي القيام به، و جعل الامر کله مردودا إليه، و الشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته و أمانته لما تقدم له من النص عليه بالامانة و العدالة، و الامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام و بعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد، لا يختلف في عدالته، و لا يرتاب بأمانته، و التوقيعات تخرج علي يده إلي الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي کانت تخرج في حياة أبيه عثمان، لا يعرف الشيعة في هذا الامر غيره، و لا يرجع إلي أحد سواه.

و قد نقلت عنه دلائل کثيرة، و معجزات الامام ظهرت علي يده، و أمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الامر بصيرة، و هي مشهورة عند الشيعة، و قد قدمنا طرفا منها فلا نطول بإعادتها، فإن في ذلک کفاية للمنصف إن شاء الله تعالي [21] .

328 - قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله ابن بنت أم کلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: کان لابي جعفر محمد بن عثمان العمري کتب مصنفة في الفقة مما سمعها من أبي محمد الحسن عليه السلام، و من الصاحب عليه السلام، و من أبيه عثمان بن سعيد، عن أبي محمد و عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام فيها کتب ترجمتها کتب الاشربة.

ذکرت الکبيرة أم کلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلي أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه، و کانت في يده.

قال أبو نصر: و أظنها قالت وصلت بعد ذلک إلي أبي الحسن السمري رضي الله عنه و أرضاه [22] .

329 - قال أبو جعفر بن بابويه روي (عن) [23] محمد بن عثمان العمري



[ صفحه 364]



قدس سره أنه قال: و الله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم کل سنة يري الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه [24] .

330 - و أخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسي بن المتوکل، عن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم، و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو عليه السلام يقول: أللهم أنجز لي ما وعدتني .

قال محمد بن عثمان رضي الله عنه: و رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الکعبة في المستجار و هو يقول: أللهم انتقم لي من أعدائک [25] .

331 - و بهذا الاسناد، عن محمد بن علي، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن سليمان الزراري [26] ، عن علي بن صدقة القمي رحمه الله [27] قال: خرج إلي محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ابتداء من مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم: إما السکوت و الجنة، و إما الکلام و النار، فإنهم إن وقفوا علي الاسم أذاعوه، و إن وقفوا علي المکان دلوا عليه [28] .

332 - قال ابن نوح: أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمد، قال: حدثني [أبو] [29] .



[ صفحه 365]



علي بن أبي جيد القمي رحمه الله قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال: دخلت علي أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لاسلم عليه، فوجدته و بين يديه ساجة و نقاش ينقش عليها و يکتب آيا من القرآن و أسماء الائمة عليهم السلم علي حواشيها [30] .

فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تکون فيه أوضع عليها أو قال: أسند إليها و قد عرفت منه [31] ، و أنا في کل يوم أنزل فيه [32] فأقرأ جزءا من القرآن (فيه) [33] فاصعد، و أظنه قال: فأخذ بيدي و أرانيه، فإذا کان يوم کذا و کذا من شهر کذا و کذا من سنة کذا و کذا صرت إلي الله عز و جل و دفنت فيه و هذه الساجة (معي) [34] .

فلما خرجت من عنده أثبت ما ذکره و لم أزل مترقبا به ذلک فما تأخر الامر حتي اعتل أبو جعفر، فمات في اليوم الذي ذکره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذکرها، و دفن فيه.

قال أبو نصر هبة الله: و قد سمعت هذا الحديث من [أبي] [35] علي و حدثتني به أيضا أم کلثوم بنت أبي جعفر رضي الله تعالي عنهما [36] .

333 - و أخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن علي بن الاسود القمي أن أبا جعفر العمري قدس سره حفر لنفسه قبرا و سواه بالساج، فسألته عن ذلک فقال: للناس أسباب،



[ صفحه 366]



و [37] سألته عن ذلک، فقال: قد أمرت أن أجمع أمري.

فمات بعد ذلک بشهرين رضي الله عنه و أرضاه [38] .

334 - و قال أبو نصر هبة الله: وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله و غفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادي الاولي سنة خمس و ثلاثمأة.

و ذکر أبو نصر هبة الله [بن] [39] محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع و ثلاثمأة، و أنه کان يتولي هذا الامر نحوا من خمسين سنة يحمل [40] الناس إليه أموالهم، و يخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي کان کان يخرج في حياة الحسن عليه السلام إليهم بالمهمات في أمر الدين و الدنيا و فيما يسألونه [41] من المسائل بالاجوبة العجيبة رضي الله عنه و أرضاه [42] .

قال أبو نصر هبة الله: إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الکوفة في الموضع الذي کانت دوره و منازله (فيه) [43] و هو الآن في وسط الصحراء قدس سره [44] .



[ صفحه 367]




پاورقي

[1] ليس في البحار.

[2] عنه البحار: 51 / 347 و تقدم ذکره في ح 246.

[3] من البحار و نسخ أ، ف، ح .

[4] من البحار و نسخ أ، ف، م .

[5] ليس في البحار.

[6] في البحار و نسخ أ، ف، م رفعت.

[7] مقتبس من آية: 158 أنعام.

[8] في نسخ أ، ف، م لکنني.

[9] مقتبس من آية: 260 البقرة.

[10] في نسخ أ، ف، م فليس.

[11] في نسخ أ، ف، م ينسبهم.

[12] عنه البحار: 51 / 347 و تقدم في ح 209 عن محمد بن يعقوب و له تخريجات ذکرناها هناک.

[13] من البحار.

[14] عنه البحار: 51 / 348 و عن الاحتجاج: 481 و کمال الدين: 510 ح 41.

و أخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 128 عن الکمال.

و أورده في الخرائج: 3 / 1112 ح 28 مختصرا.

[15] عنه البحار: 51 / 349 ح 2.

[16] عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسکري عليه السلام.

[17] في نسخ أ، ف، م معاملينا.

[18] عنه البحار: 51 / 349.

[19] تقدم بتمامه في ح 247، و له تخريجات ذکرناها هناک.

[20] ما بين القوسين ليس في البحار.

[21] عنه البحار: 51 / 350 ح 3.

[22] عنه البحار: 51 / 350.

[23] ليس في البحار.

[24] عنه البحار: 51 / 350، و في إثبات الهداة: 3 / 452 ح 68 عنه و عن الفقية: 2 / 520 ذح 3115 و عن الکمال: 440 ح 8 عن ابن المتوکل، عن الحميري، عن محمد بن عثمان العمري.

و أخرجه في الوسائل: 8 / 96 ح 8 و البحار: 52 / 152 ح 4 و حلية الابرار: 2 / 607 عن الکمال.

[25] تقدم في ح 222 مع تخريجاته.

[26] قال النجاشي: علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بکير بن أعين، أبو الحسن الزراري: کان له اتصال بصاحب الامر عليه السلام و خرجت إليه توقيعات، و کانت له منزلة في أصحابنا، و کان ورعا، ثقة، فقيها، لا يطعن عليه بشيء، له کتاب النوادر.

[27] قال النجاشي: علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمد بن علي الرقي الانصاري، أبو الحسن له کتاب عن الرضا عليه السلام، و کذا ذکره الشيخ في رجاله.

[28] عنه البحار: 51 / 351.

[29] من البحار و نسخ أ، ف، م .

[30] في نسخة ح حواشيها (جوانبها خ ل) و في نسخ أ، ف، م جوانبها.

[31] في البحار: عزفت منه و في نسخ أ، ف، م فرغت منه.

[32] في نسخ أ، ف، م إليه.

[33] ليس في البحار.

[34] في نسخ أ، ف، م معه.

[35] من البحار و نسخ أ، ف، م .

[36] عنه البحار: 51 / 351 و فلاح السائل: 74 و معادن الحکمة: 2 / 290.

و في البحار: 82 / 50 ح 40 عنه و عن فلاح السائل.

و في إثبات الهداة: 3 / 692 ح 111 مختصرا.

[37] في البحار و نسختي ح، ف ثم سألته، و کذا في الکمال.

[38] عنه البحار: 51 / 351 و عن کمال الدين: 502 ح 29.

و في إثبات الهداة: 3 / 677 ح 74 عنهما و عن إعلام الوري: 422 نقلا عن ابن بابويه.

و أخرجه في مدينة المعاجز: 612 ح 86 عن الکمال.

و أورده في الخرائج: 3 / 1120 ح 36 عن ابن بابويه مختصرا.

[39] من البحار.

[40] في البحار: فيحمل.

[41] في نسخ أ، ف، م يسألون.

[42] يعرف الشيخ محمد بن عثمان العمري عند أهل بغداد بالشيخ الخلاني و قبره في بغداد اليوم معروف يزوره الناس للتبرک به، و فيه عمارة مشيدة.

[43] ليس في البحار.

[44] عنه البحار: 51 / 352 ح 4.